أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - أنا أيضا منعني الطبيب من تناول السكر














المزيد.....

أنا أيضا منعني الطبيب من تناول السكر


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 4526 - 2014 / 7 / 28 - 17:52
المحور: الادب والفن
    


كان العم زمزومي، القائد الأسطوري وابن بواب الحاكم الفرنسي سابقا، يشرب جعته في عصر رمضاني، مختليا بنفسه في قاعة كبيرة من فيلته الفخمة، كان الصغار، سواء كانوا صغارا في الحجم أطفالا أو صغار القوم بشكل عام ومعهم زوجته الحاجة ماهمة (بتشديد وفتح الميم الثانية) التي وضعت له تريكة من البنون والبنات بلغت بهم الأسرة مبلغا كبيرا، أكثر من ثلاثين فردا ورغم ذلك لم تدخل كتاب جينيس للأعمال الخارقة، برغم أنها فاقت في الخصوبة ما لدى الأرانب، كانت الحاجة ماهمة هي الوحيدة التي يسمح لها بالدخول إلى قاعته الحصينة متى احتاج إلى طلب أو متى حل بالبيت ضيف خاص من مقامه او بعض ضيوف الأحوال الخاصة لقيادته كنزاع قبلي حول عقار معين أو تحويل طريق خاصة أو تبريكيكة خاصة، كانت قاعته في منزله نسخ كامل للقاعة التي يدير منها أمور السياسة في المنطقة، مكتب عتيق من خشب الأرز الأطلسي،خلفه في الحائط صورة لقائد البلاد وعلى جانب من مكتبه إبريقين خاصين للشاي، شايه الذي يشرب منه وهو شاي خاص بدون سكر وآخر للمقبلين عليه في قضايا دائرته وفي الجانب الآخر أقلام وملفات وأوراق خاصة.
كانت ماهمة تضع له الجعة في إبريق شايه الخاص رغم أنها توكله لله هي الحاجة التي عليها أن لا تقترب من أوخاز الشيطان، كانت في كل مرة تملأ له الإبريق تتمتم بان يتزوج امراة أخرى لكي يعفيها هي من وخز الشيطان، وكان في كل مرة يجبرها على ملإ الإبريق يقابلها بأنه لا إثم عليها ما دام هو من يأمرها بذلك، وفي ذلك اليوم الرمضاني بدا منها نوع من التطير:
ــ يا إلهي حتى في هذا الشهر الكريم لا تخشى ربك، ليكن لكن ماذنبي أنا؟ تعلم أن رمضان يخرج في الناس (تقصد أن رمضان يصيب بلعنة على آكليه)
ــ أه. ! رمضان ..! وكيف ذلك؟ تعرفين أنه طقس وثني.. أجابها وهو يتمايل ويبدي لها ابتسامة ساخرة
ــ وثني..! كيف..!؟
ــ أقصد أنه يقام على أسس وثنية، تتبعون فيه حركة الهلال، هذا الذي أمريكا وروسيا تبني فيه شققا فاخرة..
لم تصدق ما سمعته أذناها، نادت على ابنتها التي أتمت دراساتها في فرنسا: آمنة..! هل تعلمين ماذا قال أبوك...، أمريكا وروسيا يبنون في القمر، تصدقين هذا..؟
آمنة التي غمرتها ضحكة صاخبة من سخرية أبيها لم تجد بدا إلا أن تقر لها:
ــ نعم أيو.. هم يبنون هناك قواعد عسكرية..
ــ قواعد عسكرية.. هه..! وماذا سيحاربون هناك، ملائكة الجلال؟؟
كان القائد في ذلك اليوم قد غطس في الشرب وهو يفلسف في قضايا البناء في الفضاء ليستذرك أن وثنية رمضان فاقت حركة القمر، انتبه إلى أن اليوم الرمضاني أيضا يبدأ بمعلم وثني وينتهي عند معلم وثني آخر.. يا إلهي..! هو وثني بالفعل.. يبدأ الصوم بظهور نجم الثريا وينتهي عند مغرب نجم الشمس.. لكن مصيبة اليوم، لعنة رمضان على القائد هي أن بلغ منه الشرب مبلغا كبيرا، وفي مغرب ذلك اليوم دخل عليه أحد العامة يشتكيه في أمر هام حصل بالدائرة، كان القائد يريد تهدئته، سأله عما إذا كان قد فطر أم لا، ولما رأى أن عليه دعوته للفطور أولا ثم بعد ذلك النظر في الأمر، أشار عليه أن ينتظر أن تحضر له زوجته الشاي لأن شايه هو بدون سكر، وعلى سرعته العفوية قام الضيف ليسكب كأس من شاي القائد مرددا:
أنا أيضا منعني الطبيب من تناول السكر



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام السياسي عندما يدخل طرفا في صراع سياسي
- أزمة اليسار (2)
- أزمة اليسار
- الزحف إلى مدريد (2)
- الزحف إلى مدريد (1)
- رويشة والفن الأمازيغي
- -هارون- المغربي
- جدلية النقابي بالسياسي وجهة نظر
- حول الديموقراطية
- عاش.. عاش
- الإنسان كائن عنصري
- سوريا والهمج المتوحشون
- مواقف وقضايا: في الفخ البروليتاري2 أسئلة أخرى
- مواقف وقضايا: فخ البروليتاريا
- انهيار الرأسمالية:انهيار أم وهم
- الموقف مما يجري في مصر
- مواقف وقضايا: القضية الأمازيغية
- مواقف وقضايا: حول الثوابت المغربية
- حركة تمرد المغربية وحركة 20 فبراير
- الشرعية الثورية


المزيد.....




- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - أنا أيضا منعني الطبيب من تناول السكر