أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد الملك بولس - الأقباط يهدرون حقوق الأقباط















المزيد.....

الأقباط يهدرون حقوق الأقباط


عماد عبد الملك بولس

الحوار المتمدن-العدد: 3889 - 2012 / 10 / 23 - 12:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأقباط يهدرون حقوق الأقباط
(في ذكري جريمة ماسبيرو- 2012: معركة مصر الداخلية معركة ثقافة)

لا يضيع حق وراءه مُطالب، يضيع الحق إذا ضاع المُطالب...

بدلا من الموت الكثير العشوائي، الموت في المقاومة السلمية المنظمة أقل و أكثر فعالية (إن أرواح المسيحيين الذين استشهدوا في المقطم و ماسبيرو و أحداث أخري متفرقة صغيرة خلقت وعيا مجتمعيا بحقوق المسيحيين و حمت أرواح مسيحيين آخرين و أقليات أخري)

الأقباط يهدرون حقوقهم – برغم مطالبتهم بها !!! – بالاستسلام لمرض المصريين جميعا، و هو التشرذم و الانقسام و التفرد و التفرعن و الاختلاف فيما بينهم. و لهذا ففي رأيي لا حل إلا بالاتحاد، و في هذا السياق أقترح و أدعو الجميع للاقتراح بإنشاء "جمعية الدفاع عن حقوق المواطنين المسيحيين" أو "جمعية محاربة التمييز الديني للمواطنين" و توجيه الدعم المنظم لها، و اتحاد المنظمات القبطية علي اختلاف توجهاتها خلف المطالبة بمنع التمييز الديني، و اتحاد الطوائف المسيحية للمواطنين المصريين لدعمها، مع اليقظة و التخطيط لرصد الأحداث و دراسة أسبابها و وضع التوصيات العلمية للقضاء علي التمييز الديني و تحقيق العدل.

لا يعرف حق الشخص إلا هو نفسه، فهو الذي يعلم حدوده و يعلم احتياجاته و ظروفه وواجباته، و لا انفصال بين هذا الحق و الشخص نفسه، فإذا غاب الشخص غاب حقه، و أي انتقاص من حق هذا الشخص هو انتقاص من الشخص نفسه، فلا يجب أن يتصالح مع هذا الانتقاص، و لا أن يتعايش معه، و لا أن يتسامح معه، و ليس في هذا تناقض مع التسامح المسيحي، فبولس الرسول جري وراء حقه حتي إلي قيصر، و السيد المسيح وقف أمام الملك و الوالي الروماني أثناء الحكم عليه و دافع عن نفسه و قيمته و قدره.

و لأن الحياة صراع، فهي صراع بين حقوق أعضائها جميعا، و هذا الصراع يتسم بسمة المتصارعين، فإذا كان بين كائنات ذات غريزة فقط، صار غريزيا فقط، و إذا كان بين كائنات أعلي في الإمكانيات، اتسم بسمات هذه الكائنات، فالصراع في الغابات و البحار و الصحاري، غيره في المدن و القري، و صراع الحضارات القديمة كان بالسيف و التكتل، و صراع اليوم هو بالعقل و العلم و التخطيط و الدراسة المستقبلية.

و لا يغيب عنا أن النظم الاستبدادية تلعب بالشعب المحكوم بتفرقته و إضعاف وحدته لإحكام قبضتها الاستغلالية حوله، فتحافظ علي تمزقه و أسباب ضعفه (فرق تسد) و منها التمييز الديني!

لماذا التمييز الديني (و أي تمييز بين المواطنين) هو إضعاف للوطن؟ لأن الوطن يتكون من مجموعة من البشر الذين يشتركون فيه، هكذا أرادهم و خلقهم الله، كلهم ينتمون لنفس الوطن والوطن ينتمي لهم كلهم، و في الوطن، لا يتجزأ مفهوم العدل و مفهوم الحقوق و مفهوم القانون، و التمييز هو تقسيم ليس للمجتمع فقط و إنما للوطن، حتي و إن لم يكن جغرافياً بحدود و أسلاك شائكة، و إنما بأشد و أقشي من هذه: بمرارة و كراهية و استعلاء متبادلين.

و أعتقد أنه لا يجب أن يتكلم الأقباط (أن نتكلم) عن الأورثوذكس فقط، بل عن المسيحيين في سياق المطالبة بالعدل و الحق و المساواة في إطار عدم التمييز الديني، نحن نطالب بالتحاد الوطني كسبيل وحيد للقوة و التقدم.

و خدعة "خذ حقك بالتظاهر (فقط...)" التي استخدمت مع كل المصريين و منهم الأقباط، أسميها خدعة لأن المظاهرات كان لابد أن تكون مبنية علي رؤية متكاملة و خطة متكاملة من بداية التظاهر إلي تحقيق الهدف و لو بعد عقود، و لي تحفظ أو شك وحيد في هذا السياق: أن مسيرة ماسبيرو لم تكن بريئة تماما و كانت صبا للزيت علي النار و كان يمكن حمايتها و تأمينها بشكل أكثر مما تم – و قد تعلم الجميع من التحرير طويلا – و أن ماسبيرو نفسه كمكان ليس اختيارا بريئا تماما.

و هنا لابد أن أحدد مفهومي و اقتناعي بأن المعركة المصرية الحقيقية – و منها المعركة الجانبية للأسف للمسيحيين الذين يحاربون في جبهتين إن استطاعوا – هي "معركة ثقافة" و الغريب أن غالبية الشعب تعلم أنها جاهلة ( و هذا نصف طريق الحل) و تبحث عن قدوة لتعلٍمها و تجد في الأخوان حينا هذا المعلم، و حينا آخر السلفيين، و أحيانا أخري الثوار و اليساريين، إلي آخره... رغبة المصريين – و المسيحيين – في التعلم لم يقابلها تعليم حقيقي من أي نخبة من النخب، لا الإسلامية و لا غيرها و لا طبعا المسيحية حتي الآن، و لم يعد أمام الشعب الجاهل الذي يعترف بجهله إلا التعلم بالطريق الصعب: الذي هو التجربة و الخطأ...

