أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الزهيري - ويبقي سؤال النخب !















المزيد.....

ويبقي سؤال النخب !


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 4320 - 2013 / 12 / 29 - 08:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبقي سؤال النخب والمثقفين والسياسيين ممن تربوا علي موائدالسلطة , ومدي اتساقهم مع القيم العقلية والأخلاقية في السياسة والمجتمع , ومدي تنافرهم الباطن وادعائهم الظاهر لها , ففيما تبدي من أحداث قبل 25 يناير ومابعدها , وحتي 30 يونية ومابعدها , إذ اتضحت كل الأمور , وتكشفت كل المخبوءات في السياسية والمجتمع , والدين والأخلاق , وسقطت غالبية الأقنعة للنخب والمثقفين والسياسيين في كافة الأمور العقلية والأخلاقية المرتبكة والمرتجلة في المجتمع , واتضح مدي اتساق هؤلاء مع السلطة , سواء ممن كانوا منحازين للعصابات الدينية المتوائمة مع سلطة الإستبداد والطغيان والفساد , أو من رؤساء وأعضاء العصابات السياسية المنحازين لأوامر ونواه السلطة الحاكمة والتي تمثل معظم العوامل المحفزة لإنتاج الفقر والجهل والمرض والفوارق الطبقية والإجتماعية , لتصنع السلطة السياسية الحاكمة وعصاباتها من النخب والمثقفين والسياسيين في صف , والمجتمع أو الشعب أو الجمهور في صف آخر ..

إلا أنه يوجد نوع من النخب والمثقفين والسياسيين يستشعروا مدي التدني والحقارة العقلية والأخلاقية التي اصابت أشباههم ممن انحازوا للسلطة , ومازالوا يتمنوا أن يكونوا في نفس مواقفهم السفلية الحقيرة مقابل تماس مصالحهم الشخصية مع مصالح السلطة , ولذلك تجد مواقفهم السياسية بأبعادها العقلية والأخلاقية مهترأة , وممجوجة , ولاتصلح أن تنتج موقف واضح محدد المعالم في أي قضية من الأقضية المثارة علي السطح السياسي بأبعاده الإجتماعية والإقتصادية المتوجب أن تتماس مع المواطن , وهذا مرجعه إلي الحسد السياسي ممن التحقوا بكتيبة السلطة , وصارت لهم مشاهد ومسامع في الفضائيات والإعلام , بالتوازي مع كتل المصالح التي نالتهم , وكانوا علي درجة من التحسر , رغبة منهم في أن تنالهم ..

أمر هؤلاء يثير الغثيان , والقرف , والأسي لحالتهم العقلية , والأخلاقية , وإذا تحدثنا عن الرأي السياسي تجده رأي جيد الصياغة , منتقي في كلماته وألفاظه , فهم يدعوا أنهم ضد الفاشية العسكرية , وفي ذات الوقت تراهم متضامين مع الفاشية الدينية , بزعم أن المواقف الأخلاقية لاتتجزأ , فإما أن يكون لك موقف , وإما أن تنعدم لديك المواقف !! ..

طبعاً والعكس صحيح , تري منهم من ينحاز لعصابات السلطة , ويأخذ موقفاً من العصابات الدينية , مع أن العصابات الدينية لاتحتاج إلي قرار عقلي أو أخلاقي لرفضها , والعمل علي تقويض إنتشارها والحد منه , وإن كان العمل علي شل كافة فعالياتها وتواجدها علي السطح الإجتماعي والسياسي هو المأمول ..

النخب والمثقفين والسياسيين , يتخذوا مواقف متسمة بالإرتباك المصطنع , أو الوضوح المدعي , وهذا أمر يجعلك بين خيارين لاثالث لهما , بالرغم من أن المواقف السياسية تتيح أمامك عدة خيارات أو بدائل , وموقفك العقلي والأخلاقي المنحاز للمصالح يجعلك تنحاز إلي البديل الذي يتحقق من وراءه أكبر قدر من المصالح للمواطنين بصفة عامة , وليس إلي المصلحة الشخصية ..
ففي الصراع الدائر بين الفاشية العسكرية , والفاشية الدينية , تري مواقف النخب والمثقفين والسياسيين _ الغير متوائمين مع دوائر السلطة وصناع القرار _ تراها متأرجحة , غير متسمة بقدر من العقلانية , وكأنهم يمسكوا بالعصا من المنتصف محاولين أن يبدوا وكأنهم متسامحين في جانب , وغلاظ شداد في جانب آخر , من غير أن يكون أمامهم بديل ثالث , أو حل متيقن , بل يسطروا مقولات رائعة البيان في منطوقها , وحين النظر العقلي إليها , تجدها تتساوي مع الصفر العقلي , أو تأخذ درجة ماقبل الصفر العقلي ..

