أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - لاتفخروا بنضالكم على أهلكم














المزيد.....

لاتفخروا بنضالكم على أهلكم


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4562 - 2014 / 9 / 2 - 23:09
المحور: كتابات ساخرة
    


سمعتُ حوارا بين فلسطينيَيْن في سيارة أجرة:
الأول:
أين كنتم عندما انتزعتْنا قواتُ الاحتلال من عائلاتنا وبيوتنا وملذاتنا، واعتقلتْنا في الزنازين شهورا وسنواتٍ، ونزعتْ أظافرنا، وأخضعتنا لكل ألوان العذاب؟
أين كنتم عندما أُجبرنا على ترك مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا، فسجنَنَا أعداؤنا المحتلون سنواتٍ طويلةً؟
أينَ كنتم عندما ضحينا بملذات الحياة، في سبيلكم، لتحيوا حياةً حُرَّةً كريمةً؟!!
أين أنتم مِنَّا، نحن المطاردين من المحتلين، ممن نمضي حياتنا في خوف ورعب؟!!
ألم تكونوا تجمعون النقود في الخارج؟
فردَّ الثاني قائلا: ألم تسمع عن(نضالٍ) آخر لايقلُّ عن نضالكَ، أو ربما يفوقه؟
ألم تسمع عن فلسطيني هُجِّر قسرا من وطنه، ومنعته إسرائيل من دخول الوطن، لأنه كان وقت الاحتلال طالبا يدرس في الخارج، أو عاملا وموظفا وتاجرا يبحث عن الرزق، فاضطر إلى أن يُصبح جائلا في أرض الله الواسعة، يبحث عن عمل ليُعيل عائلتين، عائلتَه الصامدة في الداخل، وعائلته الخاصة في الخارج، ويُنفق على أخوته ليتعلموا في المعاهد والجامعات؟!!
ألا تعرف بأنه كان يُقسِّم مرتبه الشهري نصفين، نصفا للعائلة الخاصة، ونصفا للعائلة الكبيرة الصامدة في أرضها؟
هل جرَّبتَ أن تحملَ وثيقة سفرٍ، لا تُخولكَ دخول أي بلد مِن بلدان العالم، كانت صورتُها وشكلها تدعو موظفي الجمارك والحدود، ومسؤولي الجوازات والهجرة لاضطهادك واضطهاد أسرتك في كل مكان في العالم؟
فكم أسرةً طردت،لأنها تحمل وثيقة السفر تلك!! وكم أسرةٍ باتتْ أياما وأسابيع وشهورا، في أقبية مطارات العالم عقابا لها، لأنها تحمل وثيقة سفر للاجئين الفلسطينيين!!
ألم تسمع عن الفلسطيني الذي حرمته جنسيتُه الفلسطينيةُ من أن يبني بيتا باسمه، في أي بلد من بلدان العالم العربي، لأنه فلسطيني، فقرر أن يشتري بيتا شراءً صوريا، باسم شخصٍ من أهل البلد، وما إن أكمل بناء البيت، واستبشر لكي يسكنه، حتى طرده المواطن الأصيل واستولى على البيت، لأن الفلسطينيَ أجنبيٌ، في القانون؟!!
ألم تسمع عن أخيك الفلسطيني حين ألغتْ الدولةُ العربيةُ عقد عمله، واستغنتْ عن خدماته، وطالبته بالرحيل، وهو لا يملك أية تأشيرة تسمح له بدخول أية دولة عربية، فاضطر أن يبحث عن كفيلٍ من أهل البلد يحتجزُ جواز َسفره، ويصبح ولي أمره ومولاه، يتحكم في حياته كلها كعبدٍ وخادمٍ، يُقاسمه جهدَه وعرقه، ويجودُ عليه بما يرغب؟!!
هذا الفلسطيني، لم يدخل سجن الأعداء، ولم ينتظم في سلك الأحزاب والتيارات،ولم يحصل على ثمنٍ لنضاله، لا بثروةٍ وجائزة ، ولا بمنصبِ مديرٍ، أو وزير!!
هذا الفلسطيني الجائلُ في الخارج، هو أنا، وأخوك، وابن أخيك، هم مجموعُ شعبنا كلِّه، هذا الفلسطيني مناضلٌ بنكهةٍ أخرى، مناضلٌ وطنيٌ يستحق التقدير والاحترام!!
إذن ... من العارِ أن يفخرُ فلسطينيُ على أخيه بنضاله وسجنه وتعذيبه!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زراعة نُطف جنود غولاني
- جامعات العباءات وجامعات الإبداعات
- تيمورلنك يعود إلى العراق
- أطفال غزة فرائس الصحفيين
- الفرق بين دعم الخطة ودعم الشفقة
- فقه التفسيرات في قصف الطائرات
- يجب إعلان جيش إسرائيل جيشا إرهابيا
- جنود الاحتلال حاملو الجنسيات الأجنبية
- أربع قصص من غزة
- حروب الألفية السهلة
- لماذا يتحول شهداؤنا إلى أرقام؟
- ليلة وسط أربعة قنابل
- الفلسطينيون يقفون على الأطلال
- غزة مدينة العماليق الصلعاء
- الفلسطيني سلحفاة هذا العصر
- كيف تصبح معلقا وخبيرا؟
- شكرا لكنيسة برس بتيرينز
- غزة مدينة المن والسلوى
- 150 دبابة لإسرائيل بنكتة واحدة
- أبقار بيرس الصهيونية


المزيد.....




- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...
- المغرب: الحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز الهوية الثقافية المغ ...
- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...
- بغداد السينمائي يحتفي برائدات الفن السابع وتونس ضيف الشرف
- أبرز محطات حياة الفنان الأمريكي الراحل روبرت ريدفورد
- حوار
- ماري عجمي.. الأديبة السورية التي وصفت بأنها -مي وزيادة-
- مشاهدة الأفلام الأجنبية تُعاقب بالموت.. تقرير أممي يوثق إعدا ...
- وفاة الممثل والناشط البيئي روبرت ريدفورد عن عمر يناهز 89 عام ...


المزيد.....

- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - لاتفخروا بنضالكم على أهلكم