أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - مساومات الجنرالات مع العصابات الدينية














المزيد.....

مساومات الجنرالات مع العصابات الدينية


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 4176 - 2013 / 8 / 6 - 17:36
المحور: المجتمع المدني
    


1
لن تكون حراً إلا إذا صارت إرادتك حرة , ولن تصبح صاحب إرادة من غير أن يستقل عقلك ويستمتع بالحرية ويطرد الخوف والهواجس , ولا يعمل أي حساب لأي ضغوط أياً كان منبعها أو مصدرها , وأياً كانت قوة الفاشية التي تسوقها وتبتغي لها رواد ومستهلكين .
2
أرخص سلعة هي التي تصنعها الفاشيات , وتروج لها , وتسعي أن تجعل لها جمهور واسع من المستهلكين , والمصيبة أن تلك السلع تصيب بالموت قتلاً , كالسموم الناقعات التي ليس لها ترياق , ولن يجدي معها دواء ؛ والسلع الفاشية تصيب مستهلكها بالفقر والتغييب عن الوعي بإرادة القائم علي أمر الفاشية , ومن ارتضوا أن يقبلوا بأوصياء علي عقولهم المغيبة بإرادة التوافق علي التغييب العقلي والوجداني والعاطفي , فالفاشيات تنتج نفسها , وتعيد تكرار نفس المنتج بآلة واحدة غيرقابلة للتغييرأو التعديل .
3
الفاشية العسكرية تتشابه مع الفاشية الدينية , في أن الأولي لها رأس هرم , وليست لها قاعدة إجتماعية تمتاز بالثبات والإستقرار , والثانية لها رأس هرم , وقاعدة إجتماعية تمتاز بالثبات والإستقرار , وقابلة للزيادة والتوسع في الأعداد والجغرافيا .. وهذا هو الفارق الجوهري بين الفاشيتين , ولذلك كان من الضروري الإرتباط بينهما , حيث يمثلان لبعضهما علاقة وجودية كعلاقة الروح بالجسد .
4
مازلت مصر علي أن الفاشية العسكرية لاتصلح عملتها للتداول إلا إذا احتفظت بوجهها الأخر المرسوم علي الوجه الآخر للعملة بوقاحة وقماءة وحقارة تثير الإشمئزاز والقرف والغثيان , فالفاشيتان تقويان معاً وتضعفان معاً , وماحدث من سوء تفاهم أو تقدير بين الجنرالات وبين قادة العصابات الدينية في مصر , حسبما صرح به أحد المصادر العسكرية من أن الجيش والحكومة سيعرضان الإفراج عن بعض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين من السجون، وفك تجميد أصول الجماعة ، ومنحها 3 مناصب وزارية ، في محاولة لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد .
هذا التصريح بمثابة كشف فاضح عن مدي المساومات التي تتم بين الجنرالات وبين قادة العصابات الدينية علي غيرإرادة القانون , والمجتمع , وكأن القانون الذي أنتجه المجتمع / الشعب , والذي تتصدر الأحكام القضائية بإسمه , بمثابة خيانة للمجتمع والشعب , وخيانة لكافة الدماء المصرية التي أريقت في ميادين مصر بغية الوصل لمرافئ الحرية والكرامة , وشواطيءالأمن والأمان , وتمثل خيانة وغدر لإرادة الملايين التي خرجت لتلبية نداء وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي , الذي طلب تفويض من الشعب له ولوزارة الداخلية , لمكافحة الإرهاب المنتظر , ومن ثم يأتي القرار بإبرام صفقات بين الجنرالات وبين العصابات الدينية , علي حساب الدولة والمجتمع ..
5
المصيبة أن هذه المساومات تكون من نتائجها الإفراج عن الذين أرتكبوا جرائم الإختطاف والقتل والشروع في القتل , والتحريض والمشاركة في جرائم الضرب والجرح , وجرائم التعذيب الجماعي , وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة , وحيازة الأسلحة والزخائر بجميع أنواعها , بخلاف قضايا التجسس والتخابر وتهديد الأمن القومي , والمصيبة كذلك أن يتم الكشف عن فك أصول الجماعة , التي من المتوجب أنه جماعة محظورة ونشاطها يقع تحت طائلة القانون , وكذلك منح 3 عناصر إرهابية لمناصب وزارية في الحكومة , وكل ذلك مقابل فض إعتصامي رابعة والنهضة ..
6
هذه المساومات أوضحت بأن العصابات الدينية قد تكون في الظرف الراهن أقوي من الدولة , وهذا في جانب , والجانب الثاني يبدو منه أن حجم وكتل المصالح بين الفاشية العسكرية بأذرعها الأمنية , وكأنه أهم وأولي من مصلحة الدولة والمجتمع , ولذلك يحافظ الجنرالات والأجهزة الأمنية علي حالة اللاسلم , واللاحرب فيما بينهم وبين العصابات الدينية , للحفاظ علي قانون إضعاف الدولة والمجتمع في مقابل تقوية الفاشية الدينية والفاشية العسكرية .
7
أحذر من مغبة هذه المساومات , فبعد أن تم إدارة الصراع بين المجتمع وبين نظام مبارك , سقطت خلاله واثناء ثورة 25 يناير 2011 , العديد من الأقنعة , وافتضح شأن اصحابها , وتم فضح الفاشية العسكرية التي ارتكبت جرائم كشف العذرية , ومجزرة ماسبيرو , ومحمد محمود , ومجلس الوزراء , والتحرير , واستاد بورسعيد , وغيرها من المجازر والجرائم , وبعد أن ستمرت العصابات الدينية بالتعاون مع الفاشية العسكرية في جرائم القتل ضد المصريين , وعادت الفاشية الدينية لتستقل بالصفقات وحدها في حالة غياب للفاشية العسكرية , كان أن حدث الإنقلاب العسكري مؤيداً بالإرادة الشعبية , ضد العصابات الدينية , وبعد ذلك يأتي الجنرالات للإنقضاض علي هذه الإرادة الشعبية , فإن أخشي ما أخشاه أن يكون الصراع بين الإرادة الشعبية وبين الجنرالات بعد إضعاف الفاشية الدينية التي كان يوظفها الجنرالات لتوجيه الرأي الشعبي الجماهيري حيث تكون إرادة الجنرالات في الترتيب لكتل المصالح فيما بينهما .
8
سقطت كل الأقنعة , والصدام القادم سيكون بلا غطاء من إعلام العصابات الدينية في الجوامع والمساجد والزوايا, ومن خلال شيوخهم المفضوحين الذين فقدوا ثقة الشعب بعد إفتضاح أمرهم , وبين الجنرالات الذين ارتدوا علي الإرادة الشعبية .
9
للصدق والأمانة , صدر تصريح المتحدث العسكري الرسمي المصري ينفي هذه التصريحات التي نشرتها صحف مصرية وأجنبية , ومنها المصري اليوم والإندبندنت , ورويترز , عبر متحدث عسكري رفيع المستوي , ونتمني أن أن يكون المتحدث العسكري المجهول رفيع المستوي , كاذب , ويصبح تصريح المتحدث العسكري الرسمي المصري صادق .
والأيام القريبة ستشهد وتحكم !!
.




#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأقباط والعقيدة الأمنية الموروثة
- فضيحة
- رائحة الموت
- الشيطان في وطني !!
- وطن الأحزان
- مأسسة الإرهاب و شماعة الخطايا والجرائم
- تحية للبرلمان الهولندي وهنيئاً للأقباط
- من جرائم أدعياء الدفاع عن الله
- حزب الدستور , والدخلاء علي الحياة
- حزب الدستور وأصحاب الأقنعة الزائفة
- حواء*
- قراءة في نص الحيرة واللامبالاة المقدسة - مش فارقه كتير *
- علاء عبد الفتاح .. والسؤال الصعب
- مايكل نبيل سند , ليس معتوهاً !!
- أمريكا وقوم عاد .. رؤية دينية خائرة !!
- الجماعات الدينية : عزف هاديء علي أوتار ملغومة -2-
- الجماعات الدينية : عزف هاديء علي أوتار ملغومة -1-
- المملكة العربية السعودية : ماذا تريد من المصريين ؟!!
- الثورة السورية : حماس وفتح وقرآن القاهرة !!
- سنية دوجاني : طاعة الحجاب , ومعصية حلق الشعر !!


المزيد.....




- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - مساومات الجنرالات مع العصابات الدينية