أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - توفيق أبو شومر - الفرق بين دعم الخطة ودعم الشفقة














المزيد.....

الفرق بين دعم الخطة ودعم الشفقة


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4537 - 2014 / 8 / 8 - 23:46
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


كيف نحافظ على الدعم العالمي والعربي لقضيتنا الفلسطينية؟
هل سيظلُّ دمُنا، ودمارُ وطننا هو الوسيلةَ الوحيدة لاستمرار الدعم العالمي لنا ؟
وما الفرقُ بين دعم الشفقة والإحسان، وبين دعم الحق والقضية، والمصالح المشتركة؟
متى سنقتنع بأن الشجاعةَ والبسالةَ والقوةَ في عالم اليوم، ليست محصورة في الحلبة العسكرية والنضال المسلح، فالشجاعةَ الأكثر تأثيرا في عالم اليوم هي الحُنكة الدبلوماسية، والنضال السياسي والدبلوماسي؟
ألا يجب أن نخرج من عبائتنا العربية القبلية، ونعيش عالم اليوم، عالم التكنلوجيا، وأن ننافس في مجالات الحداثة والإعلام، والاستثمارات التجارية والاقتصادية؟
أليس من الواجب علينا أن نُعيد صياغة أولوياتنا النضالية، وفق معطيات هذا العصر؟
أسئلة عديدة تحتاج إلى مجموعة من الأبحاث والدراسات، ولكنها فلاشات سريعة، يمكننا بها أن نستفيد في ترتيب أولوياتنا–نحن الفلسطينيين- في المجال الدبلوماسي والإعلامي.
اعتدنا أن ننتشي بالمظاهرات العالمية، وخطابات التأييد من كل دول العالم، بعد أن ندفع ثمنا باهظا ، دمَ أبنائنا، وما أن تمرَّ فترةٌ قصيرة من الوقت، حتى تخبو أصواتُ الداعمين لنا، فتضعُف، ثم تتلاشى، ثم تتحول إلى نقدٍ وتجريحٍ وتشريح بمرور الوقت، ويتحوَّل كثيرون، من المؤيدين لقضايانا إلى مؤيدين للطرف الآخر، كل ذلك بفعل قدرة خصومنا على تغيير آراء مؤيدينا وأنصارنا، بعد أن تحولهم إلى أعداءَ لنا!
نعم إن السببَ في هذا الخلل يعود إلينا، فنحن في الغالب الأعم، نفترض أن كلَّ الذين وقفوا معنا، تحولوا إلى أنصارٍ، لذا فنحن نُهملُ في متابعتهم، ولا نُغذيهم بالمعلومات والأفكار، ونُقصِّرُ في التواصلٍ معهم عبر اللقاءات والمصالح المشتركة!
إن إسرائيل بارعةٌ في متابعة اللوبيات العالمية، ومعظم المؤثرين في السياسة والفن والثقافة، بواسطة إنشاء جمعيات التواصل ، ولوبيات العلاقات السياسية والاجتماعية، وتستخدم إسرائيل أيضا سلاحها الدبلوماسي الفعَّال في كثير من المجالات، لتعميق التواصل مع مخالفيها أولا، ثم مع أنصارها ومشجعيها ثانيا!
ما أزال أذكر في سبعينات القرن الماضي، كيف تمكنَّا، نحن الفلسطينيين، من استقطاب عدد كبير من الأحزاب والدول إلى جانب قضيتنا الفلسطينية، لا لقدسية قضيتنا وعدالتها فقط، بل لكفاءة سلاح الإعلام الفلسطيني الفعَّال في تلك الفترة،
فقد استخدمنا الإعلام بكل لغات العالم، وأرسلنا الوفود أيضا، وشاركْنا أحزاب العالم في مؤتمراتها، وانضممنا إلى الكتل والتيارات العالمية، ونشرنا ثقافتنا الفلسطينية الراقية ، بعد أن ترجمناها إلى اللغات العالمية، واستفدنا من إبداعات كتابنا ومفكرينا وشعرائنا، على شاكلة، ناجي العلي،وكنفاني، وجبرا ابراهيم جبرا، وسميح القاسم، ومحمود درويش، ومعين بسيسو، وغيرهم، وغيرهم، وأقمنا المهرجانات والمؤتمرات، واستضفنا في معسكرات المناضلين الوفود الشبابية من كل مكان في العالم.
