أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - مأسسة الإرهاب و شماعة الخطايا والجرائم















المزيد.....

مأسسة الإرهاب و شماعة الخطايا والجرائم


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 3863 - 2012 / 9 / 27 - 23:21
المحور: المجتمع المدني
    


1
ليس صادماً للأذهان أن تسمع هذه العبارة من بعض القادة الإسرائليين :" عزيزى الجندى ، تجاوز كل القوانين ، واقتل أكبر عدد من العرب ؛ فالعربى الطيب هو العربى الميت ،‏ فليحترق كل الفلسطينيين فى جهنم ". !!* , ولكن الصادم للأذهان أن توجه هذه العبارة من مواطن مصري لآخر, يأمربقتله, فلا يوجد مواطن طيب, لأن المواطنين الطيبين في عداد الإموات , وكانت أسباب القتل راجعة لإختلاف المفاهيم الدينية المبنية علي قاعدة تكفير المجتمع والدولة داخل الحدود الوطنية والتي تتعداها إلي خارجها , لأن من هم خارجين عن إطار دائرة المفاهيم الدينية لهذه الجماعة الدينية أو تلك بمثابة كفار وجب قتالهم وقتلهم بسبب خروجهم عن دائرة الإيمان المدعي .
2
يوجد مقطع فيديو يصور أطفالاً إسرائيليين يتدربون على قتل العرب فى المتحف الحربى بتل أبيب , وكانت من ضمن الأسئلة الموجهة للأطفال : " كيف شعرت عندما تخيلت نفسك تقتل عربيا ؟ ترد إحدى الفتيات ضاحكة "شعرت بالسعادة" سؤال آخر: "ماذا تتخيل وأنت تجلس على هذه الدبابة؟ ويرد طفل آخر بحماس: "أتخيل عربيا ميتا. وهذا يجعلنى أشعر بالراحة والسعادة " .!!
3
هذا الأمور ليست صادمة للذهن , ولكن الصادم هو ماتصنعه الجماعات الدينية التي صارت ترعاها مؤسسات في الدول العربية , وتعمل علي إذكاء نيران الجرائم الدينية بين أبناء الوطن الواحد , والتي تبدأ بالتحقير والإذدراء إلي مرحلة الدم والقتل بين أبناء الوطن الواحد والمنتسبين لدين واحد , فما بالكم بمن يخالفهم في الدين داخل إطار هذا الوطن الواحد ؟!!
4
ماجعلني في حالة من حالات الحنق والضيق أن قرأت حواراً بين صحيفة الوطن القريبة في توجهها من الجهات السيادية , وبين المتحدث بإسم الجبهة السلفية , جاء به علي لسان خالد سعيد المتحدث بإسمها : " أن الجبهة سعت للتوسط بين الجهات الأمنية وتنظيم الجهاد في سيناء، لإيقاف العملية الأمنية التي ينفذها الجيش والمسماة "نسر"، لكن المحاولات باءت بالفشل. !!**
والجبهة السلفية شأنها شأن باقي الجماعات والتيارات الدينية الخارجة عن إطار رقابة الدولة والمجتمع , فهي ليست لها شكل قانوني , ومن ثم فهي خارجة علي القانون , فكيف يصبح لها دور في الوساطة بين الأجهزة الأمنية , وبين تنظيم الجهاد في سيناء , أو حسب الإسم الأمني المتعارف عليه " جماعة التكفير والهجرة " , وهذا سؤال !!
والسؤال الثاني المربك للعقل كيف تكون مؤسسة الرئاسة في مصر تحت إمرة " مجدي سالم " أحد أمراء تنظيم الجهاد , ومعها الأجهزة الأمنية ؟!! وهذا ماصرح به خالد سعيد حيث كشف:" ان الوفد شُكل بمعرفة الرئاسة والجهات الأمنية ، وضم قيادات إسلامية وشخصيات قانونية ، تحت رئاسة مجدي سالم القيادي بتنظيم الجهاد، والدكتور محمد نصر الغزلاني "القيادي في الجبهة السلفية".
