أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فواد الكنجي - داعش تزحف نحو القرى الأشورية وهم يناشدون الأمم المتحدة















المزيد.....

داعش تزحف نحو القرى الأشورية وهم يناشدون الأمم المتحدة


فواد الكنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4538 - 2014 / 8 / 9 - 08:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمر على العراق فترة استثنائي خطيرة من تاريخها المعاصر متمثلا بقيام تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام (داعش) الإرهابي باحتلال أراضيه بغية تطبق شريعة الإسلام وعودة الخلافة الاسلامية على أرضيه، فداعش مختصر( لدولة الإسلام في العراق والشام ) يقودها المدعو ( أبو بكر البغدادي ) الذي تولى قيادة التنظيمات الجهادية اثر مقتل(أبو عمر البغدادي ) الذي عين بعد عام من مقتل( أبو حمزة المهاجر) من قبل القوات الأمريكية في العراق في 2010 ، والذي كان قد عين اثر مقتل الإرهاب ( أبو مصعب ألزرقاوي) عام 2004 والذي كان يلقي الدعم من زعيم تنظيم القاعدة السابق( أسامة بن لادن) الذي اسمي تنظيم باسم ( تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ) ، وفي نيسان عام 2011 أعلن أبو بكر البغدادي من سوري بان (جبهة النصرة ) هي امتداد لدولة العراق الإسلامية، وأعلن فيها إلغاء اسمي (جبهة النصرة) و(دولة العراق الإسلامية) تحت مسمى واحد وهو (الدولة الإسلامية في العراق والشام) ومختصرها (داعش) لكن (جبهة النصرة) و( دولة الإسلام ) رفضت الالتحاق بتنظيمه في سوريا علما بان
(الدولة الاسلامية) تخضع لولاء( زعيم القاعدة - أيمن الظواهري) الذي سمى (جبهة النصرة)، الجناح الرسمي للتنظيم في سوريا، حيث برزت الخلافات بين الطرفين فانفصل داعش عن( أيمن الظواهري) وبدا يتقاتلان مع بعضهما البعض في سوريا وأدى الأمر بان اغلب أفراد (النصرة ) تم انضمامهم إلى تنظيم (داعش) ويذكر بان لـ(داعش) نفس العقيدة الجهادية التي لـ(القاعدة) معتبرة أن إنشاء دولة إسلامية في العراق والشام هي مرحلة أولى لقيام (دولة الخلافة) ويلقى البغدادي دعم من جهات فردية من الخليج ويقدر عدد مقاتلي تنظيم داعش في العراق و سوريا بنحو خمسة عشر ألف مقاتل من جنسيات مختلفة بضمنتها في العراق بعض العشائر التي تدعم التنظيم، وبعد سلسة من المعارك في سوريا واحتلال بعض القرى في سوريا اخذ تنظيم داعش الهجوم على مدينة الموصل ليتم احتلالها بالكامل ، وفي فترة قياسية بعدم وجود أية مقاومة تذكر لأسباب عديدة يطول الحدث عنها في هذا المقام ، فتم استيلاء على المدينة وبدا مقاتلو التنظيم بالاعتداء على تاريخ وحضارة المدينة وقيم المجتمع وفرض وإقامة نظام ديني تكفيري إقصائي ، يقوم على العنف والقتل، نظام لا مكان فيه للآخر دينيا ومذهبيا ، بغية تصفية المكونات الدينية والقومية والمذهبية الغير السنية والغير العربية و الغير المسلمة ، فاخذ الأشوريون من ذلك نصيبهم بكونهم دينيا وقوميا مختلفين ليصبحوا بين ليلة وضحاها الضحية الأولى، ليبد تنظيم داعش الإرهابي بتصفية وجودهم من المدينة والأسباب قومية ودينية فباشروا هؤلاء الغزاة بمصادرة أملاكهم وتخييرهم بين الإسلام ودفع الجزية أو ترك البلاد التي بناها أجدادهم وأسسوا عليها أولى الحضارات ،حضارة وادي الرافدين ، والتي ساهمت أغناء الدولة الإسلامية في العصر الأمويين والعباسيين، عبر نقل تجاربهم وثقافتهم وعلومهم من اللغة الأشورية إلى العربية، وآخذو مقاتلو داعش بالزحف نحو القرى الاشورية شمال وجنوب سهل نينوى من الحمدانية وبغد يدا وبرطلة وبعشيقة وبحزاني وتلكيف وكرملس وبطنايا وتلسقف وباقوفه والقوش ليصلوا الى قرقوش اكبر موقع يقطنه لأشوريين المسيحيين، حيث أخليت من سكانها وبدا النزوح يتصاعد يوما بعد الأخر ليصل إلى أكثر من 150 ألف نازح وهو نزوح لم يشهده الأشوريين المسيحيين في العراق منذ عام 1933 ، حينما ارتكبت الحكومة العراقية آنذاك مجزرة بحق أبناء الأمة الآشورية المسيحية وعلى أرضهم والتي راح ضحيتها أكثرمن5000 أشوري ومن كافة الأعمار وتهجير الآلاف في أكثر من 70 قرية آشورية أخرى فيما كان يسمى بلواء الموصل وكان الشعب الآشوري آنذاك قد خرج لتوه من إحدى أسوأ مراحل تاريخه حين أبيد أكثر من نصف مليون أشوري خلال المجازر التي اقترفت بحقه من قبل الدولة العثمانية التركية خلال الحرب العالمية الأولى 1914- 1918 ولتضاف لمسلسل المجازر التي ارتكبت منذ سقوط دولتهم في( 612 ق.م ) والى يومنا هذا بحق المكون الاشوري ومنذ تأسيس الدولة العراقية ومن خلال حكوماتها المتتالية وبما فيها الحكومات التي تعاقبت في ادارة الدولة العراقية عام 2003 . وما يحدث اليوم ما هو الا تكرار لمأساة الأشوريين عام 1915 و 1933 ، أنه التاريخ الذي يعيد نفسه في مسلسل القتل والتهجير ، فأحداث اليوم في الموصل و قصباتها ما هو ألا استمرار للنهج الاقصائي الذي تبع في العراق بغية تصفية الوجود الأشوري المسيحي و تكرار لسيناريو عهد حكومة رشيد عالي الكيلاني.
أن تجربة الأشوريين مع الحكومات العراقية تجربة مريرة وقاسية ومليئة بمأساة ، فلا يمكن لمنطق العدل أن يتحقق على الأرض ، فالمناخ السياسي العراقي السابق والحالي ومع الآسف الشديد مازال لا يحتمل حالة الوجود الوطني والقومي الآشوري أسوةٍ ببقية مكونات الشعب العراقي فهو لم يعترف بحقوق الأمة الآشورية الأصيلة وحقها الشرعي في أقامة إقليم آشور ضمن العراق الجديد أسوةٍ بغيرهم ، ولم ينصف شهداء (سيمل) و (صورية) وفي (طور عابدين) و (هكاري) و (اورمي ) ، في( بغداد ) وفي كل شبر من ارض العراق....! فكيف سينصف على ما يحث لامة الاشورية المسيحية اليوم من قتل وهتك الاعراض والنزوح ومصادرة الأملاك ، انها الهمجية بعينها ونحن نعيش القرن واحد والعشريين ...!
وللأسف أن الشعب العراقي بمختلف ألوانه وأشكاله وأطيافه القومية والدينية والمذهبية لا يكترث بمعانات امة ما تضطهد، لا محال سيأتي دورها أجلا أم عاجلا ، وهذا ما حدث ويحدث في العراق فحينما تم إبادة الأشوريين عام 1933 سكت عموم الشعب العراق وضل يتفرج على المشهد الدموي بدم بارد ، وما أن تمضي الأيام والسنين حتى أتى دو الكرد فتم إبادتهم في أحداث( حلبجة) المريرة ، وثم أتى دور الشيعة في جنوب العراق وتم إبادتهم بأحداث سميت (بالمقابر الجماعية للشيعة ) وهكذا دواليك ما لم يعي الشعب ويساند إخوانه ويدافع عن الحق والعدالة والمساواة بين كافة أطياف الشعب فلن ينجو احد من العاقبة ..!
أذا ألا تشكل أحداث موصل اليوم منعطفا تاريخيا خطيرا يمس الوجود الأشوري المسيحي، واحد من أقدم المكونات الشعب العراقي، عاشت على ارض الوادي الرافدين العراق الحالي بحيث تصبح مدينة موصل خالية من أبناء الأمة الآشورية لأول مرة في التاريخ منذ سبعة آلاف عام....؟
فأين الشعب العراقي مما يصيب الأشوريين في موصل وقصباتها...؟
ألا يتطلب الموقف إلى إسنادهم وحمايتهم من عدو لا يرحم...؟
أن اليوم الكل معني بما يدور على الساحة الموصلية ، لان أطماع هؤلاء الغزاة جامحة لا تقف عند حدود موصل، فالمشهد وتطورات الأحداث في المدينة تتصاعد دراماتيكيا ، إذ لم يستثنوا هؤلاء بغزواتهم الجائرة الايزيديين والتركمان والارمن والشيعة في المدينة والكرد ، وما لم يقف الشعب وقفة واحدة بوجه هؤلاء الغزاة فان تيار لا سمح الله سيجرف الكل.
أن تصاعد دور ومكانة هذه المجموعات الإرهابية من تنظم داعش في العراق وسوريا ،التي هي الأخرى ، تقبع مناطق الأشوريين المسيحيين فيها تحت سطوة الإرهابيين من تنظيم داعش وكما يحدث لأشوري العراق يحدث لأشوري سوريا ، فاستيلاء قوى الإسلام المتطرف على مناطق الأشوريين في العراق وسوريا وتهجيرهم ونشر الرعب والتفرقة بين مكونات شعوب المنطقة بفرض قوانينها الخاصة، تدفع بالمجتمعات إلى الوراء وإعادتها إلى العصور التاريخية الأكثر ظلامية ووحشية، لأن الأفعال البربرية التي تنفذها داعش تعكس الإنحطاط الفكري والسلوكية الشاذة لدى هذه المجموعة، فكيف نفهم محاولاتهم بالقضاء على المكون الآشوري المسيحي في هذه المنطقة.. ثم الايزيدي والتركماني والشيعي والكرد ...؟ ومن هنا يتطلب الموقف إلى ضرورة قيام تحالف دولي تحت رعاية الأمم المتحدة لوقف والحد من إرهاب الدولي والتنظيمات والجماعات والأفراد السلفية التكفيرية ، وقطع مصادر تمويلها وفرض أشد العقوبات على الجهات التي تدعمها وتتعاطف معها ، وتجميد أرصدتها وملاحقتها قضائيا على المستوى العالمي، وكذلك مطلوب من دول العالم من حكومات ومنظمات المجتمع المدني وبرلمانات وأحزاب وقوى سياسية ومنظمات حقوق الإنسان أن تتضامن مع قضية الأشوريين والنازحين و حث مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للتدخل العاجل لإنقاذ ومساعدة الشعب الآشوري المسيحي من محنته التي تعصف بهم منذ عام 1915 ولى يومنا هذا وإيجاد حل جذري للمشكل، وعدم اكتفاء بمداواة بسيطة، بل يجب القيام بواجباته قانونية وأخلاقية تجاه الأمة الأشوريين التي تتشتت أوصالها عبر تهجير قسري استمر منذ مائة عام في كل بقاع العالم بدعوة مجلس الأمن لعقد جلسة وإصدار قراراً إلزاميا وبموجب القوانين الدولية و الاهتمام الجدي بما يتعرض له الأشوريين وحقه في الإقليم الفيدرالي ، والذي لا يتعارض مع الميثاق الدولي والذي وافق العراق عليه كدولة يضمن للأشوريين وضع قانوني في دولة العراق بعد انتهاء الانتداب في عام 1932 ، لان أي وضع أخر معناه إننا سنشهد لاحقا مأساة أخرى لهذه الأمة كما يحدث اليوم، فان كانت قضيتهم حلت في عام 1933 لما تكررت ماساتهم هذا اليوم .



#فواد_الكنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليطلع داعش ومن لف لفهم على وثيقة الرسول محمد (ص) للنصارى، وع ...
- تنظيم داعش الارهابي يطارد اشوريو نينوى و يخلي المدينة من وجو ...
- اه يا عراق... الدماء فيك صار نهر ثالث...!
- الخندق الانتحاري في العراق
- يا وطن متعب انا بشرقيتي
- اين وطني من هذا الوطن.....!
- انا العراق
- في الذكرى المئوية لحرب العالمية الاولى وعدم الاكتراث بمصير ا ...
- تاملات في مائة عام من العزلة
- فواد الكنجي ، دراسات ومختارات شعرية
- الجحيم هو الاخرون.. سارتر و الفلسفة الوجودي
- اللامنتمي وقيمة الوجود الانساني عند كولن ولسن
- الوجود العبثي والتمرد عند البير كامو
- بواكير الفلسفة الوجودية
- الهروب ... تكتيك ام فشل ....؟
- فلسفة الفن .. بين الجمال والابداع الفني
- المواطنة و الوحدة الوطنية
- الانتخابات فرصة العراقي لتغير
- الهرولة نحو البرلمان
- اليساريون و الديمقراطية الاشتراكية


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فواد الكنجي - داعش تزحف نحو القرى الأشورية وهم يناشدون الأمم المتحدة