أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي بن بلعيد - الفجوة بين العقل والقلم















المزيد.....

الفجوة بين العقل والقلم


سامي بن بلعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4533 - 2014 / 8 / 5 - 06:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفجوة بين العقل والقلم
...........................
ما من شك إن رواد هذا الصرح المعرفي والفكري والثقافي يؤمنون بأفضلية النهج الإشتراكي العلمي المتوازن ويؤمنون بإن ذلك النهج هو الوسيلة المُثلى للتحرر من قيود الافكار الظلامية وسيطرة القوى الإمبريالية والتوسعية في البلاد العربية
ولكن بالنظر الى الواقع وحالة الإنحسار لتلك المفاهيم الثورية في عالمنا العربي بالذات تبادر إلى الأذهان مجموعة من الأسئلة
لماذا يحصل ذلك ؟
هل تعود الأسباب الى الواقع المجتمعي المعقّد أم إنها طبيعة الانسان العربي الذي ينطلق عادة من داخل متلازمة التعصب والصراع والتناقض حتى لو كان يمثل نهجا تقدمياً ؟
هل هي إشكالية اللغة والميول البدوي كما قال الجابري وإشكالية التدوين والحفظ والنقل التي جمّدت العقول وأوقفتها عن صناعة المعرفة وقد وقف أمامه في هذا الإطار طرابيشي وأعتبره البعض منصفا في تفكيك نقد العقل للجابري بينما يرى البعض إنه لم يرتقِ الى مرتبة الجابري وإن ذلك يعتبر مظهرا من مظاهر وقوف الانسان العربي على المتناقضات بدلا من العمل بقواعد التكامل والقبول والتوازن ؟
عموما نحن نرى الأقلام تنزف وتضخ ألكم الكبير من المعلومات على مدى الزمن الطويل وكأننا أمام معرض للكتاب في البلاد العربية يمر أمامه الناس وقد يقتني البعض شيئّ مما في ذلك المعرض من أجل الاستعراض بها في مكتباتهم الصغيرة فقط دون إعطاء عقولهم فرص البحث والاستفادة من تلك الكتب وتحويل الجماهير الى حامل لذلك الوعي وما تحتويه تلك الكتب والقراءات وهكذا يكون الحال مشابها لكتاب هذا الموقع المفضّل وكأننا لا نرَ تأثير على أرض الواقع ولا حتى إجماع على أفكار معينة وكما قال المفكر اليساري سلامة كيله إن الكثير من اليساريين يطبقون مفهوم الدوغما - العدائية المفرطة - عن طريق الوقوف على نقائص الاشياء التي تدفع المرء الى ممارسة التعصب دون الإحساس بذلك ومثال ذلك هو من وقف ضد الثورة السورية لإن أمريكا معادية للنظام وتناسوا إن نظام الأسد ذات إتجاه ليبرالي رأسمالي طفيلي .. وأستطرد سلامة قائلا :
إذا عدنا إلى ما تؤكده الماركسية نقول بأن الاقتصاد هو المحدِّد لكل الصراعات "في التحليل الأخير"، ومن ذلك يبدأ تحديد المواقف من الثورة، وليس من أي توضّع للنظام عالمياً، حيث يمكن لقوى رأسمالية أن تتوضّع في موقع متعارض مع أميركا، وهذا يحدث الآن مع روسيا والصين والعديد من الدول التي "تريد الاستقلال"، وتريد أن تصبح "قوة عالمية". أو تدفعه السياسة الأميركية لكي يتعارض معها. هنا لا يكون هذا التعارض هو محدد المواقف والسياسات إلا في إطار فهم الصراع العالمي وتمحوراته، والتشققات التي تحدث فيه. أما حينما يتعلق الأمر في الصراع الطبقي فإن الأولوية هي للصراع الطبقي على حساب الاختلاف السياسي هذا.
وقد وأشار إبن خلدون ومالك والعروي وأركون والجابري وطرابيشي الى مسألة مهمة تظهر إتفاقهم عليها رغم إختلافهم في الكثير من الرؤئ والأفكار , تلك المسألة تتعلّق بالخلل الحضاري الذي أصاب كينونة الانسان العربي وبالذات ماهيته العقلية فأصبح يندفع تجاه الأحداث بشكل عاطفي إنفعالي وذلك الامر يجعله بمعزل عن العقل النقدي التحليلي ويظهر ذلك جليا في مراحل الأزمات التي تجعل العربي يتحول من إتجاه كان يقف عليه قبل حصول الأزمات الى إتجاه معاكس تماماً عند حصول الأزمات وبعد إنقضاء الوقت وفرص التغيير يقوم بمراجعة حساباته ولكن بعد فوات الأوان حينها ينطلق هاربا نحو الماضي أو هاربا نحو المستقبل بدون خارطة طريق
ومن نتائج هذا السلوك العاطفي الذي يبعث على اليأس والانطواء يبقى العربي معلقاً بين الأصالة والمعاصرة , القديم والجديد , العلم والدين , وفي خِضم تلك الأثناء تتجاذبه الصراعات المذهبية والحزبية والقبلية والنفعية التي تجعل من الارض والإنسان ضحية لقوى الهيمنة والنفوذ الكوني
عاملوني على قد عقلي البسيط الذي يفخر بكتاب وكاتبات هذا الموقع وإدارته الموقرة ويحاول رفيقكم أن يبحث عن الحقيقية بين سطور ما تكتبون وهو كثيراً جدا يفوق العرض فيه نسبة الطلب ..
لماذا تطرحون المواضيع القيمة ولا تناقشونها وتفككونها للمتابع البسيط ممن يشبه حالتي ؟
لماذا لا يناقش بعضكم أفكار بعض ؟
لماذا لا يرد بعضكم على تساؤلات المتابعين ؟
لمن تعرضون المواضيع ؟
والجانب الآخر الذي نلتمسه كمتابعين ومشاركين إننا نرى هوّة كبيرة بين منطق العقل من جهة وبين ما يكتب البعض وكأننا أمام كتاب لا يسمحون لعقولهم بقراءة ما يكتبون .. يرمون المواضيع من النوافذ على رؤوس المارة دون إكتراث ولا إحترام للعقل .. بعبارة أدق هناك كتابات يفيض منها التكرار الممل وصاحبها يمارس عملية إكتب وطنّش وما يقوله عنك الآخرين لا تعبره ولا تعيره أي إهتمام وأكيد يقول لنفسه أنت نابغة وكل الموجودين من كُتّاب وقراء يجب أن يتعلمون منك , أي أننا لم نلتمس تواضع المثقف , وهكذا تتوالى سلسلة الأوهام التي يعيشها بعض المثقفين العرب دون إدراكهم إن جل تلك المفاهيم قد أنتهت صلاحيتها وأصبحت خارج التأريخ نظرا لغياب التجديد والموازنة مع متغيرات العصر
من ينظر الى الواقع المرير الذي تعيشه الأمة بإمكانه أن يحكم بأصغر عقل ويقول إن الشعوب تعيش في جحيم القوى الفاسدة والظلامية والإمبريالية وتلك الشعوب تتوق الى التحرر والفكر الاشتراكي العلمي المتوازن هو القريب اليها وربما يكون هو طموحها المنشود ولكن ولكن ولكن !!! أغلب اليسار التقدمي فضّل التصادم والهروب من واقع الأحداث الى فضاء المبالغات والعروض الفكرية التي تركب على بساط الريح دون أن يكون لها أي مطار على الارض
من تجربة حياتي في الواقع الغربي لعقدين ونصف من الزمان تقريبا أدركت إن في الغرب قوى تتوق الى الحرية والعدالة والسلام وهناك منظمات إنسانية ومدنية وأحزاب سياسية تلعب الدور الإيجابي الكبير لتحقيق أماني الشعوب ولكن من يسيطر على مقاليد الامور من القوى التوسعية والإمبريالية تجعل من الواقع غير ذلك وتنبئ الى إن مستقبل الحرية في بلاد الغرب صار مقننا بيد قوى المال والسلطة والسلاح الذي لا يعجبه بأن يسمع التأييد لمصالح الشعوب وحريتها ولا يعجبه إنتقاد الجرائم التي تمارس بحق الشعوب العربية من قبل حُكامها ومن قبل الكيان الصهيوني بالذات
مسك الختام وبعد التحية .. هل ترون إن هناك قصور بل وأخطاء جسيمة في طريقة تقييم الكثير من اليساريين لثورات التغيير في البلاد العربية ... ؟
ألا ترون إننا من زمن طويل وطويل جدا ندور داخل متلازمة الصراع والتناقض وننحدر بقوة نحو أفكار وسلوكيات عاطفية جعلتنا داخل سياج حديدي أحرم العقل من فرص التفكير في القضايا الاستراتيجية والانسانية الجامعة ؟
هل نحن بحاجة الى إنشاء محطة مراجعة جديّة ؟



#سامي_بن_بلعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجهل المقدّس والجهل المؤسّس
- هل نحن هكذا ؟
- سموم الاقليات ومنتحلي المدنية والمتأسلمين
- ثورات الربيع ستنجح لانها بدون رابط استعماري
- ثورات الربيع تشكل بداية مرحلة الصعود العربي
- ذاكرة الشعوب محترقة وهي جيجا واحد فقط
- صحتنا النفسية أصابها خلل ولا علاج غير الايمان الواقعي والمتو ...
- هل هناك موقع عربي محايد
- حوار من أجل الحوار المنهجي
- الجنوبيين هم الرواد الاوائل لثورات الربيع العربي ويستحقون دع ...
- الحرية العمياء والاستبداد المبصر .. كارثتين
- العرب .. أبطال هدم وبدون منافس
- من أنتم ؟ ولمن تكتبون ؟
- عقول مقيده تحاول فك قيود الآخرين
- العبودية العصرية في بلاد العم سام والمتخلفة في السعودية
- تنتصرون للقوى الرأسمالية بذكاء وغباء في آن
- الالحاد الذي يخدم الاسلام السياسي
- الشمولية والاقصاء عند العرب .. ظاهرة متأصّلة
- العلمانية التي تشبه الوهابية ( 2 )
- العلمانية التي تشبه الوهابية في أهدافها


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي بن بلعيد - الفجوة بين العقل والقلم