أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد الملك بولس - الانتهازية السياسية و المحاكمة














المزيد.....

الانتهازية السياسية و المحاكمة


عماد عبد الملك بولس

الحوار المتمدن-العدد: 3748 - 2012 / 6 / 4 - 12:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تأبي السياسة المصرية الثورية إلا أن تتربع علي قمة البراجماتية (النفعية و الانتهازية السياسية) بما قد يخالف الخلق الرفيع من تقدير المقامات و الترفع عن إذلال الضعفاء.

فالناظر إلي المشهد يري فئتين ضربتا بأحكام القضاء عرض الحائط و نصبتا من نفسيهما قضاة للقضاة، برغم أن اجراءات التقاضي لا تنتهي و لا تفرغ، و أدوات العدالة متاحة و تكاد تكون مجانية، و تلقفتا الفرصة الساخنة للنفخ في نار العاطفة للمرة المائة ألف، و لتهييج جهلاء الشعب الذين يتمنون الفرصة للاحتفال و الرقص، حتي علي جثة العدالة.

الفئتان المخطئتان و اللتان أرهقتا الشعب المريض و التائه و المتعب من الحياة ذاتها، هما الأخوان المسلمون و اليساريون الثوريون، برغم عدم التقائهما الأيديولوجي، التقيا علي البراجماتية الآن و في هذا الموقف الدفاعي (!) لأحدهما و الهجومي للآخر، فالأخوان يهجمون علي شفيق خلف ستار المحاكمة بالعزف علي نغمة الشهداء، بهدف الانتقاص من رصيده الشعبي المتنامي، و اليساريون الثوريون لا تفوتهم الفرصة للتشدق بنفس أغنية الشهداء و المصابين المساكين (وهم كمحرضين يحاسبون أيضا علي الدفع بهؤلاء إلي القتل)

و برغم اتهام اليساريين للأخوان بإهدار حق الشهداء في سبيل المناصب، فهؤلاء لا يتعلمون و لا يرون إلا الثورة و الغضب و لا يدركون ألاعيب السياسة التي تمرس بها الأخوان، بل هم يساعدونهم – بسذاجتهم – للوصول إلي مكاسبهم.

إلام تهدف الفئتان؟ و هل يستحق الأمر كل هذه الضجة؟

تهدف كل فئة إلي مكاسبها السياسية، و لا تأبه أيهما للشهداء (!) فأول حق للشهداء هو إعلاء المبادئ التي استشهدوا من أجلها بالعقل و بخطة و بهدف:

بالعقل: من ضحي بحياته، ضحي بها من أجل الحق و العدل، فلا يجوز أن ندوس الحق و العدل ولو بحجة طلب الحق و العدل.
بخطة: باب القانون و الضغط السياسي مفتوحان إن كان هناك هدف واضح و خطوات معلومة متفق عليها وبثبات، أما الرقص السياسي فلا مجال له في الحديث عن حق الدماء.
بهدف: أين ما تحقق لمصر في هذا السياق؟ دعوني أسأل أهالي الشهداء أنفسهم: هل يفضلون سداد ديون مصر علي حق أولادهم أم لا؟ هل يفضلون إنقاذ الشعب المصري كله أم قتل المتسببين؟ فبهذا يصير أيناؤهم أبطالا وطنيين خالدين، دعوني أسألهم بعيدا عن التجار و التجارة، ماذا تفضلون؟ و كيف تريدون القصاص؟ هل بالتدمير أم بالبناء؟ هل يرضيكم أن يتاجر بدماء أبنائكم المتاجرون؟ و أعلم أن الدولة كان عليها التقاط طرف هذا الخطاب و لم تفعل (!!!؟؟؟)

سؤال ساذج جانبي: لماذا يثور هذا و ذاك إذا جاءت الأحكام علي غير ما يرضون و يغمضون العين إذا راقت أهواءهم، كان الأجدر – لولا التجارة – بهؤلاء و أولئك إن كانوا صادقين بالثورة – و أنا ضدها و لكن للقياس – علي أحكام أبو قرقاص.

المشهد ليس بحثا عن الحق كما يبدو، بل هو بحث عن السلطة كالعادة، و سينجح فيه – إذا نجح – الأخوان كالعادة بينما يضرب و يصاب و يقتل الساذجون من اليساريين.

الجديد، أن الشعب بدأ في الإدراك أن لا أحدا من الفصيلين يهمه إن كان يدفع البلد إلي الهاوية طالما في سبيل مكاسبه السياسية، و اليسار يتوهم أن أصوات "حمدين" تبشر بانتصاره و تريد استثماره بسرعة، و لا يدركون أن غياب الاختيارات الجيدة هو الذي دفع بالناخبين إلي اختيار الأقل سوءا، و ليس في هذا شرف و لا انتصار، الأجدي هو التمسك ببناء معارضة قوية حقيقية لأي من القادمين للسلطة.

سيحفظ الله مصر كما حفظها، و سيخزي كل التجار و المغرضين و العملاء، و ستستيقظ مصر، ليستسلم أعداؤها.



#عماد_عبد_الملك_بولس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعبة العربية و أنا
- محاولة فهم الساحة المصرية المريضة
- أمي و سكين الدبيح
- محاولة لقراءة المستقبل القريب
- لا وقت للدموع
- خريطة طريق لشفيق
- من فاز في الجولة الأولي للانتخابات المصرية؟
- البحث عن الثورة المصرية (2) كيف ننجح؟
- البحث عن الثورة المصرية - (1) البداية: لم ينجح أحد إلا أعداء ...
- الدستور الذي نريد
- مطلوب خطة عاجلة و جهود متضافرة لإنقاذ مصر


المزيد.....




- فيديو متداول لـ-سيطرة إيران على سفينة تضم جنودًا من إسرائيل ...
- أول ظهور لخامنئي منذ بدء الصراع بين إسرائيل وإيران
- أسوأ فيضانات منذ 46 سنة في سيتشوان الصينية مع ارتفاع قياسي ف ...
- ليبيا - صدمة وطلب أممي بتحقيق شفاف في الوفاة الغامضة لعبد ال ...
- إيلون ماسك يعلن تشكيل حزب سياسي جديد -حزب أمريكا- لـ-يعيد ال ...
- فرنسا لا تزال تأمل في بادرة إنسانية من الجزائر لإطلاق سراح ب ...
- كيف استعادت الدراما العراقية جمهورها بهذه المسلسلات؟
- البلجيكي ياسبر فيليبسن يفوز بالمرحلة الأولى لسباق فرنسا للدر ...
- عشرات الشهداء في غزة والاحتلال يستهدف محطة تحلية مياه
- الشرطة البريطانية تعتقل مؤيدين لـ-حركة العمل من أجل فلسطين- ...


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد الملك بولس - الانتهازية السياسية و المحاكمة