الدولة المرضعة

محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 4503 - 2014 / 7 / 5 - 22:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ماتزال أزمة الحريات والديمقراطية والعلمانية مرهونة علي عتبات الدولة المركزية الشمولية التي تستخدم الدين والمسدس كدعامتين تحافظان علي نقطتي ارتكازها في الإستبداد والطغيان المنتجان لكل دوائر الفسادات بعتوها وعنفوانها في مواجهة الشعب / الجمهور .
وهذه الأزمات ماكان لها أن تنمحي آثارها مادامت الدولة المركزية كشرط أساسي لوجودها أنها تقوم بدور الدولة المرضعة , وإذا غابت الدولة المرضعة فقد شب الرضيع باحثاً عن الطعام بعد أن ذاق وقاسي آلام الفطام , وبالفعل ستكون هناك معاناة بعد الفطام , فأحياناً كانت تضع الأم بعض من قشور نبات الصبار علي حلمتيها حال رضاعة الصغير , فيرتدع حينما يستشعر مرارة الثدي , ومرارة لبن الأم المختلط بالمرار , وينصرف عن الرضاعة إلي الطعام..
وهنا في العالم العربي / بشقيه المسيحي والإسلامي , تجد الملايين ممن تربوا علي فكرة الوصاية الدينية والسياسية معاً , والقائمة علي مفهوم القبيلة أكثر منها علي مفهوم الدولة .
والملايين قد يمتعضوا من فكرة تحرير الإقتصاد , ورفع الدعم كلياً عن المواطنين , إلا أن هذه الفكرة قد تكون بداية التحرر من سلطان الدولة المركزية الشمولية التي تستعين بالدين وقوة السلاح عبر مؤسساتها الأمنية والدينية للسيطرة علي المواطنين الذين هم لديها بمثابة رعايا , ويطلق عليهم تلك الكلمة علي سبيل المجاز .
إلا أنني أري مع ذلك تحرير المؤسسات الإعلامية من قبضة الدولة المركزية الشمولية مادامت قد حررت الإقتصاد ورفعت الدعم عن السلع , وبجانب ذلك تحرير المؤسسات الدينية هي الأخري من قبضة الدولة المركزية , ويتبقي بعد ذلك المؤسسة العسكرية والمؤسسة الأمنية ’ واللتين ستكونان بمثابة أدوات وطنية طيعة تعمل علي خدمة الوطن والمواطنين في الداخل وتحميان الحدود من أخطار الخارج إن كانت هناك مخاطر .
مع أهمية وضع منظومة قانونية تحمي فئات المجتمع المستحق للإعالة .
وبالتالي تكون قد رحلت فكرة "الدولة الثدي "الكبير , الذي يتسارع جميع أبناء الوطن للرضاعة من الأم / الدولة أو الدولة / الأم , ويشبوا عن طور الرضاعة إلي طور الفطام !

#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل