أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مراد كافان علي - الله لم يصنع الموت















المزيد.....

الله لم يصنع الموت


مراد كافان علي

الحوار المتمدن-العدد: 4507 - 2014 / 7 / 9 - 22:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ا الله لم يصنع الموت
وردت هذه الآية في العهد القديم وكما يلي " فالله لم يصنع الموت ، لان هلاك الأحياء لا يَسُرُّّهُ " . هكذا من هو الذي خلق هذه المصيبة المقيتة للبشرية وبقية الأحياء ... إذا كان موت الكائنات لم يكن من مخطط الخالق العظيم ، كيف تم توجيه الكائنات إلى تداعيات الهلاك ؟ كما وردت في العهد القديم هذه الآية أيضاًًًََ " فلا تكون الأرض مملكة للموت ، لأن التقوى لا تموت " ... عندما لا تكون الأرض مملكة للموت لذلك بلا شك سوف تكون مملكة للخلود . الله مهندس الكون من الكرة الأرضية والكواكب والمجرات والنجوم والفضاء والأجواء ، وكان في تصميمه الخلود للبشرية في الكون ... لا يسر الإنسان إن يعيش بضع سنين مع الآلام والمعاناة والصراع الرهيب ثم يعود إلى الفناء . كذلك وردت في القران الكريم هذه الآية " إن أكرمكم عند الله اتقاكم " ووردت في الإنجيل على لسان النبي بولس هذه الآية " لأني عندما أكون ضعيفاً أكون قوياَّ " ومن تعاليم العقيدة الأيزيدية ورد ما يلي " درويش عه رد كووت : ئه ز جومه ديوانه ئيلاهي ! من ل ور ديتن خوشي و شاهي سه رى هه مويى تفاق و ته باهي " وتترجم كما يلي : الأرض المسكين تقول : ذهبت إلى مجلس الخالق ، رأيت هناك الطيب والفرح ، قبل الكل ، الاتفاق والتعاون " ... بلا شك كافة الأديان تنطق بما يعزز ويؤكد مساعي الخالق للمجد والمحبة والتعاون وتجنب كافة التداعيات التي تخلق الأجواء التي توجه الإنسان نحو الشرك والمزالق التي تعرقل جهوده نحو الخلود ... الله جسد الأساليب والمسالك الناجحة والصائبة التي تمهد الطريق للإنسان نحو المجد ... يقيناَ يسّر الخالق رفاه البشرية ولكن أراد أن يعتمد الإنسان على إمكانياته الذاتية والتعاون مع الآخرين لاختيار منابع للصعود وتجنب المطبات التي تعرقل جهوده كما حصل في تجربة النبي آدم ، دخل دار الخلد بلا تعب أو مشقة ... لذلك عندما فقده لم يتألم كثيرا ، لأن الإنسان يشعر بلذة الحاجات والممتلكات عندما تكون من نتاج جهده وعرق جبينه حصرا .
ساند الخالق الإنسان للصعود إلى ذرى المجد عن طريق منحه هذا العقل العظيم ، وعندما نقارن بين كافة الحاجات والممتلكات والإبداعات والمبتكرات المتوفرة للإنسان ... نلاحظ عقل الإنسان في المقدمة ولكن هذا العقل يحتاج إلى التربية الصالحة والتطوير والتغذية بما هو نافع لكي يهيئ بوادر اجتياز المعوقات التي تعرقل منابع النهوض ، ثم عاضده عن طريق فلسفات كافة الأديان بمختلف المنابع .. وحقا كان للفلاسفة والمفكرين والكتاب والشعراء والرسامين وغيرهم لهم الدور الرائد لبلوغ العلا وتجنب المصائب وويلات الموت ، قال الفيلسوف الألماني فردريك نتشه في كتابه " هكذا تكلم زارادشت" " كل حياة عظيمة إنما هي حياة مجرمة " وهنا يقصد الذين صعدوا على أكتاف الفقراء والمساكين وأشلاء الضحايا لنيل مكاسب وقتية ووهمية وهم يتصورون إنهم عظماء ولكن حقاََ أنهم بائسون وخائبون وفي نهاية السلم البشري بلا منازع ... بالتأكيد كل كائن بشري له نصيب في العبور ولا يمكن إهمال أو تهميش مساعي كائن أو شريحة من السعي لأن المحصلة النهائية هي القواسم المشتركة للجميع في المحبة والوئام , إي آمال الجميع تبنى منافذ ومعاقل رائدة باتجاه المجد السامي ...
المتابع لفلسفة مختلف الأديان العريقة والمفكرين والمبدعين الذين كرسوا جهودهم لتهيئة مسالك النهوض وتعزيز عتبات المستقبل الباهر للبشرية , هم لم يستخدموا الطائرات والجيوش والغش والخداع والنفاق والقتل والعنف والتهميش والمفاضلة الهالكة ... ولكنهم ألتجؤوا إلى كافة القيم السامية لبناء وتحقيق آمالهم وآمال غيرهم . ومن هذه الوسائل المحبة والتعاون والصبر والتربية الصالحة لبلوغ المجد ، وهذه المسالك تزرع براعم الخلود للجميع بلا استثناء عدا المعادين لمنافذ الخير والذين تلاعبوا بما هو صالح لتحقيق منافع كئيبة وخائبة ، أو الذين كانوا أفكارهم وايدولوجيتهم غير مجدية وتتطلع إلى الصعود الوهمي بكافة السبل لجهلهم بتاريخهم المعيب , والمفارقة هنا أن الخالق يكره معاقبة الضّالين ولكن يأمل ويسعى لخلق مفاصل سامية لتربيتهم لأجل هدايتهم وتوبتهم وبذلك سوف تتهيئ عالم رحب للصالحين وستكون بداية النهاية للأشرار , بهذا التطلع الباهر يتحسس الإنسان بأن سمات التقهقر تتناقص مع تصاعد مزايا الصعود ويشعر بمعانقة النصر كأنها بواكير الربيع الدائم ولسنا مبالغين ولكنها هي قطاف الأثمار اللذيذة ... طالما نتصفح مراجع التاريخ والعديد من المصادر نكتشف بأن الإنسانية قدمت أثمان باهضة على طريق تجفيف أوكار التخلف والمناهضين لخلايا مناصرة لكافة شرائح المجتمع البشري ، وعلى مدى العصور وآلاف السنين وخلال هذا الصراع الرهيب بين الكر والفر كان النصر لفصائل الخير والعار والخزي لكافة المناؤيين للخلود ...
ربما قائل يسأل : هل من الممكن أن يكون إلأنسان خالداَ ؟ بلا شك سينال الخلود ، طالما يدرك أو على طريق الإدراك بأن القوة الغير متناهية للعقل البشري وإمكانياته في خلق وبناء محاور خارقة في تجسيد وتعزيز مكامن النهوض بالإنسانية إلى بر الأمان ، إن تشكيل وشائج الإدراك لدى الإنسان تخلق لديه خلايا الصعود وتجفف كافة الزلات التي تعرقل الصعود ، قال أحد مدرسي الرياضيات إثناء إيجاد الحلول للمسائل بأنه يتصور المجهول في المسألة كالفريسة وهو الصياد ويجهد لالتقاط الفريسة ويشعر باللذة في التقاط الفريسة وهو المجهول في السؤال , والإنسان يشعر كأنه يتناول أكلة لذيذة في سعيه ونجاحه في التقاط مفاصل المجهول نحو المجد له ولغيره . عندما يدرك الإنسان القوة الغير متناهية للعقل البشري والمعزز بالوجدان الصائب في احتواء مواقع الخلل في الجوانب السلبية من المسيرة الشاقة ثم خلق وبناء هيكلية جديدة لوأد السمات البائسة مع الرعاية السامية لكل ما هو جميل ونزيه لانتعاش براعم الغد المشرق للبشرية ، والتي تغازل هذه البراعم الرائعة للمستقبل الباهر ، يحتاج الإنسان إلى استيعاب إبعاد هذا المجد والصبر الطويل والعمل الدءوب وخلق نوع من التوازن بين المحور العقلي والغرائزي مع رجحان الجانب العقلي والتقليل من أنانيته واحتكار حقوق الآخرين . ورد في العهد القديم " لا يسُرّ الرب معاقبة الأشرار بل توبتهم " هكذا سيحتضن نادي السلام والتآخي الأشرار أيضاَ بعد توبتهم توبة نصوحة ودائمة . إذا كان هذا الخالق العظيم يكره الموت للأشرار، بلا جدل سيوفر للصالحين كافة أبعاد وسلالم الخلود ، أثناء دراستي للأدب الإنكليزي ، كان الأدباء والمفكرين الإنكليز يؤكدون بلا تردد بأن كافة المشاكل والتداعيات المستعصية تبدأ بزلات صغيرة جداَ ولكن جراء الإهمال وعدم العلاج تتحول إلى معضلات مؤلمة وكئيبة بحيث تصبح خارج السيطرة , وتخلق أوكار لمصائب دامية وشنيعة للبشرية ... أول خطيئة للإنسانية هي محاربة الإنسان للمرأة وعلى مدى آلاف السنين ، وكان يتناسى بأن المرأة هي الأم والزوجة والأخت الفاعلة في بناء المجتمع ، ويتجاهل بأن المرأة تتفوق عليه في الكثير من مجالات الحياة وكان يستخدم بطشه لتهميشها مع النفاق ، وثاني خطيئة هي استغلال الأكثرية العددية للأقليات في مختلف المجتمعات بأساليب بشعة وكأنها تنقض على فريسة بأساليب بغيضة ، وثالث خطيئة هي سيطرة الجهلاء على جوانب متباينة من هياكل المجتمعات وبالذات الزعامات الخائبة ... معظم الرجال وبعض النساء يرفعون شعار دعم ومناصرة المرأة ظاهرياَ ولكنهم يبطشون بالمرأة ومعظم حقوقها . أليس المنادي بالخلود يجب أن يتخلى ويبتر بلا تردد موانع الخلود ؟ وهي النفاق والأنانية واستغلال الآخرين ويناصر الجانب الآخر من المعادلة وهي تعزيز المحبة والتعاون والبناء له ولغيره مع تجفيف منابع البطش والعنف والقتل لكي يرضى ربه ووجدانه ويفوز بالمساندة من كافة منابع البناء والصعود نحو الأفضل ... وعلى ضوء هذا التحليل المجدي ستتكون لدى البشرية هياكل أو مواقع جديدة تهيئه في اختراق الجينات التي تكون حواضن التآكل في سلم الرقي والخلود لأن بنيان الإنسان المتطور ترفض وتطرد الجينات الغريبة التي تسعى لخلق مواقع التراجع الشائكة , وبذالك تمهد مكامن الصعود رغم العثرات من الذين لا يفهمون المحاور المضيئة من الحياة ويتشبثون بتخيلاتهم الهرمة التي تركع في مواقع الإحباط والتخاذل .

