أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - من يركب البحر لا يخشى من الغرقي















المزيد.....

من يركب البحر لا يخشى من الغرقي


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 4540 - 2014 / 8 / 11 - 06:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يركب البحر لا يخشى من الغرق ...........دخل على عمر ابن عبد العزيز ....وفود المهنئين من كل مكان ، فتقدم وفد الحجاز غلام صغير لم يكمل الحادية عشر عاما ... فقال له عمر: ارجع انت و ليتقدم من هو اسن منك.
فأجاب الغلام: ايد الله امير المؤمنين ..المرء باصغريه القلب و اللسان, فاذا منح الله العبد لسانا لافظا و قلبا حافظا, فقد استحق الكلام, و لو ان الامر بالسن با امير المؤمنين لكان في الأمة من هو احق منك بمجلسك هذا...فتعجب عمر من رد و فصاحة هذا الغلام و انشد:

تعلم فليس المرء يولد عالما......و ليس اخو علم كمن هو جاهل ، ان كبير القوم لا علم عنده ..... صغير اذا التفت عليه ....المحافل ما بين الكره والعشق يزهر العنفوان والعوسج ، لم يعد ثمة من شئ مستغربا في هذا الذي يسمى العراق !..هامات معلقة على أعمدة الكهرباء وتسجل بأسم مجهول ، ولا علاقة للميليشيات !!!!؟؟بما يحدث ، أنصت عند الاصوات والصرخات والهمسات المنبعثة من كل مكان ، مع رائحة الجثث المتفسخة الملقات على الروابي والسفوح والطرقات .
فكرت في لحظة طيش ، والشكوك والملل يتسرب الى داخلي ، بأن هذه الغربان !..أكلة لحوم البشر ، قد أستقدمت من العالم الأخر !...أو ربما من أقاصي غابات أفريقيا الموحشة والمتوحشة !!...لأذلال وطمر كل من تصادفه أو يعترض طريقها من شجر وحجر وبشر ...وهي تمسك بكلتا يديهابمقدرات الحياة على أمتدادالارض في وطني طولا وعرضا ، وشعب جلدا على الأهانة والحرمان والأذى والجوع والأضطهاد ، المتقشف في عيشه على امتداد عقود خلت والى يومنا هذا .
.
يجتاز شعبنا ووطننا أوقات مفصلية من التأريخ المعاصر ، وهي من أشدها صعوبتا ، وأن لن نحسن الخلاص منها ومن أستحقاقاتها وما يترتب عليها ، فسوف لن نجد بعد اليوم شئ أسمه العراق !... أو ما كان يطلق عليه أرض السواد وما بين النهرين ، أو بلاد الرافدين ....والتأريخ يكتب ما يحدث ..وليس ما نتمنى ، والفرق شاسع ما بين الحالتين .
في موضوع ذا صلة بالذي جرى ويجري في المنطقة الشرق أوسطية ، وموضوعنا اليوم العراق وما أستجد من تداعيات سياسية ...والتطورات الأمنية .
فبعد شهرين بالتمام والكمال من سقوط محافظات ومدن وقصبات من المناطق الغربية والشمالية ، والمتاخمة لأقليم كردستان العراق ..على يد ما اصبح يطلق عليه اليوم ( الدولة الأسلامية ) الأرهابية وأرتفاع وتيرة عملياتها ، وأصبحت تهدد أقليم كردستان ، والتي باتت على بعد ستين كيلو متر من أربيل ، وأحتلالها لمناطق الأيزديين في جبل سنجار ، والمسيحيين في ألقوش وتلكيف ومناطق أخرى وتعرض سكانها من هاذين المكونين الى التنكيل والتهجير والقتل على أيدي هذه المجاميع الأرهابية .
بعد هذه المعانات لسكان الموصل وصلاح الدين وسنجار والقوش وغيرها من المدن ، وبالرغم من كل المناشدات ، والأستغاثات بالتدخل وأنقاذ ما يمكن أنقاذه لهؤلاء المضطهدين ، فقد أغلقت أذان المجتمع الدولي ومجلس الأمن والولايات المتحدة الأمريكية ، والتي تتحمل وزر ما حدث نتيجة أحتلالها للعراق في عام 2003م ، وهي المسؤولة عن أمنه وسلامة أراضيه وشعبه ، وعن أعادة أعماره وعودته كدولة ذات سيادة وتحضى بأعتراف المجتمع الدولي ، على امتداد هذه الفترة العصيبة لم تتحرك الولايات المتحدة سوى قبل يومين ويشكل لا يوحي بأنها جادة في قصم ظهر قوى داعش الأرهابية ، وكأنها تقول لداعش أرجعوا الى جحوركم ولخلاياكم النائمة ، ولا تضطرونا بتوجيه ضربات قاصمة أليكم ، فعلى كل القوى الخيرة أن تعي هذه الحقيقة وترفع من سقف مطالبها من خلال أستنهاض المجتمع الدولي ومجلس الأمن بمساعدة الحكومة العراقية وقواتها الأمنية بالمال والسلاح وتأهيلها لتتمكن من أخراج هذه القوى الغاشمة والتي تشكل خطرا داهما على الأمن ةالسلام الدوليين .
