أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - شوط الرئاسات العراقية يبدأ بالتعطيل فهل ينتهي؟














المزيد.....

شوط الرئاسات العراقية يبدأ بالتعطيل فهل ينتهي؟


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 4538 - 2014 / 8 / 9 - 08:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في سابقة خطيرة و مفاجئة نقلت لنا بعض الاخبار عن اعلان رئاسة جمهورية العراق على لسان الرئيس الجديد، الذي اختير مؤخرا على وفق عملية المحاصصة ذاتها، انه استفتى المحكمة الاتحادية بشأن ما اسماها إمكانية عدم احتساب عطلة العيد من المدة الدستورية المقررة لدعوة الكتلة الأكبر لتشكيل الحكومة المقبلة.

ومن المعلوم ان المدة الدستورية المقررة لتكليف رئيس للوزراء تنتهي بعد 15 يوما من التكليف اي انها تمت في 7 آب الجاري.

جدير بالذكر ان عطلة العيد استمرت خمسة أيام.. ونحن نتساءل هنا عن جدوى الايام الخمسة اذا كان ممثلو الشعب قد تناسوا مهلة الخمسة عشر يوما وانشغلوا بالعيد في الوقت الذي تنامت "داعش" واسقطت مناطق جديدة!

وفي الحقيقة فان كثرة ايام التعطيل الذي شهدته دورة مجلس النواب السابقة ومجمل مفاصل العملية السياسية، كانت احد الاسباب الرئيسة التي ادت الى الاخفاق الكبير والفشل في تلبية مطالب الناس؛ ترافق ذلك مع انتشار الفساد الاداري والمالي على نحو غير مسبوق؛ ما اسفر في النهاية عن التفريط بالبلد والتمهيد لاستباحته من قبل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام، وفتح ابواب العراق على مستقبل مجهول غاص بالخوف و التوجس.

وبدلا من ان نصحح الاخطاء التي نتجت عن السنوات الاربع، بل العشر العجاف الماضية؛ ها نحن نبدأ شوط الرئاسة الجديد، بمحاولة صنع المسوغات لتعطيل ما اسموه انفسهم الاستحقاقات الدستورية، وخلق الاعذار لإخفاقات جديدة ستأكل ما تبقى من امل في نفوس الناس اذا كان ثمة امل قد تبقى.


فما فائدة التأخير بذريعة العيد؟ وهل نحن مقدمون على اربع سنوات مريرة أخر من إحباط المشاريع والهزائم العسكرية والامنية، وافواج من الموتى والمهجرين؟.

لو سمع او قرأ انسان بريطاني او فرنسي ان رئيس وزراء بريطانيا مثلا او رئيس الجمهورية الفرنسية، قد طلب وقتا ممتدا لتشكيل الحكومة بسبب عطلة نهاية الاسبوع او اعياد الميلاد لقامت الدنيا ولم تقعد.

وبغض النظر عن طبيعة الانظمة الانتخابية في بلدنا، وفي كلا البلدين المذكورين، فان زعيم حزب المحافظين البريطاني ، ديفيد كامرون، الفائز قد اعلن عن تشكيله حكومة كاملة الصلاحية مع حزب الديمقراطيون الاحرار بعد خمسة أيام فقط من الانتخابات البريطانية التي ظهرت نتائجها في 7 مايس 2010 فشكل الحكومة في 12 مايس.

وفي 15 مايس 2012 فاز فرانسوا أولاند برئاسة الجمهورية الفرنسية، وفي اليوم ذاته كلف جان مارك أيرولت بتشكيل الحكومة ولم يطلب وقتا اضافيا.

ويمكن قول الشيء ذاته عن الرئيس الاميركي والروسي، وجميع الانظمة الديمقراطية، فلماذا نشذ نحن الذين ندعي اننا اقمنا الديمقراطية على انقاض الدكتاتورية؛ برغم اننا الاكثر حاجة للإسراع في حسم المناصب والاداء الامثل حقنا للدماء التي تسيل يوميا وتحقيقا للعدالة، و لإنصاف اغلبية الشعب التي تحطمت حياتها بسبب السياسات الفاشلة طيلة السنوات العشر الماضية.

ان تأجيل الاستحقاقات الدستورية بحسب تعبير السياسيين والمسؤولين؛ يؤدي بالنتيجة الى تأجيل الاستقرار في العراق، وتعطيل لآمال وحياة الناس الى آماد غير منظورة، وزيادة الفشل الاداري والفساد المالي وتكريسه وتضخم اعداد القتلى والمهجرين وتأجيل حسم ملف الفقر والفقراء، والسكن والاسكان وجميع مفاصل الحياة العالقة.

الاغرب من ذلك ان احدا ممن طرح اسمه كنائب لرئيس الجمهورية، قال في رده على ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق، الذي طالب بتشكيل حكومة تكنوقراط للخروج من الازمة، ان حكومة التكنوقراط "تحل المشاكل الخدمية فقط والملف السياسي سيبقى عالقا بخلافات المخضرمين"؛ ترى ما الذي يريده الشعب غير الخدمات كاعتبار اول، كما ان تشكيل حكومة التكنوقراط ولاسيما من المستقلين بغض النظر عن اديانهم وقومياتهم وطوائفهم، سيهدئ النفوس ويعيد الثقة في الحكومة ويعيد الاعتبار للمواطنة؛ لأن تلبية حاجات الناس و توفير الخدمات لهم والذي يعني فيما يعنيه القضاء على الفساد المالي والاداري، وتحقيق العدالة الاجتماعية سيزيل الاسباب الكامنة ورا ء دعاوى العنف المسلح، والتغيير بقوة السلاح، ومثل ذلك ادركته الدول المتحضرة في وقت مبكر، وعملت به؛ فحققت وشائج قوية بين دولها وحكوماتها، وبين سكانها الذين باتوا يفتخرون بامتلاك هويتهم وجنسياتهم.

ان انقاذ البلد الذي يمر بكارثة كبرى بحسب اقرار الجميع، يستوجب التعالي على المصالح الشخصية والتجاذبات الحزبية والفئوية، والسعي لإنشاء نظام سياسي يلبي طموحات الناس، وضمن ذلك الاسراع في انجاز ما اسفرت عنه الانتخابات الاخيرة ـ برغم انني لست متفائلا بالنتيجة ـ اذ ان الوضع السابق لم ينتج لنا الا ازمة تفرخ ازمة، فظل الفقير فقيرا مهما كانت قوميته او ديانته او طائفته، وظلت فئة طفيلية صغيرة تثري على حساب المجموع فسرقت ثروات الناس وخيراتهم وسربتها الى الخارج واكتفى كثير من ممثليها بعزل انفسهم في منطقة خضراء محصنة لم تسطع ان تحمي عمال المسطر والمتبضعين في الشوارع والابرياء، الذين ظلوا فريسة سهلة للقتلة والمجرمين بشتى اصنافهم؛ وظل البلد بمجمله في مهب ريح عواصف فشل السياسيين ونزواتهم.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقدة العراقية والحل التونسي
- مقدمات الانهيار .. في صلب العملية السياسية
- عودة مظاهر الاستبداد
- الصدامية الخامسة الالكترونية.. تحقير مبتكر لكرامة الناس
- احتضار الدولة الدينية
- العراق .. مقبرة للأحياء .. و بلد في طريق الهلاك
- التضحية بأرواح الناس لأجل سواد عيون العملية السياسة!
- جامعة البنات .. طائفية النوع الاجتماعي
- -أكلونا- الفايروسات!*
- فتاوى مدججة بالسلاح .. أوهام احتكار الفضيلة!
- مواشي الصومال و تمر البصرة
- موقف الحكومة العراقية من اللاجئين السوريين خطأ غير محسوب الن ...
- كي لا تتكرس الكراهية نمطا لحياة العراقيين
- وتبخرت آمال الحالمين بمئة راتب!
- فتاوى إلغاء الآخرين !
- الجولة الثانية من نزال الاستيلاء على شواطئ دجلة
- ملايين الناس بلا مأوى، و قصور الخضراء تستوطنها الكلاب!
- مأزق العملية السياسية المستديم
- الضرائب على الاستيراد، نهب لما تبقى في جيوب الفقراء
- يوم تاريخي أضاعوا بريقه في لجّة الفشل السياسي


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - شوط الرئاسات العراقية يبدأ بالتعطيل فهل ينتهي؟