أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - هل تسمعون صوت الموصل... يا بشر.















المزيد.....

هل تسمعون صوت الموصل... يا بشر.


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4525 - 2014 / 7 / 27 - 13:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل تسمعون صوت الموصل.. يا بشر...
بناء على طلب الجالية العراقية المسيحية في مدينة ليون الفرنسية وكاردينال هذه المدينة, وجهت دعوة لم تنشرها سوى جريدة واحدة, إلى المواطنين للمشاركة بتجمع أمام كنيسة القديس حنا Saint Jean لمطالبة الحكومة الفرنسية والمؤسسات الحقوقية, إنقاذ مسيحيي مدينة الموصل من تهديدات الخليفة إبراهيم (أبو بكر البغدادي)... تجاه صمت الحكومة الفرنسية القاتم الأسود... دون أن ننسى أنه لم يبق أي مسيحي بهذه المدينة المنكوبة. لأن الانذار الذي وجه إليهم من هذا الخليفة الداعشي Made in U S A قد انتهى منذ ظهر يوم الجمعة 25 تموز 2014 . وهذا التجمع الاعتراضي الذي شارك به حوالي خمسمئة فرنسي وخمسين عراقي وعشرين سوري.. ورغم جدية عشرات الخطابات وصلوات العشرات من الشباب ورجال الدين المسيحي مع الكاردينال Monseigneur BARBARIN شخصيا.. والدكتور كامل قبطان والسيد عبد القادر بن عيدي من جامع ليون..بخطابات وتصريحات شخصية شجاعة.. لن تـتـغــيــر طبيعة الأحوال المأساوية على أرض الموصل التي أصبحت مركز الخلافة الإسلامية وسجنا رهيبا مرعبا لمن تبقى من السكان المسلمين.. حيث فرضت عليهم شريعة الخليفة الجديد, والتي تطبقها ولا يمكن أن يطبقها غير مهابيل داعش وخليفتهم.. حيث أمر اليوم جلالته بتطبيق (الختان) المحرم والمدان من جميع المنظمات الصحية والأممية في العالم, على جميع النساء والفتيات القاطنين في الموصل وضواحيها وارتداء الشوال الأفغاني مع البرقع الأسود الكامل.. وإلا القتل بالرجم فورا...
والغريب أنني لم أقرأ أي استنكار من أيــة من المنظمات الإسلامية الرسمية الواسعة الانتشار في فرنسا ,أوروبا.. ولا أية من تشكيلاتها المختلفة, والتي يندر فيها ما يسمى المعتدلون... اعتراضا على قوانين هذا الخليفة وهباته النيرونية.. لا من أجل المسيحيين, ولا من أجل مئات العراقيين الذين يقتلون يوميا.. ضحية شريعته التي لا تقبلها أية شريعة إنسانية قديمة أو حديثة... صمت عجيب غريب... هل هو خوف من ردود الفعل.. أم موافقة وتأييد ومشاركة؟؟؟!!!...
وخاصة صمت الحكومة الفرنسية والحكومات الأوروبية التي تصمت براغماتيا, مصلحيا.. أو خجلا لهذا الخطأ الاستراتيجي الذي خلقته, و والذي وقعت به, تنفيذا للسياسة الأمريكية ــ الصهيونية التي ابتدعت داعش وما خلفت من سرطانات متفرعة لا دواء لها.. والربيع العربي وما أخرج من قمامات الكذب والدجل والقتل والترويع... وبدأ خوفها أن يظهر ما فرخته هذه الخلافة من انتحاريين قد يظهرون بأية لحظة ضمن أراضيها.. دون أن ننسى أنه يوجد بين فدائيي هذا الخليفة أكثر من ألف مقاتل يحملون جوازات سفر أوروبية… والعديد بينهم من فرنسا ومن مدينة ليون أو ضواحيها الشعبية.
