أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مراد كافان علي - هكذا تكلم أيزيدي ... من نينوى














المزيد.....

هكذا تكلم أيزيدي ... من نينوى


مراد كافان علي

الحوار المتمدن-العدد: 2761 - 2009 / 9 / 6 - 00:02
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


الأيزيديون هم الورثة الحقيقيون والشرعيون للعقيدة الكردية العريقة قبل آلاف السنين وقدموا الضحايا الجسام لحمايتها طوال العصور الغابرة كما ينطق التاريخ والمصادر الموغلة في الماضي السحيق . للعودة إلى لب الموضوع بعد هذه المقدمة لتوضيح جانب من الحقائق المرهقة والدامغة في مسيرة هؤلاء المساكين , لقد حضرت مجلس عزاء امرأة من مجمع شيخكه في ناحية القوش وكان من ضمن الحاضرين أكثر من خمسين رجلٍ للتعبير عن أسفهم وتعازيهم ... وكان من بين الحاضرين رجلان يتحدثان عن تداعيات الواقع اليومي العراقي والموصلي مع همومهم بعفويةٍ وبلا مجيب ... وقال أحدهم :ـ ذهبت إلى مدينة الموصل للحصول على الجنسية العراقية ، علماً أن الجنسية العراقية لا تحصل إلا من مدينة الموصل خلافا للماضي عندما كانت تمنح في مراكز الأقضية , ربما في الموصل حصراً لزيادة هموم أهل المناطق خارج حدود مدينة الموصل في محافظة نينوى وإهمال دور الأقضية والنواحي كما هو الحال في بقية المحافظات ، وأستطرد قائلا , كان من بين المراجعين خليط من المواطنين من سكنت نينوى من الأيزيديين والشبك والمسيحيين والتركمان والعرب والمسلمين والأكراد وكانوا جميعهم يخافون من بعضهم مع الصمت الكئيب وترقب المفاجئات اليومية الدامية والمتكررة لتنفيذ أجندات خائبة تحت غطاء الدين والقيم السامية . وبعد حصولي على الجنسية أخذت السيارة وغادرت المدينة بأقصى سرعة للتخلص من هذا الكابوس ... بلا شك كان المتكلم صادقاً في حديثه لأن الأشرار ظلوا موزعين في كل مكان في المدينة مع سعيهم للامتداد إلى الأطراف لأجل السلب والنهب وحرق المراحل للصعود الجنوني والكسب العشوائي بعيداً عن ذكر الحلال أو الحرام و بأسماءٍ متباينة وفق أجنداتهم المشوهة والدامية وبلا رقيب لأن الشرطي الذي يحمي المواطن هو بالذات بحاجة ماسة إلى من يحميه في الشارع وفي مسكنه أو جندّه الأشرار لدمار البلد ولأسبابٍ أخرى ... وأضاف المتحدث :ــ كنت في إيران مرتين ، الأولى في كرمنشاه وكان يسأل زميله لكي يكون شاهداً على أقواله , وأضاف كان حياتنا قاسية ومريرة في إيران , ولم يسأل أحد من الجالسين عن أسباب ذهابه إلى إيران لأنهم كانوا يدركون أنه ناضل في صفوف البيشمركه لحماية العراق من الذين يجهلون السياسة والمواطنة ولبناء الديمقراطية في البلد وتعزيز حقوق العراقيين بلا استثناء ولكن تم إحباط تجربة كردستان في عام 1975م بمكيدة نسجها كيسنجر الأمريكي مع بومدين حاكم الجرائر ونفذها شاه إيران والرئيس العراقي السابق على حساب حقوق العراق , وتداعياتها لازالت تنخر في جسد العراق لغياب الديمقراطية الصائبة وتكالب المغامرين على تهشيم بوادر معافاة العراق ... وفي المرة الثانية كنت في إيران أسيراً ... حقاً أن الرجل شارك في الحرب العراقية ــ الإيرانية في الثمانينيات من القرن العشرين , وشارك ليس لقطع رقاب الفرس المجوس كما قال الرئيس العراقي في ذلك الوقت وإنما لتقليل آلام وأوجاع المواطنين من مغامرات البائسين من مراهقي السياسة ...
بلى الرجال الذين دافعوا عن كردستان في الستينيات والسبعينيات وعن العراق في الثمانينيات أصبحوا تائهين ً مع أطفالهم ويبحثوا عن ملاذٍ لكي يشموا رائحة الاستقرار ويودعوا المآسي والويلات في هذا البلد الجريح . أليس من حقهم أن يتمتعوا بخيرات العراق وكردستان بعد أن ضحوا بزهرة شبابهم في الدفاع عن كردستان والعراق أم عليهم البحث عن المنافي بأساليبٍ غير منطقية أو الضياع في طرق الرحيل ومسالك الهجرة في أواخر أعمارهم ؟ ما جدوى الأوطان التي لا تحقق أحلام أطفالها ؟ كيف يعيش المواطن الصادق غريباً في وطنه أو هل الإخلاص والولاء والخصال الحميدة سمات غير محبذة ؟ يقينناً هكذا تكلم الأيزيدي مع زميله عن حياتهم المشبعة بالآلام رغم نضالهم المرير في حماية بلدهم وتعزيزهم لأواصر المواطنة ... ومما زاد في الطين بله أنه قد تم الإيعاز إلى الجهات الحكومية الألمانية من قبل مجهول معلوم بوضع نهاية لطلبات اللجوء للأيزيديين برفض منحهم حق اللجوء ولا اعتراض على الطلب مهما كان مصدرها ... ولكن كان عليهم ضمان بعض حقوقهم قبل الطلب , وأهم الحقوق هو حق الحياة والمساواة الحقيقية وليست الوهمية ثم العيش الرغيد كما هو الحال لبقية المواطنين أو المواطنين المحسّنين , وبذلك ستكون نهاية للرحيل عن الوطن ولسنا بحاجة إلى الطلب من الدول الأوربية وغير الأوربية بعدم منح الايزيديين حق اللجوء لأنها معضلة عراقية ومتعلقة بالحقوق والمواطنة , والمواطنة ليست متاجرة رغم العثرات المصطنعة في مطابخ الأجندات الغير نافعة ...



#مراد_كافان_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأيزيديون ... وسياسة التهميش ؟!
- الطلبة الأيزيديون إلى أين ... يا عراق ؟!
- الكردستانيون ... وفن القيادة ؟!
- الأيزيديون ... والاستنتاج الصائب ؟!
- جامعة الموصل ... مشاكلها أقل من القليل ؟!
- كفاكم ... تجريحاً للأيزيديين ؟!7
- كفاكم تشتيتاً ... للديمقراطية الزاهية ؟! 8
- كفاكم تشتيتاً ... للديمقراطية الزاهية ؟!7
- لماذا قتل وخطف المسيحيين في الموصل ؟!
- كفاكم ... تجريحاً للأيزيديين ؟!6
- تشابه النكبات وتباين الإسناد ... سنجار وزنجلي ؟!
- هولاكو ... يجتاح كردستان؟!
- شاهه سوار يناصر كابارا 4
- التشرد والتفكك ... والمستطيل المظلم ؟!
- رسالة وأدٍ للتهميش ...مع عتابٍ خفيف ؟!3
- كفاكم تجريحاً ... للأيزيديين ؟!5
- العراق بلد الساعتين كهرباء أو أقل ؟!
- رسالة استغاثة إلى رئيس إقليم كردستان ؟! 2
- دافوس ... والمستقبل الضبابي ؟!
- لمن خيرات العراق ... والمآسي ؟!


المزيد.....




- -عُثر عليه مقيد اليدين والقدمين ورصاصة برأسه-.. مقتل طبيب أس ...
- السلطات المكسيكية تعثر على 3 جثث خلال البحث عن سياح مفقودين ...
- شكري وعبد اللهيان يبحثان الأوضاع في غزة (فيديو)
- الصين تطلق مهمة لجلب عينات من -الجانب الخفي- للقمر
- تحذيرات ومخاوف من تنظيم احتجاجات ضد إسرائيل في جامعات ألماني ...
- نتنياهو سيبقى زعيما لإسرائيل والصفقة السعودية آخر همه!
- بلينكن : واشنطن تريد أن تمنح جزر المحيط الهادئ -خيارا أفضل- ...
- القدس.. فيض النور في كنيسة القيامة بحضور عدد كبير من المؤمني ...
- لوحة -ولادة بدون حمل- تثير ضجة كبيرة في مصر
- سلطات دونيتسك: قوات أوكرانيا لا تملك عمليا إمكانية نقل الاحت ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مراد كافان علي - هكذا تكلم أيزيدي ... من نينوى