وفي الجانب السياسي ....فما زال المشهد السياسي يراوح مكانه ، والصراع على السلطة هو سيد الموقف ، والولايات المتحدة الأمريكية تربط مسألة تقديم العون في التصدي لداعش بتشكيل الحكومة التي من المفروض أن تكون حكومة واسعة التمثيل للطيف العراقي ، وتكون قادرة على التصدي لكل الازمات التي تعصف بالبلاد ، وما زال التحالف الوطني الشيعي غير قادر بالدفع بمرشح مقبول من الطيف الواسع من قوى شعبنا الوطنية ، وذلك لتعنت رئيس مجلس الوزراء المنتهية ولايته ، بالرغم من فشله الذريع وعلى جميع الأصعدة السياسية والأقتصادية والأجتماعية والخدمية ، وعدم أستتباب الأمن والتدهور المريع الذي أصبح يهدد حاضر ومستقبل العراق وشعبه .
بالرغم من هذه الصورة القاتمة والوضع الخطير ، فأن السيد رئيس مجلس الوزراء يضع مصير العراق وشعبه في كفة وأستمراره للولاية الثالثة في الكفة الأخرى ، وبالرغم من كل المناشدات والنصائح التي تنطلق من مصالح العراق العليا ، فأنه لا يصغي لمنطق العقل والتعقل ، وتغليب مصلحته على مصالح البلاد والعباد .
من المفترض على كل من يتبوء مركزا أداريا في السلم الاول في قيادة الدولة ان يكون ملما في علم السياسة ، هذا العلم ينحصر في دراسة الدولة ونشأتها وتطورها وسلطاتها المختلفة ، وهنا حري بنا أن نعرج وبشكل مختصر جدا لأرتباط هذا الجانب بما نتناوله في مزضوعتنا هذه ، أهتم الفلاسفة اليونانيون مثل أفلاطون وأرسطوا فيما أطلق عليه المدينة الفاضلة ، كون الدولة كائن فلسفي أخلاقي ، وأهتم الرومان بالقانون كونها كائن قانوني ، والتي هي اكثر أشكال التنظيم الأنساني حداثة في ذلك الوقت ، ويذهب علماء السياسة أبعد من ذلك فيركزون على السلوك السياسي ، فيولون اهتماما بالغا بالتطبيق والممارسة للقانون والدستور والقدرات القيادية للأفراد .
وعلم السياسة يدرس الكيفية التي يصل بها الناس الى السلطة ، وكيفية وطريقة ممارستهم للسلطة ، وكيفية أحتفاظهم بها ، والأساليب المتاحة للمعارضة .
كذلك علم السياسة هو العلم الذي يدرس عملية صنع القرار ، وهو العلم الذي يهتم بالاعداد العلمي والمهني وتنمية المهارات السياسية للأفراد وشاغري الوظائف العليا في الدولة ، وعلينا أن نميز بين السياسة كعلم وفن ومبادئ واخلاق ، وبين السلوك السياسي .
حري بكل الساسة ان يدركوا حقيقة ...وهي أن المناصب العليا في الدولة هي تكليف وليس تشريف ، ويجب أن تتوفر فيهم مواصفات محددة وليس القفز على هذه الضوابط والشروط التي تمكنه من شغل هذا المنصب او ذاك بجدارة وأقتدار وبحرفية ومهنية عاليتين ، أضافة للوطنية والأمانة والنزاهة ونكران الذات ، وتقديم المصلحة الوطنية على المصلحة الخاصة ، وبعكسه فلن تحقق هذه الوظيفة الهدف الذي وضع نصب اعين من أستحدث هذه الوظيفة أو تلك .
ليس من الحكمة والتبصر ان يضع حكامنا رؤسهم في الرمال كالنعامة ، متوهمين بأنه الخلاص والهروب الى الامام ، وليس من الحكمة ان يكونوا مثل ذاك الخروف الذي لم يصغي لنصيحة أمه التي نصحته أن لا يذهب الى عمق الغابة فتأكله الذئاب ، وقد ذهب دون ان يعي الخطر الداهم بحماقته وذهابه فصادفه ذئب وأفترسه نتيجة لغبائه وعدم سماعه النصائح والأرشادات .
(أو أصبح كمن لا يفهم ما يقوله الأخرون ، والأخرون يفهمون ما يقول ، وهذه طامة كبرى .(نحن من نصنع أصنامنا ، ونؤلهها ونعبدها ونقع في جبها
يعتقد كل من لم يثق بالناس وبالشعب وما يريدون ، وما يشغلهم ويقض مضاجعهم ، بأن هؤلاء لا حولة ولا قوة ، وهم أناس مستضعفون ...مساكين يغلب عليهم البؤس والفقر والحرمان ، ولم يتبادر لأذهان هؤلاء بأن من أجلسهم في المراتب العليا ويأمرون وينهون ولم يحكموا ضمائرهم ، ولم يضعوا في حسابهم يوما بالقصاص لما أقترفته أيديهم وما فعلوه وبالضد من القانون والدستور ، ليعلم كل هؤلاء ...بأن هذا اليوم أت ...وفي ليلة ظلماء وفي الهزيع الأول منه حين تطارده ذئاب البراري ، وأستمرار هجوم الغربان التي أتخمت من لحم هذا الشعب الصابر على المصائب ، والذي قد سدت كل المنافذ والسبل في وجهه ، وفي لحظة من لحظات المجد والحياة تستدرج ...الأقدار لطريق المجد والأنعتاق ويعلن بزوغ يوم جديد ليس كمثله يوم
صادق محمد عبد الكريم الدبش
11/8/2014م