سؤالان:
1. كيف يُنتج المظلوم أو الذي يشعر بالاضطهاد؟، كيف يشعر بالانتماء؟ كيف ينظر إلي الآخر الظالم؟ كيف يقبل الأغلبية الصامتة علي ظلمه بل و المنتشية بمشهد ظلمه، و التي تستنكر عليه مجرد الكلام، و تنكر – بلا بحث و لا تمحيص و لا حتي إصغاء – علي الأقلية أن تبوح، فقط أن تبوح بظلمها، و تكيل لها الاتهام بالاستقواء بالخارج مع اختفاء إمكانيات الاستقواء بالداخل، و تعرية كل نواقص – من وجهة نظر الأغلبية – الأقلية في كل مناسبة، و سب الآخر و تغذية كراهيته.

2. إلام ستتحول أغلبية يتم تغذية كره الآخر فيها؟ و يسبه الإعلام و يعريه في كل مناسبة، مع العلم بأن هذا الآخر شريك في الوطن، مخلوق من مخلوقات الله، و ابن لآدم كرمه الله (فلماذا يهينه و يسلب حقه إنسان؟) الأغلبية – لأنها جاهلة وهنا اللعبة – ستسير سير القطيع بسبب الجهل و اعترافها به، فهي تبحث عن قدوة، و سيصبح هذا الكره و التمييز مقدسان، و سيتحولان إلي واجب ديني و جهاد (!) في سبيل الله يؤجر عليه صاحبه و يموت دونه ميتة الشهداء، و إذا احتدم الأمر و دافعت الأقلية عن نفسها وصلنا إلي الحرب الأهلية. هل وضحت الخطة؟


إعادة تعريف بعض المفردات:

• الهجرة هي بحث عن وطن لأولادنا، لماذا و أنا مؤمن أن مصر هي أجمل بلاد الدنيا، و هي أغني بلاد الدنيا؟

• الوطن ليس حراما و ليس بديلا عن الدين و ليس وثنا، لماذا أعداؤنا و أصدقاؤنا لهم أوطان يعتزون بها و لا نستنكر هذا عليهم و نستنكره علي أنفسنا؟

• العدل مع النفاق هو ظلم مؤجل للمنافق، سيأتي الوقت ليذوق من نفس المنتَج الذي أنتجه: و هو الظلم الخبيث المتجمل.

• دولة الحقوق هي وطن يحكمه القانون – بإرادة واحدة – حيث يعلم الكل حقوقهم وكيفية الحصول عليها و الدفاع عنها مع الفهم الضروري و الاحترام لحقوق الآخرين.

• الآخر ليس حراما (نجسا)، الآخر إنسان مثلي، خلقه الله مثلي – إن كنت أؤمن بالله حقا و ليس بإله ظالم – و أعطاه كما أعطاني كل الحقوق، و أنزل الوحي لأجله مثلي تماما، فلست أفضل منه و ليس أفضل مني، و إنما الناس يتسابقون للخير و بالخير للمجتمع و الوطن و البشرية كلها و الوطن الأكبر الذي هو كوكب الأرض، و الكون كله!!!

• العنصرية هي استنكار الشخص وضع النفس مكان الآخر لاحتقاره الشديد لهذا الآخر أو لاعتقاده بنجاسته و دونيته.

• مهمة الأقباط الحالية: أن يحاربوا – سلميا – هذه الحرب الوطنية لمصلحة الوطن وحده و لشراء مستقبل أبنائهم

• الكنيسة و السياسة: لابد من القضاء علي فخ الزج بالكنيسة أو بالقيادات الكنسية في السياسة، لابد من قانون لمنع التأثير الديني علي المواطنين للقيادات الدينية (حظر التوجيه السياسي للقيادات الدينية) و خاصة المسيحيين.

• الاحترام: أين اختفي الاحترام؟ لماذا علا صوتنا و نبت ألفاظنا (صارت نابية) و قست نظراتنا، لماذا فقدنا إدراك قيمتنا الذاتية و قيمة الآخرين؟ قد تكون أخلاق الزحام (و التعبير للمرحوم أحمد بهاء الدين) أو الإحساس العام بالدونية (!) أو اليأس من المستقبل و التضحية بكل الذوق (آسف) و الأدب (أسف أيضا) و الإحساس بالآخر (أموت من الأسف) من أجل رغيف، ووظيفة و مكان في الطابور، الخ...



#عماد_عبد_الملك_بولس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حزن مصر
- ميعاد مع بكرة
- الجائزة الكبري و فك طلسم الكنز
- مظاهرة -غباء-
- ميلاد فصائل المافيا المصرية
- ال -صياعة- السياسية مبدأ جديد يحكم مصر
- برقيات بمناسبة فوز د/ مرسي بالرئاسة
- هوية
- مات الإله ... يحيا الإله
- الثعلب و الجربوع
- الانتهازية السياسية و المحاكمة
- اللعبة العربية و أنا
- محاولة فهم الساحة المصرية المريضة
- أمي و سكين الدبيح
- محاولة لقراءة المستقبل القريب
- لا وقت للدموع
- خريطة طريق لشفيق
- من فاز في الجولة الأولي للانتخابات المصرية؟
- البحث عن الثورة المصرية (2) كيف ننجح؟
- البحث عن الثورة المصرية - (1) البداية: لم ينجح أحد إلا أعداء ...


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد الملك بولس - الأقباط يهدرون حقوق الأقباط