لم نسمع حتى هذا اليوم, أية إدانة من أية منظمة إسلامية, لما جرى في مدينة الموصل العراقية ضد المواطنين الأصليين المسيحيين, ولا أي اعتراض على تفجير كل كنائسها, والتي يعود تاريخ بعضها إلى ثلاثمئة أو أربعمئة سنة بعد المسيح, والتي صنفت بين التراث العالمي والأممي... لـم أسمع أو أقـرأ أية إدانة من الهيئات الإسلامية العراقية.. أو من إدارة الجامع الأزهر.. أو من حــمــاة مــكــة في السعودية, ولا من أي شيخ في الجامع الأقصى... علما أن جميع الهيئات الدينية والكهنوتية في العالم وحتى في روما والفاتيكان, تحركت ضد الاعتداء الإسرائيلي على مدينة غــزة.. بينما لم يبد أي مسؤول عن حــمــاس أي انتقاد لما تفعله تنظيمات داعش أو خليفتهم إبـراهيم ضد المسيحيين في العراق أو سـوريـا من مجازر رهيبة وتهجير لم تعرفه أية حقبة بتاريخ العرب والإسلام... ما عدا بعض المداخلات والتصريحات الفردية الشجاعة من بعض الشخصيات الإسلامية المعروفة وباسمها الشخصي... وما من أحد يجهل, ولا حاجة للتذكير أن المسيحيين كانوا من أقدم سكان المشرق بكامله, وكان تعايشهم مع بقية السكان واختلاطهم مع كل الطوائف, لا شائبة بـه. وبنوا معا كل حضارات البلد ولغته وتراثه... حتى ظهرت خلال السنوات الأخيرة هذه الجماعات الإرهابية الإسلامية, والتي خلقتها وسلحتها ومولتها أمريكا وإسرائيل.. دائما بأموال سعودية أو قطرية.. وخاصة بعد الغزو الأمريكي للعراق وسبي آثاره وتاريخه وثرواته.. حيث بدأنا نرى كل هذه الخلايا والشراذم القتالية باسـم الإســلام... والتي لم تحمل للعرب والإسلام وبقية الطوائف المشتركة بالقواعد الأساسية لهذه الشعوب, سوى الخراب والدمار والتفجير والموت وتجميد كل إنسانية أو حضارة, بعودة إلى تخلف وعادات وشرائع ومبادئ لم يعرفها العراق ولم تعرفها سوريا, ولم بعرفها المشرق بكامله.. حتى في عصور الظلام الحجرية.. مما يثبت أن كل هذه الجحافل التي تقتل تحت شعار "الله أكبر" كانت فبركات استعمارية صهيونية.. لتفجير العالم العربي والمشرق, وخلق باندوستانات المشرق المفتت المجزأ المتعب الجديد.. باندوستانات هزيلة ضعيفة بشريا واجتماعيا وسياسيا.. يحكمها أمراء مهلوسون.. لتأمين ديمومة حماية دولة إسرائيل الأبدي.. على حساب ملايين ضحايانا وجراحنا ومعاقينا ومهجرينا... بصمت من هذا الغرب ومن أبناء عمنا العربان, تجار الدين والنفط والغاز.
ذهبت إلى هذا التجمع الذي دعــا إليه كاردينال ليون, دفاعا عن مسيحيي الموصل.. وأنا العلماني الراديكالي.. لا دفاعا عن طائفة تذبح.. ولا عن مذهب مضطهد.. من قبل نيرون إسلامي صنع في أمريكا.. إنما دفاعا ضد جريمة قبيحة ضد إنسانية مواطنين عراقيين أبرياء.. كانوا ركيزة البلد وعماد أصالة حضارته وتطوره.. ولأن نفس المجازر ترتكب في بلد مولدي سوريا أيضا.. من قبل نفس المقاتلين المهلوسين.. والعالم ينظرعكس اتجاه المجزرة.. ويغسل يديه ويربأ ويتبرأ.. وغالبا يبرمج القتل ويختار ويشجع القتلة.. وبعدها يتبرأ قائلا لم أسمع ولم أر.........
لم أسمع كلمة استنكار من الحكومة الفرنسية الحالية.. ضد مجزرة مسيحيي الـمـوصـل.. هي التي ســانـدت وشجعت ودافعت وهنأت حكومة إسرائيل فور هجومها العدائي الاعتدائي على مدينة غـزة وشعب غـزة.. عاطية إياها حق التصرف كيف تــشــاء بحقوق الشعب الفلسطيني, وإفنائه وتــهــجــيــره... وأدانت المقتول ولم تدن القاتل... ضـاربة عرض حائط العار بكل مبادئ الثورة الفرنسية الحقيقية...لأن مصالحها لا ترتبط اليوم سـوى بمصلحة هذا المخطط الأمريكي ــ الصهيوني الذي رسم من سنين بعيدة خارطة الشرق الأوسط الجديد... والذي سوف يصبح مقابر جماعية مهجورة.. لا روح فيها.. ولا كرامة.. ولا مستقبل.. وخاصة بلا حريات إنسانية.. ولا أمـن ولا أمان......
العرب اليوم...العرب اليوم تجاه أكبر نكساتهم التاريخية.. إن لم يستيقظوا من هلوساتهم الدينية.. وانتظار ليلة القطر... لن يستيقظوا أبدا.. وهذه النكسة التي فاقت نكسة 1948 بضياع فلسطين.. إن لـم يستيقظوا من هذا الغباء الاجتماعي والسياسي, لاغين خلافاتهم الطائفية التاريخية.. ويبنوا معا شرائع علمانية حضارية إنسانية.. لن يستيقظوا أبدا... مخدرين.. ومجنزرين.. في صحاري الذل والاستجداء.. باقين سجناء جهلهم وجهالتهم وتمزقهم وعبوديتهم...
صــرخــة إضافية في وادي الــطــرشـــان... هل من يسمع؟؟؟!!!.......
*********
على الهامش :
ــ آخر خبر
قرر كاردينال مدينة ليون الفرنسية القيام بزيارة شخصية تستغرق ثلاثة أيام, للتحقق عن قرب, بأوضاع العراق.. ومسيحيي العراق.. ورغم خلافي العلماني الراديكالي مع هذه الشخصية الدينية الجريئة وذي الكلمة الصريحة.. أتمنى له أن تنتج زيارته بعض الوضوح عما تصمت عنه غالب وسائل الإعلام الفرنسية والغربية...
بـــالانـــتـــظـــار.........
للقارئات والقراء الأكارم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأطيب تحية صادقة مهذبة.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة... إلى صديقي سيمون خوري
- تعليم التعذيب للأطفال...
- خلافة - إبراهيم - الإسلامية الداعشية...
- مظاهرات... ومظاهر عالمية...
- يا بشر... انتهت بطولة العالم لكرة القدم...
- تساؤل؟؟؟...تساؤلات ضرورية
- خربطات ديمقراطية
- داء الصمت والطرش
- وعن القرضاوي... والخليفة الجديد...
- وعن الفساد... وتماسيحه البورجوازية...
- دراسة مقارنة إنسانية... وقرارات غريبة.
- France 24... والمصداقية الإعلامية... وهامش آخر.
- أوكار الدبابير... وشعوب الغباء.
- مستر جون كيري... ايضا وأيضا...
- جريدة لوموند الفرنسية... ومسيو فابيوس...
- سوريا والعراق...إلى أين؟؟؟...
- الفوتبال... وما أدراك ما الفوتبال؟؟؟!!!...
- أحاديث.. تساؤلات.. وخواطر...
- ديمومة الكذب المتواصل.. في بلاد الغلابة...
- عودة إلى مانيفيست الحوار المتمدن


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - هل تسمعون صوت الموصل... يا بشر.