الغباء_ هل يورث؟

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 4559 - 2014 / 8 / 30 - 13:01
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

درهم وقاية خير من قنطار علاج, 1+1 يساوي أكثر من عشرة آلاف, التقاء الهوى الديني مع المصلحة الشخصية ينتج سيلا جارفا لا يصمد بوجهه شيئ. وغيرها كثير من العبارات المثورة التي تركز على التباين الهائل بين سبب بسيط وفرد, ونتيجة عظيمة تفوق الوصف.
يختصر ذلك بلغة العلم تجربة البارود: نتيجة تفاعل بسيط ومباشر, ينتج عنه أضعافا مضاعفة من القوة والحجم والحرارة والانتشار.
ما أريد كتابته ببساطة شديدة: ثمة طلب مكرر في مختلف العلاقات التي عرفتها, ان تكذب وتصدق بنفس السلوك وبنفس اللحظة!
والأكثر سوءا أن الطلب ذاته_ الغريب والمدمّر_ يصاغ دوما كهدية ونوعا من القرض على هذا الكائن الشقي( أنا_أنت), ويطالب علاوة على ذلك وبصراحة هذه المرة أن يسدد الدين مع فوائده...لبقية حياته.
* * *
الكذب الأبيض, أفعل ذلك لمصلحتك, بالاضافة إلى عبارات الزجر والنهر التي تتسبب بشكل فعلي في اغتيال الشخصية وتدمير التقدير الذاتي. كل ذلك محمي ومصان جيدا من مختلف مصادر المجتمع, وما على هذا الكائن_ وليس أمامه, سوى التحول إلى بهلوان او التمزق الفعلي بين نقائض مطلوبة بشدة والحاح, ومتعذرة بالفعل.
(سيرورة واحدة) الكذب يتصل بالخيانة_ التي جزاؤها الاجتماعي القتل. كذلك التكيف والمرونة بدورها... تنتهي إلى خيانة الذات, والموقف الانتحاري.
وفي المقابل, الصلابة والتشبث بخبرة الأمس أو خبرة الآباء_ في سيرورة التعصب وطاعة الأمر والخضوع , حتى الوت. طريق العصاب والجريمة.
* * *
الخطأ الأساسي الموروث_ المتجدد, خلط الزمن والوقت. الزمن خارجي, كلي, ومطلق. على العكس تماما من الوقت المحدود, والداخلي, والعابر.
_ عدم إدراك ملكية وتملك الوقت الفردي( الملكية الفعلية الأولى) جنون وفقدان الواقع.
_ وهم امتلاك الزمن الخارجي (الوهم الانساني المشترك) عصاب وشقاء ذاتي وجمعي.
* * *
من لا يتذكر طلب الأبوين ( أو من في موقعهما) من الفرد الصغير, الضعيف, والعاجز_ أن يحقق ما عجزا مع المجتمع ,عن فعله وانجازه؟ وطعم القهر الظالم عبر تلك المطالب المجنونة؟
_ من يتذكر ويدرك الحالة التي أثرتها في هذا النص, ربما ينجح يوما, في تفكيك وتجاوز الغباء الموروث.
_ من فقد المقدرة على تذكر ( معركة تحطيم شخصيته.ا) أو فقدتها. هذا أكثر ما يثير الحزن واليأس_ لقد استبدلت شخصيتك الخاصة_ والهوية الفردية الأصيلة بنسخة أبوية مكررة ملايين المرات. وهذا الغباء المتوارث سوف يدمر عالمنا وحضارتنا كما فعل في جميع الحضارات التي سبقتنا.
لقد انتصر الهمج والرعاع دوما في النهاية.
_ هل تعرف _ين.... ولو استثناء واحد؟
* * *
شرط عصابي مفرد كفيل بتحطيم الشخصية, وتدمير إمكانيات وأسس الفرح والحب والسعادة في حياة هذا الكائن الشقي.
في بلادنا مثلث بركاني_ يلتقي الطغيان السياسي والديني والاجتماعي مع الفقر المادي والمعرفي والروحي مع التخلف العقلي والحضاري...... والنتيجة: من سيئ إلى أسوأ.
عندما ينتصر الغباء, يكون فوزه ساحقا, كليا, نهائيا_ وبدون فرصة ثانية.

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات