أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواد الكنجي - تاملات في مائة عام من العزلة















المزيد.....



تاملات في مائة عام من العزلة


فواد الكنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4475 - 2014 / 6 / 7 - 07:10
المحور: الادب والفن
    


مع كل ما كتب عن رواية (مائة عام من العزلة) منذ صدور الرواية عام 1967 والى يومنا هذا، ألا أن في تقديري لم نقرا تعليقا يوازي هذا العمل بقدر تعليق الكاتب نفسه " فحين سئل ماركيز ذات مرة كيف يجرؤ على ان يصف أدبه بأنه أدب الحياة والحقيقة، وهو الذي جعل إحدى شخصياته تطير في الهواء ناقضة قانون الجاذبية، ابتسم باستغراب وقال لسائله: لكن هذا موجود....! سأله الآخر باستغراب: وأين هو موجود..؟. فسأله ماركيز: من أين جئت به أنت....؟ فقال الآخر: من روايتك قال ماركيز: أوَجدته في الرواية؟. رد الآخر أجل ، فاختتم ماركيز الحديث قائلاً: ألم أقل لك انه موجود في مكان ما" "....طبعاً هذا الكلام اعتبر على لسان ماركيز يومها نادرة طريفة... لكن ماركيز لم ينظر إليه على هذا النحو، بل اعتبره تعبيراً عن نظرته إلى الأدب وإلى الفكر في شكل عام، على انه مكان لخلق حياة موازية للحياة... تكون أحيانا أكثر حقيقة من الحياة نفسها." والواقع ان ما يقوله ماركيز هنا تعليقاً على (مائة عام من العزلة) لا يحــتاج إلى تعليق أخر ، انه يغني عن أي كلام يقال عن رواية (مائة عام من العزلة) لروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز( 1927- 2014 ) .
فالرواية التي كتبت عام 1967 ، هي رواية تجتاز مساحات الزمان ومساحات المكان، هي رؤية لمنظور العالم الموجز بقرية رسمها ماركيز بخياله لتعطي لمن يحب روية العالم بمنظور جديد، فعوالم الرواية تطفو في اجواء مفعة بالامراض البشرية وتبحر في أمواج السياسة والسحر والحب والغرام لتجتاز آفاق الإنسان بتجاربه التي أغناها ماركيز بالمعاناة الإنسانية من جيل إلى الأخر ، وأثراها بالخيال والحياة العزلة حتى اختار ماركيز اسمها (مائة عام من العزلة)، فسطور الرواية أشبه ما تكون بالحياة شائعة وشائكة، بسيطة ومعقدة، متفائلة ومتشائمة، حلوة ومرة، إنها ككل رائعة الأدب الرفيع، جديرة بأن تقرأ، رغم ان الرواية قد لا تفهم من أول قراءة ، ولكن بإعادة قراءتها مرة ثانية ستستوضح الكثير من رموزها .. فالرواية مائة عام من العزلة ليس عملا سهلا إذ أن الكاتب ظل يكتب المسودات لروايته هذه وبما لا يعد ولا يحصى ينقح تارة و يمزق تارة أخرى و يعيد النظر فيها وينقص ويزيد وظل على هذا المنوال طوال 18 شهر لحين إرسالها الى الناشر ، والدليل على كونها من أعقد الروايات العالمية نسجا وحبكة وفكرا، أنها لم تأخذ طريقها الى الشهرة كما هي الحال عليها لان، إلا بعد أن حصل ماركيز وبفضل هذه الرواية تحديدا على جائزة نوبل للآداب عام 1982 وبعدها ترجمت ألرواية إلى ما يزيد من 36 لغة من بينها اللغة العربية .

وتعتبر هذه الرواية واحدة من أهم الأعمال الروائية الصادرة في تاريخ الأدب العالمي الأسبانية-الأمريكية ، الرواية كتب بلغته الإسبانية لغة الأم لروائي ماركيز الذي عاش في كولومبيا واخذ بالكتابة في وقت مبكر من عمره وبما عاش ورأى وما انتهى إلى علمه من تاريخ سابقيه، وكانت النتيجة أنه خلف لنا رائعته هذه، حيث يمزج بين السحر والواقع ليخلق لنا إثارة أدبية من نوع خاص، فالإبداعي في عمل الروية يأتي بكون ماركيز يرسم صورة لإحداث ولفترة زمنية طويلة أمدها مئة عام تخيلها في مكان معين من العالم، فلا يكون الزمان حقيقياً ولا المكان، ولكن قد يكون المكان انعكاساً لمكان حقيقي موجود على خارطة العالم، ومن هنا يقول ماركيز" ان أدبه إنما يأخذ مضمونه من الحياة نفسها" ، رغم كون موضوع الرواية غير عادي بسبب اعتماد الكاتب بناء غير عادي لروايته، فهو لم يلتزم جدولا زمنيا منتظما لروايته، بل جعل حركة التاريخ تكرر نفسها وصولا الى دورانها داخل حلقة واحدة، جامعا بين الماضي والحاضر والمستقبل، تماما كما جمع بين الأسطورة والواقع، الحرب والسلم، التخلف والتقدم، الشخصي والعام، وكما تعمد ألا يكون للرواية بطلا رئيسيا، ناهيك عن تكراره غير المألوف لأسماء أبطال الرواية.
فماركيز يصور مدينة (ماكوندو) - وهي مدينة ماركيز كما رسمها في مخيلته – فتاتي في الرواية (مائة عام من العزلة) على صورة المدينة التي ولد فيها في شمال كولومبيا( آراكاتاكا ) ليجعل منها، هي الأخرى، صورة لكولومبيا، و صورة لأميركا اللاتينية كلها .
فبناء مدينة ماركيز (ماكوندو) تختلف عن (المدينة الفاضلة للفارابي) وعن(جمهورية افلاطون) لان ماركيز لم يحاول بناء اسس لدولة ما وفق منظور، أكان فارابيا ام أفلاطونيا ، وإنما ذهب لتسليط ضوء على سلالة أسست مجتمعا مصغرا و بلدة لتأخذ شخصيات هذه السلالة ادوار إنسانية بمختلف اتجاهات وميول ، فهذه الشخصيات وان اختلفت عنا ولكن تشبهنا تماما ، فالمدينة – ان جاز لنا هذا التعبير – او البلدة التي أسست من قبل أسرة (بوينديا) قطنت البلدة أسموها (ماكوندو) حيث تعاقبت فيها مسيرة الحياة ستة أجيال لأسرة لم تحكم البلدة بمفهم (الحكم ) وإنما عاشت حياتها ضمن محيطها، غير ان ما طغى على حياة الأفراد في هذه الأسرة هي نوع من حياة العزلة والأنانية، فعاشوا منفصلين عن بعضهم البعض، ولو كانوا يقطنون المنزل الواحد او في البلدة الواحدة، بما يجعل من حياة هذه الأسرة تجسيدا لحياة الأسرة في أمريكا اللاتينية، وقد صور لنا ماركيز هذه الأسرة وتابع مسيرة حياتهم على مدى مئة عام وعلى طوال هذه المدة الزمنية ضلوا يعيشون في عزلة تامة.
فعبر مئة عام تدور أحداث وصراعات يصورها لنا ماركيز بأسلوب شيق ومثير ومن خلال رويته و خلفيته الثقافية ومواقفه من السياسة والحب والزواج من الأقارب، و كعرف اجتماعي بان مثل هكذا زواج يرافق لعنة قدرية للأسرة ذاتها وذلك بإنجاب مخلوقات غريبة ومشوهة ، إضافة الى تجليات أفراد الأسرة في معتقدات غيبة من السحر والشعوذة وكل ذلك يحبكها ماركيز في شخصيات روايته ويبنى عالم بطراز غريب منعزل ، ومع صعود الدراما في الرواية وتعقد الإحداث حتى ما ان نصل الى نهاية الرواية نفاجئ بان ماركيز يهدم ما بناه ويدمر كل تلك الشخصيات بلحظة تاريخية فاصلة مدمرة ،وكأنه أراد من خال ذلك إيصال رسالة للعام بأنه لم يكن مقتنعا بهذا النموذج من العالم الذي بناه بخياله وفكره وتمنى ان لا يكون له أي أساس على كوكبنا، رغم انه كما قال ماركيز: " ان أدبه إنما يأخذ مضمونه من الحياة نفسها"ولهذا الكلام مغزى في الرواية ، ومن هنا فان ما سعى أليه ماركيز في بناء سلاله وتبنى عالمها في مدينته او بلدته هو على عكس ما سعى إليه أفلاطون والفارابي في بناء مدنهم كأفضل صورة للحياة في مدن فاضلة يسودها السلام ، فماركيز يضع نهاية مدمرة مفجعة لمدينته، وكأنه يحكم على أهلها بنهاية غير سارة وهي انمحائها من الوجود، وكان أراد ان يقول لنا (ان مابُني على باطل فهو باطل لا محال ).
فخط الزمن للرواية(مائة عام من العزلة ) ينتقل من شخصية إلى أخرى دون أن نعي بذلك، فنحن نجد شخصية (خوزيه أركاديو بونديه) هو أول من حمل بداية للحظة الزمنية للرواية وكأنك تعتقد بأنه بطل هذه الرواية ، ولكن لم يكن كذلك ، ثم انتقلتالطوة و بخفة إلى يد زوجته (أورسولا )، شخصية أعطى ماركيز لها مكانة طاهرة عن كل من في العائلة بكونها أشد طيبة وبراءة وإنسانية ، ثم انتقلت الزمن إلى يد العقيد( أورنيول بونديه ) الابن الأصغر (لأورسولا) و(خوزيه )والذي أعتقد بأنه أكثر شخصية حصلت على تركيزي في الكتاب ، وهكذا ينتقل الزمن من يد إلى أخرى حتى ما ان نصل إلى نهاية هذه الدراما، تبدأ بالتلاشي تدريجيا ثم الاختفاء او الزوال، فالرواية على فوضوية أحداثها، وتداخل أسماء أبطالها ، وغزارة أحداثها، إلاّ أنّ ما ذهب إليه ماركيز وما كتبة لم يكن حشرنا أدبيا، فكل سطر في الرواية له مغزى ، حتى تلك الحوادث التي قد تبدو طارئة حشا بها ماركيز في الرواية، ولكن لم تكن كذلك لان ماركيز أراد إدخال التفاصيل ليوحي مدى عبثية الحياة ، فالرواية بمجملها بؤرة إنسانية عميقة ، فيها من الصفات وأفعال الإنسانية الجميلة ، وفيها أيضا الصفات القبيحة والرذيلة ، وفيها السياسة والاقتصاد والحرب والحب والكراهية والعائلة والموت والأمومة والثقافة والعلوم والحكمة والشجاعة ، وفيها أيضا قصص مثيرة ومشاهد مؤلمة إضافة إلى نصوص من الدعارة والبؤس والقبح والقذارة ، ولكن ذلك لم يكن من باب إثارة في عمل الرواية يلجأ إليه الكاتب، بكون الدعارة واقعا معاش في أمريكا ألاتينية والذي أراد ماركيز تسليط الضوء عليه من خلال روايته هذه والتي حكم عليه وعلى كل سلالة هذه العائلة وأحداثها بالإبادة، فمشهد الأخير من الرواية يسدل ستار على صفحة تمنى ماركيز ان لا تتكرر مشاهدها ثانية على وجه الأرض، او انه بصورة غير مباشرة حذر من يقترف افعال مشابه لافعال شخصيات روايتة ستكون له عاقبة وخيمة ، فماركيز صور لنا النهاية بشكل دراماتيكي رائع ويسعدنا ان ننقل المشهد الأخير حيث تنتهي الرواية :
"....فعندئذ فقط اكتشف ان ( امارانتا اورسولا) لم تكن أخته بل كانت خالته وكانت ثمرة خطيئتها ذلك المولود الأسطوري الذي كتب عليه ان يكون أخر سلالة الأسرة .
فقد هب إعصار من الأتربة والأنقاض المتطايرة وارتفعت درجات الحرارة على مدينة (ماكوندو) ، ورغم ما كان يحدث إلا أن ( اوريليانو) مضى في غرفته يقلب الصفحات لتجاوز وقائع حياته الراهنة ويطلع على الفقرات التي تنبأ بتاريخ وظروف وفاته .. فقبل ان يصل الى الصفحة الأخيرة كان قد أدرك مسبقا انه قد كتب عليه ألا يخرج من هذه الغرفة قط ، إذ خط في لوحة القدر، ان بلدة ستحال الى السراب حيث ستمحوها الرياح من على ظهر الأرض محوا وتزول ذكراها من الأذهان في لحظة التي يفرخ( اوريليانو بابيونيا ) من فك طلاسم المخطوطات ، وان كل ما ورد بها لن يتكرر في مسار الزمان الى الأبد لان السلالة التي قطن عليها ستعيش مائة عام من العزلة لن تتاح لها فرصة أخرى لامتداد البقاء على وجه الأرض . تمت الرواية ...." .
هكذا ينهي ماركيز حياة أسرة عاشت مائة عام او بالأحرى هكذا حكم على هذه السلالة بانمحائها من الوجود لان ما تابعناه من الأحداث ومن المواضيع التي جسدها ماركيز بذاتية الخيال، وكما قرئنا ظهور شخصيات الرواية بملامح ما هو غير مألوف وكذلك قراءنا من الحكايات الخرافية المفعمة بهواجس الحاضر، وذلك لتخفف من البؤس الاجتماعي والإنساني ومن العنف الذي يهيمن على الحياة اليومية.
وكأدب الواقعية السحرية، الذي يمتزج فيه عناصر الأسطورة والواقع ذهب ماركيز ليعبر بأساليب موضوعية عن مشاعر ذاتية تتجلى فيها القضايا الحقيقية بصيغ لا تنطبق على الحياة الواقعية اليومية.
ومثلما ترك الكاتب خيار زمان الرواية للقارئ،وحتى المكان ، وان كان ماركيز يبني احداثها في أمريكا ألاتينية، ولكن تظل هناك معالم مفتوحة توحي أمكنتها في هذه البقعة او تلك من كوكبنا، لذلك فهو ترك أحداثها تتحرك في أمكنة غير محددة المعالم، وإن كان ماركيز يعرض بين الحين والآخر بعض التفاصيل المحيطة بأشخاصه، ومع ذلك فهو لم يصف مثلا، بدقة وبشكل متكامل منزل أسرة (أوريليانو) رغم إيوائه للعشرات من أبنائها والمئات من زائريهم، كذلك لم يرسم صورة مترابطة لمعالم بلدة (ماكوندو) وأبنيتها وساحاتها وحقول موزها ومحيطها، وكأنه أراد ان يترك القارئ يتخيل أشكال وصور هذه الأمكنة من خلال أساليب حياة وأنشطة قاطنيها والمتحركين في فلكها، وهكذا تصبح الأماكن وهمية لكنها في نفس الوقت شبيهة بتلك الأماكن الحقيقية التي نعرفها أو نستطيع تخيلها في امريكا الجنوبية.
فماركيز يروي في رواية (مائة عام من العزلة) أحداث المدينة من خلال سيرة عائلة( بوينديا)على مدى ستة أجيال والذين يعيشون في قرية خيالية تدعى (ماكوندو)، ويسمون الكثير من أبنائهم في الرواية بهذا الاسم .
بعض شخصيات الرواية:
خوسيه أركاديو بونديا مؤسس القرية
أورسولا زوجة مؤسس القرية
العقيد اورليانو ابن أركاديو
أركاديو الابن
ملكياديس رجل غجري
فرسبي كراسو شاب إيطالي يأتي إلى القرية ليعلم الموسيقى
ريبيكا ابنتهم بالتبني
أمارانتا.اختت ربيكا
بيلار تينيرا. عشيقه

فقرية (ماكوندو) الوهمية كما يصورها ماركيز منذ تأسيسها حتى نهايتها، تمثل دورة كاملة للثقافة وللعالم، إضافة إلى مناخ العنف الذي تتميز شخصيات الرواية هو ما يثير الشعور بالعزلة التي تميز تلك الشخصيات، تلك العزلة الناجمة عن ظروف الحياة أكثر من القلق الوجودي للفرد ، فالبلدة او المدينة التي تخيلها ماركيز أسسها في أدغال أميركا اللاتينية النائية والممطرة ترمز الى القرية المنعزلة خلال العهود الاستعمارية وما أعقبها من عهود تبعية ، قد يفاجأ القارئ في بداية القصه بتكرار الأسماء المتشابهة كـ (أورليانو) و( اركايدو) بينما تتكرر أسماء نسائها بين "أورسولا" أو "آمارانتا" أو "ريميديوس". وحتي اسم( بوينديا ) هو اسم مشترك للأم والاب الاجداد الأولين الذين بحثوا عن طريق الي البحر لمدة تتجاوز العام فكان الاستقرار الاضطراري في مكان مناسب ، تزدحم الرواية بتفاصيل دراماتيكية غريبة ومذهلة لأحداث ومغامرات متتالية،
فالجد الكبير (خوسية اركاديو بوينديا ) هو من أطلق اسم قرية (ماكوندو) " التي سرعان ما اكتشف مكانها الغجر حيث يقومون بزيارات الموسمية لبلدة (ماكوندو) وعرضهم فيها بضائعهم الجديدة القادمة من العالم الخارجي، فعرضوا فيها الألعاب السحرية والاكتشافات وحتى البساط الطائر والثلج الاصطناعي والتلسكوبات، فقدوم الغجر إلى القرية الجديدة و بألعابهم السحرية التي لا تنتهي، تطبع على القرية وأهلها شكل آخر من أشكال الخرافة" ، ويأتي مع الغجر الشخصية الغريبة (ملكياديس) والذي يفعل أشياءا غريبة ويرحل مخلفا وراءه كنزا غريبا بعض الشيء، وهو مجموعة من الأوراق التي تسجل بدقة تاريخ القرية وكل سكانها من لحظة وجودها وحتى لحظة فناء القرية وأهلها، ولكن هذه الأوراق لا تقرأ إلا بعد مرور مائة عام على كتابتها .
فالجد، المؤسس يتأثر تأثيرا بالغا بالغجر وبما يقدمونه من المعروضات فتسيطر عليه حالة من الهوس في البحث عن اكتشافات جديدة مشابهة لما يقدمونه الغجر ولكن دون أن يفلح بتحقيق طموحاته، فينتهي الى حالة من الجنون تربطه أسرته على إثرها لسنوات عديدة وحتى وفاته، بشجرة كستناء، لكن شبحه يبقى حاضرا في البلدة وخاصة بين أفراد أسرته.
ومع الزيارة الغجر الى البلدة هذه تفقد براءتها وعزلتها تدريجيا عندما تبدأ علاقتها بالبلدات المحيطة، حيث تندلع الحروب الأهلية التي تجلب العنف والموت الى (ماكاندو) ، والتي يلعب فيها ابن (خوزيه أركاديو بوينديا) الأصغر(أوريليانو) دورا بارزا كزعيم للمتمردين الليبراليين وبعد كتسابه صيتا سيئا بصفته الجديدة (العقيد أوريليانو)، خاصة بعد سلسلة من الإنقلابات الدموية التي حصلت في البلدة، حيث تغيرت حكوماتها مرارا، بما في ذلك حكومة الدكتاتور (أركاديو) الذي يعتبر الأشد قساوة في أسرة( بوينديا)، وهو الذي أعدم بالرصاص في نهاية المطاف، إثر انتفاضة أدت الى توقيع معاهدة سلام بين المحافظين والليبراليين، ويجسد (العقيد أوريليانو بوينديا) صورة الجندي العظيم والقائد المقدام للقوات الليبرالية خلال الحرب الأهلية، بينما يلعب أدوارا أخرى في الرواية ككتابة الشعر وصنع الأسماك الصغيرة بحرفية عالية، لكنه في سياق الرواية تبدو جسارة واتزان (أوريليانو بوينديا) دون قيمة، إذ فشل في جميع الأدوار القيادية التي لعبها لينتهي بحالة من اليأس والإحباط أدت الى لجوئه للتسلية والعبث بالوقت من خلال تذويب أسماكه الصغيرة فإعادة تصنيعها وهكذا دواليك، كما يبدو صاحب الشهرة الواسعة والذي أنجب سبعة عشر طفلاً من نساء متعددات وغير معروفات، أنه يفتقد المشاعر العميقة وهو ما يفسر جسارته في المعارك العسكرية وقدرة تركيزه على أعماله الفنية، يحاول (العقيد أوريليانو بوينديا) الانتحار اثر فشله في الحروب الأهلية التي قادها ويستنتج أن شعور الفخر هو العامل الوحيد الذي يبقي فريقين في حالة القتال، وفي نهاية المطاف يفقد (العقيد أوريليانو بوينديا) ذاكرته ويحرق جميع قصائده ويذيب أسماكه الخمسة وعشرين، معترفاً بأن "عجلة الوقت تدور وليس لشخص مثله فاقد الذاكرة سوى الحاضر الذي يحياه".
ثم تبدأ الأحداث في التطور حيث يهرب (خوسية اركاديو) ابن مؤسس القرية الجد الكبير لعقود طويلة ويعود لنشعر بمدى تغير ألازمنه، ويترك أيضا( ميلكيادس )الغجري تلك الرقاق التي هي فيها نبوءة ماكوندو من بداية تأسيس المدينة
وتعيش أسرة (بوينديا) التي يتنوع نسلها إلى مجموعة من الأبناء والأحفاد مصنفين لنوعين ، الأول يمتلك صفات جسدية خارقة للعادة وقدرة جنسية فائقة ، والآخرون يحملون صفات العزلة والتمرد المطلوبة لقائد، فعائلة (بوينديا ) تعيش سلسلة لا متناهية من أحداث الوفاة والزواج والعلاقات العاطفية الغريبة، تتوالى فيها العلاقات الجنسية الجامحة لبعض أفرادها، بما في ذلك ارتياد الرجال بيوت الدعارة وعلاقات الزواج من الأقارب، وهي العلاقات التي جعلت أجيال الأسرة أسيرة هاجس الخوف من العقاب بولادة الأطفال الذين لهم ذيول الخنازير، بينما انزوى العديد من أفراد الأسرة في عزلة شبه دائمة في غرفهم المغلقة، يشغلون أنفسهم بصناعة الأسماك الذهبية الصغيرة أو البحث عن أسرار الأسرة ومصيرها داخل المخطوطات القديمة،
من جهة أخرى، تتعاظم أحداث بلدة (ماكوندو) المأساوية مع تعاظم الممارسات والأنشطة الاستغلالية والاستبدادية التي تعرض لها مواطنيها من قبل الشركة الأميركية الاحتكارية المسيطرة على زراعة الموز، والتي استغلها المستعمر ليستعبد أهل القرية وخيرات القرية بحماية من قوات الجيش الوطني وحزب المحافظين، حيث صاح العقيد الدموي المستبد الثائر (أوريليانو بوينديا ) : "...انظروا البلاء الذي جلبناه لأنفسنا لمجرد أننا دعونا أمريكيا لأكل الموز عندنا !!". وكذلك شهدت البلدة الاضراب الاحتجاجي الذي قمعه الجيش بوحشية وأدى الى مجزرة ذهب ضحيتها الآلاف من المزارعين والعمال، فقرية (ماكوندو) كما يصورها ماركيز خلال مائة عام تشهد سنوات من الثراء الرهيب، حتى أن أحد الأحفاد كان يغطي جدار البيت بالأوراق النقدية، ومول عدة مشروعات للسكك الحديدية والنقل البحري، وتزوج من ملكة أندلسية ، قبل أن تأتي مجددا سنوات الفقر مع طوفان من الأمطار استمر لسنوات وسنوات، وأخيرا عندما توقف كانت الحياة قد تغيرت تماما في قرية ماكوندو إلى أسوأ حال، ولكن الحياة تستمر على الرغم من هذا.
ومن شخصيات الرواية البارزة (بيلار تيرينا) التي كانت عشيقة في نفس الوقت للأخوين (أوريليانو) و(خوزيه أركاديو) وأنجبت ولداً من كليهما حملا نفس الإسمين (أوريليانو) و(خوزيه أركاديو)، وكانت قارئة كف ممتازة، وعاشت 145 عاما قريبة من معظم أفراد الأسرة على مدى الرواية، تساعدهم في نبوءاتها من خلال الكف ولاحقا من خلال أوراق اللعب.
وفي الحب أيضا أثبتت نساء هذه العائلة قوة كبيرة، إلى درجة أن وصفهم (أوريليانو الثاني) بأن" لهم أحشاء من حجر ".
مع خطو أول شاب ايطالي إلى المنزل وعلى رغم من الرقابة الشديدة التي فرضتها( أورسولا) على الأختين الصبيتين ( أمارنتا ) و ( ريبيكا ) إلا أن كليهما وقعتا في حبه ، وتصارعتا عليه بشراسة ، ونتيجة لذلك تتدخل ( اورسولا) فتواجه هذا الشاب بقولها : "...لا تبني الأوهام، سأجد طريقة لمنع زواجك، حتى لو أخذوني إلى نهاية العالم، ولو اضطررت إلى قتلك... " ، رغم الصراع القاتل هذا، إلا أن الفتاتين في النهاية تخليتا عن الرجل، ف(ريبيكا) تركته لأنها بعد خطبة طويلة بلا أمل في زواج ، وجدت حبا أقوى و(أمارانتا) تركته ، لأن كبريائها الشديد يمنعها من الزواج برجل لم تعد أختها ترغب فيه، كان هذا أول رجل ينتحر في الرواية بسبب الحب ، وبعده لم يتوقف سيل الرجال المخذولين أو المنتحرين.
اما (أورسولا) التي عاشت حياة مديدة قاربت مائة عام، فقد شهدت وفاة أبنائها الثلاثة وعاصرت ولادة معظم أحفادها، اذ ان زواجها مع (خوسيه أركاديو) ، رزقن بثلاثة أطفال( خوسيه أركاديو) و(أوريليانو) و(أمارانتا) ،ف( خوسيه أركاديو) العجوز، مجنون بالدراسة يموت مربوطا إلى شجرة في الفناء، وإثر وفاته يسقط مطر من الزهور، لكن هذه ليست اللحظة السحرية الوحيدة في الرواية، وسنجد لاحقا في الرواية مشهد أخرى من السحر ووقائع من اللا معقول .
(خوسيه أركاديوالابن ) يتزوج (ريبيكا)، وهي ابنة عم بعيدة، ولخشية أمه من إنجاب أطفال بذيول الإغوانا، يطردها من المنزل، وعندما يظهر (خوسيه أركاديو) قتيلاً، تحبس (ريبيكا ) أنفاسها في المنزل الذي ستعيش فيه مع (أركاديو) وهو ابن لقيط كان( خوسيه أركاديو) قد أنجبه من( بيلار تيرنيرا)، وهي امرأة من القرية أنجبت لشقيقه (أورليانو) ابنا يدعى (خوسيه أورليانو)
قبل الإعدام رميا بالرصاص على يد ليبرالي، كان (أركاديو) قد أنجب ثلاثة أطفال من( سانتا صوفيا دي لا بيداد) وهم (ريميديوس) و( خوسيه أركاديو سيغوندو) و( أوريليانو الثاني التوأم) .
وخلافا لغالبية أقاربها لم تعان (أورسولا) قلقا روحيا كبيرا، إذ أمضت معظم حياتها تحاول جمع شمل الأسرة والحفاظ على بقائها، واستطاعت النجاح نسبياً بمهمتها بفضل قساوتها أحيانا كما فعلت عندما طردت (خوزيه أركاديو) و(روبيكا) عندما ارتبطا بعلاقة عاطفية محرمة، وعانت (أورسولا) تناقضا حادا، فكانت من جهة ملتزمة بتقريب أفراد الأسرة بعضهم للبعض الآخر، ومن جهة أخرى كانت تخشى أن يؤدي هذا القرب الى علاقات عاطفية تتخطى الحدود المشروعة، فكانت مضطرة لتكون( الحاكم الفعلي لماكوندو ولكن بلا أي قوة عسكرية وبلا جنود ) إلا بسطوتها على الحفيد الضال، منذ اليوم الذي اضطرت فيها لملاحقته في الساحة بسوط في يدها لتمنعه من اعدام بعض الأبرياء"..... لكنها لاحقا حامت عن الحفيد نفسه في مواجهة جنود النظام بعد اختراقهم المدينة لتنقذه من الإعدام كـمعارض"،
" واحتفظت بروح الأم الشجاعة في مواجهة أي خطر يلم بأبنائها حتى أنها قد تلطم جنديا حاول منعها من رؤية الكولونيل المقيد قبيل إعدامه" ، ولأن الزمن يدور ،" ... قادت أورسولا المدافعة عن ابناءها أمام كتيبة اعدام الأعداء،
إلى الدفاع عن أعداءهم أمام كتيبة اعدام الأبناء، لأنهم كانوا أعداءً شرفاء لا يستحقون الموت، لقد أخذتم هذه اللعبة المرعبة على محمل الجد ، وقد أحسنتم صنعا بذلك ، لأنكم تقومون بواجبكم. لكن لا تنسوا أننا سنبقى أمهاتكم، مادام الله يمنحنا حياة، وأننا نملك الحق، مهما بلغت ثوريتكم، بأن ننزل بناطيلكم ، ونضربكم على مؤخراتكم لدى أول اساءة للاحترام.... "
نعم لقد تصرفت( اورسولا ) كحاكم عسكري يأبى أن يحني رأسه لحظة توقيع الإستسلام اذ تقول :".....سنتحول إلى رماد في هذا البيت الذي بلا رجال، لكننا لن نمنح هذه القرية البائسة متعة رؤيتنا نبكي... " و استمرت ( اورسولا ) في ان تكون المورد المالي الرئيس للعائلة بصناعة حلوى السكاكر حتى أنها كانت تقول :"...لن يفتقد بيت المجانين هذا المال ، مادام الله يمد في عمري " ، وفي عمر المائة قررت أن ابن حفيدها ( خوسيه أركاديو ) كما جاء في نص الرواية : "... سيتربى على يدها ليكون كاهنا ، واذا أمد الله في عمرها سيكون بابا، قاصدة أن يكون الرجل الذي يرمم سمعة العائلة، رغم أنها كانت قد بدأت تفقد بصرها بسبب الماء الأزرق، الفقد التدريجي لبصرها لم يكن إلا دفعة لتتقن أشياء جديدة ، كحفظ الروتين اليومي لأهل المنزل ، والإعتماد على روائح الأشياء في التعرف عليها ، واكتشاف المسار اليومي لأشعة الشمس فيما تلقي ظلالها على المنزل استمرت في إنجاز أعمالها الخاصة غير معتمدة على أحد ودون أن يدرك أحد أنها عمياء، حتى آخر عمرها..."
"وفي هذه الفترة تحديدا قامت بإعادة ترميم المنزل للمرة الثانية واعادة زرع أحواض الزهور وشن حرب على النمل الأحمر المحتل.أخر شيء فعلته (أورسولا) في حياتها هو الصبر حتى يتوقف المطر الذي دام أربع سنوات و11 شهر و يومين، ثم الموت بعد سلسة من التلاوات و الصلوات ( كيلا يقوض النمل الأحمر البيت، وكيلا يطفأ أبدا القنديل المضاء أمام صورة ريمديوس، وكيلا يتزوج أحد من آل بوينديا امرأة من نفس دمه، لأن الأبناء سيولدون بأذناب خنازير، وكان عمرها التقديري 115-122 عاما ".
ف(اورسولا) الجدة هذه -زوجة مؤسس القرية - هي من احتفظت بالرقائق الغجر تلك الرقائق التي كانت تنبا عن كل شيء بالتفصيل الي نهاية سلالة (خوسية اركاديو بوينديا ) والنبوءة التي استطاع آخر فرد في الاسرة ( اورليانو الصغير ) ان يفك شفرة الأبيات الشعرية وتنتهي أحداث الرواية بخمس سنوات من المطر المتواصل والفيضانات التي تقضي على بلدة (ماكوندو) بما فيها آخر أفراد عائلة (بوينديا)، وذلك تزامنا مع توصل الأخير الى فك طلاسم الغجر القديمة حيث يفهم في اللحظة الأخيرة بما تنبأ تتلك الرقائق الغجر بالنهاية المأساوية لأولئك قبل هبوب الرياح المشئومة التي قضت علي أخر السلالة والقرية كلها.
من خلال هذا الملخص للرواية نقرأ ما جاء في مقدمة الرواية (مائة عام من العزلة) وبقلم الناشر هذا المقطع "...يحكي غارسيا ماركيز حكاية لأسرة أوريليانو ، ململما هذا الزمان باقتدار وبراعة بالغين بما فيه من غرائب الأحداث وخوارق الوقائع ، أتى بها لتروي قصة هذه الأسرة التي كانت الغواية هي القاسم المشترك في حياتها نساء ورجالا حتى امتدت لعنتها إلى آخر من في السلالة ....." ، ومما تقدم ومن خلال عرض أحداث وشخصيات وقصص و غرائب الأحداث وخوارق الوقائع كما جاءت في الرواية سردها ماركيز إما نتيجة لما عايشها أو سمعها على ألسن أقربائه وخاصة جدته او آخرين أو جمعها من خلال مطالعاته للكتب والمخطوطات القديمة ، ومن غرائب الوقائع التي جاءت في الرواية ننقل بعض من تلك النصوص في هذا المقطع
"... عندما أطلق العقيد( أوريليانو بويدنيا ) النار على صدره، خرجت الرصاصة من ظهره دون أن تجرح أي عضو حيوي في جسده ". وفي موضع آخر " ...تمكنت (أورسولا) من تحديد المسار الدقيق لشعاع الشمس ، وتشكيلة الظلال التي ستلقي بها على المنزل، يوماً بعد يوم، طوال السنة ، رغم أنها عمياء"
ونقرا في الرواية أيضا ، البساط الطائر والسباحة البشرية في الهواء، و نلاحظ أن ما يجعل هذه الأفعال السحرية مقنعة للملتقي وممكنة التصديق هو السياق الذي تجيء فيه وما يحيطها من بيئة ومواد، وعلى سبيل المثال نقرا " الأب (نيكانور) يبتلع بشراهة كوب من الشوكولاته الساخنة في كل مرة قبل أن يرتفع عن الأرض، هذا يخلق انطباعا للمتفرجين بأن المشروب البسيط له علاقة بالقوة الخارقة للكاهن."
الحوادث الغريبة في (مئة عام من العزلة) تعطي إحساسا بإن الرواية ما هي ألا محاولة من قبل الكاتب لتفسير التاريخ الحقيقي لأميركا اللاتينية من خلال تداخل الواقع بالأسطورة وبأسلوب نقدي مشوق يزاوج فيه بين الجدية والسخرية وبين المأساوي والكوميدي، فالرواية مائة عام من العزلة هي رواية لصيرورة البشرية، تختلط فيها القضايا الكبيرة والصغيرة، السحر والواقع، المدينة والعالم، السلطة والعلم، الحب والنزعات الروحية ومما نستشف من الرواية ومن خلال نهايتها المروعة بان ماركيز أراد القول، بان لا شي يكمن في العزلة وفي أوهام الخرافة والتقاليد البالية والأعراف الغير المجدية ، لان الحياة لا تكمن إلا بالانفتاح نحو الأخر والى الفكر والرؤية الفلسفية البناءة والأفعال العقلانية المتحررة ليكتسب الإنسان قيمته لإنسانية في الحرية و العدالة والمساواة .



#فواد_الكنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فواد الكنجي ، دراسات ومختارات شعرية
- الجحيم هو الاخرون.. سارتر و الفلسفة الوجودي
- اللامنتمي وقيمة الوجود الانساني عند كولن ولسن
- الوجود العبثي والتمرد عند البير كامو
- بواكير الفلسفة الوجودية
- الهروب ... تكتيك ام فشل ....؟
- فلسفة الفن .. بين الجمال والابداع الفني
- المواطنة و الوحدة الوطنية
- الانتخابات فرصة العراقي لتغير
- الهرولة نحو البرلمان
- اليساريون و الديمقراطية الاشتراكية
- الاخلاق و ثقافة العنف في العراق
- ديوان الشعر الحر دراسة جماليات في الشعر الحديث
- الفن التشكيلي في العراق وتحديات العصر
- واقع العمل الصحفي في العراق ما بعد 2003 بين حرية الصحافة وال ...
- المرأة بين النص الديني والقانون المدني
- قضية المرأة ، حريتها
- الصحافة العراقية في المواجهة


المزيد.....




- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواد الكنجي - تاملات في مائة عام من العزلة