أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - الإستنجاء السياسي .. وفتوي قتل البرادعي














المزيد.....

الإستنجاء السياسي .. وفتوي قتل البرادعي


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 3249 - 2011 / 1 / 17 - 09:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


.. محمود عامر, بعد أن دخل الخلاء , وأتقن فعل الإستنجاء , دلف إلي ميضة الوضوء , وأسبغ الوضوء علي المكاره التي ببدنه , ومشط اللحية , وقصر الجلباب , وارتدي البنطال , وحَبَكَ العِمامة , وأمسك بعود المسواك , واستاكَ, وتعطر بزجاجة المسك الذي يعطر به الحانوتية الأموات , ودخل بعد ذلك في صلاة طويلة في محراب المسجد ليسبغ من أفعال الإيمان مايطهر قلبه , ويصفي ضميره الذي هو يقظاً علي الدوام فيما يملي عليه من أوامر تخدم مفهوم الجمهورية , ومفهوم طاعة ولي أمر الجمهورية علي السواء , ولأنه مؤمن بالطاعة , ولايستطيع مخالفة ولي أمر الجماعة , الذي هو مبارك الأب , وإن أخذ ماله , وهتك عرضه , وقتل ولده , ولأن هناك من يعكر صفو ولي الأمر, ويضج مضجعه , ومضجع باقي أعضاء الجماعة المؤمنة , فكان ولابد وحتماً , وإيماناً وصدقاً ويقيناً , وإرضاءاً لله تبارك وتعالي , فما كان منه إلا أن أفتي بقتل الدكتور محمد مصطفي البرادعي رائد الجمعية الوطنية للتغيير بمصر , وذلك لأنه دعي إلي تغيير النظام الحاكم والذي يصفه محمود عامر , بولي الأمر , وكان منطوق فتواه : بأن البرادعي إذا لم يعلن التوبة عن دعوته إلى العصيان المدني ومقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة ، ردا على ما يعتبره تزويرا للانتخابات البرلمانية الأخيرة، فإنه يحل لـ «ولاة الأمر» قتله أو سجنه.

ولأن محمود عامر تغيب عنه مفاهيم التغيير والثبات , الحزن والسعادة , الهدوء والغضب , الحركة والسكون , الماضي والحاضر , الكليات والجزئيات , الفردية والشمولية , الديمقراطية والإستبداد , العقل والوصاية , الدين والسياسة , العلم والجهل , السلفية والواقع , الأصالة والمعاصرة , الجمود والتقليد , والإبداع والتفرد , الفقر والتنمية , الحرب والسلام . وكذا الشرق والغرب , والتاريخانية والعولمة .

وهذه المرادفات والمتناقضات تسكن معظم الأزمات , وغالبية الإنفراجات , وصولاً لمصالح يتم السعي لتحقيقها عبر صراع المفاهيم في المجتمعات التي تهدف إلي النهوض ومواكبة عصر العلم والديمقراطيات , والحريات , وكذا الحكومات الإليكترونية التي مازال محمود عامر مؤمناً بمفهوم الحكومة الإسلامية , دون غيرها من حكومات .. وكأنه يحلم بحلم الشوري تحت سقيفة بني ساعدة , مع أنه ليس نبياً , ولاصحابياً , وإنما يتمثل تمثلاً طوعياً مغلوطاً لمفاهيم قديمة , يريد تكرارها بصورة مغلوطة , وكأن الدستور فكرة غريبة , والقوانين البشرية ظاهرة مريبة , والإنتخابات التي خاضها نفسه ضد جمال حشمت مرشح الإخوان , تجربة محرمة , لأنها تساعد علي التشريع فيما لم ينزل الله به سلطان , ومن ثم يحتكم الناس إلي غير ما أنزل الله , هكذا فعل ورشح نفسه كيداً ونكاية في الإخوان المسلمين , وهكذا فعلها إرضاءاً لولي الأمر والذي هو مبارك الأب , وهذا حسب إيمان الشيخ السلفي , محمود عامر , والذي سقط في الإنتخابات سقوطاً مريعاً , ففي إنتخابات عام 2000 قدم الشيخ محمود عامرأوراق ترشيحه ضد جمال حشمت القيادي الإخواني ، وحصل جمال حشمت علي 30 ألف صوت ولم يحصل محمود عامر سوى على 200 صوت , وكان هذا السقوط أو هذا الفوز بإرادة ولي الأمر , الذي أمر بتزوير الإنتخابات علي الدوام من بداية وجوده تحت سقيفة بني ساعدة المصرية , وحتي سقيفة بني ساعدة 2005 !!
وإن أنسي فلا أنسي أن محمود عامر قال عن نفسه النبية : أنه مثل الأنبياء قليل الأتباع !!

أظن أن محمود عامر , ومن يحمل عقليته المختلطة بمفاهيم دينية مغلوطة عن أرض الواقع , هم سبب من جملة أسباب تؤدي علي الدوام إلي مجاراة الطغيان والإستبداد , وهما قرناء الفساد , بما ينتجه من جرائم ضد المجتمع .. ومنها جريمة مجزرة كنيسة القديسين , تلك المجزرة الخطيرة التي بدأت بفتاوي القتل والإرهاب , ومن قبلها جرائم عديدة , إشترك فيها النظام الحاكم بصمته المريب المشكوك فيه , وكانت فتوي القتل علي الرأي إحدي جرائم النظام بأجنحته الدينية والأمنية .

والسؤال : هل من عقاب علي جريمة التحريض بالقتل للدكتور البرادعي , ولماذ سكتت أجهزة الدولة المصرية علي هذه الجريمة , أم أن الدولة هي مبارك , ومبارك هو الدولة ؟!!

أعتقد أن نظام الطغيان لم ينوي فعل الإستنجاء السياسي , ليتطهر من جرائمه الكريهة حتي الآن , وينتظر الغرق جبراً وقسراً , ليتطهر رغماً عن إرادته , في بحر الحرية , ولكن بإرادة رواد الحرية والتنوير .



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف الدموي ضد الأقباط : من المسؤل ؟!! - (مجرد رؤية )
- مجزرة كنيسة القديسين ليلة عيد رأس السنة الميلادية : مجتمع ضع ...
- مسؤلية نظام : مجزرة كنيسة القديسين ليلة عيد الميلاد بالأسكند ...
- تحالف الشر : الجماعة الإسلامية والأجهزة الأمنية
- ليس بوذياً !!
- أصحاب الفتاوي المجانية .. إرحلوا لا أثابكم الله ..
- محمود الزهيري في حوار جريء مع المهندس محمد فريد حسنين رجل ال ...
- محمد فريد حسنين .. وسقف السلطة السياسية !!
- محمود الزهيري في حوار جريء مع المهندس محمد فريد حسنين رجل ال ...
- حمدي قنديل .. وأقوي رجل في مصر
- سعاد صالح .. المواطنة والتكفير
- أسطول قافلة الحرية .. الفرق بين إجرام وإجرام !!
- خاطرة
- الأقباط ونهاية مرحلة : المطالب الدينية والمطالب المدنية -مجر ...
- قانون الطوارئ وجرائم قيد الإنتظار: الفكر القديم والفكر الجدي ...
- ذو الأفواه السبعة
- يحمدون الموت : نص للدكتورة خلدية آل خليفة , قراءة مشاهدة للذ ...
- حائرة أنا : قراءة في نص الغرور والعشق والحيرة
- إلى : قراءة في نص الحيرة والأماني ل آمال جبارة
- مطالب الجمعية الوطنية للتغيير والمتساقطون علي طريق الحرية


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - الإستنجاء السياسي .. وفتوي قتل البرادعي