أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - أغلقوا المدارس/افتحوا بوابات الإنتاج والمقاومة














المزيد.....

أغلقوا المدارس/افتحوا بوابات الإنتاج والمقاومة


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 4554 - 2014 / 8 / 25 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




أنا جبان. نعم، أنا رجل جبان. ولو لم أكن جباناً لما تنكبت اليوم مشقة المزاحمة السخيفة والمملة لإيصال أطفالي إلى المدرسة. إذ ما الفائدة من المدارس؟ ماذا تقدم المدارس للوطن أو المواطن؟ أساليب النضال من أجل تحرير البلاد؟! طرق بناء الاقتصاد القائم على الإنتاج المتكئ على الذات؟! وما هي صلة مدارس الحكومة والوكالة ناهيك عن المدارس الخاصة بكل ما يجري في غزة وفلسطين؟
لكن ما هو المطروح أولاً على رأس جدول أعمال التاريخ لهذا البلد العربي الصغير المسمى فلسطين؟ هل من أحد يجهل الجواب؟ يقول لنا التاريخ الماكر مخرجاً لنا لسانه: ليس هناك من شيء قبل أن تكون متأكداً أن هناك أرضاً تقف عليها بثبات. يصبح كل ما تفعل محض أوهام. لا بد إذن من تحرير فلسطين، بعد ذلك لا بد من التوقف عن مرض الاستهلاك الذي لا يجدي، والتوقف عن شراء السلع المستوردة التي لا تلزم إلا في سياق الترف الفاجر، والمتلف لكل الأشياء.
من هنا لا بد أن أول شيء يجب أن تعلمه المدارس هو طرق المقاومة بأشكالها المختلفة. ثانياً لا بد من التدريب على أنواع الاستهلاك المقتصد الذي يؤسس للتراكم على طريق بناء اقتصاد منتج مستقل ومعتمد على نفسه. لا ضير بالطبع من التكامل مع الأمة إن كان هناك من فرصة لذلك في هذه اللحظة.
هل يعقل أن نذهب في الضفة إلى مدارسنا، كأن شيئاً لم يكن، وغزة تذبح من الوريد إلى الوريد، ومدارسها قد تحولت إلى إسكانات لمئات الآلاف من ضحايا العدوان البربري الإسرائيلي؟! غريب: "قمر على بعلبك
ودم على بيروت"
أو قمر على رام الله، ودم على غزة، مع المحبة والاعتذار لمحمود دوريش.
لكن هناك من سيقول: وهل علينا أن نمارس التجهيل في الوطن الفلسطيني كله، فنقدم للاحتلال هدية مجانية؟ هذا حقاً كلام حق، ولكنه في حاجة إلى فحص. إذ ماذا تفعل المدارس الفلسطينية التي لا تدرب على المقاومة، ولا على تنظيم الاستهلاك على أسس أكثر وعياً، أو على تطوير عقلية الإنتاج ضمن الشروط المحلية، وبالتكامل مع الإخوة الأعداء في باقي أقطار العروبة؟
تدرب المدارس الفلسطينية على الحفظ الصم لبعض المحتويات التي يتم نسيانها غداة تقديم الامتحان. لكن علينا أن نكون منصفين: تعلم الكتاتيب، عفواً المدارس الفلسطينية مبادئ القراءة والكتابة والحساب، والكثير من التعصب للرأي الواحد والحقيقة الواحدة. ما خلا ذلك معطيات data ليس هناك من يحتاجها.
نصيحة تربوية: لماذا لا نكتفي بتعليم مبادئ القراءة والحساب ثم نترك الطفل ينخرط في الحياة الاجتماعية؟
ذلك سؤال مزعج على الأرجح للنظام التعليمي، لأنه يفوت عليه فرصة "تضبيط" الطفل/المواطن، بغرض إنتاج شخص مشلول الإرادة والتفكير والرغبة في الفعل. التضبيط هو كلمة السر. فلا بد من تعليم الطفل طاعة الأوامر والتعليمات واحترام الحقيقة الواحدة التي لا يتطرق إليها الباطل من بين يديها ولا من خلفها. ثم هناك التطبيع، تطبيع الحياة. لا بد من أن نلقي في روع الصغار والكبار على السواء أننا نعيش حياة طبيعية فيها تعليم ومدارس ووظائف ودولة واقتصاد وسوق ...الخ. لكن ذلك غير صحيح، لأننا لا نسيطر على شيء في بلادنا. نحن تحت الاحتلال، وإزاحة الاحتلال شرط لكي تكون حياتنا طبيعية. يضحك الكثيرون من دخول المحتل قلب رام الله ليسلم أمراً إلى النائب خالدة جرار للذهاب إلى أريحا. نائب عن المجلس التشريعي. تخيلوا أن الجنود الكنديين يدخلون إلى واشنطون دي سي ويخبرون عضواً من أعضاء الكونغرس بأنه تحت الإقامة الجبرية وأن عليه يذهب إلى لوس أنجلوس. هل يمكن تصديق أن ذلك يسمح ببقاء دولة؟ فقط في حالتنا تظل الدولة موجودة في مستوى الشرطة وجهاز الإكراه الذي لا يقوم بدوره الأساس بحسب توماس هوبز في حماية الناس وأرضهم من اعتداء الدول الأخرى. ولا نعرف إن كان يقوم بحماية المواطن من اعتداء أخيه المواطن. بل لسنا متأكدين من أنه لا يتبرع باستغلال قوته للاعتداء على المواطنين المدنيين.
لا تعلم المدارس مبادئ التفكير، كما أنها لا تقدم مهارات حياتية من أي نوع. لكنها تعلم بعض الأشياء الأساس من أجل تخريج موظف لا ينتج شيئاً. هو موظف ينضم إلى جهاز بيروقراطي متضخم لا يمكن أن يظل قيد الحياة يوماً واحداً بدون التمويل الخارجي. فالاقتصاد الوطني المحلي لا يحتاجه من ناحية، ولا يقدر على تحمل نفقاته من ناحية أخرى. فكأن الخارج هو الذي يريد هذا الجهاز وهو الذي ينفق من جيبه عليه ليبقى قيد الحياة. هل هذا الإنفاق جزء من خطة الخارج –أوروبا، الولايات المتحدة- لمساعدتنا في تحرير فلسطين وبناء اقتصاد منتج معتمد على الذات؟ لا نظن أن هناك حاجة إلى الإجابة.
ليس هناك من صعوبة في إدراك أن إقامة الأبراج والشركات التي تبيع الناس الهواء وقطاع الخدمات الذي لا يفيد في شيء إلا في تحويل القيمة وفائضها إلى الخارج كما إلى جيوب حفنة من أبناء طبقة تعيش في السياق الاقتصادي السياسي لوضع يتكيف مع الاحتلال وحاجاته. والحقيقة أن حاجات الاستقرار التي تنبع من هذا الوضع تتناقض مع حاجات "عدم الاستقرار" التي يحتمها، لسوء الحظ، المشروع الوطني التحرري. أنظروا إلى غزة كيف تهدم أبراجها على رؤوس ساكنيها. يحضر محمود درويش ببصيرته الثاقبة بقوة:
"ماذا تريد يا أبي علماً
وماذا تنفع الأعلام؟
هل حمت المدينة من شظايا قنبلة؟"
ونحن بدورنا نسأل: هل تفيد المدارس وشركات الخدمات وقطاع المعمار المتضخمة مع اختفاء الزراعة والصناعة تقريباً في تحرر الوطن أو صمود أبنائه في المستويات المختلفة؟ أرأيتم أنا شخص جبان، ولو لم أكن كذلك لتلقفت دعوة منير فاشة الذكية والرائدة إلى "عدم قتل" الأطفال بإرسالهم إلى المدارس، والاكتفاء بتعليمهم بعض القراءة والكتابة ومبادئ العقل، لكن الأهم هو تعليمهم الكثير عن فنون مواجهة الأعداء وفنون الحياة الأخرى.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاومة الفلسطينية بين الإرهاب الإسرائيلي والإرهاب المصري
- داعش في بيتي
- غزة ومجتمع الفرجة وانتظار جودو إلى عادل سمارة
- غزة ومجتمع الفرجة وانتظار جودو
- انتصرت المقاومة
- هاشم أبو ماريا
- المقاومة الفلسطينية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
- غزة وشلال الدم واحتفالات التوجيهي
- غزة تتعمد بالدم في زمن مجاهدي داعش ومقاتلي التنمية
- المنظمات غير الحكومية في ديجور الفساد والبيروقراطية وعدم الف ...
- يحبونني موافقاً، يكرهونني معارضاً: من سمات الشخصية العربية ف ...
- إسرائيل رئيساً للجنة الدولية لتصفية الاستعمار صدق أو لا تصدق
- سيكولوجية المثليين والاقتصاد السياسي
- حول السلعة الميتة والإنسان الحي
- المخازي الأساس في الانتخابات السورية
- عزمي بشارة والانتخابات السورية والمصرية أو في حكمة الديمقراط ...
- فنون قتل الذكاء والإبداع في النشاطات الترفيهية المدرسية
- -متى ستقتلني؟- تسأل الفتاة خطيبها
- السيسي: إعادة إنتاج النظام
- استبدال الحمار/البغل بالسيارة


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - أغلقوا المدارس/افتحوا بوابات الإنتاج والمقاومة