أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال الربيعي - نحن الآن بحاجة الى ماركسية سيزيفية














المزيد.....

نحن الآن بحاجة الى ماركسية سيزيفية


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 4574 - 2014 / 9 / 14 - 19:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما يقلقني حقا هو الكتابة المكثقة مؤخرا من قبل ماركسيينا في الحوار المتمدن حول الفناء, وكأن الماركسية هي ليست علما للحياة بمعناه الانثربولوجي, وانما علما للموت والفناء
Thanatology

ولكن من يريد التخصص في علم الموت والحصول على دبلوم فانه يمكنه مراجعة
the Thantolohy Association
للحصول على
Certification in Thanatology
http://www.adec.org/Certified_in_Thanatology.htm

ولا ادري هل يزداد ولع الشخص بموضوعة الفناء وقوانينه كلما تقدم سنا.
فلا اعتقد ان شبابا او مقتبلي العمر ستشغلهم كثيرا موضوعة الفناء كما تشغل من هو اكبر سنا. هل هي وسيلة لانكار فنائنا القادم لا محالة او للتهرب من مواجهته؟ فالانسان هو الحيوان الوحيد الذي يعي موته وحتميته. هل ان هذه الازمة الوجودية تتفاقم بتقدم العمر وتعدد صور الموتى حولنا حاليا؟

هل صدق الماركسيون مزاعم اعدائهم بكونهم منحلون اخلاقيا واباحيون جنسيا فرفعوا رايات الاستسلام وناموا لربما, سيزعم فرويد, في سرير Thanatos بعد ارتكابهم جريمة العصر بقتلهم ل Eros

تكلم فيلسوف العلم كون Kuhn عن تاثير العوامل النفسية في اختيار العالم لموضوعه.

هل ستفلح مواضيع الفناء والهلاك في تحبيب الماركسية الى الشباب, وان كان هذا بالطبع لا يعني الدعوة الى دعارة فكرية او جنسية؟

الا يكفي ما يحيط بنا من فناء ليل نهار وخصوصا في منطقتنا؟

الذي يقرأ بعض المقالات حول الفناء لا يملك الا ان يتسائل: هل ان ماركس وانجز كانا مصابين بالعصاب ومهوسيين بالموت والفناء, ام انهما كانا, لاشعوريا, ساديين, فاكثروا الكلام عن الموت على حساب الحياة. هل ساهم هذا التنظير حول الموت في انهيار الانظمة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي واوربا الشرقية؟ هذا ان كان هنالك امكانية للتنظير بخصوص الموت يتخطى خطاب الصمت الدائم؟ هل ساهمت مشاعر الكوبيين وولعهم ب ال Eros في ابقاء نظامهم الاشتراكي؟

ولم الكلام عن النبات من شعير او فول او غيره بهذا الخصوص في مقالات البعض؟ متى نبدأ الكلام عن الانسان؟ فالذي يعاني هو الانسان وليس الشعير حسب معلوماتي الاولية في علم النبات, وان كنت قد سمعت بان الامير تشارلس يتحدث مع النباتات ويعزف لها الموسيقى الكلاسيكية لتحسين انتاجها وتجميل زهورها, وان كنت لا ادري هل يفعل ذلك ديالكتكيا ام لا, ولكن يظهر انه يحقق بعض النجاحات, على الاقل حسبما تذكره بعض وسائل الاعلام والتي هي متحيزة لربما.

البعض يعتقد, لربما ايضا, ان الكلام وترديده عن الفناء يمنح الماركسية سمة العلم و الجدية في حين ان الحديث عن الحياة هو ميوعة (برجوازية) لا تناسب جدية الماركسية المزعومة او مقامها و يشكل, اضافة, انكار فضل كل من خر صريعا من اجلها, فيطغي الشعور بالذنب وتكتسب الماركسية ثيولوجيتها ويصبح من الصعوبة بمكان التمييز بين الشعور بالذنب لدى الماركسيين والاحساس بنفس الشعور لكثير من المتدينين عموما, او لوفاة احد اأمتهم قبل مئات السنين على وجه الخصوص. ويقال ايضا ان بعض شيوعيي العراق يتحملون قسطهم في التكفير عن مشاعر الذنب هذه فلهم مواكبهم اثناء موسم مقتل الحسين حيث تسيل الدماء مدرارا.

كما قال William Blake
"الفن هو جذر الحياة والعلم هو شجرة الموت"
فمتى تخلع الماركسية رداء العلم (اقرأ الثيولوجية والموت) وترتدي رداء الفن -اقرأ الحياة او Eros, فأالثيولوجية تعني عادة معالجة نصوص كتبها الاموات والانصياع لها.

الاستاذ فؤاد النمري يقول اني قاسي. اعتقد انه على حق بعض الشيئ, لربما لاني ارمي الى حمل الآخرين على مجابهة موتهم وتقبله بدلا من الهروب منه. نعم انها قسوة لا تضاهى, ولكنه الثمن الذي ينبغي ان ندفعه كي نعيش حياة تستحق العيش, وليس حياة تستحق الموت بالرغم من حتميته. لقد فشل كلكامش في بحثه عن الخلود, فهل نحن اقوى واكثر حكمة منه؟ واذا استطعنا فعلا التحايل على الموت, فكيف سننجوا من عقوبة سيزيف الازلية؟ ولكن سيزيف لم يتخل لحظة واحدة عن امله وتفاؤله (الثوري!) في رفع الحجر الى اعلى وابقاءه هناك. ولكن كم منا مستعد بان يتحمل عذاب سيزيف الازلي لربما؟

نحن الآن بحاجة الى ماركسية سيزيفية, ماركسية لا تنكر اللاوعي والموت, وتتعامل بشجاعة معه بدلا من اعتباره من المحرمات والتهرب من مجابهته بمختلف الوسائل وبضمنها الموت نفسه او "الاستشهاد" لانهاء الالم الوجودي.



#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة الروسية وعدم اكتمال القرن العشرين 3/3
- الثورة الروسية وعدم اكتمال القرن العشرين 2
- الثورة الروسية وعدم اكتمال القرن العشرين 1
- آخر رئيس وزراء لالمانيا الديموقراطية حول البيريسترويكا وانهي ...
- العلوم العصبية والنضال الاجتماعي من اجل العدالة
- كارثة استخدام المحتل لليورانيوم المنضب في العراق
- اعادة اختراع الديموقراطية
- حرب أهلية طائفية هي إرث الغرب المرير في العراق
- الاضطراب النفسي -ما بعد الصدمة- وتأثيره (السياسي) المدمر على ...
- رأس المال في القرن الحادي والعشرين (2)
- رأس المال في القرن الحادي والعشرين (1)
- الولايات المتحدة دولة عصابات واستبداد 2
- الولايات المتحدة دولة عصابات واستبداد 1
- غابرييل غارثيا ماركيز‏ يسرد احداث مقتل الليندي - 4
- غابرييل غارثيا ماركيز‏ يسرد احداث مقتل الليندي - 3
- غابرييل غارثيا ماركيز‏ يسرد احداث مقتل الليندي- 2
- غابرييل غارثيا ماركيز‏ يسرد احداث مقتل الليندي- 1
- -ديموقراطية- الولايات المتحدة تعقم السجينات لخفض التكاليف!
- اخطار السياسة المحافظة على الصحة: السمنة كمثال
- جامعة برينستون: الولايات المتحدة دولة اوليغاركية


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الصاروخ -فتاح- الذي أعلنت إيران إطلاقه على إسرا ...
- ما هو الرقم الذي قد يُحدد نتيجة الصراع الإيراني الإسرائيلي؟ ...
- أوكرانيا.. مقتل وإصابة 58 شخصاً في هجوم روسي على كييف
- لوس أنجلس تستعيد هدوءها وسط مواجهة قضائية بين كاليفورنيا وتر ...
- المستشار الألماني: إسرائيل تقوم بالعمل القذر نيابة عنا في إي ...
- تصعيد عسكري متواصل بين إسرائيل وإيران وترامب يطالب طهران بـ- ...
- الولايات المتحدة ترفض بيانا قويا لمجموعة السبع حول أوكرانيا ...
- ترامب يمنح -تيك توك- مهلة جديدة 90 يوما لتجنب الحظر في الولا ...
- قصف متبادل بين إيران وإسرائيل وتحذير لسكان منطقتين بطهران وت ...
- ترامب: الولايات المتحدة يجب أن تتحمل مسؤوليتها من أجل تخليص ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال الربيعي - نحن الآن بحاجة الى ماركسية سيزيفية