لقد أرعبَ هذا الجهدُ إسرائيلَ، فشرعتْ تبحث عن وسائل لامتصاص هذه الشعبية العالمية لقضية فلسطين، فألصقت بالفلسطينيين تهمة الإرهاب، واستولتْ على رصيدنا الكبير من هذا الدعم،
واستعملت الحصار والقهر والتشريد والتجويع، ووصمتنا بالإرهاب، لتحجيم الدعم العالمي ، ونجحت إسرائيل في إبراز صورتها الديمقراطية الزائفة، حينما استخدمتْ وسائلَ كثيرة، أبرزها، أنها أتاحتْ للفلسطينيين الصامدين في أرضهم منذ عام 1948 أن يدخلوا الانتخابات الإسرائيلية، ويصبحوا أعضاء كنيست، وبهذا التكتيك الزائف استقطبتْ إسرائيلٌ مزيدا من التأييد في العالم!
ولا يجب أن نُغفل دور الديكتاتوريات العربية في تعزيزِ مخزون إسرائيل من التأييد العالمي لها، باعتبارها واحة الديمقراطية الوحيدة في صحراء الديكتاتورية العربية!
ولم ننجح من كشف زيف هذه الديمقراطية الإسرائيلية، فالنواب الفلسطينيون في الكنيست ليسوا سوى ديكورات لوجه إسرائيل الديمقراطي، فهم نوابٌ منزوعةٌ أظافرُهم، محدودٌ تأثيرهم، يُطارَدون ويُسجنون ويُنفَون خارج أوطانهم، إذا شذوا عن لعبة الماكياج الديمقراطي المُزيف!
ولم نتمكن أيضا طوال احتلالنا أن نُبرز للعالم زيف هذه الديمقراطية، فكيف تكون الدولة ديمقراطية، وتحتلُّ شعبا آخر ،وتقهره، وتقصفه، وتقتل أبناءه، وتدمر طائراتُ الدولة (الديمقراطية) البيوتَ والمصانع والطرق في مدنِ ضحايا الاحتلال، حتى مناطق نفوذ الأمم المتحدة، على الرغم من أنهم يقعون تحت وصايتها؟!!
نعم إننا بحاجة إلى خطةٍ دبلوماسية شاملة، بعيدة عن المصالح الحزبية، والروتين الحكومي، خطة وطنية تتولى ملف استقطاب الدعم، والمحافظة عليه وتعزيزه !!
وفي هذا الإطار ، يجب أن نُعيد النظر في تقليدنا القديم، فقد كُنَّا عندما نسمع أن سياسيا أو مفكرا أو فنَّانا يمتدح إسرائيل ، حتى نصبَّ عليه جام غضبنا،ونسقطه من حساباتنا، ونستعدي عليه الآخرين، ونعتبره عدوا لدودا، وندفعه للالتصاق بإسرائيل أكثر، ونعتبره عدوا أزليا!!
إن البطولة الدبلوماسية تكمن في كيفية تحويل الأعداء إلى أصدقاءَ وأنصارٍ، فالدبلوماسيُ العبقري هو الذي يتمكن من تحويل العدو إلى صديق!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقه التفسيرات في قصف الطائرات
- يجب إعلان جيش إسرائيل جيشا إرهابيا
- جنود الاحتلال حاملو الجنسيات الأجنبية
- أربع قصص من غزة
- حروب الألفية السهلة
- لماذا يتحول شهداؤنا إلى أرقام؟
- ليلة وسط أربعة قنابل
- الفلسطينيون يقفون على الأطلال
- غزة مدينة العماليق الصلعاء
- الفلسطيني سلحفاة هذا العصر
- كيف تصبح معلقا وخبيرا؟
- شكرا لكنيسة برس بتيرينز
- غزة مدينة المن والسلوى
- 150 دبابة لإسرائيل بنكتة واحدة
- أبقار بيرس الصهيونية
- ما سبب نكبة العرب الفكرية والثقافية؟
- كراسي توفيق وكرسي الحاخام
- مرض عسر النقد الحزبي في غزة
- إلى سفرائنا في دول العالم
- لا يحدث إلا في غزة


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - توفيق أبو شومر - الفرق بين دعم الخطة ودعم الشفقة