أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - حزب الدستور , والدخلاء علي الحياة














المزيد.....

حزب الدستور , والدخلاء علي الحياة


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 3841 - 2012 / 9 / 5 - 04:21
المحور: المجتمع المدني
    


" أفما كان خيراً للدخلاء علي الحياة لو أنهم لم يولدوا ؟ ولكن هؤلاء الدخلاء يريدون أن يولي الناس أهمية كبري لموتهم , وكم من نواة تُباهي بأنها كسرت وهي جوفاء .. "*


ليس بغريب أمر هؤلاء المعتوهين , معدومي المواهب والقدرات أن يشردوا الأفكار الحية , ويدخلوها متاهة الألم , وسراديب النسيان , ويجعلوا منها قفراً مجدباً , لاتنفع حياة الناس بمثقال ذرة من عقل وإرادة ناجزة لإسعاد الإنسان , فهؤلاء المرضي بالعته والسفه , يذهبوا مذاهب شتي لهثاً وراء طلب الثروة والسلطة والشهرة في دنياهم البئيسة الملعونة , ليهدموا طاقات الناس الخلاقة المبدعة التي تعمل لأجل إسعاد الإنسان وبذل سبل الراحة والرفاهية والسعادة لهم , ولأنهم همل , لاوزن لهم ولا قيمة , تراهم علي الدوام دائبي السعي في طرق الشر وإفساد حياة الناس , بسرقة مجهوداتهم وتلويث سيرة الأبرياء الفضلاء , وكان العمل الذي يظنونه شريفاً أن يشتغلوا مخبرين وعسس علي أهل العقل والعلم والمعرفة والإرادة الناجزة الخادمة لطموحات الإنسان , فيتواطئوا مع أجهزة الشر , ومن يعملوا ضد الإنسان , ليتحصلوا هم وحدهم علي مكافاءات تحسن من أحوالهم الحياتية في مقابل شقاء الملايين من الناس ..

إنهم كالهالوك يتطفلوا علي مجهود الآخرين بالخيانة والعمالة لدي أجهزة الطغيان والفساد والإستبداد , أياً كان نوع هذا الإستبداد , سواء كان دينياً أو سياسياً علي حد سواء .

وبالفعل يبدو هؤلاء الهالكين وكأنهم دخلاء علي الحياة , وكأن الحياة ذاتها ترفضهم وتمجهم , فهم فارغي العقول , وسفلة وضعاء في أفعالهم المنعدمة إرادتهم إلا من إرادة الشر , وكأنهم إذا لم يولدوا كانت الحياة ستكون في راحة ونعيم وسعادة ..

إلا أن هؤلاء البؤساء في شرفهم العقلي المفقود , وعواطفهم التي تفيض قيحاً وصديداً يطول الأبرياء الفضلاء المناضلين من أجل الإنسان , فيشغلونهم بتنظيف القيح والصديد عن العمل من أجل الإنسان وسعادته ورفاهيته ..

وبالرغم من ذلك تراهم يصنعوا أمجاد شخصية زائفة حتي يذكرهم الناس بعد وفاتهم ويكونوا ملء السمع والبصر , وهم مجوفين من العقل والشرف والكرامة بكافة أنواعها , لأنهم كالنواة الفارغة التي إن كُسرت لاتجد بداخلها إلا الفراغ وفقط , فكيف تمجد وتعظم الفراغ العقلي وتمجد الدناءة والحقارة والصديد والقيح !!

أتذكر مع بدايات الثورة المصرية , حالة التوهج الثوري الرائعة التي سالت من أجلها دماء , وأثخنت جراح , وتألمت أسر بكاملها سواء من نتاج التعذيب , والحبس والإعتقال , وصناعة العاهات المستديمة للثوار , وتقديم أرواح الشهداء الأبرار من أجل إستمرار حالة التوهج الثوري , وتحقيق أهداف الثورة المصرية التي شارك في صناعتها غالبية المصريين التواقين للحرية والعدالة والكرامة الإنسانية , بلا أي أهداف شخصية أو تحقيق مصالح لحزب محدد أو جماعة معلومة , أو تيار سياسي معروف , أو هيئة سياسية أو إجتماعية أو دينية , بل كان الهدف والغاية هو المواطن المصري والأمة المصرية فقط .. إلا أن الأحوال سريعاً ماتغيرت وكثرت الإئتلافات والروابط التي تدعي جميعها الثورية , والوطنية , وكانت في ذات الوقت في غالبيتها صناعة أمنية بحقارة وامتياز فائق في الحقارة والدناءة السياسية والإجتماعية , مما نتج عنه تعطيل تحقيق أهداف الثورة المصرية , وسرقتها بواسطة أدعياء الحلول الجاهزة , من المستفيدين من الأجهزة الأمنية وجماعات الشر المقدس , والجهل الأعمي اللعين , المبصر فقط لمصالح أرباب صناعة الشر , ومنتجي صناعات الطغيان والإستبداد الديني والسياسي !!