الفاشية العسكرية وحدها تمثل خطر علي الدولة , وخطر علي المجتمع , وكذلك الفاشية الدينية وحدها تمثل ذات الخطر , ولكن خطرها أبشع وأعنف وأسوأ في النتيجة والمصير , لأمور تعود علي المجتمع ذاته في قابليته لينتج المزيد من الفاشيات بكافة أنواعها وتفرعاتها بداية من الأسرة وصولاً لأعلي هرم السلطة , حيث المفاهيم الدينية التي اشاعتها العصابات الدينية والمرتبطة بقضايا الفقر والجهل والمرض , والعشوائيات , اصطنعت لها الفاشيات الدينية حلولاً مؤجلة في الآخرة , ومرتبطة بحلها في الدنيا بطاعة السماء , من غير أن يكون هناك خيار سوي الصبر حين المصيبة , أو الشكر حين النعيم , والمصيبة هنا هي الفقر والمرض والجهل , ومسبباتهم السياسية , والنعيم هنا متصل بالسلطة أو متماس معها , ومادام الأمر متصل بالمؤجل الأخروي فليس هناك مايتم الخشية منه علي سلطة الإستبداد , لأن الأمور كلها مرهونة بالقضاء والقدر والمشيئة والقدرة السماوية .. وهنا لايمكن أن يتاح لأي إنسان أن يعترض , وإلا كان من الكافرين , ولا نقاش ولا جدال ولا حوار ..

الفاشية العسكرية تمارس السرقة واللصوصية , وترتكب كافة الجرائم تحت عنوان " حماية الوطن " , وهذه من الممكن أن يصير معها حوار حول " حماية الوطن " , أما الفاشية الدينية , فإنها تمارس ذات الجرائم تحت عنوان " حماية الله والدفاع عنه " , وهذه لاتقبل بأي حوار , لأنها تؤمن وتعتقد أنها تمتلك الحقيقة المطلقة , ومعها توكيلات بالخاتم السماوي , للتوقيع نيابة عن الله , وتصدر الأحكام الدنيوية بإسم وتوقيع وخاتم الله بهذا التوكيل , وذلك بخلاف الأحكام الأخروية المؤجلة , وثبت تاريخياً خطورة تلك الفاشية ومدي بشاعتها وإجرامها الدموي ..

حينما تراجع موقف النخب والمثقفين والسياسيين من دستور الفاشية الدينية في العام 2012 , تجده ذات الموقف من دستور الفاشية العسكرية , مع الفارق أن دستور 2013 يمتاز بعدة مكاسب لم تكن مكفولة في دستور الفاشية الدينية , وبه العديد من المكاسب التي تم نوالها , مع العلم أن مادة واحدة في أي دستور قد تهدر باقي مواد الدستور وتجعله والعدم سواء ..

في الوضع المصري الراهن , لايوجد خيار ثالث , يمكن الإلتجاء إليه , سوي الإلتجاء إلي العصابات الدينية أو عصابات السلطة التي بيدها شأن الدولة , وأنت لاتستطيع أن تجد خيار ثالث , ولن تستطيع أن تملء الفراغ السياسي أو الإقتصادي أو الشعبي / الجماهيري في مواجهة العصابات الدينية في حالة سقوط المؤسسة العسكرية , والمؤسسة الشرطية والأجهزة الأمنية , وهذا في حالة كونك تريد دستور إنساني براجماتي نفعي يتخذ من الإنسان هدف ومن المواطنة أساس , ومن المصالح العليا للوطن كخادم في نهاية الأمر للمواطنين , وهنا , سيظل النضال السياسي والثقافي والقانوني مستمر للوصول إلي الغايات المأمولة , وهذا يتاح في ظل دولة أنهكها الصراع مع الفاشية الدينية التي كانت توظفها للتخديم علي استبدادها وفسادها وطغيانها , ولن يكون في مواجهتها إلا المواطنين الباحثين عن مصالحهم الحياتية أولاً , ولن تستطيع أن تصطدم معهم خاصة في حالة غياب أداوات الفاشيات الدينية ..
أما في ظل الفاشية الدينية التي لاتقبل إلا بالرأي الواحد وفقط , ومن يناقش أو يجادل يقتل أو يسجن أو ينفي من الأرض ..
أما عن النخب والمثقفين والسياسيين , ومعهم نشطاء جمعيات وهيئات ومؤسسات المجتمع المدني , الذين في أغلبهم تضع السلطة السياسية يدها علي روؤسهم , وتوجه بوصلتهم , حيث تكون أدوارهم بمثابة أدوار لتفريغ محتوي الكبت والضيق والضجر من قرارات سلطة الإستبداد , وهي تقوم بهذا الدور بجدارة ..

والسؤال : في حالة سقوط مؤسسات الدولة , فهل هناك قوي سياسية يمكنها أن تملء الفراغ الهائل والمدوي لسقوط الدولة ومؤسساتها , ومن الذي مازال لديه القدرة علي الحشد وملء هذا الفراغ ؟!
وسؤال آخر .. هل من الممكن أن نتخيل وضعية الدولة والمجتمع في حالة السقوط في يد العصابات الدينية مرة أخري ؟!
بالإجابة عن هذين السؤالين ستتضح الكثير من الرؤي الملتبسة عن عمد لدي العديد من المرضي بالمصالح المباشرة أو المصالح المرسلة , ومرضي الحسد السياسي والإجتماعي ممن غابت أدوارهم عن المصالح أو ممن غابت وجوههم عن شاشات الفضائيات أو صفحات الصحف والمجلات ووسائل الإعلام !



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال الوطن .. وسؤال الدين
- منطقة الشرق الأوسط والإرهاب الديني .. رؤية موجزة !!
- نفسية النص _ الفصل الأول _الموروث وأسر العقل
- هكذا يعتقدون .. سعادة السماء بالعنف والدم والإرهاب !
- الضمائر المخنثة وادعاء الحياد
- الفاشيات تصنع دساتيرها !
- هل لديك ثوب آخر !؟
- رسالة دم
- عتامة
- عصفور الفصل الخامس
- إمرأة .. طفلة .. دروس أطفال التنظيم
- حماة الله .. بسيف الله
- جيسى بولس .. وآلهة القتل
- مساومات الجنرالات مع العصابات الدينية
- الأقباط والعقيدة الأمنية الموروثة
- فضيحة
- رائحة الموت
- الشيطان في وطني !!
- وطن الأحزان
- مأسسة الإرهاب و شماعة الخطايا والجرائم


المزيد.....




- أمام المحكمة.. ستورمي دانيلز تروي تفاصيل اللحظات قبل اللقاء ...
- سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. هذا ما قاله ...
- زاخاروفا: الأسلحة التي يزود الغرب بها أوكرانيا انتشرت بالفعل ...
- النيابة العامة الروسية تعلن أنشطة منظمة -فريدوم هاوس- الداعي ...
- -لإرسال رسالة سياسية لتل أبيب-.. إدارة بايدن تتخذ إجراءات لت ...
- أغنية -الأب العظيم- لزعيم كوريا الشمالية تجتاح تيك توك وتحدث ...
- نتنياهو: إسرائيل لن تسمح لحماس باستعادة الحكم في قطاع غزة
- قاض فرنسي يرد شكويين رفعهما حوثيون على بن سلمان وبن زايد
- بيسكوف: الشعب الروسي هو من يختار رئيسه ولا نسمح بتدخل دول أخ ...
- أوكرانيا تعلن إحباط مخطط لاغتيال زيلينسكي أشرفت عليه روسيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الزهيري - ويبقي سؤال النخب !