أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - انتصرت المقاومة














المزيد.....

انتصرت المقاومة


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 4534 - 2014 / 8 / 5 - 14:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لكن ما من حزب، ولا قائد ثوري، ولا كتلة تاريخية لاقتطاف النصر

ارتقت المقاومة الفلسطينية الشجاعة والذكية إلى مستوى صناعة النصر. صحيح لقد ولى عصر الهزائم من ناحية تملك المقاتل الفلسطيني لأدوات القتال الجريء والبارع. لكن أبسط مبادئ الحرب تعلمنا أن القطاف السياسي هو الأهم فيما يخص الإنجاز العسكري. ألم يتحقق نصر لمصر وسوريا في حرب تشرين من العام 1973؟ بلى ولكن السادات "نجح" في تحويله إلى كارثة استراتيجية جسدها بصفقة مع الكيان العبري فتحت الباب على مصراعيه للتأسيس لصفحة جديدة محزنة من الصراع غير المتكافئ.
دخل حزب الله مشهد الصراع واليأس والقنوط من قدرة أحد على مواجهة "إسرائيل" قد بلغ أوجه، وتمكن من البرهنة على قدرة حرب الشعب وحرب المغاوير والعصابات على مواجهة الآلة المخيفة للاستعمار العالمي بكل ما لديه من أسلحة ونفوذ ومال وموارد. نجح الحزب في الاختبارات المعمدة بالدم واحداً وراء الآخر، وكان أن تحقق له انسحاب إسرائيلي مهزوم بكل وضوح في العام 2000، ثم تحقق له نصر أصبح موضوع الدرس والدراسة والتدريس في العديد من جامعات الشمال في العام 2006. لكن تآمر الداخل والخارج، اللبناني والعربي والكوني، قوض الكثير الكثير مما اجترحه الحزب من إنجازات.
المحزن في نصر المقاومة اللبنانية أنها شهدت انتقال الأمة العربية من مرحلة التضامن –وإن يكن شكلياً- إلى مرحلة اللامبالاة التامة لتصل في المرحلة الثالثة إلى التواطؤ والتعاون السري والعلني مع العدو القومي الأساس للعرب جميعاً. من نافلة القول إن هذا قد تحقق بفضل تحول العرب إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع قيادتهم من قبل طبقات تجد تكاملها الاقتصادي والسياسي مع المستعمر في مركز الرأسمالية، ولا ترى في الإخوة إلا جيراناً منافسين يخشى شرهم وغدرهم ولا يرجى خيرهم ووفاؤهم.
جاء حراك الشارع العربي الواسع في تونس، ومصر، وليبيا، وسوريا بدوره في لحظة غريبة، وكانت نتيجته إنجاب مواليد مشوهين يضعون أنفسهم في خدمة المشروع الاستعماري الكوني إلى حد أن أساس نشاطهم "الربيعي" تركز منذ البداية على القدح والذم والتشهير في حق حزب الله والمقاومة بأشكالها، مع فكر ظلامي لا شبيه له توظفه الأجهزة العولمية ويقود إلى بعث معارك وهمية ضد الشيعة والرافضة والعلويين والعلمانيين والمسيحيين مع غرام غريب فيما يخص أهل الكتاب "الإسرائيليين". ولعل من المدهش أنهم لا يستطيعون أن يتعاملوا بنصف ذلك الحب مع أهل الكتاب العرب المسيحيين من مواطنيهم في سوريا والعراق ومصر ولبنان وفلسطين...إلى آخر القائمة.
لأسباب معقدة ليس بالإمكان الخوض فيها في مثل هذه المقالة السريعة يغيب عن الفعل السياسي العربي هذه الأيام الحزب الذي يتواصل بالجماهير ويقودها وينور لها طريق النضال عندما تلتبس المفردات السياسية على الناس ويختلط الحابل بالنابل في ظل زعيق فكري وسياسي بهلواني يرقص على حبال الجهاد والديمقراطية وحقوق الإنسان وقائمة طويلة من الأساطير التي نجح الرجل الأبيض في تصديرها إلى بلادنا.
لا بد أن المراقب العادي يستطيع اليوم أن يرى إلى بؤس مفردات الديمقراطية وحقوق الإنسان مثلما الجهاد الداعشي في سوريا والعراق. هل رأيتم إلى الصمم الغريب الذي انتاب المجاهدين هناك عندما اتصل الأمر بفلسطين؟ وهل رأيتم كيف وقف حقوق الإنسان وشقيقته الديمقراطية مع الوحشية "الإسرائيلية" وقفة صريحة لا لبس فيها؟ المثير للسخرية أن شريحة واسعة من مرتزقة منظمات الأنجزة خصوصاً في فلسطين لم، ولن تتوقف عن "بيعنا" وثائق حقوق الإنسان، كما أن الدورات التدريبية في هذا المجال ما تزال متواصلة بالمال ذاته الذي يزود "إسرائيل" بالأسلحة اللازمة لإبادة المقاوم والمدني على السواء في فلسطين ولبنان.
في رأينا أن اللحظة الراهنة تفتقر إلى القائد العربي العام والقائد الإقليمي هنا وهناك الذي يمكن أن يلتف حوله الناس. هنالك حتى غياب للكتلة التاريخية القادرة على تغيير الواقع المحيط بفلسطين تغييراً ثورياً عميقاً. بل إننا نفتقر إلى من يمكن أن يلجم مؤسسات بأكملها تمارس تزييف الوعي الفلسطيني طوال الوقت بأكاذيب حقوق الإنسان ومحكمة الجنايات الدولية وما أشبه من "خراريف". لا طريق إلا طريق المقاومة إذا كان المقصود هو تحرير الوطن والأرض هنا أو هناك، أما من يصر على أناشيد القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان والديمقراطية وما لف لفها من أغاني الليبرالية الرأسمالية الاستعمارية المتوحشة فعلاً لا قولاً، فإننا نناشده أن يكرس وقته في تدريب "جيراننا" الإسرائيليين عليها، كما أن على منظمات الأنجزة الكونية أن تفتح دورات تدريبية لساستها وقادتها من أجل تعليمهم معنى الحياة وقيمتها ومعنى الطفولة البائسة التي تهدر دون حساب في غزة وبيروت والموصل. لكن ما يحصل لسوء الحظ أنهم يصرون على تدريب الأطفال المقتولين على معاني حقوق الإنسان. لكن ما الفائدة إنهم يرسلون الرسالة إلى الضحية بدلاً من أن يرسلوها إلى الجلاد!
كان إيمانويل والرشتين قد "بشر" منذ عشر سنوات بأن البلاد العربية ستعيش حالة فوضى إثر تحرك جماهيري منفلت من الضوابط كلها، ولسنا نعرف لماذا اعتقد الرجل ذلك. لكن يبدو أنه على حق، ويبدو أن الكثير ما زال في حاجة إلى العمل. لقد نجحت المقاومة في امتحانها الخاص، ولكن سرقة انتصار المقاومة ليس محالاً في هذه الظروف، ولذلك لا بد من تكريس العمل في الاتجاهات كلها. ولا بد أن لا تستعجل المقاومة أي قطاف مشوه: ربما يجدر بنا أن نواصل الصبر حتى يحدث خرق في جدار العماء العربي الاستنثائي، وإلا ضاع هذا الجهد الثوري العظيم وما رافقه من تضحيات وصمود شعبي أسطوري.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هاشم أبو ماريا
- المقاومة الفلسطينية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
- غزة وشلال الدم واحتفالات التوجيهي
- غزة تتعمد بالدم في زمن مجاهدي داعش ومقاتلي التنمية
- المنظمات غير الحكومية في ديجور الفساد والبيروقراطية وعدم الف ...
- يحبونني موافقاً، يكرهونني معارضاً: من سمات الشخصية العربية ف ...
- إسرائيل رئيساً للجنة الدولية لتصفية الاستعمار صدق أو لا تصدق
- سيكولوجية المثليين والاقتصاد السياسي
- حول السلعة الميتة والإنسان الحي
- المخازي الأساس في الانتخابات السورية
- عزمي بشارة والانتخابات السورية والمصرية أو في حكمة الديمقراط ...
- فنون قتل الذكاء والإبداع في النشاطات الترفيهية المدرسية
- -متى ستقتلني؟- تسأل الفتاة خطيبها
- السيسي: إعادة إنتاج النظام
- استبدال الحمار/البغل بالسيارة
- اللغة الإنجليزية ومرجعيات العولمة
- قمر على رام الله، ودم على بيرزيت
- عداد الدفع المسبق، وخصخصة المياه، ووحشية رأس المال الفلسطيني
- خطاب رئيس الوزراء الكندي أمام الكنيست
- الهنود الفلسطينيون


المزيد.....




- هل خدع الذكاء الاصطناعي الإعلام بفيديو سجن إيفين؟
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو تأجيل محاكمته في قضايا فسا ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: نواصل الضغط على روسيا بفرض عقوبات جديد ...
- حريق متعمد في مترو سول.. والسلطات الكورية توجه 160 تهمة لسبع ...
- مقتل 29 طالبا إثر تدافع في عاصمة أفريقيا الوسطى
- كيف حافظ النظام الإيراني على نفسه من السقوط؟
- سرايا القدس تبث فيديو تفجير آلية إسرائيلية شرقي جباليا
- صحف عالمية: حرب إسرائيل وإيران تغير المنطقة وتعيد ترتيبها در ...
- أطباء بلا حدود تطالب بوقف نشاط -مصيدة الموت- باسم المساعدات ...
- دعم القضية الفلسطينية ساحة تنافس داخل الحكومة الإسبانية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - انتصرت المقاومة