محمد عبد الله دالي
الحوار المتمدن-العدد: 4509 - 2014 / 7 / 11 - 11:19
المحور:
الادب والفن
الفلاح والحمام
قصة قصيرة للفتيان
محمد عبد الله دالي
كان فلاح عجوز وامرأته يملكان بستاناً صغيراً ، كان يحب تربية الحمام وطيور الحب والبلابل ، بانواعها الجميلة الزاهية .. يحبها وتحبه ، كانت تأكل من يدهِ وتقف على كتفه ورأسهِ ، وإذا غاب عنها ،تكف عن الطيران واللعب في الهواء الطلق ، تحبه حدً العشق ،وفي الربيع وقت اللقاح .. وتفتح الأزهار تساعده في التقاط حبات الطلع ، تنتقل بها بين الأشجار لتلقحها .. وترجع إلى أعشاشها التي بناها لها ، كان ربيعاً زاهياً بجمال عطره . تظيف طيور الحب والبلابل للجو جمالاً ، وذات يوم نهض كالمعتاد عند بزوغ الشمس حاملاً معه طعام الصباح .. أثار استغرابه ان الطيور قد اختفت من الأشجار ، والعصافير لازمت أعشاشها وسكتت ، رفعَ رأسه إلى السماء .. رأى مجموعة من الغربان السود تحوم فوق المزرعة ، بكثافةٍ ، تحدث مع نفسه قائلا .
إنها مجموعة مهاجرة ، اعتدنا أن نراها تمرُ في هذه الفترة من السنة ، لكن الغربان أخذت تحوم حول البستان وهي تصدر أصوانا مخيفة حاولت الهبوط في البستان .قال :ـ( إذا نزلت ، ستأكل الأخضر واليابس ، وتخرب أعشاش الطيور والعصافير ) راودته فكرة أن يهاجمها ببندقية صيد قديمة يملكها . رجع مسرعا إلى البيت ،ونادي زوجته قائلا:ــ
ــ مجموعة من الغربان ، يريد إن تهبط في البستان ، أين بندقية الصيد ؟ أجابته قائلة :ــ
ــ يا حاج تمهل لا تطلق عليها النار ، حاول طردها بسعف النخيل والعصي أو الحجارة عسى ان تخاف وتطير وتذهب إلى مكان أخر ..
ــ إنها مجموعة كبيرة ، حاولتُ معها ،وهي مصرة على الهبوط . ـ
ــ إن صوت البندقية..يُخيف الأطفال والطيور والبلابل .
أهون من أن تأكلها الغربان !! سأٌدافع عن حبات الطلع والقداح والورود والطيور.. إنها مدمرة يا زوجتي العزيزة .دوت في سماء البستان عياران نارية قوية .. أسكتت نعيب الغربان ، طارت محدثةً دوياً في السماء .. حجبت الشمس / دارت عدة دورات ،ثم هربت إلى مكان بعيد .. ساد البستان صمت مشوب بالحذر .. لفترة من الزمن ، مدت العصافير أعناقها من أعشاشها مغردة ، وعاود الحمام هديله ، نظر الرجل العجوز إلى السماء الصافية ، نثر الحب على الأرض . التف الحمام حوله وابتسامة عريضة أشرقت على وجهه ، تعلن عن يوم جديد خال من الخوف.
محمد عبد الله دالي
[email protected]
#محمد_عبد_الله_دالي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