|
لا تلعبوا بالنار يا حكام بغداد
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 4536 - 2014 / 8 / 7 - 23:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا تلعبوا بالنار يا حكام بغداد .. سبق ونبهنا عن الكثير من الذي يجري في العراق ، وكيف تدار العملية السياسية ، والمخاطر المحدقة بها ، ونتيجة منطقية للنهج الخاطئ والمدمر للعملية السياسية وأسلوب أدارة الدولة ومؤسساتها المختلفة ، وهي أدارة غير ملمة بمسؤولياتها وغير واعية وحاهلة لفن الادارة كونه علم كباقي العلوم ، ومن يتصدر المسؤولية وخاصة في الخط الاول والثاني وما دون ، عليه أن يكون مأهلا علميا وتربويا وسياسيا وأداريا ، ويمتلك من الخبرة والحنكة السياسية والكفائة التي تأهله للقيام بمسؤولياته على الوجه الأكمل . كانت الدولة وما زالت تدار بشكل أرتجالي !..ومن دون تخطيط ، فترى الجميع مسؤول ومن دون ان يعرف مهماته وواجباته ، وأين تنتهي مسؤوليته ومن أين تبدء ، ومثل ما يقول المثل الدارج ( نعجة وألف راعي ) ومن هنا تبدء المصائب التي صبت على رؤوس شعبنا ، ومن هنا بدئنا نسير نحو المجهول ، ومن خلال هذا النهج بدئنا نفقد مقومات الدولة ، والسلطة أبتلعت الدولة ، والسلطة تم تقاسمها وتحولنا الى كونتانات سلطوية ، وصار العراق أشبه بأمارات حرب !...وتمت القسمة بالتراضي وحسب ثقل هذا الأمير أو ذاك ، ووصل الحد بنا بدئنا نقسم المقسم !..ونجزء المجزء ، لأن تعدد الحيتان الممسكة بمقدرات البلاد والمهيمنة على السلطة والجاه والمال ، ونتيجة هذا التراكم الكمي وظهور سماسة جدد يضافون الى الحيتان التي كبرت نتيجة عملية التفريخ ، فقسمت الوزارات والمؤسسات والمقاولات !..بل كل شئ على مستوى الدولة والمجتمع تم تقاسمه ، ومن المنطقي ان يحدث الصراع والتنافس والأستحواذ على هذه المغانم والغنائم ، وعندما يختلفون نتيجة هذه العملية تبدء المكاشفة ، فينكشف المستور ومن داخلهم ...!وتظهر الفضائح وما أكثرها وما أبشعها وكم حجمها وما تم أبتلاعه من أموال ثابتة ومتحركة ، ولو تم التيقن ومن طرف محايد لشاب من هول هذه الصورة الرضيع ، ولكشفت عواراتهم ووجرائمهم . منذ العاشر من شهر حزيران المنصرم وحتى يومنا هذا ، أعمت السلطات أبصارنا وأغلقت مسامعنا من شدة الزعيق الذي ينبعث من أعلامهم البائس ، ومن المخولين بأدارة الخبر وتسويقه للمشاهد والمستمع ، ويتبجحون بأنتصاراتهم المزعومة !..والمتتبع لهذه الفبركات الأعلامية الخائبة !...يقول أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق نصرا مؤزرا على داعش والقوى الأرهابية المتحالفة معها ، وشعبنا ( مفتح باللبن ) وما يفوت عليه قرش قند ههههههههه، وقوي الذاكرة ولم يصب بمرض فقدان الذاكرة ( الزهايمر ) يتذكر أحداث الفلوجة حين وعد القائمين على أدارة الصراع وتحقيق النصر ...حين وعدوا بأنهم سيتم لهم النصر وقبل الأنتخابات في30/4 ؟..والفلوجة مازالت كما هي واليوم الأخبار تتناقل عن تمدد لقوى الأرهاب في محافظة الأنبار . ان هؤلاء الممسكين بدست الحكم ...يبدو أنهم ليس لهم أذان يسمعون بها ولا أبصار يرون فيها ، حتي أنهم يبدو للمتتبع للشأن العراقي بأن هؤلاء قد فقدوا بصيرتهم وليس فقط بصرهم ، والدليل على هذا الأستنتاج ؟!...بأنهم لم يصغو الى نصيحة ومشورة أحد !..ولم يطلعوا على ما يتناوله الكتاب والمفكرين والساسة !..والصحافة ومحطات التلفاز ، وما أكثرها تلكم المواضيع التي تتناول مختلف القضايا ( السياسية والأقتصادية والأمنية والخدمات والزراعة والصناعة ..والميليشيات التي لو تجمع المواضيع التي تناولت ما تقوم بها الميليشيات ، وأنشطتها المخالفة للدستور والقانون ، بل العابرة لكل الأعراف والقيم والقوانين والدستور ، لو جمعت هذه لعملنا منها مجلدات ) !!..ولأخذ الكثير منها لتدرس في المرافق العلمية والثقافية !....هل تراجع السلطة الحاكمة اليوم ، وتأخذها كمصادر لتطبيقها على ارض الواقع ، لما لبهذه الملاحضات من أهمية بالغة ، وتأخذ ما تراه صالحا ومفيدا في بناء المؤسسات على أسس علمية ومطابقة للمصلحة العليا للبلاد ، وتتماشا مع الدستور ، أنا وأقولها بثقة تامة ، لو يأخذ هؤلاء بالكثير الذي ينشر لأصبح لدينا اليوم دولة .مؤسساتية ودستورية راقية ، لا دولة فاشلة تتقاذفها الصراعات والخلافاتوالنزاعات ، بسب الطائفية السياسية والمحاصصة والتخندق في كل ما يمزق وحدتنا ونسيجنا الأجتماعي . الفرص لن تتكرر كل يوم وتلافي الخطأ في حينه !..أفضل من أن تتلافاه بعد فوات الأوان ، وهنا يكون موقع المتبصر والوطني الحقيقي والأمين والموضوعي في معالجاته وقراراته والذي يرسم سياساته على أساس الخبرة والدراية والأستشارة وتعدد الأراء ، لأن العمل ..وكل عمل هو أنجاز أجتماعي ولا يمكن أن يكون غير ذالك . يالأمس كان قضاء سنجار والكارثة التي حدثت بحق أخوة لنا ...تم تهجيرهم وسبيت نسائهم ...وهدر ت دماء الكثيرين من هذه الطائفة ، وقلنا وبالفم المليان ، عليكم أن تجيشوا كل أمكاناتكم وتعبؤا الرأي العام الداخلي والعربي والدولي وأستنهاض الهمم ، والطلب من مجلس الأمن الدولي بالمساعدة العاجلة والسريعة ، لأن الأمر خطير وما بحوزة القوى الأرهابية ربما يفوق أمكانات وقدرات الحكومة العراقية ، ونحن نعرف القوى الأمنية وأمكاناتها وقدراتها ، وسبب تدني أدائها وما أرتكب من أخطاء جسيمة في أعداد وتجهيز وتمون وتأهيل هذه المؤسسة الهامة ، وغياب الكادر القيادي لها ...والتي هي عماد كل دولة تبني حاضرها ومستقبلها على أسس صحيحىة ، رغم هذا فلن نلمس أي جهد على أرض الواقع للبحث عن معالجات أنية وسريعة لأخراج القوى الارهابية من ارض العراق وأنتشال أبناء شعبنا من غطرسته وجبروتهم ، وأيغالهم بالجريمة والعبث بأرواح الناس الأبرياء . واليوم تمكنت القوى الأرهابية من التمدد في مناطق قضاء تلكيف وبرطلة وبعشيقة ومناطق اخرى ، مما عرض الألاف من أخوتنا وأهلنا المسيحيين الى أفدح المخاطر ، وأضطر الألاف الى الهروب نحو مناطق أقليم كردستان العراق حتى الحدود التركية ، والممسكين بدست الحكم في تسابق مع الزمن !..ويخوضون صراع الجبابرة والأقوياء لنيل ما يمكن نيله من السلطة والمال والجاه ، والناس في هذه المناطق ومناطق اخرى يلتحفون السماء ويفترشون الأرض ، وهم فاغري أفواههم وشاخصين أبصارهم لمعيل يعيلهم ورحيم يرحم أطفالهم ونسائهم وكبار السن منهم ، أني أرى الأمام الحسين ولوائه وعشيرته يذبحون من جديد !...في سنجار والموصل وتلكيف وبرطلة وبعشيقة ...ولا معين يعينهم ويأخذون سبايا من قبل مغول العصر الى سوريا ومناطق أخرى ، ويعتبرونهم غنائم حرب وتسبى النساء وتستباح الحرمات وتزهق الأروا ح ومن دون حسيب ولا رقيب . أين المروئة والشهامة والغيرة ، أين أنسانية الأنسان ؟..لماذا لا يتحرك الضمير الأنساني كشعوب ودول ؟ لم أرى ما يدل على أن هناك منظومة قيمية وأنسانية تحرك المجتمع الأنساني ، وكذلك صوتنا مازال خافتا وغير مسموع ولن يصل حتى لحكامنا الغارقين في سباتهم العميق تجاه ما يعانيه شعبهم !...وما يخصهم فهم متيقضين ومتبصرين لذلك !...تبا لكل أفاك مبين !...وسحقا لكل من ينطق لسانه بالحق !...وبالفعل يحيد عنه ويجافيه ويمقته ،ويرفضه . أن الذي يعانيه شعبنا من كوارث ومحن !...من موت وخراب وتجويع ...من أرهاب وتخويف ومسخ للنفس البشرية !؟..أنتم مسؤولون عنه ، وتماديكم في الأبتعاد عن كل مايصب في مصلحة شعبنا طيلت السنوات العشرة العجاف ، لهو نكوض بالوعود وحنث بالقسم الذي أديتموه أمام شعبكم ، كل هذا سيتحول الى نار تحرقكم وتستسل من أرواحكم وأفأدتكم كل ما جنيتموه بسلوككم الأهوج والوضيع !...أقول كلمة أخير ة لكل من أستهان بشعبنا وقدراته وأصراره على ألحاق الهزيمة بكل من سرقه وجوعه وأستباح كراماته وسرق البسمة من عيون أطفال العراق ، أقول لكل هؤلاء !...سينتصر شعبنا يوما ...وسيحاسبكم على ما جنته أيديكم من أثام وجرائم ...وكما قال الشاعر ( الشعب ما مات يوما ....وأنه لن يمو تى ، أن فاته اليوم نصر ففي غد لن يفوتى )....ولتعمل كل قوى والتقدم والسلام والخير ....وبروح الفريق الواحد من أجل الخلاص من هذه الزمر الباغية ، ومن أجل عراق أمن ومستقر ورخي وسعيد . صادق محمد عبد الكريم الدبش 7/8/2014م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أزف الموعد ..والأجراس تسمع من بعيد
-
صباح الخير يا شرقنا الاوسط الجديد
-
نداء ومناشدة بالتصدي ولجم ختان الفتيات في العراق
-
خطاب مفتوح للأستاذ سعدي يوسف
-
نداء تضامن عاجل لأطلاق سراح مدير مفوضية الانتخابات في محافظة
...
-
وقوف الجميع مع العراق ضرورة وطنية عاجلة
-
تعليق على صورة ما يجري للنازحين من المناطق الغربية في العراق
-
رسالة على الهواء الى السيد نوري المالكي
-
مهمات القوى الديمقراطية والشيوعية
-
اللعب بمقدرات الشعب ...ثمنه باهض
-
هل من سبيل للخروج من خطر الحرب الطائفية
-
ما هي دستورية التدخل الأمريكي في التطورات الأخيرة في العراق
-
كيف السبيل للخروج من النفق المرعب
-
أزمة النظام الرأسمالي
-
لا تجربوا المجرب
-
تساؤلات مشروعة حول الحزب الشيوعي العراقي
-
تعليق حول ما جاء به الرفيق حميد مجيد موسى
-
الارهاب يطال ارواح المناضلون
-
لتتوجه جماهير شعبنا للتصويت للتحالف المدني الديمقراطي
-
بيدكم التغيير
المزيد.....
-
رسالة مصرية إلى أمريكا حول التدخل الإسرائيلي في سوريا
-
توافق على خارطة طريق لحل الأزمة بين الدروز والحكومة السورية
...
-
بسبب الحصار الإسرائيلي.. الجوع يقتل 57 فلسطينيًا في غزة
-
مطالب بوقف التمويل الحكومي لحزب -البديل- بعد تصنيفه -يمينيا
...
-
مصر.. قرار من النيابة في اتهام البلوغر -رورو البلد- بنشر الف
...
-
اقتحامات وتهجير وتدمير للممتلكات العامة والخاصة في جنين وطول
...
-
بيسكوف يحدد هدف وقف إطلاق النار الذي اقترحته روسيا بمناسبة ي
...
-
ماسك يصف استبعاد القوى اليمينية من الانتخابات في دول أخرى با
...
-
منظومات -Pantsir-S- تحمي سماء روسيا
-
منظومة -غراد- الروسية تستهدف مربع تمركز للقوات الأوكرانية
المزيد.....
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
المزيد.....
|