أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الله دالي - اخر النذور قصة قصيرة














المزيد.....

اخر النذور قصة قصيرة


محمد عبد الله دالي

الحوار المتمدن-العدد: 4460 - 2014 / 5 / 22 - 23:09
المحور: الادب والفن
    



استفزته ،بكلمات ناعمة جميلة أرادت أن تقوض
فيه روح الشباب ،التي فقدها منذ سنيين، عندما كَبا على وجهه في أول الحروب وخرج منها مكسور الجناح ،وكم كان يمني النفس ، بالرغم عصارة الألم ،من حرقةِ شمس الحياة .. حَملَتها الذكرى ، عندما زفت له بشرى هذا البرعم الجديد .. طارَمن الفرحِ ،تمتم بالدعاء رافعاً يدَه للسماءِ ،قبَلَها على جبينها قائلا الآن أصبحنا عائلة .. شغلهما فترة من الزمن .. وطَوتهم الأيام والسنون ، فأصبحوا ولدين وبنت ، اتفق معها أن يحددوا الإنجاب ،كانا فرحين بهم ،وهم يكملون دراستهم ، دارت الثماني سنوات ،أفجعتهم بابنهم الكبير أحست يومها أن هَزةً أرضية رجَتْ كيانَهما ، نار اشتعلت وأكلت كل بذور الخير التي زرعتها ،طول هذه السنين ، ما إن كاد النسيان يدلي بستاره عليهم ،وأزهرت الدنيا في عينيهما .. وامتلأت وروداً رائحتها تملأ المكان ، وَصَفتْ السماء من الغيوم ،وبدت نجومها تتلألأ.. كان يشم عطرها وهو يضمها إلى صدره في حديقة المنزل المتواضعة ، وآماُل كبار تأخذهما بعيداً ،كالسند باد وهو يجمع الأخبار ،وجني الثمار وينشر الحب والحكايات الجميلة ،يوزعها ، عندما يعودالى بلده ،فرحاً ، وفي ليلةِ مقمرة عصفتْ يهما رياح الخريف ، وطوت السنون الثمان العجاف صفحة ٍ من حياتهما وأخذت حبهما الكبير .. وما إن انسحبت غيوم الخريف حتى نسجَ دخان الخليج غيومه معلناً ظلاماً ،أمطر عليهم غضباً لم تشهده البلاد من قبل ،امتد الظلامُ إلى كيانهما .. فتقطعت أغصانها الجميلة ،فلم يبقى إلا غصن صغير ، فتاة بعمر الزهور تزيل عنهم وحشة الحياة .... !!
كل ما جرى نزوة ُ من نزوات القائد الملهم .. فارقت الابتسامة شفتيهما ، وَ ًلَدّ ذلكَ انكسارا واضحاً في علاقتِهما .. حتى شخصيتَه ، تغيرت انطوى على نفسه ،في العمل ، لم يكلم أحدا ثَبّتَ نظرهُ على الأرضِ عند سيرهِ . فقد القدرة على المجاملة أو النطق أحيانا ، حاول الأصدقاء ،أن يغيروا من حالته فلم يفلحوا .. أما هي .. كانت لها القدرة على التكيّف مع الحياة ، بالرغم من غضبها لأبسط الأسباب ،ويحتضن أحدهما الأخر .. فيجهشا بالبكاء .. كان لوقع الأيام ،أثر في تغيير مجرى حياتهما ، حتى جاء القدر ، وانزاحت الغمة التي تسببت بنكبة ألاف من البشر .. طافت في سماءهما سحب الربيع ،مبشرةً بالخير والعطاء ، تحركت الحياة في خلايا الجسد المُتْعبْ ولأول مرة ارتفعت الأعلام بكل الألوان والأطياف ،في الشوارع والبيوت ، وفي أحد الصباحات نادتهُ .
ــ انهض .. عليً نذرُ أُريِدُ وفاءَه .
ــ ماذا تقولين يا امرأة ؟
ـــ أقولُ نذرتُ نفسي لهذا الطريق الطويل ... عسى السماء أن تمنَ عليً بعطائها .
ــ يا حبيبتي .لقد جَفت فيكِ الحياة .!
ــ تمنطقت بحزامِ أخضر وحملت رايتها .. قائلةً إنٌ السماءَ لا تبخل على الأرض بأمطارها .. ومشتْ لتفِ بآخر النذور ، لعل هناك في آخره نور ..! يغريها بمواصلة العطاء


محمد عبد الله دالي الرفاعي
في /10/ صفر/ 1424



#محمد_عبد_الله_دالي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيء من الماضي قصة قصيرة
- حبات من تمر قصة قصيرة
- الزائر الصغير قصة قصيرة
- احلام ربيعيه قصة قصيرة
- الحجاب قصة قصيرة
- عربة الاسعاف قصة قصيره
- داعش وتدعيات الوضع الامني في العراق
- قصة قصيره الكتابة على الرصيف
- الاصرار على الحريه قصة قصيره
- الطبقه العامله ونضالها ضد الظلم والاستبداد
- في المزاد العلني
- المتغيرات في تركيبة الطبقة العاملة
- ربيع أمرأة في السبعبن قصة قصيرة
- لا يأس مع الحياة قصة قصيرة
- مشاركة القوى اليساريه في الانتخابات ما بعد ثورات وانتفاضات ا ...
- صاحب الحديد قصة قصيرة جداً
- وجع السنين قصة قصيرة
- دور القوى اليساريه التقدميه ،ومكانتها في ثورات الربيع العربي
- انتم ربحتم المليون ونحن ربحنا
- اليتيمان قصة قصيره


المزيد.....




- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الله دالي - اخر النذور قصة قصيرة