أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الزهيري - طلاق














المزيد.....

طلاق


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 4350 - 2014 / 1 / 30 - 00:40
المحور: الادب والفن
    


دائماً لاتريد أن تتسق مع عقلك و أفكارك ورؤاك وتصوراتك .. وكأنك تنتمي لفصيلة من الأرانب البرية .. دوماً تغرد خارج السرب , ولا تجد من يستمع تغريدك الذي تعتقد بأنه شدو شجي ولا يضاهيه شدو..
وقفت فجأة , واستدارت لتكون في واجهة شباك يطل علي الميدان , وظهرها بإنحناءة بسيطة له .. وترددت في توجيه عبارات اللوم المختلطة بمعاني الحرص والمودة التي بينهما والتي تسمح لها بذلك :
ألم تشاهد هذه الجموع التي تهتف له , وتحمل صوره , ولاتخجل من حمل تماثيل تراها أنت أصناماً , وتترجمها إلي جمل وعبارات منظومة متتالية ومن يسمعها أو يقرأها لايجد نفسه إلا لاهثاً وراء تلك العبارات والجمل , وحينما يتفحص المعني أو المراد منها لايجد إلا نظم كلمات تراصت لتصنع جمل فارغة المعني والمحتوي العقلي والأخلاقي .. ألم تسـأل نفسك يوماً الأسئلة الكبري لتصل إلي الإجابات الكبري , أم أنك مصراً علي عرض الأطروحات الجاهزة التي هي بمثابة إجابة جاهزة لأسئلة معدة سلفاً في مصانع تخدم علي صناعة منتجات خادشة أحياناً ومدمرة أحياناً أخري للكرامة والحريات الإنسانية ..
التفتت تجاهه بغضب , لتردد عبارات عنيفة في مواجهته لأنه كان علي الدوام متعالياً علي الشعب , رافضاً أطروحات البسطاء من الناس التي لاتتعدي الخبز وكوب من الماء و مكان للإيواء وقرص دواء .. كان ساخطاً عليهم , ويريد منهم أن يصنعوا مالم يستطيع هو علي مجرد الإقتراب من أسباب صناعته .. يريدهم ثوار .. ومازال هو قابع في سجن التنظير ومعتقل التقعيد , ويعيش حياته كما تحلو له , وليس كما هي حياة الفقراء .. مازال مصراً علي أنه ضد الغوغاء والسوقة , ولم يقترب منهم لحظة إلا لمجرد أن يستمتع بالفارق العقلي المتوهم بينه وبينهم , وهو من رسم هذا الفارق وخط خطوطه الهزلية حد التفاهة .. غريب أمر هذا المتعالي علي البسطاء , فهو يكتب عن آلامهم ولايواسيهم أويقترب منهم , يتحدث عن فقرهم ويعجز عن إيجاد سبيل لهم ليتخلصوا منه , يتأسي من الجوع في كتاباته التي يكتبها لنظرائه ولا تصل للجوعي أبداً .. ثم يلوم عليهم ويصمت علي من سرق الثورة من فقرائها ومرضاها وجائعيها ليوظفوهم خداماً للصوص والسفلة من صناع الفاشيات المجرمين من أدعياء حماة الله أو حماة الوطن ..
هاهو يتبدي مظهره بكلاحة عقله الوثاب للتكبر والتغرطس لائماً من خرجوا ونددوا وهتفوا ضد إجرام السلطة وعنفها الدموي من دعاة حماة الوطن, والمتحالفين معهم من لصوص العصابات الدينية الإرهابية دعاة حماة الله..
وجهت له الكلام بحدة وجلافة ,, استدارت بسرعة وجلست لتشير بأصبعها السبابة قابضة علي باقي أصابعها وتذكره بأنه من انتخب من أمرته العصابة الدينية ليكون قائداً وزعيماً , وهو مجرم جاهل وغبي يعتصم بأوامر ونواه عصابته .. فماذا كنت تريد من الناس البسطاء الذين خرجوا عليه معتصمين بأوامر ونواهي عصابات السلطة , وافرض مثلاً : أن هؤلاء الناس لم يعتصموا بأوامر من قتلوا أبنائهم وذبحوهم في الشوارع والميادين , هل كنت تنتظر منهم أن يذبحوا بأيادي من تحالفوا مع من قتلوهم مرة أخري , هؤلاء يلفقوا القضايا والإتهامات الجنائية الجاهزة ويعتلقوهم ويسجنونهم , والقتل لديهم له حدود, والآخرين القتل والدم لديهم سهل لحد الإفراط .. إنني أراك الأن وقد فقدت صوابك , وتبينت لي ملامحك الحجرية المتصلبة بجلافة عقلك .. يالك من غبي سيطرت عليك هواجس المثالية المصطنعة , والإدعاءات الكاذبة للثبات علي المباديء والقيم والمثل , أرجوك لاتنسي أن هؤلاء الناس مازالوا بين فكي الرحي , تطحن أحلامهم وآمالهم , وتطحن معهم طموحهم لحياة إنسانية كريمة , وفي حالة إستمرارتعاليك عليهم وانعزالك عنهم , فإنني سأكون منعزلةعنك , ولن أتعاليَ عليك .. معذرة :
أري أن الحياة مستحيلة معك تحت سقف واحد والخيار لك.. طلقني ثلاثاً .. أوسأطلقك خلعاً مع تنازلي عن كافة مستحقاتي التي لم أتحصل عليها منك..
خرجت مسرعة وأغلقت الباب وراءها بعنف , لتنزل إلي الميدان وتشارك من تعالي عليهم وتأفف منهم واتهمهم بالجهل والتخلف , راغبة أن لاتسبقهم أو تتخلف عنهم حتي لحظة الوصول لتحقيق المطالب ونوال الأهداف التي يسعي إلي تحقيقها الفقراء والمرضي والمازومين والمهمشين , وهي مازالت معهم .. أما هو مازال أسير التقعيد والتنظير, وينتظر أن يصيغ نظرية ترمي في مؤداها إلي أنه ضد شيعة الشرعية , وضد شيعة الإنقلاب من غير أن يؤسس للبديل !



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينها تبكي الملائكة !
- نقطة ماء عالقة
- أبي : لماذا أنت خائف !؟
- لو كنت نبياً !!
- مهاجر
- التصويت علي الدستور وتنازع الهويات والمصالح ..
- الديمقراطية والسلوك الإجتماعي العام
- السيسي والعياط .. والطريق الثالث !!
- نفسية النص _ الفصل الثالث_ نفسية النص وعلاقتها بالآخر
- القرضاوي .. والفتاوي المخبولة !
- السيسي والمؤسسة العسكرية بين مطامع ومطامح الإخوان والوطني وا ...
- زريعة الفلول .. وفاقدي الشرف العقلي
- عن آلهتك : لاتخبرني بشيء
- شكراً للعام 2013 .. عام الفضائح والعار وسقوط الأقنعة
- ويبقي سؤال النخب !
- سؤال الوطن .. وسؤال الدين
- منطقة الشرق الأوسط والإرهاب الديني .. رؤية موجزة !!
- نفسية النص _ الفصل الأول _الموروث وأسر العقل
- هكذا يعتقدون .. سعادة السماء بالعنف والدم والإرهاب !
- الضمائر المخنثة وادعاء الحياد


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الزهيري - طلاق