أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - أستاذية العالم الداعشية















المزيد.....

أستاذية العالم الداعشية


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4516 - 2014 / 7 / 18 - 15:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بداية نودُّ التفريق بين “العقيدة”، وبين “امتطاء العقيدة” من أجل التسيّد وتحقيق المصالح السياسية وتشريع القتل واستباحة الأوطان.
فاليهودية: عقيدةٌ، وامتطاؤها: صهيونية. المسيحية: عقيدةٌ، وامتطاؤها: صليبية. الإسلامُ: عقيدة، وامتطاؤه: تيارات الإسلام السياسي. وتحت هذا الأخير يندرج التكفيريون والإخوان والجهاديون وكافة جماعات الإرهاب التي توجّت وحشيتها “داعش” التي تروم السيطرة على العالم، بزعم نشر الخلافة الإسلامية وأستاذية العالم، بينما هي في الواقع أحد أصابع أمريكا السوداء التي تود شرعنة اختراق الشرق الأوسط والتمكّن من مفاصله.
كأنهم صبيانُ “سايكس بيكو” الجدد يفكرون في إعادة تقسيم العالم واستعماره حسب أهوائهم ومصالحهم. سوى أن أولئك التقسيميين الجدد (داعش -2014)، يختلفون عن التقسيميين القدامى الإنجليز والفرنسيين (مارك سايكس/ فرانسوا بيكو- 1916) في عدم اكتفاء الجدد بالهلال الخصيب: (العراق- سورية- الأردن- فلسطين- لبنان)، بل امتدت أحلامهم الطامعة لتشمل دولا أوربية بما فيها “الأندلس” و”القوقاز” و”الأناضول”، إضافة إلى المنطقة العربية بكاملها من المحيط إلى الخليج بما تضم من الحجاز واليمن والشام وكوردستان والعراق، عطفًا على منطقة فارس الإيرانية التي سيطلقون عليها اسم “خوراسان”، وقطاعًا ضخمًا من أفريقيا سيسمونه منطقة “الحبشة”، تعلوها ”أرض الكنانة” (مصر)، تجاورها غربًا منطقة “المغرب”بكامل غرب القارة السوداء! وبالطبع بعدما يتحقق حلمهم المنشود بعد خمس سنوات، سيتخلون عن اسم “داعش”؛ لأن حروفها الأربعة (دولة إسلامية عراق شام ) لن تكون كافية، وربما يحتاجون إلى كامل الأبجدية لتكفي طموحاتهم الاستيطانية. أما الفارق الآخر بينهم وبينهم التقسيميين القدامى “المساكين”، فهو أن الجدد يستخدمون “السيف” لنحر الأعناق التي ترفض التقسيم، والرصاص الذي يخترق كل صدر لا يدين بالولاء لأفكارهم الشيطانية التي شوهت الإسلام، عكس التقسيميين القدامى الذين استخدموا التحالفات السياسية ولعبة الاقتصاد. وبالطبع فإن أهم الفروق بين التقسيميين القدامى والجدد، هو أن الجدد يستخدمون اسم الله لنيل مطامعهم، وهو أسوأ ما في الأمر. لأن اتفاقية “سايكس بيكو” لم تنص على أن الله يأمر بتقسيم الهلال الخصيب بين فرنسا وإنجلترا، بينما الداعشيون يزعمون بصلف وتبجح أن القتل والنحر وسرقة الأوطان أوامرُ إلهية واجبة النفاذ! إن تحقق حلمهم الدموي هذا، سيكونون قد أتموا الخطوة الخامسة من أصل الخطوات الست التي يتوّج معها حلم التسلط والسيادة العالمية وما يسمونه: “أستاذية العالم” كما حددتها رسائل “حسن البنا”، عرّابُهم الأكبر، منشئ جماعة الإخوان الإرهابية عام 1928، فيما أسماها خطّة التمكين، عبر مراحل ستة هي على التوالي: “الفرد- الأسرة- المجتمع- الحكومة- دولة الخلافة الإسلامية- أستاذية العالم.
وغنّيٌّ عن القول إن مفهوم الفرد المسلم لديهم يختلف كُليًّا عن المفهوم الأولى للمسلم كما عرّفه رسولُ الإسلام عليه الصلاة والسلام: “المسلم من سلِم الناسُ من لسانه ويده.” فكلنا شاهد الفيديوهات التي تعج بها شبكات الإنترنت من رؤوس يطيّرونها بنصال السيوف وهم يصيحون “الله أكبر” ثم لا يراعون بعدها حرمة موتى فيلعبون كرة القدم بجماجم ضحاياهم النازفة، أو يعلّقونها على مقدمات سياراتهم كأنها دُمى زينة، او يمثّلون بالجثامين ثم يلقون بها في الوهاد بين الجبال دون دفن شرعي كما علّمنا الإسلام، وكما علمتنا الإنسانية التي سبقت الديانات، وكما علّم اللهُ قابيل- عبر الغراب- كيف يداري سوءة أخيه المقتول.
لكن للحق، لابد أن نُقرّ بأن هذا الفكرَ الاستيطاني الاستعماري قد سبق فكرَ “البنّا” بقرون. حيث بدأت فكرةُ الاستخلاف بنصل السيف إثر انقلاب معاوية بن أبي سفيان على الإمام عليّ بن أبي طالب في معركة صِفّين ومن قبلها موقعة الجمل (36 هـ) اللتين أزهقتا أرواح عشرات الآلاف من المسلمين الأوائل، حتى غدا مشهدُ الدم لدى المسلمين مألوفًا، والاقتتال من أجل السلطة كأنما من طبائع الأمور حتى وصل الأمر لهدم الكعبة بالمنجنيق في عهد الأمويين، ومن هنا بدأت محنة الإسلام مع المسلمين الذين تحوّلت قلوبهم عن الدعوة لدين الإسلام إلى التهافت على المغانم والقفز على كراسي الحكم والاستحواذ على الممالك والأراضي والأوطان.
وطفت الفكرة على السطح في العصر الحديث مع استحواذ جماعة الإخوان الإرهابية وتيار الإسلام السياسي على مقاليد الحكم في مصر بفوز الإخواني الجاسوس الهارب “محمد مرسي العياط” برئاسة مصر. كشفت عن ذلك إحدى رسائل المرشد العام “محمد بديع” عام 2011، بعد ثورة 25 يناير حيث قال: “إن الجماعة قد أصبحت قريبة من تحقيق غايتها العظمى كما حددها حسن البنا، مؤسس الجماعة، وذلك بإقامة نظام حكم بكل مؤسساته ومقوماته يتضمن حكومة ثم خلاقة راشدة، ثم أستاذية العالم.” وأكدت هذا التوجه كلمة “خيرت الشاطر”، نائب المرشد في أحد المؤتمرات إذ يقول: “يستعد الإخوان الآن للحكومة الإسلامية كمرحلة تالية لتطبيق نهضة مجتمعية بمرجعية إسلامية تهدف للوصول إلى مرحلة “أستاذية العالم”.
وحين أخفق الإخوان في تفتيت مصر ولفظهم المصريون إلى غير رجعة في ثورة 30 يونيو الهادرة، كان لابد من الالتفاف من جديد لانبعاث حلم التقسيم الاستيطاني، فكانت تلك العمليات الإرهابية التي تضرب خاصرة مصر كل نهار، وكانت جماعة “أنصار بيت المقدس” وكانت داعش، وسواها. حتى وصل الأمر إلى إعلان داعش قيام الدولة الإسلامية واختاروا بالفعل أميرًا لهم، وللعجب، انقلبت عليهم بقية الجماعات التي كانت حتى الأمس موالية! لماذا؟ لأن كلا منها تود الزعامة و”المريسة”، فساذجٌ من يصدق أن الإسلام ونشره هو غايتهم.
وحين تسألهم ماذا هم فاعلون من أجل تحرير “بيت المقدس” كما تقول أسماؤهم، يعتمرون فورًا وجه “العبيط” ويرتدون ثوب الأصمّ النائم وينكسون الرؤوس. وحين تضرب إسرائيل أبناءَ فلسطين، تتحول العيون نحو داعش وأشباهها من جماعات الجهاد الإسلامي، لكي يهمّوا ويهبّوا مكبّرين بصيحات “الله أكبر” المدوية لينجدوا أبناء جلدتهم من المسلمين المستضعفين في فلسطين المحتلّة، تبحث عنهم فتجدهم مترهلين في ثوب البلاهة يقولون في تبجح: “القرآن لم يأمرنا بقتال اليهود، بل بقتل المرتدين من المسلمين، وهو ما نفعله الآن في سورية والعراق.”
ويبقى سؤال: هل هناك غافلٌ لا يزال يصدق أن أولئك ناصرو الإسلام؟ أم فهموا كما فهم كل لبيب أنهم ألدّ أعداء الإسلام، مثلما هم ألد أعداء الإنسانية والحق والعدل؟



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لما كنا صغيرين
- سرقوا التلاجة يا محمد
- دريّة شرف الدين.. شكرًا
- -الشاعر- هاني عازر
- هل يعرف الداعشيون جبران؟
- العنف ضد المرأة
- الكاتب الداهية
- المجد للنباتيين يا آكلي اللحوم
- الفئران أول من يشعر بالخطر فتغادر السفينة قفزاً في الماء، يل ...
- متى ينام إبراهيم محلب؟
- ثاني رمضان، بلا إخوان
- المايسترو
- المتحرشون لم يفسدوا فرحتنا
- وجدي الحكيم، وحلم لم يكتمل
- الروث في مياه الشرب!
- أحمر باهت
- العذراء، وشمس الدين التبريزي
- المحاكمة داخل الكهف
- -فتحية العسال- وحصان عم محمد
- انتخبت بدمائها وطفلة تغني


المزيد.....




- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - أستاذية العالم الداعشية