أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الزهيري - حديث الأرصفة * جحيم الحقيقة و.. قراءة مراواغات الكذب والنفاق














المزيد.....

حديث الأرصفة * جحيم الحقيقة و.. قراءة مراواغات الكذب والنفاق


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 4375 - 2014 / 2 / 24 - 05:25
المحور: الادب والفن
    



وكأنها لم تكن تدرك جحيم الحقيقة المتبدي من تصاريف أفعاله المنكرة القبيحة , تلك الحقيقة التي تكاد ملتئمة في الوعي الباطن لديها ولا تريد لها أن تظهر إلي حيز الوجود , حتي لاتصاب بصدمة شعورية تذهب بوجدانها إلي حيث مراسي النسيان , ومشاعرها تكون سجينة مرافيء الأحزان , فهي مازالت تمتلك القلب الغض , وتحيا بفطرية وعفوية بسيطة بين الناس , فلم تعرف الكذب مطلقاً , ولم تمارس طقوس الغش والخديعة , ولم تبني للأوهام قصوراً , كي تتبدي أمامها مجرد سراب , فهذا الذي كان بمثابة حبها المتوعد المنشود , ستكون نهايته المحتومة علي عتبات أول درجات الحقيقة الساطعة .. فهي تدرك .. نعم تدرك .. أن ظنونها قد ترتقي لمرتبة الحقيقة , من رنين هاتفه , والأحاديث الليلية المهموسة والغير مفهومة بطلاسمها ورموزها في الخيانة والغش والخديعة , والأحلام المزعومة في وضح نهار الأكاذيب , لدرجة أنها مشغولة ومرتبكة وحائرة لحد الضيق والإختناق من الأرقام التي يحتويها هاتفه , لدرجة أن أسراره صارت مجاهيل , فهل يحق لها أن تحتفظ بأسرارها في طي السر والكتمان ؟!
.. هي لم تعد لها أسرار فظاهرها يشبه باطنها , وجوهرها هو ذاته مظهرها , فلم تعتاد أن يكون لديها اسرار , لأنها تعلم أنه كلما ذات مساحة الأسرار , كلما ذات مساحة الخوف , وتعاظمت مساحة الإرتباك من مجرد الهسهسة في كشف السر , ولأنها تكره السجن فرفضت أن تكون سجينة لأي اسرار , ولذلك أختارت أن لاترتكب خطايا أو أخطاء بعقلها المفرد الحي اليقظ, وإرادتها الفطرية السوية النبيلة, وقبلت بأن تتحمل مسئولياتها الأخلاقية والعقلية , تجاه من تحب , ومن تختلف معه , أو من تتضاد أفكارها ورؤاها وتصورتها معه , حول الإنسان والحياة والكون والطبيعة, ففطريتها هي التي دفعتها أن تكون مشدودة إليه بحبل من حرير , لا أن يلتف حول مشاعرها واحساسيها ووجدانها , وقلبها صار متلهف لقدومه ورؤيته حتي صار وقع خطواته وكأنه سلم موسيقي يعزف نوتة موسيقية لصوت قدميه , لا أن يداس قلبها بهاتين القدمين , وياللهول من قلب لايستحق قيمة قلب صادق وفي مخلص , فبالرغم من الضيق المنبعث من دخان اشتعال السجائر , صارت تتشوق لرائحة السجائر المحترقة , حتي رنين الهاتف والأحاديث الليلية التي كانت إحدي طرفيها مجهولة لها , صارت محببة لفؤادها الطيب الذي مازال عصياً علي المراوغة وسوء الظن , ومدي انشغالها المستمر بكافة التفاصيل الصغيرة التي تحتويها كل أرصفة الشوارع والأماكن التي ساروا بها معاً , والذكريات المحفورة علي جدران الوجدان , وسقف المشاعر النبيلة , وأرض الأحاسيس الصادقة النبية , وهاهي ,تصف حالتها ببسالة عفوية طفولية مغموسة بحبر الحقيقة الساطعة الكاشفة للزيف والخداع لإسم كتب بجوار اسمها , في سكن غير سكن الأحباب الولهين , والعشاق المتيمين , فقد كتبا الإسمين حسب إرادته وخبث طويته , في سكني الأسمنت والجبس , لاسكني الحدائق والورود والأزاهير وزقزقة العصافير وصدح البلابل وهديل اليمام :

مشدود قلبي إليك
لموسيقي قدميك
رائحة سجائرك المحترقة في ظمأ
رنين هاتفك
أحاديثك الليلية
التي لا أفهمها أحياناً
مشدودة بالتفاصيل الصغيرة
بكل أرصفة الشوارع
واسمانا يسكنان الأسمنت

... ... ...

ذات الفؤاد النقي البهي , هي .. ربة الإحساس النقي والشعور الفطري الطفولي , هي .. لم تشأ أن تغدر , أو تفضح قلب تربي علي الخديعة والنفاق , ليظهر لها غير مايبطن , ويتقول بلسانه معسول الكلام الجميل , علي خلاف مايتخيل ويطمر , فكانت هناك إرادة التطهر والإغتسال من غبش ونفاق وكذب ومراوغة قلب جُبل علي ذلك , فكانت إرادة الأمطار تسبق إرادتها لتزيل وتكشف هذا الغبش , وتطفئ نيران الأكاذيب المشتعلة داخله , وتفضح الأحلام المزعومة المتوهمة حال إشراق نهار فاضح لتلك الأكاذيب المراوغة لقلب يشبه قلب طفلة , وأحاسيس نابضة تنادي لحياة غايتها الحب الصادق , وشعارها الحب الصادق , وهدفها السلام مع النفس ومع من تحب وتهوي وتعشق أو تصادق , فبعد تلك الفضائح التي رسمتها أمطار الصدق والحقيقة لتصير مكشوفة لها , وملء نظر الناظرين, والتي غسلت أرتباكاتها بتفاصيله وتفاصيل الأمكنة والأزمنة والذكريات , فقد صارت غير مهتمة به , وغير مشدودة أو مشدوهة بأرقام هاتفه , ولم تعد تنشغل بأسراره , لأنها صارت معلومة ومكشوفة وباتت وأصبحت صرعي في جحيم الحقيقة .. وهنا استعادت طاقة مشاعرها , ولملمت أطياف وجدانها , وصارات أحاسيسها تمتلكها وكأنها بين يديها تتصرف فيها تصرف طفلة بعقل إمرأة شابة فتية , وهاهي تصف ذلك :
حين اغتسلنا بدموع الأمطار
والأحلام المزعومة
في نهار الأكاذيب
مشدودة بكل أرقامك الهاتفية
وأسرارك التي أعرفها الأن
أعرفها الأن
في جحيم الحقيقة


... ... ...



*حديث الأرصفة .. نص نثري من ديوان " حرير الحزن " للكاتبة والشاعرة والأديبة " هويدا عطا " ص_103 , ص 104 _ الطبعة الأولي _ دار رمانة للطباعة والنشر _ الإمارات _ مصر 2011 _ طباعة مطابع الغرير



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قهوة برائحة المطر الاول *
- الهروب من .. -أتكيء إلي لاشيء - * ..
- ناقوس الأحزان
- هي ..
- وحيد !
- زهرة برية !
- غريب !
- الوطن والدين .. و.. عبوة زيت أو كيس سكر
- السيسي وصباحي .. ومسرحية كرسي الرئاسة
- أبولهب وأم جميل.. هل سيبعثا من جديد ؟!
- آمنة باوزير .. والقتل بالترك تحت شعار الإختلاط ممنوع
- تحالف مدنس !!
- طلاق
- حينها تبكي الملائكة !
- نقطة ماء عالقة
- أبي : لماذا أنت خائف !؟
- لو كنت نبياً !!
- مهاجر
- التصويت علي الدستور وتنازع الهويات والمصالح ..
- الديمقراطية والسلوك الإجتماعي العام


المزيد.....




- خامنئي يبث رسالة باللغة العربية: لن نساوم الصهاينة أبدا ويجب ...
- خامنئي يبث رسالة باللغة العربية: لن نساوم الصهاينة أبدا ويجب ...
- حضور لافت للسينما العراقية في مهرجان عمان السينمائي
- إستذكار الفنان طالب مكي ..تجربة فنية فريدة تتجاوز كل التحديا ...
- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الزهيري - حديث الأرصفة * جحيم الحقيقة و.. قراءة مراواغات الكذب والنفاق