الطاعون فى العراق - شِعر - الى المضطهدين و المهمشين بالعراق

رمسيس حنا

الحوار المتمدن-العدد: 4521 - 2014 / 7 / 23 - 10:16
المحور: الادب والفن
    

ملاحظة: الرقم الذى يلى الكلمة هو الرقم الدال على معناها فى قسم خاص بالمفردات فى نهاية القصيدة.

الطاعون فى العراق (الى المضطهدين و المهمشين بالعراق)

يا عراق ...
أيها الموجوع
أيها المفجوع
على موائد الأضطهاد
يا ذو الدم المُراق1
يا من أفقدوك فى الإنسانية
كل مَرَاق2
إِرتَهَطَ3 عليك كل السُرَّاقٌ4
من عرب و عجم
كلهم يلعبون دور الفُرَّاقٌ5

آه يا عراق ...
ايها المحتضر فى اتِّئادً6
اتاك الغم سام بفرية
فهجم عليك الجراد
فحول ما بين النهرين
الى صحراء جرداء
"دراكولا" مصاص الدماء
التهم ما بين النهدين
و مز الزيوت السوداء
و ترك فيك الدم إهراق7
و السم الزُعاق

أتاك الحجاج
يعيس فيك فتكاً
كل من تَأَهَّل للنفاق
و الزبير فى دمه إغراق
و أمه يهددها أكبر أَفَّاق8
و يعيّرها بنطاق و نطاق9

أتاك من بثقله يحمل الشر
و الشقاق
يا أهل العراق
قد نزل بكم اليوم
أسافل الرُّهَاقُ10
ما لم ترونه
من مساوئ الأخلاق
الحجاج قد عاد
اليك يا عراق
هل من مغيث؟؟
من هذا البَغِيثُ11

المسترجلون
فقط على الصغار
و الأطفال

المتلذذون
فقط بتعذيب النساء
و الأبكار

المستأسدون
فقط على العجائز
و الفقراء

المدججون
بالهلاك العضال
و سُحام12 الفناء
أينما حلوا
حل الدَّمَال13

يلبسون الزيف
ثياباً بيضاء
وهم من الأصقاع
قُصالَ14

يزرعون الظلم
سياطاً بلهاء
و فى نحر الموصل
سيف فصال

كم هلك طفل من سيفهم
وكم من برودهم و نارهم
بكت صبية
غَشَّى عليها دجى الليل
و هى فى الأرض
بعد حرق الوطن
شريدة
و بعد ذبح الأب
و رجم الأم
وقتل الأخ و الأخت
وحيدة و طريدة

يا دعاة الرفق بالحيوان
يا مدعيّ حقوق الأنسان
نحن صبايا القهر
نحن أطفال النحر
نصرخ نستغيث
نسألكم
عن حقنا الفرضى
فى الحياة
عن سبيل – لما بقى منا –
للنجاة

نسألكم
عن مقارع العذاب من القساة
فوق هاماتنا
و عن التراب المدفون
فيه أمهاتنا
و المرتوى بدماء آبائنا
و عن ذكرياتنا
و عن حتى خيامنا
التى تسافر فيها الرياح
كلفح نار
و عن ثيابنا الغارقة حسرة
و اليايسة بالهوان فى إندحار

نسألكم
عن الذئاب
فى مدننا الجميلة
و قرانا النبيلة

نسألكم
عن النهار إظلمت فيه
شموسه الجليلة
و عن الليل تهوى فيه
النجوم العليلة

نسألكم
عن الشهامة
عن الحثالة و اللمامة

نسألكم ... و نسألكم

فقيل لنا:
لا حق للمسيح
فى الحياة
لا حق للضعيف
فى النجاة
لا حق للفقير
فى الجلوس
فى دوائر الـرُقاةٌ15
و ليس للجلم16 أن يمزق الركام17
و الركام تَصَلَّبَت عروقه
و انسدت به السبل
و أبرقت ...
و أرعدت ...
و أمطرت
صواعق مصرصرة
فطنا للمؤامرة.
"شِعر رمسيس حنا"

معانى المفردات:
1- المُراق: أراقَ يُريق ، أَرِقْ ، إراقةً ، فهو مُريق ، والمفعول مُراق:• أراق الماءَ ونحوَه صبَّه • إراقة الدِّماء : إشعال الحرب وسقوط القتلى ، - أراق ماءَ وَجْهه : أذلَّ نفسه ، أهدر حياءَه وكرامته .
2- مَرَاق: (أسم جمع: المفرد: مَرقَى): رُّقِيُّ و تحضر (و المَرْقَى: موضعه)
3- إِرتَهَطَ: إجتمع
4- سُرَّاقٌ : جمع سَّارق: السَّارِق : مَنْ يَسْطُو غَفْلَةً وَخِفْيَةً عَلَى مَتَاعِ الغَيْرِ
5- فُرَّاقٌ: جمع فَارِقُ و هو الذى يفرق الجماعة.
6- اتِّئادً: بطء و تمهل و ثبات
7- إِهراق مصدر أَهْرَقَ: إهْرَاقُ الدِّمَاءِ : سَيَلاَنُهَا و إِهْرَاقُ الدَّمْعِ : اِنْسِكَابُهُ
8- الأَفَّاق من لا ينتَسب إلى وطن ، من لا يثبت على رأي واحد ، مختلّ الذِّمة ، كذّاب رجلٌ أفَّاق
9- النِّطَاقُ: حِزامٌ يُشَدُّ به الوَسَطُ
10- الرُّهَاقُ : القوم
11- البَغِيثُ: رديء البُرّ ، والعامة في مصر تسميه البَغيت ، على عادتهم من جعل الثاء تاء
12- سُحام: سواد
13- الدَّمَال: العفن الأسود القديم ، فَسَادُ الطَّلْع قبل إدراكه حتى يسودّ ، ما رَمَى به البحرُ مما لا خير فيه.
14- قُصالَ: القُصَالَةُ : ما عُزِلَ من البُرِّ إذا نُقِّيَ ويقال : ما هو إِلا قُصالةٌ وحُثَالة .
15- رُقاةٌ : جمع راقي و صاحب الرُّقَى مُنْتَمٍ إلى منزلة أو طبقة رفيعة ، شخص راقٍ ، و المقصود بها هنا "أثرياء القوم".
16- الجلم: الهلال ليلة يهل.‏
17- الركام: الصيب، وهي سحب شديدة الكثافة والضخامة لها إمتداد رأسي كبير.

#رمسيس_حنا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات