إلى أحمد جان عثمان

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 4464 - 2014 / 5 / 26 - 11:35
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

صورة العدو ....
إلى أحمد جان عثمان

يتركز اهتمامي على البعد النفسي, العميق والغامض, هو ذاته يتضح بجلاء عبر مساقطه في المجتمع والسياسة. ذلك الحيز المركب عن جزئين لا يمكن فصلهما وعزلهما من بعض. جانب فردي وآخر اجتماعي_ هما وجها الهوية الانسانية.
العدو النفسي_ خصوصا يصلح كمعيار لدرجة نضج وتطور الفرد, ايضا المؤسسة.
عدا رأس السلسة الحيوانية, أسد, فيل, حوت..., بقية حلقات السلسة يشكل العدو مركز الوجود ومحوره. وكل حيوان" فرد" يتجاوز تلك الحقيقة أو يسهو عنها_ تنتهي حياته بنفس لحظة الغفلة تلك.
.....
نحن البشر نختلف.
صحيح نصفنا حيواني بمختلف شروط البيولوجيا والغرائز.
واستجاباتنا محددة بالنوع لابالفكر والارادة_ في هذا المستوى.وهنا مركز العدو النفسي وجذوره ومختلف مصادر قوته وعناصرها. لكن نصفنا الثاني_ الحديث ومنذ أكثر من عشرة آلاف سنة يراكم المعرفة والأخلاق, وقد حدثت مغايرة نوعية بين حياة البشر وبقية السلالة الحيوانية.
_ لا يمكن فصل المستويين: الفردي_ المنطقي, والمشترك_ العاطفي, إلا في حالات نادرة إبداعيا ومعرفيا. وكل يوم يمتزج المستويان في النوم وحالات الصحو العكرة.
.....
" أحبوا أعدائكم".
شبه اجماع على احترام وصية السيد المسيح, في الكتب والمنابر, والعكس تماما في الحياة والعيش اليومي.
_ أليس ذلك الفصل هو المقابل_ المطابق لكن المعكوس لحالة الفصام النفسي؟
_ نعم, بالضبط.
هل يمكن تفسير ذلك؟
التفسير بسيط لكنه مخادع بسبب طبيعته الثنائية. من جهة توجد مصالح فعلية للأفراد والجماعات والمؤسسات ذات العلاقة في الحرب والاقتتال. ومن القطب المقابل توجد اللامبالاة المعدنية التي تسود حياتنا المعاصرة.
وما يدور في سوريا هو دليل تطبيقي ومباشر على الفكرة_ وربما تكون شبه تكرار لما حدث مرتين في القرن الماضي....
_ لا مبالاة أم هوس التملك والسيطرة؟
المفارقة_ الكوميديا السوداء....
_ لا مبالاة بكل ما خارج مجال الحواس المباشر.
_ وهوس السيطرة والربح والتشبث....هوس استحواذي_ بالمعنى الطبي الاسعافي....
......
مستويان في حياة البشر عبر التاريخ:
_ سباق الفئران إلى قطعة الجبن
_ التخلي والانسحاب" البوذي, الصوفي المسيحي والاسلامي,....
أين التسامح؟
_ في موقع العدو
.......
كل من يرغب في قتل أو موت العدو_ هو في نفس المستوى الأخلاقي لعدوه أو أدنى منه.
.....
البشر اثنان: أخوك في الدين أو أخوك في الانسانية_ السيد علي بن أبي طالب

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل