أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي بن بلعيد - الجهل المقدّس والجهل المؤسّس














المزيد.....

الجهل المقدّس والجهل المؤسّس


سامي بن بلعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4094 - 2013 / 5 / 16 - 16:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هكذا قالها محمد اركون .. الجهل المقدّس والجهل المؤسّس .. ويعتبرذلك توصيف دقيق جدا لحال الشعوب العربية نخباً وعوام
دعونا ننظر بعدل الى محتوى هذه الجملة الصغيرة دون استعراض ولا نفخ ريش ولا كبيريا عربي سقيم , دعونا ننظر الى واقعنا المرير بواقعية وحيادية ونجرّب ولو للحظات بأن نكون بشر بكيان انساني رحب يستخدم العقل والمنطق ويجعل اللين والقبول والتكامل قاعدة للحوار عوضا عن الغلوا والاقصاء والعشوائية وغيرها من الصفات العربية الراهنة

ونبدأ رحلتنا على مرابع المتأسلمين ومن يمثل قبلتهم وماذا يدور على ظهر الواقع على مدى السبعة عقود الاخيرة تقريبا وبالتحديد منذ قيام أول ثورة عربية 1946 الى يومنا هذا وسنتلمّس بطريقة سريعة على رؤوس الجروح نظرا لكثرتها وسنكتفي بالتنويه الى اهمها

الشعوب ذهبت الى ثوراتها بطريقتها العاطفية الانفعالية وقدمت الملايين من الشهداء وقدمت الكثير من الخسائر وفي مراحل معينة كانت لدينا شذرات من المثقفين والقيادات البارزة ونهضت الحياة من جوانب مختلفة وكان المجال مفتوحا نوعا ما للحريات وبالتحديد في العقد السادس والسابع من القرن المنصرم ولكن المرض كان يسري في الجسد دون علم العقول النائمة وأستطاعت عائلة آل سعود من خلال شبكات تجهيل ديني مقدّس من جهة وتأمر مع القوى الصهيونية العالمية من جهة ثانية أن تنفث سمومها على مختلف ارجاء البلاد العربية وأجهضت الثورات ذات الشكل الديمقراطي نوعا ما حينها وأسست لها شبكات تجهيل وسخّرت كل ثرواتها لصناعة الثورات المضادة التي استطاعت من خلالها تكوين ركائز تابعة لها ويخضعون جميعهم لقوى التسلط والاستكبار العالمي , ومن أخطر الاعمال التي زرعتها العائلة والاسلام السياسي هي توسيع الفجوة الحضارية بيننا وبين العالم وتوسيع ذلك الخلل الحضاري الذي اصاب كينونة الامة من زمن طويل لحتى فقدت الصلة بالعقل النقدي التحليلي وتشوهت صحتها النفسية أكثر مما كانت عليه من قبل

وبينما نحن نعاني من الجهل المقدس الذي يدفعنا نحوا الظلام ويذهب بنا عكس حركة التطور العالمي ظهر لنا نقيضه ( الجهل المؤسس ) الذي يمثله العلمانيين الذين تجاذبوا أحداث الواقع مع المتأسلمين ومزقوا الشعوب شر تمزيق , الاول يعيدنا الى الخلف برجعية ظلامية وقداسات جاهلة وتوابيت وخرافات لا تمت الى الدين الانساني بصلة والثاني يهرول بالجماهير الى الامام دون اي استراتيجية تنموية جامعة , يهرول دون أن يمتلك فرامل ولا مرايات عاكسة ( العقل النقدي التحليلي ) مارس الاخطاء بنفس فداحة المتأسلمين وكل طرف منهم يدعي الغبن من الآخر ويدعي النزاهة لنفسه وجعلوا الشعوب تعيش في جحيم البرزخ الذي وقع بين مطرقة الجهل الديني المقدس وسندان الجهل العلماني المؤسس

نقيضان لنفس عملة الجهل التي يتجلى فيها الاقصاء والصراع والتعصّب ومرض النرجسية وبارانوبا السلوك والتفكير والجدير ان أولئك قد اصبح من سابع المستحيلات إقناعهم وجرّهم نحو منطق البناء والتلاقح والتكامل والسبب يعود الى ذلك الخلل الحضاري الذي أصاب ماهية الانسان العربي الذي أصبح عقله يشبه الطبق الذي يحفظ المعلومات عن الماضي أو يقلدها وينقلها من الشرق والغرب لاسباب البنية السلوكية العاطفية الانفعالية التي ألغت دور العقل التحليلي النقدي المحايد وذلك الخلل لا يمكن اصلاحه بالتفكير بعقول الاخرين ولكن بالتفكير بالعقل ذاته أي إعادت النظر بالعقل في العقل ذاته كما قال الجابري من أجل التمكن من اصلاح الذات لتصبح في مقام الوعي الانساني الناضج والقادر على قراءة التأريخ ومتغيراته والقادر على القيام بالثورات التي تمتلك أفكار البناء وليست الثورات القائمة على غرس الاحقاد والكراهية والتعصب

فلا فرق بين شيخ كبير أو صغير من المتأسلمين ولا فرق بين علماني بشهادة عالية أو بغير شهادة فالكل يختلف ويتصارع مع ذاته ومع من حوله وكل طرف شايف نفسه ولدى كل طرف اعتقاد ان الاوطان لا يمكن ان تقوم لها قائمة الا اذا حكم هو ومن معه من الاتباع ولا زالوا في سباتهم العميق ... والحلول ممكنة في حال اصلاح الذات المعطلة التي إذا ذهب الى اوروبا ومارست التفاهات تعتقد انها قد نالت مالا يناله احد من التقدم أو تذهب الى افغانستان وتعتقد انها قد استلمت مفاتيح الجنة أو تكون من الاقليات وتعتقد انها الفرصة للانقضاض ومساعدة كبار الحرامية العالميين على التوسع داخل الاقطار العربية



#سامي_بن_بلعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن هكذا ؟
- سموم الاقليات ومنتحلي المدنية والمتأسلمين
- ثورات الربيع ستنجح لانها بدون رابط استعماري
- ثورات الربيع تشكل بداية مرحلة الصعود العربي
- ذاكرة الشعوب محترقة وهي جيجا واحد فقط
- صحتنا النفسية أصابها خلل ولا علاج غير الايمان الواقعي والمتو ...
- هل هناك موقع عربي محايد
- حوار من أجل الحوار المنهجي
- الجنوبيين هم الرواد الاوائل لثورات الربيع العربي ويستحقون دع ...
- الحرية العمياء والاستبداد المبصر .. كارثتين
- العرب .. أبطال هدم وبدون منافس
- من أنتم ؟ ولمن تكتبون ؟
- عقول مقيده تحاول فك قيود الآخرين
- العبودية العصرية في بلاد العم سام والمتخلفة في السعودية
- تنتصرون للقوى الرأسمالية بذكاء وغباء في آن
- الالحاد الذي يخدم الاسلام السياسي
- الشمولية والاقصاء عند العرب .. ظاهرة متأصّلة
- العلمانية التي تشبه الوهابية ( 2 )
- العلمانية التي تشبه الوهابية في أهدافها
- اليسار يلعب مع اليمين والرأسمالية تسجل الاهداف


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي بن بلعيد - الجهل المقدّس والجهل المؤسّس