أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد حران السعيدي - السلم الاهلي هل بات مطلبا ؟














المزيد.....

السلم الاهلي هل بات مطلبا ؟


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4517 - 2014 / 7 / 19 - 18:40
المحور: حقوق الانسان
    


(السلم الاهلي) عباره جميله كثر من يرددونها الان في بلداننا العربيه والاسلاميه , ولايمكن الجزم بسبب محدد أو دافع بعينه يقف خلف هذه الدعوه , وهي على كل حال دعوه تتماشى مع حالتي رفض الواقع المأساوي الذي نعيشه من جهه , ومن جهة أخرى الانبهار بالتطور المدني في بلدان تقدمتنا بمنجزها العلمي والثقافي والاقتصادي وكل مقومات الحياة العصريه , وتغذيها رغبة العديد من المخلصين الراغبين لبلداننا بأن تأخذ باسباب التقدم والحضاره والسير في ركب عالم اليوم , عالم السلام والعلم , عالم الحريه والديموقراطيه الممهد لغد آمن يوضف كل امكانيات العقل والارض والمختبر لخدمة الانسان .
لكن السؤال المُلح الأن : كيف يتحقق هذا الهدف السامي ؟ هل بمجرد النوايا الطيبه للداعين سنتحول بين ليلة وضحاها الى قوم بمنتهى الوداعة والنبل ؟... من المؤكد ان علة مجتمعاتنا الاكثر إضرارا ببنيتها والأشد تأثيرا على مستقبل اجيالها هو شيوع لغة القتل والعنف الاسري وانتشار ظاهرة العنف بين الشباب في مواقع العمل والدراسه وحتى في مناطق الترفيه ولايكفي تشخيص العلل لشفائها , بل لابد من حلول تعتمد دراسة الاسباب أولا . ومن ثم العمل الممنهج الحثيث على تفكيكها ووضع الحلول الناجحه وطرح البدائل العمليه الممكنه للتخلص من ظاهره اصبحت للاسف علامه بارزه وسمت حياتنا اليوميه كمجتمعات , وما زالت تتصاعد وتتسع مساحة ظهورها في دائرة عربيه اسلاميه , وتنحسر في كل بلدان الله الاخرى , قد لاتكون الحلول وصفه طبيه تكبح خطر مرض معين وتصلح لكل مصاب بهذا الداء , فالملاحظ ان لكل بيئه خصوصيتها واسباب فتنتها , فما يصلح لدرء هذه المخاطر في المغرب العربي قد لايصلح للاستخدام في مشرقه وماينجح في حل معضل الصومال لن يكبح ما ينتشر من مظاهر عنف في الباكستان , لذلك فأن الامر يستدعي أخذ خصوصية كل منطقه وكل دوله ضمن تلك المنطقه ولربما يتميز جزء من دوله بخصوصية تستوجب معالجات خاصه
وأن الحكومات والفقهاء والسياسيين وعلماء الاجتماع والاطباء النفسانيين ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الخيريه إذا ماوضَعَت هذا الهدف نصب أعينها وتكاملت جهودها من خلال برامج إصلاحيه مع استثمار المعارف العلميه العالميه والاستعانه بالمنظمات الدوليه المعنيه واعتماد ميثاق الامم المتحده كمرجعيه قانونيه لاسيما بنوده المتعلقه بحقوق الانسان وبهذه وغيرها من المؤثرات , فانها ستكون قادره على تغيير الواقع واختصار الزمن لردم الفجوه الحضاريه والأخلاقيه بيننا كمجتمعات متخلفه وبين من سبقنا ممن هم الاكثر تقدما في مجالات حقوق الانسان ونبذ العنف كظاهره متخلفه .
ان تجربتين حكوميتين على سبيل المثال لا الحصر هما ماليزيا (مهاتير محمد) والامارات العربيه المتحده (الشيخ زايد) قد اثبتا بما لايقبل الشك ان نظام الاداره السياسيه يمكن ان يقدم الكثير في هذا المجال , وكذلك اطروحات العديد من الفقهاء الذين ابتعدوا بخطابهم عن إذكاء نار الفتنه فان رؤاهم وقراءاتهم للمقدس تشكل عوامل ايجابيه في تغذية اي جهد مخلص يقف ضد فقهاء الفتنه ومصدري البغضاء الباحثين في ادراج التاريخ عن التأزيم واستباحة الدم بحجج مختلفه , سيما وان الواقع المأزوم الذي نعيشه قد شهد تصدر الفريق الثاني للمشهد الديني وانزواء الفريق الاخر الطيب المتسامح المتبني لنظريات التقريب بين الفرق والمذاهب والداعي لعبادة الله بطرق اخرى لايكون للسيف فيها حضور , لقد عانى هؤلاء من تجريح أولئك واتهامهم لهم بالخروج عن جادة الصواب , لا لذنب إلا لقرائتهم للدين انه دين سلام بينما اراده الفريق الاخر دين يعمل فيه السيف اكثر من العقل , أما الساسه فقد أظهر أكثرهم انهم يلبسون رداء الدين بلا تقوى , بل لاهداف مضغوطه بانانيتهم ورغبتهم بالإستحواذ على السلطه وتحويل الدين الى وسيلة من بين العديد من الوسائل التي استخدموها من اجل القفز الى مقعد السلطان لا من اجل خدمة الانسان والاوطان , السلطة هي هدفهم والدين غطائهم الذي يلجون قصور الحكام وتيجانهم بفضل تطويعه لغاياتهم المترعه بالانانيه , ولربما وضفه البعض منهم لهذا الهدف بعد ردح من الزمن حين استشعر خطرعلى كونه القائد الضروره فاصبح عبد الله المؤمن , او بعد سنوات من الملك كعاهل ليعلن بعدها انه خادم الحرمين , حكامنا الذين بددوا ثروات الشعوب في شراء الاسلحه عملا بالايه (وإعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) استخدموا ما استوردوه من طائرات ومدافع ودبابات في قصف مدننا واحيائنا السكنيه ووجهوا ما بترسانتهم من بنادق نحو صدورنا وهناك اكثر من شاهد ودليل , فهل لبلداننا ان تحلم بساسه رائدهم الحكمه وتطلعهم للغد ؟ هل ستشهد قادمات السنين أجيال من السياسين الذين يضعون التقدم الحضاري نصب اعينهم وحقوق الانسان وثيقتهم التي يحترمون ؟
أرى ان كل جهد جاد على طريق ازالة اسباب العنف يحتاج الى الافاده من تجارب الاخرين في التخلص من هذه الظواهر , كما ان اشاعة روح المصالحه والتسامح تستطيع ان تكون بديلا لما يسود ساحتنا اليوم إن جدت النوايا واصبح هدفنا جميعا ردم الفتن .



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (أحجي بحيل آل سعدون)
- دولة مؤسسات أم دولة رئاسات؟ .....الميزانيه دليل
- بعد كل ما جرى...
- حَسْنَهْ
- بعد ضياع المقاييس
- إستقلال... أم إستغلال
- وبعض (الرئاسات) إبتلاء
- بدأ المخاض ...فهل نأمل وليدا وطنيا؟
- بالعراقي
- لاتزايدوا ولا تدعوا
- الحرب الاهليه... ما الذي يُبعِد شبحها وما الذي يجعلها أمر وا ...
- للعراق ... الوطن
- يوميات عراقيه
- الطواريئ ... و(الطراطير)
- بعض الغزاة أنبل
- ماحك جلدك مثل ظفرك
- الوهن يتبعه الهوان
- كباش الفداء...
- (البثيث)... وما ادراك ما الكهرباء
- نجح التدريب...


المزيد.....




- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد حران السعيدي - السلم الاهلي هل بات مطلبا ؟