أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - خطة فرنسية لمساعدة المنظمات الأهلية الفلسطينية في تحرير فلسطين














المزيد.....

خطة فرنسية لمساعدة المنظمات الأهلية الفلسطينية في تحرير فلسطين


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 4255 - 2013 / 10 / 24 - 15:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


كانت الدعوة واضحة تماماً من حيث موضوعها: دور المنظمات الأهلية الفلسطينية في عملية التحرر الوطني. وقد أحسست بدهشة حقيقية لأن اللقاء كان ممولاً. كنت أحمل بعض الآراء التي تتوهم أن الممول الغربي إنما يعمل على تدجين المواطن الفلسطيني وتعليمه فنون التعايش السلمي مع جيرانه الإسرائيليين. لكن الدعوة كانت لا تحتمل معنيين. وإذا كان هناك من شك في أخطاء مطبعية أو ما أشبه، فقد تولى ميسر اللقاء المهيب الذي احتوته قاعة فخمة من قاعات رام الله شرح أن الهدف من اللقاء هو مناقشة الاستراتيجيات المحددة لإنجاز عملية التحرر الوطني بالاستناد إلى استراتيجية متكاملة كتبت بتمويل فرنسي ونفذها خبير فلبيني. وقد بين أن الموضوع لا يلائمه الكلام العام الذي يصدر على عواهنه دون خطة واضحة مبنية على أسس علمية مع وجود مؤشرات (عفواً إندكيترز) قابلة للقياس الكمي. ولا بد أن سكنر عالم النفس الأمريكي الشهير ومستشار وكالة المخابرات المركزية الأمريكية كان سعيداً برؤية رام الله وهي تتقدم على طريق تطبيق المعايير العلمية في فكرها التحرري الهادف إلى الاستقلال وبناء الدولة. ذلك أن الرجل يعد الأبرز من بين المفكرين الذين دعوا إلى تكميم القياس وإلى استخدام الأدوات العلمية النفسية لغايات بناء البشر وعقولهم في السياسة وغيرها من الميادين.
أشار ميسر الجلسة إلى أن النص العربي نص ملتبس ومليء بالأخطاء، وأن المصطلحات غير واضحة. فسأل أحد أفراد الحضور عن السبب، ليأتيه الجواب بأن الوثيقة كتبت بالإنجليزية أصلاً من قبل الخبير الفلبيني الذي أبدع في رسم الخريطة الاستراتيجية لدور المنظمات الأهلية الفلسطينية في التحرير وإقامة الدولة المستقلة. المشكلة تتلخص في فشل المترجم المحلي في المحافظة على الدلالات الدقيقة للمفاهيم الإنجليزية. وفي الأحوال كلها يمكن تجاوز هذه الصعوبة بدون مشقة لأن معظم أعضاء الشبكة الفلسطينية يتقنون الإنجليزية. والواقع أنني لاحظت أكثر من مرة أن عدداً من الحضور قد تعثر في الكلام بالعربية واضطر (وأيضاً اضطرت) إلى اللجوء إلى التعبير الإنجليزي، على الرغم من أن طريقة لفظ الإنجليزية لم توح لي بالاقتراب من مستوى أبناء اللغة.
كان هناك عجوز أكل عليه الدهر وشرب يتململ في مقعده، ويتحفز لقول شيء. وبينما كان الميسر منهمكاً في توضيح طرق صياغة المؤشرات القابلة للقياس كمياً ومصادر المعلومات، وسبل التقييم وما إليها، انطلق العجوز خارج السياق بصوت بدا أقرب إلى الصياح: " ولكن كيف يمن للفرنسيين أن ينظموا تحركنا من أجل التحرير؟ هل الفرنسيين معنا أم مع إسرائيل؟" أوضح أحد الحضور أنه خلافاً لوهم هذا العجوز، فإن أوروبا إجمالاً مع الحرية والديمقراطية للعرب وفلسطين، وهي في ذلك على خلاف مع أمريكا بدرجة أو بأخرى. وقد ذكر الرجل عملهم المهم في تحرير ليبيا من حكم الطاغية القذافي، ودعمهم لتحرير لبنان من الاحتلال السوري، وأخيراً مواقفهم الحاسمة في دعم الثورة السورية. وهذا الموقف من دعم تحرير فلسطين يأتي في الواقع منسجماً مع السياق العام للمواقف الفرنسية المعتادة في دعم حركات التحرر في العالم أجمع.
بدا على العجوز بعض الضياع، ونظر إلي كأنما يطلب مني النصرة (ولا أقصد جبهة النصرة المدعومة فرنسياً بالطبع)، ولكني كنت أشغل نفسي باستراق النظر إلى عيون جميلة لإحدى الصبايا المشاركات في تدشين التحرك الفرنسي لتحرر فلسطين. ولذلك لم أتنبه لمراده إلا عندما زعق في وجهي: "ولكن أليست فرنسا القطب الثاني من أقطاب الاستعمار في العصر الحديث كله؟ أليست هي وأختها إنجلترا من أباد شعوباً بأكملها في القارات الست؟ أليست هي وأختها من ارتكبت الفظائع في كل شبر من أرض العرب؟"
تركت الرجل يتوجع مثلما يشتهي، لأنني هذه المرة كنت أستمع إلى أحد الشبان يتحدث عن صعوبة جدية تواجه عمل المنظمات لتحرير فلسطين، وتتمثل في احتمال التعرض للملاحقة من قبل إسرائيل أو السلطة، وقد سأل الشاب ببراءة استفزتني لأول مرة في هذا اللقاء: "هل لديكم اقتراح لإقناع إسرائيل بالسماح لنا بالنضال؟" فقلت بجدية مبالغ فيها قليلاً: "طبعاً يمكن لنا أن نكتب بروبوزال للفرنسيين، ولا بد أنهم لن يتأخروا عن دعم الفكرة." بدا هناك بعض الارتباك والحيرة على وجوه الجالسات والجالسين، ولكن الشاب صاحب السؤال أعرب عن تقديره لحسن تفكيري واقترح أن توضع الفكرة على جدول الأعمال.
عندما أدرت محرك السيارة من أجل العودة إلى مقر عملي، كان مذيع "أجيال" يسأل شقيق الشهيد محمد عاصي عن تفاصيل الاشتباك الذي دار بين محمد وبين جنود الاحتلال. جاء صوت الشاب مشرشراً وحزيناً: "ولكنني لم أكن معه أثناء وقوع العملية." أنا أيضاً لم أكن معه؛ فقد كنت أفكر في خطة تحرير فلسطين على الطريقة الفرنسية.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصرت روسيا وإيران، أما سوريا فلا
- مصر والعرب الآخرون وأوهام الديمقراطية
- على هامش -ملتقى الحوار الثقافي العربي الألماني- حول دور المث ...
- منتظر الزيدي يقول: أنا لا أردد تراتيل الهزيمة ولو مرت أمامي ...
- قصة الأزمة الرأسمالية الراهنة
- أشباح 1929 تخيم في فضاء الكونغرس أو: أهي آلام ولادة الجديد؟
- كيفية ابتياع الفياجرا أو حرية تدفق السلع في زمن العولمة
- أوباما: ظاهرة امبريالية جديدة؟
- خطاب بوش أمام الكنيست
- الجامعة العربية تترنح، لأنها دون جذور
- زيارة نجاد للعراق ووهم القنبلة النووية الايرانية
- الشعب الفلسطيني والشعب الفنزويلي
- سندي شيهان تكتشف أن أمريكا بلد الحزب واحد
- العرب بين التمركز والتذرر
- بين وندي وإدوارد سعيد
- صور من أمريكا - 3 - اليهود الأمريكان ودعم الحقوق الفلسطينية
- صور من أمريكا-2- موت الحصان البطل -باربارا-
- صور من أمريكا
- من إنتاج الإغاثة الزراعية
- اعتقال سعدات ومسرحة الحدث


المزيد.....




- ما سر قدرة هذه المنازل المستديرة على مقاومة الأعاصير؟
- لاريجاني: حزب الله ليس بحاجة لوصاية.. وهذا هدف الاتفاقية الأ ...
- جاع وبكى وفقد والده.. معاناة الصحفي أنس الشريف قبل مقتله وزم ...
- وفاة السيناتور الكولومبي ميغيل أوريبي بعد شهرين من محاولة اغ ...
- واشنطن تصنف الانفصاليين البلوش كجماعة إرهابية والجيش الباكست ...
- عاجل | مصادر في مستشفيات غزة: 12 شهيدا في غارات إسرائيلية عل ...
- روسيا تعلن إسقاط 25 مُسيرة أوكرانية وترامب يدعو البلدين لمبا ...
- ضعف حضور القدس في المناهج المغربية.. ضغط خارجي أم دوافع تربو ...
- بيتزا بنكهة المستقبل.. كيف يمزج مطعم في أبوظبي الذكاء الاصطن ...
- حريق هائل بعد تحطم طائرة أمام أعين الناس.. هل نجا الركاب؟


المزيد.....

- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - خطة فرنسية لمساعدة المنظمات الأهلية الفلسطينية في تحرير فلسطين