حالياً وعلي هذا المنوال بدأت العديد من الأحزاب والتيارات التي تنكبت الطريق القويم , ومالئت الأجهزة الأمنية , وتواطئت مع جماعات وأحزاب الشر التي يخجل من صنائعها الإجرامية شيطان الإنسان , وشيطان الجن , لتصنع المكائد وتنصب شباك الخيبات , لتآلف في غالبيتها ضد "حزب الدستور " , أو ببساطة مجردة " حزب الإنسان " , لتفت من عضده , وتضعف سواعد أبناؤه , وتشغلهم بقضايا هادفة فقط للإبتعاد عن قضايا وأزمات ومشاكل الإنسان المصري البسيط التواق للعدل والحرية والكرامة الإنسانية في أبسط المفردات والمعاني !!

سنري في الأيام القادمة العديد من المؤامرات التي يصنعها هؤلاء الموتي عقلياً , ومنعدمي الشرف العقلي , والكرامة الإنسانية , ليتكالبوا علي إجهاض فكرة "إنسان" حزب الدستور , وتشويهه , والسعي لقتله وهو في مرحلة المهد السياسي كحزب , ولكنه في الواقع الإنساني المصري , حزباً قوياً فتياً سيستعصي علي الهدم والتشويه , لأن هدفه الإنسان المصري أولاً , بلا أي هويات سياسية مصطنعة أو هويات دينية بائسة في صناعتها وإعدادها من جانب خونة الأديان , ولصوص سعادة الإنسان , المؤجلين لهذه السعادة عبر وسائط من الجهلاء منتجي القيح والصديد , ليكون مصير السعادة أخروياً وليس حياتياً!!

إن جماعات وأحزاب وإئتلافات الشر جميعها , حتي وإن ظفرت ببعض المصالح الخسيسة الدنيئة , فلن تظفر طويلاً بمصالحها المدنسة , لأن كافة الأقنعة قد سقطت بالفعل , وبدأ عصر جديد يتوائم مع الأرواح والدماء والجروح التي تم تقديمها قرابين لإنسان الثورة المصرية البطل , فستظل تلك الأرواح تلعن كل من يعمل ضد ثورة العدل والحرية والكرامة الإنسانية , وستفضحهم وتبديهم عرايا لكل الناظرين بعقولهم والمبصرين بأفئدتهم , أما عميان البصيرة فسيكون مصيرهم الدهس بنعال الأحرار ..

والنداء لحزب الدستور وكافة الشرفاء الأوفياء للعدل والحرية والكرامة , فعليكم أن تناضلوا وتتحالفوا من أجل إستمرار مسيرة تحقيق أهداف الثورة المصرية التي أقسم الشهداء الأحياء علي إتمامها

فهكذا قال أحد الفلاسفة :" أعلموا أن لاظفر لمن يموت إذا هو لم يبارك ما أقسم الأحياء بإتمامه "**
أرجوكم : لاتنتبهوا للدخلاء علي الحياة , فهم كالأموات لايسمع لهم نداء !!


* من كتاب هكذا تكلم زرادشت , لـ فرديريك نيتشه
** من نفس المرجع



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الدستور وأصحاب الأقنعة الزائفة
- حواء*
- قراءة في نص الحيرة واللامبالاة المقدسة - مش فارقه كتير *
- علاء عبد الفتاح .. والسؤال الصعب
- مايكل نبيل سند , ليس معتوهاً !!
- أمريكا وقوم عاد .. رؤية دينية خائرة !!
- الجماعات الدينية : عزف هاديء علي أوتار ملغومة -2-
- الجماعات الدينية : عزف هاديء علي أوتار ملغومة -1-
- المملكة العربية السعودية : ماذا تريد من المصريين ؟!!
- الثورة السورية : حماس وفتح وقرآن القاهرة !!
- سنية دوجاني : طاعة الحجاب , ومعصية حلق الشعر !!
- تنظيم القاعدة : لماذا الحضور في ليبيا , والغياب في سوريا ؟!!
- عصام شرف .. ومواقف الشرف العقلي
- إلى حسني مبارك : والقضاء موعدنا .. رد على حديث مبارك لقناة ا ...
- حلم الشهيد
- طل الملوحى
- هل هذه ليست ثورة : لماذا الصمت والتباطوء من جانب القوات المس ...
- الإستنجاء السياسي .. وفتوي قتل البرادعي
- العنف الدموي ضد الأقباط : من المسؤل ؟!! - (مجرد رؤية )
- مجزرة كنيسة القديسين ليلة عيد رأس السنة الميلادية : مجتمع ضع ...


المزيد.....




- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - حزب الدستور , والدخلاء علي الحياة