مراد كافان علي
3|6|2014



#مراد_كافان_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حنان الفتلاوي ... والخطيئة ؟!
- جدلية المحافظة المسيحية والأيزيدية ؟!
- لماذا إبعاد الوزير الأيزيدي ؟‍‍ !
- ساسة لهم ماضيهم ؟!
- هل تفلح مغازلة الطالباني في ترطيب التنازع بين الكتل
- أنقذوا ... المتقاعدين يا ناس ؟!
- وحتى الايزيديين ... ؟!
- جوار شمه سور .... لمن الشكر والتعظيم ؟
- كيف تتم توحيد نينوى ؟
- هكذا تكلم أيزيدي ... من نينوى
- الأيزيديون ... وسياسة التهميش ؟!
- الطلبة الأيزيديون إلى أين ... يا عراق ؟!
- الكردستانيون ... وفن القيادة ؟!
- الأيزيديون ... والاستنتاج الصائب ؟!
- جامعة الموصل ... مشاكلها أقل من القليل ؟!
- كفاكم ... تجريحاً للأيزيديين ؟!7
- كفاكم تشتيتاً ... للديمقراطية الزاهية ؟! 8
- كفاكم تشتيتاً ... للديمقراطية الزاهية ؟!7
- لماذا قتل وخطف المسيحيين في الموصل ؟!
- كفاكم ... تجريحاً للأيزيديين ؟!6


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مراد كافان علي - الله لم يصنع الموت