أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - النبي : من دخل دار ابو سفيان فهو آمن !














المزيد.....

النبي : من دخل دار ابو سفيان فهو آمن !


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4539 - 2014 / 8 / 10 - 11:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ابو سفيان بن حرب بن عبد شمس شخصية قرشية تجارية لامعة كانت مشهورة في مكة . وعندما اظهر محمد دعوته في الجزيرة العربية وعارض من عارض هذه الدعوة ، كان ابو سفيان على رأس المعارضين ووقف بالضد من هذه الدعوة ، بكل قوة وصلابة . وظل ابو سفيان على ما هو عليه من عدم ايمانه بصدق رسالة النبي ، حتى اسلم بفتح مكة خوفا ، فكان اسلامه متضعضعا ، هذا الفتح الذي قيل فيه خرافات كثيرة ، ومنها ان الرسول : (( لما كسر نائلة –احد الاصنام - عند فتح مكة خرجت منها امرأة سوداء شمطاء تخمش وجهها وهي تنادي بالويل والثبور )) . { السيرة الحلبية : 1/ 20 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، تحقيق عبد الله محمد الخليلي ، سنة الطبع 2008} .
ونائلة هذه عبارة عن حجر كبير على هيئة امرأة تعظمه قريش وتتقرب به الى الله زلفى ، فكيف تخرج منه هذه المرأة المزعومة ! . واعتقد انه أما تخيل لبعضهم وذلك من باب التعظيم الزائف لهذا الحجر ، الذي اعتقد به كثير من الناس قبل اسلامهم ، وظل شبح التعظيم شاخصا امامهم . واما ان الرواة قد وضعوا هذه الرواية لغاية ، ونحن نميل الى الرأي الثاني .
وفي فتح مكة جاؤوا بابي سفيان الى النبي فبادره بقوله : (( وَيْحَكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ! أَلَمْ يَأْنِ- ألم يحن- لَكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا أَحْلَمَكَ وَأَكْرَمَكَ وَأَوْصَلَكَ! أَمَّا هَذِهِ وَاَللَّهِ فَإِنَّ فِي النَّفْسِ مِنْهَا حَتَّى الْآنَ شَيْئًا. فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: وَيْحَكَ! أَسْلِمْ وَاشْهَدْ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تُضْرَبَ عُنُقُكَ. قَالَ: فَشَهِدَ شَهَادَةَ الْحَقِّ، فَأَسْلَمَ، قَالَ الْعَبَّاسُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ يُحِبُّ هَذَا الْفَخْرَ، فَاجْعَلْ لَهُ شَيْئًا، قَالَ: نَعَمْ، مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، )) . {ابن هشام ، السيرة : 4/ 27 مكتبة الايمان بمصر ، تحقيق الشيخ محمد البيومي } .
ونفهم من هذا ان ابا سفيان لم يسلم ايمانا واعتقادا بصدق محمد ، بل خاف ان تضرب عنقه ، بعد ان سيطر جيش النبي على مكة وصار كل شيء تحت امره وتصرفه ، وصار هو القائد والحاكم وبيده زمام الامور . وليس من العقل والمنطق بمكان ان يصر على موقفه ورأيه ، فهو بتعبير آخر اسلم تقية بحسب تعبير الشيعة ، والا ان الرجل كان موقفه واضحا منذ الوهلة الاولى لدعوة محمد لدينه الجديد . والذي يؤكد لنا صدق دعوانا هذه الحوارية التي دارت بين العباس عم النبي وبين ابا سفيان عندما طلب النبي باستعراض الجيش امام ابو سفيان : وَمَرَّتْ الْقَبَائِلُ عَلَى رَايَاتِهَا، كُلَّمَا مَرَّتْ قَبِيلَةٌ قَالَ: يَا عَبَّاسُ، مَنْ هَذِهِ؟ فَأَقُولُ: سليم، فَيَقُول: مَا لي وَلِسُلَيْمٍ، ثُمَّ تَمُرُّ الْقَبِيلَةُ فَيَقُولُ: يَا عَبَّاسُ، مَنْ هَؤُلَاءِ؟ فَأَقُولُ: مُزَيْنَةُ، فَيَقُول: مَا لي وَلِمُزَيْنَةَ، حَتَّى نَفِدَتْ الْقَبَائِلُ، مَا تَمُرُّ بِهِ قَبِيلَةٌ إلَّا يَسْأَلُنِي عَنْهَا، فَإِذَا أَخْبَرْتُهُ بهم، قَالَ: مَا لي وَلِبَنِي فُلَانٍ، حَتَّى مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ فِي كَتِيبَتِهِ الْخَضْرَاءِ. فِيهَا الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ، لَا يُرَى مِنْهُمْ إلَّا الْحَدَقُ مِنْ الْحَدِيدِ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ: يَا عَبَّاسُ، مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: قُلْتُ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ فِي الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، قَالَ: مَا لِأَحَدِ بِهَؤُلَاءِ قِبَلٌ وَلَا طَاقَةٌ، وَاَللَّهِ يَا أَبَا الْفَضْلِ، لَقَدْ أَصْبَحَ مُلْكُ ابْنِ أَخِيكَ الْغَدَاةَ عَظِيمًا، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا سُفْيَانَ، إنَّهَا النُّبُوَّةُ. قَالَ: فَنَعَمْ إذَنْ . { المصدر السابق ص 28} . فأبو سفيان يعتبر رسالة محمد ملك وليس نبوة خصصها له الله واختاره ان يقوم بها وان يتمها على احسن وجه . والتساؤل الذي يدور في الذهن لماذا النبي يعطي ابي سفيان خصوصية بحيث يجعل داره دار امان لمن يدخلها ، بعد ان عرف وعرفنا موقفه من الدعوة ؟ ! .
ويمكن ان نجيب على هذا التساؤل بعدة اجوبة :
الجواب الاول : ان النبي لازال يخشى سطوة ابي سفيان ويهابه ، وهو الذي جعله من المؤلفة قلوبهم حيث خصص له جزء من الغنائم التي يحصل عليها المسلمون من المعارك ، فتأتيه حصته من دون عناء او نصب ، كاملة مرضية . وهذا الامر ليس بصحيح ، لا سيما وان الخليفة عمر بن الخطاب قد انتبه الى ذلك ، وفور تسنمه مركز القرار وامر الدولة ، اول عمل قام به ان اسقط حصة المؤلفة قلوبهم ، وخيرا فعل .
الجواب الثاني : ان النبي كان يحابي الشخصيات البارزة المرموقة ، ويحسب لها الف حساب ، بعكس الشخصيات الثانوية التي دائما ما يؤمر بضرب اعناقها وان وجدوها متعلقة بأستار الكعبة . فالنبي لم يتعرض الى عمه ابي لهب بشيء رغم كون ابي لهب لا يقل خطرا على الدعوة الاسلامية والموقف المعارض منه الى آخر رمق من حياته . فمنزلة ابي لهب مثل منزلة ابا سفيان عند النبي ، من ناحية المعارضة ، وهذا ايضا يجعلنا ان نتساءل .
الجواب الثالث : لو كان ابو سفيان من غير قريش هل يتعامل معه النبي مثلما تعامل معه ؟ لا سيما وان النبي قد قال في فضل قريش احاديث كثيرة تشير الى مناقبهم وجلالتهم ، وجعل الخلافة فيهم ، وقد انكرنا هذه الاحاديث في بحوث فائتة ، لا نريد ان نكررها تارة اخرى .
الجواب الرابع : قد يقول قائل ان العباس هو الذي طلب من النبي ان يعطي ابا سقيان هذه المنقبة او الافضلية . فنقول او كلما طلب احد اصحابه منه شيئا يعطيه ذلك ، خصوصا اذا كان الطلب ما يخص امرا مثل هذا .



