أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أنا واحد كذاب !!














المزيد.....

أنا واحد كذاب !!


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 4585 - 2014 / 9 / 25 - 00:58
المحور: الادب والفن
    


أنا واحد كذاب !!
كنت مستغرقا في تأملاتي الوجودية حين داهمتني الرغبة في مواقعة عاهرتي حبيبتي وقاتلتي التي لم أستغن عنها ولم أطق الحياة معها ، فكنت أعيدها إلى بيتي بعد كل طلاق ، ولا أذكر أن شهرا مر علي دون أن أطلقها ، كما لا أذكر أن شهرا مر علي دون أن أعيدها إلى رحاب بيتي .. لذيذة ممتعة شهية .. لم تبخل علي يوما برحيقها كله لتدعه يتغلغل في خلايا جسدي ويملأ رئتي ويتسرب في خلايا دمي ويداعب الكريات الحمر والبيض فيه ، عكس رحيق الأخريات من النساء اللواتي ما أن أدع لساني يجوب تجويف أفواههن ويمتص ألسنهن ويرتشف لعابهن حتى يمتعضن بعض الشيء ويسارعن إلى دفعي نحو نحورهن لأقبلها ،أو نحو نهودهن لأرضعها وكأنني طفل ما زال يحن إلى الرضاعة ، والأسوأ أن يدفعن رأسي إلى أسفل وأسفل لأرغم على فعل ما لا يروق لي إلا مع من حظيت بعمق ولهي وتنعمت بتدفق مشاعري وبوح آهاتي وتمتعت بسحر لمساتي ، وغرقت في بحر صولاتي وجولاتي !!!
نهضت إليها وشرعت في امتصاص رحيقها بجنون لم تألفه من قبل ، راحت تغدق علي فيض عذوبتها إلى أن أحسست بإشباع ولو إلى حين ..
عدت إلى تأملاتي الوجودية لأجد نفسي هائما مع المطلق الأزلي عبر طاقته السارية في جسدي وفي الخلق .. كدت أتحول من مادة إلى طاقة تهيم في الكون يمكنها أن تنشيء الخلق الذي أحلم به حين باغتني هاتف من داخلي يصرخ بي :
" أنت واحد كذاب " !!
اللعنة "كذاب ؟! " حاولت أن أستجمع ذاتي لأخرج من حالتي الطاقية وأعود إلى جسدي المادي علني أعرف من هذا الذي يصرخ بي من داخلي ويعتبرني كذابا . لعله كبدي الذي طالما وعدته بالتوقف عن شرب الخمر حتى لا يتشمع ولم أف بوعدي ! أو لعله قلبي الذي وعدته بالحد من شدة انفعالاتي ،وفيض أحاسيسي ومشاعري ، ولم أف بوعدي ! لالا ، هو بالتأكيد رئتي اللتين وعدتهما بالتوقف عن التدخين حتى لايغلق النيكوتين مساماتهما ، ولم أف بوعدي كالعادة . ولم أرتح لتوقعاتي هذه فشطحت نحو دماغي الذي أثقلت عليه بالتفكير المتواصل ليس في الوجود فحسب ، بل في كل شيء في الحياة ، ولم أعده بشيء ولو بإجازة فكرية تريحه ليوم في الشهر من التفكير !!
ولم أتنبه لنفسي إلا والهاتف يصرخ بي ثانية ليخرجني من توقعاتي :
" ألم تعرفني بعد أيها الكذاب ؟! "
حاولت أن احافظ على هدوء أعصابي حتى لا يستفزني هذا الهاتف ، فهتفت :
" عفوا احترم نفسك وخاطبني بهدوء وقل لي من أنت ؟ "
" وهل تركت لي مجالا لاحترامك وأنت تكذب علي كل يوم ؟! "
" لكن أنا أدعي أنني لم أكذب في حياتي فكيف أكذب عليك وكل يوم ؟! "
" كم مرة وعدتني بترك عاهرتك ولم تف بوعدك ؟ وكم مرة وعدتني بالتقليل من مواقعتها على الأقل ولم تف بوعدك ، وما تزال تواقعها حوالي أربعين مرة في اليوم ، إنك تقتلني أيها القاتل " !!
" قاتل أيضا ؟! من أنت بحق السماء ؟ ولماذا تغار من عاهرتي إلى هذا الحد ؟! "
ولا يمكن لأحد أن يتصور مدى دهشتي ، ومدى حزني وألمي وقلقي وأسفي وندمي ، حين راح هاتفي يصرخ باكيا من أعماقه :
" أنا نفسك ، أنا روحك ، أنا طاقتك ، أنا الحياة السارية في كل خلية في جسدك ، أنا مطلقك الأزلي الذي أوجدك ، أنا إلهك ، فرأفة بي ، رأفة بي ، لا تقتلني ، الحياة جميلة وينبغي أن تعاش ، ومثلك هو من يليق به العيش لأنني في حاجة إليه ، فلا تقتلني ، لا تقتلني "
ولم أجد نفسي إلا وأنا أبكي وألقي برأسي على يدي فوق المائدة وأهتف في أعماقي :
" عذرا يا نفسي ، عذرا يا نفسي ، عذرا يا نفسي ، أنا حقا كذاب ، وعاجز عن حمايتك "
******
م. ش. 24-9- 012



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في قصة الخلق التوراتية (7)
- قراءة في قصة الخلق التوراتية (6)
- قراءة في قصة الخلق التوراتية (5)
- قراءة في قصة الخلق التوراتية (4)
- قراءة في قصة الخلق التوراتية (3)
- محنة العقل الحديث ومحنة المثقف !
- في محنة العقل العربي !
- قراءة في قصة الخلق التوراتية (2)
- قراءة في قصة الخلق التوراتية (1)
- ملكة السماء تنشد سحر جمالها للأديب !
- ابن الله ( الفصل (12) من الملحمة الأدبية ( رحيل معلن إلى رحا ...
- المسيح الصوفي والبطل التراجيدي (2)
- الألوهة الذبيحة في المسيح الإله (3)
- قلق قلق قلق !!
- المسيح الصوفي والبطل التراجيدي (1)
- مسيحية غير يهوائية ومسيح نقيض موسى !!( ألوهية يسوع المسيح تا ...
- طفولة المسيح وألوهيته ( ألوهية يسوع المسيح تاريخيا)
- شاهينيات ( في الخلق وفناء المادة )!!
- ألوهية يسوع المسيح تاريخيا .
- تابع: ألوهة المسيح وفلسفة الألوهة (5)


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أنا واحد كذاب !!