أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - كلمة السر ..المقاومة














المزيد.....

كلمة السر ..المقاومة


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4541 - 2014 / 8 / 12 - 11:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أروع تجانس أركان الطبيعة ،بكل جوانبها، من أجل أن تسير الأمور وفق مكنوناتها وبدهياتها، فعلى أرض الواقع ،نرى أن الأمر يتطلب إعمال المنطق ،وإلا كنا كمن يحرث في البحر ،أو كمن يرمي بذاره في رجم من الحجارة مليء بالشوك،أو ربما وهو التعبير الأنسب على بلاط مسطح .
وبالتجانس فإن الأجهزة الإليكترونية لا تعمل إلا ب"الباس وورد" ،أي كلمة السر ،فإن توفرت هذه الكلمة المكونة من حروف وأرقام ذات دلالة او مغزى ،تمكنا من فتح الجهاز ،وإلا فإن الجهاز لن يتم فتحه،وهذه هي الحياة بشكلها الطبيعي ،قبل أن نتدخل فيها ونفرض عليها قوانيننا العوجاء وشروطنا المجحفة ،وهذا ما أوصلنا إلى ما نحن فيه وعليه، إذ أننا كسرنا المنطق بشموليته وصادقنا الأعداء وحاربنا أخوتنا .
ما أود الوصول إليه هو أنه بدون المقاومة ،التي هي عبارة عن فعل مستمر على أرض الواقع،وتحكمه أمور عدة ، في مقدمتها التحالفات والتثقيف الثوري وإعادة الحسابات بين الفينة والأخرى،فإننا سنكون في مهب الإستسلام للعدو ،كما هو واقع الحال الذي نراه في غزة ،حيث المفاوضات مع الإسرائيليين في القاهرة على وقف لإطلاق النار .
قبل الغوص في التفاصيل فإن ما يجري في فلسطين بشكل عام داخليا ليس مقاومة بالمعنى المفهوم ،بل هو هبات ربما مدروسة بين زمن وزمن ،يقوم العدو على إثرها بممارسة لا إنسانيته المعهودة ،ويقتل المئات من أبناء الشعب الفلسطيني،ويجرح الآلاف ويدمر مساحات شاسعة من البيوت والبنى التحتية ،ومن ثم يطلب وقف إطلاق النار ويجد من يلبي طلبه ،ليبدأ بالإستعداد لهجمة همجية أخرى ،بعد أن يعيد النظر في الحسابات ويعمل تقييما لماجرى أرض الواقع ،ويدرس نتائج أسلحته الفتاكة الجديدة.
أما على المستوى الشمولي الفلسطيني ،فإن الأمر محير إلى درجة الذهول ،فما جرى عبارة عن إمتحان لقطاع غزة وحده ،فالضفة الفلسطينية لم تتحرك ،ليس لعجز يعتري الشعب هناك ،بل بسبب القمع الذي لم تشهد الضفة مثله في كل مراحلها ،وقد أدخلت مسيرة قلنديا الرعب في قلوب الإسرائيليين لأنهم ظنوا ،أو صدقوا ما سمعوا أن الإنتفاضة الثالثة ستنبثق من رحم قلندية ،ولا شك أن مدن وقرى ومخيمات الضفة كانت تغلي ،لكن دايتون كان بالمرصاد .
وعلى الصعيد الخارجي حيث التحالفات ،سجل هذا الملف فشلا ذريعا ،إذ أن حزب الله اللبناني المنغمس في المأساة السورية ،تمهيدا للإنقضاض عليه في مرحلة لاحقة ،لم يحرك ساكنا ،وبذلك تكون إسرائيل قد إنفردت في غزة فقط،ومع ذلك ما تزال دماؤها تنزف بطريقة أو بأخرى ،وهذا ما جعلها تشحذ وقفا لإطلاق النار.
الموقف المصري الرسمي مريب بكافة صوره ،فهو محاصر لغزة ،ووسيط غير نزيه مع إسرائيل ،وصاحب مبادرة ولا أسوأ ،ووصل الأمر به إلى التحالف مع إسرائيل ، ورفض فتح معبر رفح أمام الفلسطينيين ،معارضا بذلك أوروبا المانحة له ،الأمر الذي فاجأ إسرائيل إيجابيا ،ولا شك أنه الآن وكيل رسمي معتمد وموثوق به لإسرائيل، وهذا سر من أسرار تفوق إسرائيل وتعنتها.
هناك قضية أخرى ،وهي أن الصمت المريب ،لم يعد ماركة سيسية مسجلة ،بل أصبحت ماركة مسجلة بإسم النظام العربي الرسمي ،وليس كشفا للأسرار أو فضحا للحقائق أو تجنيا على أحد ،أن هناك من الأنظمة العربية الرسمية قد وظفت إسرائيل في مقاولة أخرى للقضاء على المقاومة ،مع أنها جربتها في مقاولات سابقة ،سجلت فيها فشلا ذريعا منذ العام 2006 في لبنان وإنتهاء بالعدوان الثاني على غزة عام 2012،وسبقه عدوان فاشل آخر عام 2008.
وبالمقابل ،فإن الشعوب العربية ما تزال تحافظ على ميزتها وهي الفزعة عند الحدث للتنفيس عن الأنظمة الرسمية ،من خلال مسيرات ومظاهرات تتخللها هتافات ما أنزل الله بها من سلطان وفي مقدمتها "بالروح بالدم نفديك يا ..."،وقد رأينا ظاهرة عجيبة في بعض الشوارع العربية وهي شراء العلم الإسرائيلي وحرقه والبصاق عليه أمام الكاميرات ،وكأن هذه الخطوة تقربنا من الوطن بوصة واحدة.
حرق العلم الإسرائيلي لا يشفي غليلا وهو ليس فعلا نضاليا أو كفاحيا ،بل هو تعبير العاجز،مع عدم التشكيك بوطنية وصدق من يقوم بذلك، فنحن كعرب وتحديدا ما تسمى دول الطوق ،ليس مطلوبا من شعوبها التظاهر وحرق العالم الإسرائيلي ،بل يتوجب على الجميع النفير العام ومن لا يستطيع القيام بذلك فليجلس في بيته ،كي لا يجد نفسه مضطرا للتنفيس عن الأنظمة التي ستقوم في نهاية الحدث بإصدار بيان عن عدد المسيرات والمظاهرات التي سمحت بها ،وتكون بذلك قد حصدت حسن نوايا الآخرين .
الشوارع العالمية هي المطلوب منها التظاهر والتعبير عن غضبها من ممارسة إسرائيل اللا إنسانية ،فهم لا يستطيعون النفير أصلا ولذلك فإن أي تحرك داعم لنا من قبلهم مقبول منهم ويشكرون عليه،ولا شك أن حركتهم مهما صغرت تكون عظيمة ،فها هم يقاطعون ويدعون إلى مقاطعة إسرائيل ،ونحن العرب نوثق العلاقات معها ونلتهم إنتاجها المطعم بالسموم والكيماوي والنووي ونفتخر أنها اصبحت صديقتنا .



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة السر داعش
- الغزيون بين مطرقة الإحتلال وسندان الأنظمة العربية
- البنزين خال من الرصاص .. فلماذا لا تكون أعراسنا كذلك؟
- إسرائيل ..بداية الهزيمة
- إسرائيل تنتخب وتنفذ مقاولة في غزة
- العدوان على غزة ..هروب إسرائيلي إلى الأمام
- إسرائيل تفقد هيمنتها على الشارع الأمريكي
- -يهوه-..رب داعش
- المستعمرون الإسرائيليون ينتقمون من نتنياهو وليبرمان
- هوية داعش
- المستعمرون الثلاثة ..لعبة نتنياهو وليبرمان
- آفاق العصر الأمريكي
- المكارثية ..إرهاب ثقافي مستمر
- داعش هو الختم الإسرا –أمريكي لتقسيم المنطقة
- مسلة ميشع ..ما ضاع حق
- داعش ليس هو ال-داشع-
- البتراء ..بوابة يهود بحر الخزر إلى الجنة؟؟!!
- عزلة إسرائيل الدولية
- زيارة البابا للأراضي المقدسة ..الأردن أولا وإسرائيل ثالثا
- الصلاة في أقرب نقطة للمسجد الأقصى


المزيد.....




- أسرة عبد الحليم حافظ تقاضي مهرجان موازين المغربي بعد ظهوره ب ...
- شكوك بعد تقرير استخباراتي أمريكي حول نتائج الضربات على المنش ...
- مسلم، تقدّمي، وابن مهاجرين... زهران ممداني يقترب من منصب عمد ...
- كنيسة مار إلياس.. بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي ...
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- السيارات الكهربائية في إسرائيل: قنبلة موقوتة أكثر فتكًا من ا ...
- إلزام الطلاب الأجانب بالعمل في الريف.. حل لأزمة نقص الأطباء؟ ...
- عاجل| أردوغان: التوتر العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل عرض ...
- ترامب يعلن موعد استئناف المحادثات النووية مع إيران
- ميزر صوان.. السلطات السورية تلقي القبض على -عدو الغوطتين-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - كلمة السر ..المقاومة