أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد الملك بولس - ال -صياعة- السياسية مبدأ جديد يحكم مصر














المزيد.....

ال -صياعة- السياسية مبدأ جديد يحكم مصر


عماد عبد الملك بولس

الحوار المتمدن-العدد: 3785 - 2012 / 7 / 11 - 14:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفعل صاع في المعاجم يطلق علي مجموعة تفرقت و تشتتت فيقال صاع النحل أو صاع الغنم، بمعني أنها سارت إلي لا طريق أو بغير هدف يجمعها، و منها المصدر في العامية المصرية "صياعة"، و الكلمة اكتسبت معني الصعلكة و معاني الاستهزاء و الدهاء و الحيلة علي مدي التاريخ المصري الاجتماعي الذي كان محافظا إلي سبعينيات القرن الماضي، و كانت الكلمة سُبَة في ذلك الوقت، و تحولت إلي رتبة اجتماعية تصف فردا أو مجموعة تستقوي بافتراقها عن القطيع و تتميز باستقلاليتها عن الأعراف و المحافظة التي كان يتميز بها المجتمع المصري.

و جاءت ثورة 25 يناير الإسلامية لتكرس مبدأ جديدا في السياسة و هو مبدأ "الصياعة" السياسية، فقد تشتت الشعب الغاضب و تفرق إلي فرق كلها لا تدري إلي أين تذهب، و جرت المجموعات يحدوها شيء واحد هو "الغضب"، فلا عقل و لا وطن، و لا عِلم و لا عمل و لا مجتمع و لا قيَما و لا حتي مصالح سياسية (!!!) تجمعها، بل – و للعجب – تفرقها هذه الأفكار و تذهب بها أشتاتا لا نفع فيها و لا غَناء منها، و لعبت مخابرات جميع الدول معنا ألعاب الإشاعات و التخويف من جانب، و ألعاب زرع العملاء من جانب آخر، لتكرس التقسيم و "الصياعة" السياسية في مصر إلي الأبد.

و إذا كانت ترجمة الفوضي الخلاقة في مصر قد تحولت إلي "صياعة" سياسية، فقد أبدع المصريون كعادتهم في دمج هذه "الصياعة" بالـ "فهلوة" المصرية لينتج عنها وسط عبثي لا يحتمل المعني و لا الجدية و لا علاقة له بالمجتمع أو بالوطن، بل يدين بالفردية و علي أفضل الفروض بالقبلية و الـ"شللية" التي لا ترقي لكونها تحزب، و من هذه البدعة، ظهرت الصرعات (التي لم ترق إلي أن تكون نظريات) التي تغولت علي القانون و مفهوم الوطن و العدالة و الحفاظ علي المجتمع.

العجيب في أمر هذا المذهب الجديد، أن يعتنقه الكافة من سياسيين و إعلاميين و مفكرين بل و رجال دين (إسلامي أو مسيحي) بل و علماء فطاحل في كل العلوم (!!!) و تري الجميع أشتاتا متفرقين لا يزعجهم هذا التشتت و التفرق و التحزب (أو الشللية) بل و يطمأنون إلي أنهم علي الحق، و يتعجبون من باطل كل من عداهم، و لا يحسون بالكارثة التي تنزلق إليها البلاد، بل يرون الكوارث الاقتصادية و المالية و الاجتماعية كأنها مفاجآت مستحيلات، و للنكاية، يطرحون – بعد المستفيض من التنظير – حلولا لا علاقة لها بالواقع أو بالتنفيذ، و لا تعتمد إلا علي عبقري فذ يبعثه الله للأخذ بيد الأمة فيصنع المعجزات.

و كما يقول المتنبي:
و ليس يصح في الأفهام شيءٌ إذا احتاج النهار إلي دليلِ

فالمأساة، أننا تناسينا ما يجمعنا كبلد و كشعب و كمجتمع، و استسلمنا "للصياعة"، ينتج من هذه الصياعة ما ينتج من أفكار: كفكرة فتح مصر الثاني (و أنا مؤمن بأن مصر تُفتح ثانية، و لكن ليس للإسلام)، و متاهة الدستور أولا، و متاهة المادة الثانية، و ألعاب شتي كمجلس الشعب المتحول و مجلس الشوري الشرفي، و ثورة ثورة حتي النصر، الخ...

و الشفاء من هذه الصياعة بسيط: أن يعود كل ٌ منا إلي بيته....!



#عماد_عبد_الملك_بولس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برقيات بمناسبة فوز د/ مرسي بالرئاسة
- هوية
- مات الإله ... يحيا الإله
- الثعلب و الجربوع
- الانتهازية السياسية و المحاكمة
- اللعبة العربية و أنا
- محاولة فهم الساحة المصرية المريضة
- أمي و سكين الدبيح
- محاولة لقراءة المستقبل القريب
- لا وقت للدموع
- خريطة طريق لشفيق
- من فاز في الجولة الأولي للانتخابات المصرية؟
- البحث عن الثورة المصرية (2) كيف ننجح؟
- البحث عن الثورة المصرية - (1) البداية: لم ينجح أحد إلا أعداء ...
- الدستور الذي نريد
- مطلوب خطة عاجلة و جهود متضافرة لإنقاذ مصر


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد الملك بولس - ال -صياعة- السياسية مبدأ جديد يحكم مصر