الى أمى -شجرة السنديان المسافرة- (شِعر)

رمسيس حنا

الحوار المتمدن-العدد: 4323 - 2014 / 1 / 1 - 12:51
المحور: الادب والفن
    

- الى أمى "شجرة السنديان المسافرة"

الى متى أظل هائماً
ابحث عن مهرب؟
وأنا تطاردنى
أشباح الذكريات
فتتسارع خطواتى
نحو المشرق تارة
وتارة نحو المغرب.
وتنفثنى الشوراع
وتلفظنى الطرقات
وتخنقنى الحارات
وأنفاسى لاهثات حائرات.
................................

فأراك ترافقيننى الدرب
فأنصت لأيقاع الزمن
على وقع خطواتك
وأنت تضمينى
وتمسحى عن جبينى
هموم السنين
وأوجاع الحنين.
................................

وبى تعلق جفناك
ويداى هوت من يداك
ولحظك التائه
يعذبنى
ويشقينى
فغمضتِ بهما عيناك
...............................

فتفصد جسدى دماً
وتهرأ جلدى
من سُعُر النار
وتشقق لحمى
بخناجر اليتم
وطعنات السعار.
ولسعات البرد
جمدت الدم فى المسار.
وحلت بالهيكل رجسة الدمار.
وهَذَى اللاوعى
بما لا يستطع العقل أن ينطق
وما لا يستطع القلب أن يحمل
.................................

لم تسقط شجرة السنديان
وما كانت للحِمَام وَقَّافُ
رغم الجفاف
والسنين العجاف
والسم الزعاف
ما هوت غصن البان
وما كبت شجرة السنديان
................................

من أنت يا شجرة الكافور؟
يا سدر "النيبس"
ويا جميزة "النهت"
انت المورنجا واللوسينا
أنت دوماً "ماما ان خنت"
................................

وعلى أغصانك وأوراقك
وفروعك وثمارك
طينة هذه الأرض
وملوحة البحر
وحبات الرمال
والنتح والبخر
وغبار السنين
وذرات الثرى
وبسمة الأنين
صنعت الورى
............................

أنت "حتحور" الحب.
أنت الأمومة والطفولة
منك إنبثقت كل الشهامة
وكل الرجولة.
أنت "ماعت" ال"حكمة"
والحق والعدولة.
أنت "نوت"
المرصعة بنجوم الياقوت.
أنت أمى "موت".
أنت "نفتيس" ربة البيوت.
أنت "نخبت" كابية الرماد فى الفلق.
انت” يوسعاس” العظيمة بك الله قد خلق.
أنت "نون" الخضم الأزلي
الذي منه كل شيء قد إنبثق.
(شِعر رمسيس حنا)

#رمسيس_حنا (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل