ماذا يريد خالد المشعل من الفلسطينين المساكيين ؟!

مراد كافان علي

الحوار المتمدن-العدد: 4525 - 2014 / 7 / 27 - 23:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ماذا يريد خالد مشعل من الفلسطينيين المساكين ؟!
بلا شك تأكد المصادر التاريخية بأن الفلسطينيون من الأقوام الإيجية أو كما تسمى الحضارة المينية ، نسبة إلى أحد ملوكها المسمي "مينوس " وهاجرت أفواج منهم إلى الشرق الأدنى جراء اكتساحهم من قبل القبائل الإغريقية الهمجية "بعد تعلم الحضارة منهم ," وكانت القبائل الإغريقية هي التي قضت على آخر دولة "مينية " وقد هاجرت فلول من "المينيين "(الإيجيين ) بعد القضاء على كيانهم السياسي إلى أنحاء الشرق الأدنى , وجاء فرع منهم واستوطن سواحل البحر الأبيض الجنوبي , وقد عرف ب" الفلستينيين " أو " الفلسطينيين" ومهم اشتق اسم فلسين "1. بعد هذه المقدمة نأتي إلى المربط الحيوي وهي أن التاريخ يذكر الحقائق حتى المريرة منهن , وقرأنا كتب كثيرة عن هزيمة الزعيم العربي جمال عبدالناصر أمام تقدم الجيش الإسرائيلي عام 1967م ،بهجمةٍ مباغتة ، لذلك قرر الانسحاب للحفاظ على أرواح جنوده ثم التنحي رغم مرارة القرار . وأذاق الإمام الفارسي " الخميني " الهزيمة أمام قطعات الجيش العراقي لأسبابٍ متباينة , وقال مقولته الشهيرة وهي "ليتني أشرب كأس السم ولا أرى هذا اليوم " ولكنه قرر الموافقة على التقهقر ووضعت الحرب أوزارها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من فلول جيشه . أما خالد مشعل يتجول على موائد الحكام العرب , ويتناول أشهى المأكولات , ويأمر التعساء الفلسطينيين بعدم الموافقة على الهدنة مع الإسرائيليين لسبب بسيط لأن هو وإفراد عائلته وأقرباءه يعيشون في رغد وبعيداً عن ساحات الهجمات المدمرة على بيوت وقرى ومدن الفلسطينيين ... ما أعظمك وأشجعك يا أمير!
بلا ريب قواعد الحروب لها دلالاتها في النصر والهزيمة , ومعظم الهزائم تأتي جراء عدم تكافئ التسليح أو العدة و العدد , وأكبر عامل الإحباط هو عجز أو تقاعس القائد في إدارة المعركة لتحقيق النصر لمختلف الأسباب لأن للنصر أركانه ومقوماته في قواميس الأبطال ... والمعادلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين من كافة الجوانب بعيدة عن المقارنة , ولذلك إصرار الفلسطينيين على الحرب أو المقاومة حسب أدعائهم هي انتحار بلا مبرر أو رؤية عسكرية و استراتجييه صائبة , والانتحار تناقض الحروب والانتصارات وهي سلعة كاسدة ... الأجدر بالقائد خالد مشعل أن يذهب إلى ساحات الوغى في غزة مع عناصر عائلته وأقرباءه ويقابل الطائرات والدبابات والصواريخ الإسرائيلية بصدورهم لكي يحصل على لقب البطل الهمام ويعلم تعاسة ومرارة أوامره المحملة على رقاب المساكين ... وربما ينتظر الجانب الأتعس هو تورط دولة أو مجموعة من الدول العربية في القتال عنه , وبذلك يعم الخراب والدمار بهم والانتظار لسنين عديدة من جديد لاسترداد عافيتهم الكئيبة والعودة إلى المربع الأول كما في لعبة الشطرنج ... بلا شك نتألم لآلام ومعاناة الفلسطينيين والدمار الشامل ولكن ليس من صالحهم هذه المغامرة الكئيبة , وإن هذا التصرف المريب لا تنفعهم وعنادهم الخائب جعل مناصريهم يبتعدون عن مآزرتهم مادياً ومعنوياً ... ليت الفلسطينيين يجيدون مقومات اللعبة ويتوجهون إلى كسب الرأي العام , إن المنهزم لا يفرض شروط على الخصم كما كان الحال قي كافة الحروب المتعاقبة بين الكيانات على مدى التاريخ ... بدأ الصرع بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ ولادة شمشون منقذ إسرائيل قبل أكثر من ثلاثة آلاف من السنين " وعاد بنو إسرائيل وعملوا الشًّرّ في عيني الرب , فسلمهم الرب إلى أيدي الفلسطيين أربعين سنةً ... وكان رجل من صرعة , من قبيلة دان واسمه منوح , وكانت امرأته عاقراً فتراءى ملاك الرب للمرأة وقال لها: أنت عاقر , ولكنك ستحملين وتلدين ... وهو يبدأ بخلاص بني إسرائيل من أيدي الفلسطيين ... وولدت المرأة ابناٍ وسمته شمشون "2 هكذا صراع رهيب على مدى آلاف من السنين حقاً لا تنتهي بالعناد أو بالضحايا الكثيرة وقوافل من اليتامى والمعاقين إضافة إلى الآلام والماسي والويلات أو التعرض إلى النكبات المتفاقمة... ألله يكون في عون الثكالى واليتامى والمعاقين في هذا الجو المشؤوم ...


المصادر :
1- مقدمة تاريخ الحضارات القديمة ص576 مراد كافان علي
2- العهد القديم ص312 27-7-2014

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل