أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - مراد كافان علي - التشرد والتفكك ... والمستطيل المظلم ؟!














المزيد.....

التشرد والتفكك ... والمستطيل المظلم ؟!


مراد كافان علي

الحوار المتمدن-العدد: 2196 - 2008 / 2 / 19 - 06:29
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


من حقنا أن نفتخر ونفرح بأوطاننا ، وكذلك من حقنا أن نأكل ونشرب ونتنفس في أوطاننا الجميلة والوفيرة الخيرات لأن عيوننا ليست لذرف الدموع وإنما للتمتع بالجمال كما تفعل كافة الشعوب والأمم . مثلما واجب علينا حماية أوطاننا من براثن الأشرار ، كذلك لنا مطلق الحرية بالتمتع بهذه الأوطان وأن نسرح ونمرح بشوق كالأطفال ونغرد للسلام والمحبة والوئام ، وأن نسعى لبناء هذه الأوطان لكي تكون أجملهم !... بلى علينا بناء هذه الأوطان على أسس علمية سليمة وصائبة ومن كافة الجوانب وأهمها البناء الديمقراطي السديد وخلق الأجواء لكي يعيش الإنسان برفاه وسعادة وزهو ... ولا للتشتت والتخلف والاعتداء على حقوق وحريات الآخرين . عندما نعزز ونجسد حريات الآخرين وإنسانيتهم بثوبٍ جميل ورائع ، حينها نهيئ الأجواء النقية للآخرين أيضاً لكي يخلقوا الأجواء المنيعة واللطيفة بقناعة حتى نتمتع بهذه المنافذ الرائعة التي تبشر بالغد المشرق للجميع ... سابقاَ كنا نعاتب الدول الأوربية وكافة الدول المتقدمة بأن لهم عوائل مفككة والروابط الأسرية مفقودة أو في طريقها إلى التشتت ... وأن الأسر الشرقية قوية ومتماسكة ومنسجمة ... ولكن الآن بدء تتوافد علينا نفس التفكك والتشتت الأسري والتداعيات الأخرى ... كأننا مشتاقين للتفكك الأسري والحرمان من نعيم أوطاننا ...
اللافت للنظر أن العوائل الشرقية وخاصة الشباب تتقاطر إلى الدول المتطورة ، وتتحمل مخاطر وويلات ومصائب المسالك الوعرة ، إضافة إلى بيعهم الغالي والنفيس لأجل تغطية أجور السفر الغامض ، وحماقات السماسرة والمهربين للحصول على جواز أو جوازات السفر ثم الفيزا ، أو بلا فيزا وإنما المجازفات ومساومات المهربين لنقلهم بالطرق الغير سالكة البحرية والبرية لأجل الوصول إلى العالم المتطور . ومن تداعيات هذا الهشيم عودة أشلاء بعض المساكين الذين قضوا حتفهم في البر أو البحر ، وإن جثث الآخرين أصبحوا موائد للأسماك وبقية الحيوانات البحرية وكذلك الحيوانات المفترسة في البراري ... وقد استعملت كلمتا العالم المتطور باستغراب لأن أوطاننا تتمتع بالكفاءات العلمية والثروات الهائلة أضعاف هذه البلدان مع كافة مستلزمات البناء والتطور ماعدا الأيدي النظيفة والسليمة ... كأن بلداننا قد وضعت التخلف وتداعياته مكان التطور الهادف ... وإلا لماذا هذه التشرد الوقح بحق أولادنا ؟
أن مستطيل التشرد والهروب والهجرة يمتد من أفغانستان وباكستان والدول المجاورة لها إلى أقصى غرب قارة أفريقيا ، وربما بعض دول أمريكا الجنوبية . وشاهدنا المهاجرين والمتشردين ، على مختلف القنوات الفضائية ، مطاردين ومقبوضين عليهم ومعتقلين في أغلب دول حوض البحر الأبيض المتوسط ، والمعاملة القاسية بحقهم ، خاصة من قبل الجندرمة التركية وكأنهم إرهابيين ، وقسم من هؤلاء العائدين من الأسر ( الاعتقال ) يتكلمون عن هذه المعاملة البائسة ، والملابس الممزقة وحتى النهب وا أسفاه ... لماذا ؟! بلا شك أن كافة المشردين يتركون أوطانهم لمجموعة من العلل وأهمها :ـ الهروب من بطش السلطات والعنف والإرهاب المتعدد الجوانب والتعثر الديمقراطي الراسخ ، وانعدام الحريات وحقوق الإنسان مع هبوط مستوى المؤسسات العلمية المختلفة ، والتهميش المتعمد للأقليات والمرأة ، وهبوط مستوى المعيشة جراء الفساد والتضخم وضياع الدخل القومي . كافة هذه الأسباب وغيرها جعل المواطن لا يجد منفذاً إلا الهروب والتخلي عن الوطن عسى أن يتنفس الصعداء . ربما سائل يسعى لكي يتأكد عن تعثر وتقاعس هؤلاء لكي يغيّروا هذا الواقع المزري نحو الأحسن . بالتأكيد أنهم حاولوا مراراً لتغيّر ومعالجة هذه التداعيات ولكن كلما غيّروا أو خلقوا الأجواء لأجراء التحسن والتغيّر ولكن سرعان ما يتحولوا الطواقم الجدد إلى نفس الطينة من الفاسدين والمتهورين لأنهم خريجي نفس المنافذ المتعثرة وبذلك كان التشرد خيارهم الوحيد .
أليس من منفذ لإنقاذ هؤلاء من هذه التداعيات الرهيبة ؟ بلا يتوجب تغيير المسار العام نحو الديمقراطية الصائبة ، مع تغيير المناهج الدراسية ، ووضع المرأة في مجالها الحقيقي بعيداً عن العنف والتهور والغبن ، تعزيز وتوسيع مؤسسات المجتمع المدني الرصين بلا زيف أو تحايل ، وكذلك محاربة جميع مرتكزات العنف والتهور والطائفية ، وتشجيع أصحاب الكفاءات العلمية وطمس الوظائف الوهمية ... نأسف لازدواجية الدول المتطورة لدول المستطيل المظلم لأنهم يروجون للقيم الديمقراطية ويشجعون هؤلاء المساكين للنزوح إلى الدول الأوربية ولكن بالمقابل يتعرضون إلى عذاب رهيب مع الضياع المتعدد الجوانب ، إضافة إلى ذلك فإنهم لا يوبخون دول المستطيل الداكن ولا يمنعونهم من التوجه إلى المحافل الدولية ذات الأبعاد الديمقراطية والقيم السامية لكي يستعدلون في سلوكهم الشائك والمتعثر. وهناك جانب آخر وهي إننا ننظر إلى النتائج ، ونبحث عن الحلول المؤقتة لهذه النتائج ولا نعالج من الجذور حتى تكون إنقاذ دائمي لهذه المعضلات التي تشمل الإرهاب المتعدد الجوانب وهي الإرهاب الديني والقومي والاقتصادي والاجتماعي أي مختلف ممارسات الحياة الضرورية والتي تنخر أركان مؤسسات المجتمعات … ولكي نقطع الشك باليقين نقارن بين حجم الدخل لبعض هذه الدول والدول المتطورة . ونأخذ العراق ، الذي له أكثر من أربعة ملايين مهاجر ومتشرد من العهد الملكي ، كنموذج وبقية البلدان متقاربين للعراق إلى حد ما في الدخل والجمال والكفاءات والتداعيات أيضاً :ـ العراق يمتلك الكفاءات العلمية العظيمة بشهادة أغلب دول العالم ، ودخل ضخم جداً قياساً بدخل أية دولة أخرى ، في العراق واردات نفطية هائلة إضافة إلى الغاز والكبريت وغيرها من المعادن الغزيرة . وفي العراق دجلة والفرات ووارداتهما أكبر من جميع الواردات ودائمة أيضاً . وفي العراق سياحة متنوعة من السياحة الطبيعية والتاريخية ( الآثار ) والسياحة الدينية … بلد له كل هذه الواردات والكفاءات العملاقة والوطن البديع ... هل يحق لأبنائها الهروب والتشرد والضياع وترك وطنهم ؟






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة وأدٍ للتهميش ...مع عتابٍ خفيف ؟!3
- كفاكم تجريحاً ... للأيزيديين ؟!5
- العراق بلد الساعتين كهرباء أو أقل ؟!
- رسالة استغاثة إلى رئيس إقليم كردستان ؟! 2
- دافوس ... والمستقبل الضبابي ؟!
- لمن خيرات العراق ... والمآسي ؟!
- الصحوة ... والتكنوقراط ؟!
- البطاقة التموينية ... ليست استجداء ؟!
- بيان مجلس محافظة نينوى ؟!
- الأيزيدياتي ... وفلسفة إلى الوراء ، إلى الأمام ؟!
- من يتجاوز على محافظة الأقليات ؟ !
- الطلبة الأيزيديون ... والاضطهاد البشع ؟!
- بيش مه ر كه أيلول ... هل من مآزر؟! ( 3 )
- الغزاة ... تجتاح كردستان ؟!
- كفاكم تجريجاً للأيزيديين ؟!4
- ماذا تريد من الحكومة ؟!
- كفاكم تجريحاً .... للأيزيديين ؟!3
- كفاكم تجريحاً .... للأيزيدين ؟!2
- كفاكم تجريحاً .... للأيزيدين ؟!
- المسلمون ... وسجون بريطانيا ؟!


المزيد.....




- تقرير: أمريكا اعترضت اتصالات لمسؤولين إيرانيين كشفت تقييمهم ...
- ماكرون يؤكد في مكالمة مع الرئيس الإيراني على ضرورة العودة إل ...
- إيران تنفي تهديد الوكالة الذرية وتشكك في مصداقية ترامب بشأن ...
- تصاعد هجمات المستوطنين بالضفة وجيش الاحتلال يعتقل العشرات
- -إثبات الوفاة- معاناة قانونية وإنسانية تؤرّق ذوي الشهداء وال ...
- الزرشك نكهة لاذعة وفوائد مذهلة.. كنز أحمر في مطبخك
- شيرين في مهرجان -موازين-.. تفاعل وانتقادات ودعم
- حكم بالسجن النافذ في حق صحافي فرنسي في الجزائر بتهمة تمجيد ا ...
- الجزائر: الحكم على صحافي رياضي فرنسي بسبع سنوات سجن بتهمة تم ...
- غروسي: إيران قد تستأنف تخصيب اليورانيوم -في غضون أشهر-


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - مراد كافان علي - التشرد والتفكك ... والمستطيل المظلم ؟!