أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد الملك بولس - كم حربا (خفية و ظاهرة) تخوضها المنطقة العربية الآن؟














المزيد.....

كم حربا (خفية و ظاهرة) تخوضها المنطقة العربية الآن؟


عماد عبد الملك بولس

الحوار المتمدن-العدد: 4533 - 2014 / 8 / 4 - 17:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرب الخفية هي حرب ضد عدو أو خطر خفي و الحرب الظاهرة هي حرب ضد عدو أو خطر ظاهر.

تمور المنطقة العربية الآن – لأنها حقل تجارب، أي مفعول به – بموجات كثيرة و متعاقبة من حروب علي درجات و أعماق و طبائع متعددة، و الحروب مكثفة، مركزة و متوحشة بلا ضمير أو رحمة، لا تهتم بالدم و لا بالقتلي كبارا أم صغارا، ضعفاء أم أقوياء، كأنها تسابق الزمن و لا تقبل الهدنة و لا ترضي بالتراجع و لا يبدو عليها تقهقر و لا حتي التفاف أو تخفيف تكتيكي. تم إحاطة و حصار العرب علي مدار عقود بأغلفة أو مستويات متعددة من هذه الحروب، أستطيع أن أرصد سِتًا من هذه المستويات:

المستوي الأول من الحروب، هو مستوي خفي داخلي، و هو مستوي الحروب الاجتماعية الداخلية (حروب خفية) و التي تم اشعالها و غرس بذارها – و ما يزال – علي مهل، بخلق النزاع المبني علي أيديولوجيات و آليات تبدو كأنها داخلية بحتة و من عمق نسيج الشعب، و حقيقتها غير ذلك، و ما زال وكلاء هذه الحروب يمسكون بزمام قيادتها في معظم بلداننا، مثل الحروب الطائفية، و الحروب بين طبقات الشعوب المختلفة التي قد تبدو عدم تآلف، و هي في طبيعتها هدم و تدمير لوحدة الأوطان، و تمزيق للثقة بين مكونات الشعوب، ليصبح المجتمع متخلخلا غير متماسك، ممتلئا برصيد من الحقد و الغضب و التمرد و الانتقام يجعله كالوقود منتظرا فقط شرارة النار.

المستوي الثاني هو الحرب الاقتصادية الداخلية (خفية)، و التي تجعل بلدا كمصر عاجزة عن العمل السليم و امتلاك التكنولوجيا، و اكتشاف بل و استغلال ثرواتها و سجن أغنيائها في عقلية غير وطنية، مع تدمير إمكانيات الإصلاح بتدمير التعليم و الثقافة و الدين، و بلدانا كبلدان الخليج و ليبيا و الجزائر برغم ثرائها النفطي، عاجزة عن امتلاك التكنولوجيا و الاكتفاء الذاتي و الازدهار، بالإضافة إلي عقود الاكتشاف المجحفة التي تضخ أموال هذه البلدان خارجها لصالح البلدان المحتكرة ثرواتها، و أخيرا بإغراء حكام هذه البلاد بالاحتفاظ بثرواتهم الشخصية في بلاد غير عربية و لا حتي في داخل الأوطان نفسها، مع إغراق المجتمع في نمط استهلاكي مرتبط بمنتجات الأعداء – الذين يلبسون ثياب الأصدقاء – و تكنولوجيات إنتاجية قديمة و متخلفة باهظة بقطع غيار باهظة، أو بتكنولوجيات استهلاكية باهظة برفاهية مبالغ فيها.

المستوي الثالث هو مستوي حروب الوكلاء الظاهرة من أجل قضايا بلا هدف، قضايا تشتيتية (!!!) حروب تدور في دوائر بلا نهاية، و بلا نتيجة كحروب إسرائيل و حماس، و كلاهما وكيلان، و حرب داعش و المالكي و كلاهما وكيلان، و حروب سوريا و فيها أكثر من وكيل: القاعدة، داعش، حزب الله، إيران، الخ... و حروب ليبيا عن طريق وكلاء كثيرين أيضا، و حروب انفصال السودان، و حروب الصومال الخ...

المستوي الرابع هو مستوي الحروب الاقتصادية الظاهرة، مثل الاستيلاء المتبجح علي ثروة مصر من الغاز، و من الماء جنوبا و غربا، و قبلهما من الذهب، و البترول، غير ثروتها الفكرية و العلمية و البشرية، و الاستيلاء علي ثروات الخليج و ليبيا و السودان و الاستيلاء علي ثروة العراق بكل عنف و فجور.

أما المستوي الخامس فقد يكون تكتيكا أكثر منه مستوي حصار و حرب متخصصة، و هو مستوي الحرب الغير مباشرة، أي ضرب هدف ليؤثر علي هدف غيره بتداعيات محسوبة (مثل إثارة نزاعات و مشاكل متعددة في ليبيا و غزة و العراق تتعلق بمصر جزئيا، و ذلك للزج بمصر في حروب غير محسوبة)، أو إلهاء الخصم و إثارة نزاع حوله ليصيبه طرف من أطراف هذا النزاع (مثل حماس و غزة) و روسيا و أوكرانيا، و مالي، داعش و المالكي، قلاقل البحرين، الخ...

المستوي السادس و الأكثر تعقيدا هو حرب المخابرات، و هو مستوي الخداع المتبادل، و التجسس السياسي و الاقتصادي و العلمي و الحربي و الاجتماعي، و تدخل حروب ما يُسمي بالجيل الرابع و الخامس في هذا المستوي، و هو مستوي خفي لكن لابد له من ستار ظاهر جدا (!!) و خادع جدا.

و الأكثر دهشة للمتأمل، أن كل القوي – الحقيقية – المتصارعة في هذه الحروب غير ظاهرة (!!) الأدوات فقط ظاهرة، و لذلك فهي حروب تحتاج كل مستويات الخداع الممكنة و إجادة استخدام الأدوات، و إجادة الإدارة و القيادة، و الاضطلاع المستمر علي كل أسلحة الأعداء، و الأهم، القراءة المستمرة لعقول الأعداء، و التخطيط الدقيق، و إعداد البدائل و الدراسة المستمرة للاحتمالات، و التحكم في الموارد لضمان الإمدادات.

إلي متي تستمر هذه الحروب؟ طالما أدركنا هذا النوع من الحروب، فلا بديل عن غياب أحد الخصوم...

ملاحظة صغيرة:أظن أن العين الآن علي لبنان، لينضم إلي الدول الآيلة للتفتيت... حتي يكتمل الهلال الشيعي من خلال العراق و سوريا. حتي يحين الوقت لإشعال المنطقة بالكامل و الإلقاء بها في أتون حروب مستمرة تنهار جميعها خلال هذه الحروب، مع الإمساك بمفاتيحها لعدم ترك أشياء للصدفة.



#عماد_عبد_الملك_بولس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت للساسة و للسياسة
- الحرب المركزية علي مصر الآن
- ماذا حدث للمصريين في ثلاث سنين؟
- الهروب إلي المؤامرة (الغرق في رمال الذات الناعمة)
- من يختبئ وراء الإسلاميين؟
- أخيرا مصر تستجيب لإعلان الحرب
- أحمس
- أغنية لعدوي
- حياتنا اليومية
- من سبارتاكوس القديم إلي الآتي
- نحن .. أيضا (!)
- نحن
- هل لحظة الصفر لإتمام تمكين التطرف هي تمرير الدستور الخفي؟
- ؟؟؟
- الحل الأكيد (زجل)
- متي تًعلَن الحرب علي مصر؟
- الأقباط يهدرون حقوق الأقباط
- في حزن مصر
- ميعاد مع بكرة
- الجائزة الكبري و فك طلسم الكنز


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد الملك بولس - كم حربا (خفية و ظاهرة) تخوضها المنطقة العربية الآن؟