أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - توفيق أبو شومر - لا يحدث إلا في غزة














المزيد.....

لا يحدث إلا في غزة


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4473 - 2014 / 6 / 5 - 16:55
المحور: المجتمع المدني
    


تمكنتْ غزة من ابتداع أساليبَ مبتكرةٍ، لقهر ضائقة الحصار، وقهر البطالة والفقر، وهذا موضوعٌ للأسف لا يُوثَّق في دراساتٍ وأبحاث، ولا في مراكز الأرشفة إن وُجدتْ!
وأساليب غزة في نضالها الطويل ضد حصارها المتواصل، تستحق أن تكون بؤرة رصدٍ إعلامية، وتوثيق بالصوت والصورة، فهي تصلح أن تكون فيلما وثائقيا تسجيليا، يصبُّ في خانة النضال الوطني!
ولعلَّ أشهر إبداعات غزة، هو محاولة الغزيين ابتداع (مضادات الحصار) في مجال البترول ومشتقاته، الغالية والنادرة.
نشطتْ عقول كثيرين، وبخاصة في مجال استخراج النفط من اللدائن، وأكياس البلاستيك، والنايلون، ومشتقات البترول الأخرى!، وإعادة تدوير مشتقات البترول، لتُشكّل مواد أخرى جديدة ونظيفة، بالاضافة إلى استغلال الطاقة الشمسية، وتخزينها!!
ومن الطرائف، وفي مبادرة نادرة لا تحدثُ إلا في غزة، استطاعَ الغزيون أن يتغلَّبوا على نُدرة عملة(نصف شيكل) التي ترفض إسرائيل تزويدنا بها، لإحداث مزيد من الضغط على سكان غزة،باستعمال سلاح (الفكة) النقدية، أو عدم توريد العملة الحديدية الصغيرة لقطاع غزة، وهذا سلاحٌ فعَّال، لأنه يُسببُ خلافات وضائقة يومية، تَُضاف إلى مجموع الأزمات، مع العلم أن النصف شيكل له قيمة في غزة، فهو يساوي جزءُ من سبعة أجزاء الدولار الأمريكي!
استحدثَ الغزيون، للمرة الأولى في التاريخ، حلاً لأزمة النصف شيكل، في مجال المواصلات العامة؛
وذلك بأن تكونَ أجرةُ الراكبِ في سفره من بيته إلى مركز عمله، مختلفة عن الأجرة حين عودته من العمل، للتغلب على العدد الفردي، الذي يتطلب النصف شيكل، فالغزي مثلا، يدفع في الصباح أربعة شواكل، ولكنه حين يعود إلى بيته يدفع خمسة، وتبقى المسافةُ نفسُها والسياراتُ نفسُها أيضا،وهم بهذا الحل تخلصوا من عبء نُدرة وجود النصف شيكل!!
وهذا ابتكار طريف يستحق التوثيق!
ومن الابتكارات الأخرى، التي كتبتُ عنها سابقا، ابتكارُ إعادة تدوير بقايا مواد البناء المتروكة، وطحنها من جديد، للحصول على الحصى اللازم للبناء، بعد إغلاق الأنفاق التي كانت تجلب الحصى، وبعد منع إسرائيل من إدخال الحصى إلى غزة، فمن المألوف في غزة أن تجد الأطفال والنساء والرجال يبحثون عن أكوام بقايا الأحجار، وينقلونها على عربات الكارو، إلى معامل الطحن والفرز، فقد رأيت كومة كبيرة من بقايا البلاط على أحد العربات في المساء،ولما سألتُ سائقَ العربة،قال:
إن حمولة العربة هي جهدي وجهد ابنيَّ الاثنين، من الصباح إلى المساء، إن ثمن حمولتها يكفي لإطعامهم يومين، وهذا العمل أيضا لم يستطعْ الفلسطينيون توثيقه، لبيان أثره في مجال البيئة!!
وفي الإطار الابتكاري نفسه، فإن الغزيين، تحسَّبا للحصار والإغلاق، وعدم القدرة على الخروج من البيوت بسبب حالات القصف الجوي؛ يُضطرون لتخزين كميات كبيرة من الطعام في بيوتهم، ليتمكنوا من البقاء على قيد الحياة، وأكثر مادة يحتاجون تخزينها ، هي الطحين الأبيض، دقيقُ الخبز، وربما لا أبالغُ إذا قلتُ بأن الغزيين، هم أكثر دول العالم استهلاكا للخبز ومشتقاته، وأكثر البشر احتفاظا بالطحين، أو الدقيق في بيوتهم!
وبما أن الطحين سريعُ التلف، لأنه بيئة صالحة لتوالد الحشرات والسوس، فقد قام بعضهم باحتراف مهنة جديدة، وهي مهنة؛ شراء الدقيق الفاسد (المسوِّس)، لذلك فلا غرابةَ حين تسمع الميكروفونات تجوب شوارع غزة صباحَ مساء تُنادي:
(طحين مسوِّس للبيع)!!
أي أنهم لا يشترونه إلا بسوسه!! وبعد استقصائي للظاهرة، وجدتُ بأن هذا الدقيق، يُعادُ تدويره من جديد، ليتحول إلى مادة لاصقة، تستعمل لإلصاق إعلانات الشوارع على الجدران، بعد إضافة الماء إليه، وربما يستعمل في إنتاج صناعات غذائية أخرى، غير صحية!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوابغ ومجانين العرب
- من أسرار زيارة البابا
- إسرائيل الوريث الوحيد للجنس السامي!
- أين نحن من إفريقيا؟
- اغتيال وتصفية عاموس عوز
- عميل الإنترنت في كوبا
- قصص نساء يهوديات معنفات
- نضال فلسطيني حضاري
- انتحار الآباء من مناهج الأبناء
- غشني في السعر، لا البضاعة
- هل بوتفليقة أسدٌ حطوم؟
- الفتاة السوداء إيهود باراك
- وجه آخر للنضال في غزة
- أوباما يتسول في السعودية
- حكاية عجين نتنياهو النجس!
- الغش في الأبحاث الجامعية حلالٌ
- أول كتيبة مالية صهيونية
- روج على شفاه عربية مشقَّقة
- إبداعات وتخاريف وجهالات
- الحرب السايبرية وحروب الألسنة العربية


المزيد.....




- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - توفيق أبو شومر - لا يحدث إلا في غزة