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تلعبوا بالنار يا حكام بغداد
- أزف الموعد ..والأجراس تسمع من بعيد
- صباح الخير يا شرقنا الاوسط الجديد
- نداء ومناشدة بالتصدي ولجم ختان الفتيات في العراق
- خطاب مفتوح للأستاذ سعدي يوسف
- نداء تضامن عاجل لأطلاق سراح مدير مفوضية الانتخابات في محافظة ...
- وقوف الجميع مع العراق ضرورة وطنية عاجلة
- تعليق على صورة ما يجري للنازحين من المناطق الغربية في العراق
- رسالة على الهواء الى السيد نوري المالكي
- مهمات القوى الديمقراطية والشيوعية
- اللعب بمقدرات الشعب ...ثمنه باهض
- هل من سبيل للخروج من خطر الحرب الطائفية
- ما هي دستورية التدخل الأمريكي في التطورات الأخيرة في العراق
- كيف السبيل للخروج من النفق المرعب
- أزمة النظام الرأسمالي
- لا تجربوا المجرب
- تساؤلات مشروعة حول الحزب الشيوعي العراقي
- تعليق حول ما جاء به الرفيق حميد مجيد موسى
- الارهاب يطال ارواح المناضلون
- لتتوجه جماهير شعبنا للتصويت للتحالف المدني الديمقراطي


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - من يركب البحر لا يخشى من الغرقي