أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر حسين سويري - الظواهر الإجتماعية والتقنين














المزيد.....

الظواهر الإجتماعية والتقنين


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 4558 - 2014 / 8 / 29 - 20:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


" الظواهر الاجتماعية والتقنين "
**********************
بقلم الكاتب : حيدر حسين سويري

المجتمع الانساني كيان متحرك ومتغير، ولولا ذاك لكان شيئاً جامداً وميتاً ، ولذلك فان الكثير من خواصه تتبدل وتتغير باتجاهات مختلفة، وتدعى هذه التغيرات بالظواهر، حيث انها تكون جديدة في المجتمع، ظهرت بالتدريج او بشكل مفاجئ ...
من تلك الظواهر موضة الملابس، الهندسة المعمارية في بناء المساكن وطريقة السكن، اتيكيت الأكل والشرب والضيافة والسفر، التقليل من عدد أنجاب الأطفال، الزواج في سن متأخر أو متقدم (حسب الاطار الفكري لكل مجتمع)، وغيرها من الظواهر الأجتماعية الكثيرة، حتى ان اي مجتمع في وقتنا الحالي، يرصد ظاهرة اوظاهرتين جديدتين على الاقل في كل عام!، فنحن في عصر السرعة !! .....
ان اغلب المجتمعات، لا تتقبل تلك التغيرات بسهولة، بل تأخذ بمعارضتها أو تلجأ لمحاربتها ، ظناً منها انها بذلك تحافظ على موروث الاجداد !!، وكأن الاجداد على حق دائماً !!؛ يريد اباء تلك المجتمعات ان يبعثوا روح الاجداد في الاحفاد، وهم بذلك يجعلون الاحفاد نسخ للاجداد فيموت المجتمع !! ولا غرابة .
كذلك تظن المجتمعات، أنها بمعارضة او محاربة تلك الظواهر تستطيع القضاء عليها!!، وهو ظن خاطئ بكل تأكيد (كما سنبينه لاحقاً)؛ اذاً وجب على المجتمعات ان تقنن عمل تلك الظواهر وما يتوافق مع فطرة الانسان، في طلب الحرية، وكذلك باب الحقوق والواجبات ...
هذا لا يعني ان جميع الظواهر ايجابية دائماً، فأن الكثير من الظواهر دمرت مجتمعات بكاملها، ولكن السبب الحقيقي في دمار وخراب تلك المجتمعات، هو ان تلك المجتمعات لم تحسن التعامل مع تلك الظواهر، فهي تبدأ بالمنع والمحاربة، وكأنهم لا يعرفون القاعدة التي تقول ( كل ممنوع مرغوب)، فبدل ان يقضوا على تلك الظواهر قضت الظواهر عليهم !! .....
لنأخذ مثالاً لتقريب الموضوع وفهمه، وهي ظاهرة تعاطي المخدرات ...
ان هذه الظاهرة من المظاهر السلبية بلا شك؛ وليكن المجتمع الامريكي شاهداً، لنرى ماذا جنى من محاربته لتجار ومتعاطي المخدرات؛ لقد قدمت الحكومة الكثير من الخسائر المالية والبشرية، من اجل القضاء على تلك الظاهرة او الحد من انتشارها، ولكن الامريكان اكتشفوا أخيراً وبأحصائية بسيطة، أن عدد التجار والمتعاطين ازداد عما كان عليه !!، وكان الاجدر بهم ان يقننوا هذه التجارة وتعاطيها، كي تحصل امام مرأى ومسمع المجتمع، فلا خسائر بالارواح أو الأموال، بل بالعكس كان من الممكن للدولة ان تحقق كسباً مالياً من خلال فرض الضرائب على تجارها، وكذلك فأنا اعدهم بأن عدد التجار والمتعاطين سيقل ...
فعلت الحكومة المصرية ما فعله الامريكان، فأستغل المتطرفون الدينيون الشباب من خلال المخدرات، وجندوهم لصالحهم، لأنهم يتعاملون بالشريعة (على حد قولهم)!، واوجدوا فتاوى تحلل تجارة وتعاطي المخدرات !، ولذلك فنصيحتي تشمل الحكومة المصرية ايضاً من خلال تقنين هذه الظاهرة ...
يكتب اصحاب مصانع إنتاج السجائر، على علبتها، انها تسبب مرض سرطان الرئة !، وتصلب الشرايين!، وغيرها من الامراض الخطيرة؛ لكن نجد ان اغلب المجتمعات لا تعيب او تحضر استعمال السجائر، ولا تحرم او تمنع تجارتها، بل على العكس، تمنح حكومات تلك المجتمعات إجازات لتجارة و صناعة هذا السم القاتل والمميت !! ... وبالرغم من ذلك نرى بأن الحكومات استفادت من هذا التقنين بجانبين :
1. الربح المادي .
2. ان عدد تجار السجائر والمدخنين قل وهو في تناقص على مرور الايام .
مما تقدم نستطيع القول : إن تقنين الظواهر الاجتماعية، ووضعها تحت مرأى ومسمع المجتمع والدولة، أسلم وأنفع من منعها ومحاربتها .....



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسيون وشكوى الفقراء1
- داعش والمرأة المومياء
- جلاوزة المالكي إلى أين؟!
- الميزانية والموازنة - الجزء الثاني - الحل
- الميزانية والموازنة - الجزء الأول - المشكلة
- الحكام بعضهم من بعض
- ثلاثة قصص قصيرة جداً2
- داعش والحلفاء
- سجال
- - بين بدرة ومهران ، شتان ما بين مكانٍ ومكان -
- عَشقتُك
- فلسفة الحظ السئ Philosophy of bad luck
- المالكي بصورة بوتين
- الخوف من الفضيحة
- قراءة في النص الديني لبيان حقوق المرأة
- داعش والاغبياء
- قراءة الافكار ومعرفتها
- الالزام والالتزام
- - المرأة بين تأثير الاطار الفكري وظهور العبقرية -
- حلم القبول في الدراسات العليا في العراق


المزيد.....




- -من سيزوره؟-.. كيم جونغ أون يفتتح منتجعًا شاطئيًا ضخمًا يتسع ...
- كاميرا تلتقط مشهدًا مثيرًا لدوامتي مياه معلقتين بين السماء و ...
- قانون التجنيد يشعل أزمة الحريديم مجدداً.. ونتنياهو أمام اختب ...
- بعد أشهر من الحرمان.. أكياس الدقيق تعود إلى غزة والأمهات ينت ...
- موقع أميركي: المرشح لرئاسة بلدية نيويورك زهران ممداني يثبت أ ...
- هل كانت روسيا حليفًا متخاذلًا لإيران في اللحظة المفصلية؟
- ميرتس يسجل أول حضور باجتماع أوروبي متشدد للهجرة
- حول تنظيم المنتدى الخامس للجمعية الدولية لعلم الاجتماع بالرب ...
- -النصر.. رونالدو، القصة مستمرة- بعد تمديد النجم البرتغالي عق ...
- محاكمة محتملة لوزيرة فرنسية بتهمة الفساد في قضية كارلوس غصن ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر حسين سويري - الظواهر الإجتماعية والتقنين