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العداوة المصطنعة بين هاشم وامية !
- الاعور الدجال والسياسة العراقية !
- ابن خلدون ... ونظرية المهدي المنتظر
- الاسلام ... عندما يصير المجرم قائدا
- الاسلام .. وقانون عقوبة المرتد
- هل في الاسلام حقوق انسان؟
- ستة وخمسين
- المبلل ما يخاف من المطر !
- الاسلام ... واكل لحوم البشر
- قريش ليست افضل العرب
- شَجَرَةً فِي الْجَنَّةِ يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِئَ ...
- النبي يندم على امر فعله !
- الاسلام ... من الذي قتل سعد بن عبادة ؟ !
- هل صحيح ان الاسلام كان دعوة عالمية ؟ !
- قطع اليد طقس جاهلي !
- الصوم ... طقس جاهلي
- الدين – الحروب – بغداد وابن الوراق
- فصل الدين عن السياسة من مصلحة الدين
- اللغات غير العربية التي وردت في القرآن
- حديث افتراق الامة


المزيد.....




- أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ...
- لليوم الـ12: الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيا ...
- “سلي طفلك الأن” تردد قناة طيور الجنة الجديد عبر النايل سات و ...
- الأزهر: من مسجد الفاطميين إلى جامعة إسلامية عريقة
- الهجوم على كنيسة مار إلياس بدمشق يثير مخاوف المسيحيين في سور ...
- سوريا.. عملية أمنية ضد وكر إرهابي متورط بهجوم الكنيسة
- مفتي القاعدة السابق: هذا ما جعل بن لادن يجر أميركا لحرب في أ ...
- اعتقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى ويعتقل 4 من حراسه
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - النبي : من دخل دار ابو سفيان فهو آمن !