هذه هي الأزمة التي تظهر مدي هشاشة الدولة المصرية في مرحلة مابعد الثورة , والتي كنا نتمني لها ونطمح أن تكون دولة قوية ينتجها مجتمع قوي بالحريات والديمقراطية والكرامة الإنسانية , والتوزيع العادل للثروة القومية , وتكافوء الفرص , إلا أن هذه الدولة مازالت تصر علي إعادة إنتاج النظام السابق الإجرامي , في مرحلة ماقبل الثورة , بل وأسوأ منه , ويتبدي ذلك في إختلاف العناوين واللافتات فقط , فهذه لافتة الإستبداد والطغيان والفساد"السياسي ", ونفس اللافتة مكتوب عليها الإستبداد والطغيان والفساد "الديني ", ويشتركان في تعليقهما علي حائط غياب الديمقراطية الحقيقية والحريات والكرامة الإنسانية , واستخدام نفس الأساليب التغيبية للعقل المصري المأزوم بقضايا الفقر والجهل والمرض , بخطاب ينسب كل الجرائم لنظرية المؤامرة للدولة العبرية , وتكريس الكراهية لليهود كصورة دينية , ولإسرائيل كدولة إستعمارية عنصرية تريد محق العرب وإزالتهم من الجغرافيا السياسية والطبيعية !!
5
المثير أن الدولة المصرية بأجهزتها الأمنية , ومنها مؤسسة الرئاسة , وكأنها تريد إرسال رسالة إلي المجتمع في الداخل والخارج علي مستوي المجتمعات والدول , أن كافة الجرائم من ورائها إسرائيل , وأن جريمة قتل الجنود المصريين , ليس من ورائها عناصر من الجماعات الدينية في الداخل المصري , وفي الخارج المصري في غزة , لأن النظام المصري يري أن عناصر منظمة حماس , وعناصر الإخوان المسلمين هما تنظيمان متكاملان يخدم أحدهما علي توجه الآخر , وأن جماعة الإخوان المسلمين ترفض وتشجب وتدين قتل الجنود المصريين في سيناء , وبالتالي تكون منظمة حماس كذلك , وأن صاحب هذه الجريمة النكراء هو الموساد الإسرائيلي , الذي يكون علي الدوام شماعة أخطاء للنظام المصري , ومعه العديد من الأنظمة العربية !!
6
المخيف والمرعب أن تسير الأمور في هذا الإتجاه السابق , لأنه من الممكن أن يتم إرتكاب العديد من الجرائم علي مستوي الداخل المصري ضد المجتمع , ويتم الإبتعاد عن توجيه أصابع الإتهام ضد الجماعات الدينية التي تربطها بمؤسسة الرئاسة المصرية صلات جوار قديمة , وصلات قربي ومحبة , ومشاركة في العديد من القواسم الإيمانية , والتربوية الدعوية وعلي الرأس منها الجهادية , وهذا ماصرح به وكشف عنه أحد قادة الجبهة السلفية والمتحدث الرسمي لها , حين أعلن مصرحاً بأن الوفد تم تشكيله تحت رئاسة " مجدي سالم " القيادي بتنظيم الجهاد , أو التنظيم المتعارف عليه أمنياً وإعلامياً , بتنظيم التكفير والهجرة , وكانت مؤسسة الرئاسة والجهات الأمنية تحت إمرته وإمارته في سيناء!!
7
والسؤال هو: هل مؤسسة الرئاسة مشغولة بالقضايا المصيرية للمصريين , أم ببحث سبل التوافق بينها وبين باقي الجماعات الدينية ليتم إستكمال مسلسل إستبدال أمراء الأمن بأمراء الجهاد , والذي بدأ مشواره النظام المصري الإجرامي السابق , ليتم تفعيل أمراء الجهاد كبديل غير إنساني وغير حضاري ضد المجتمع , ليصير تعبيد الناس لسلطة الإخوان المسلمين بتوافقها مع الجماعات الدينية الدعوية منها والجهادية , ويتم نسبة كافة الجرائم إلي الموساد الإسرائيلي , بإتخاذه غطاء يسترسؤات الإجرام والمجرمين !!
8
وإذا كانت عنصرية وإجرام الدولة العبرية توجه ضد العرب , فكيف نلوم الدولة العبرية , ولا نلوم العرب ومنهم المصريون حينما يوجهوا سهام إرهابهم تجاه مواطنيهم وأشقائهم !!؟
وهكذا يركع المواطنون المصريون مرتين , مرة لجمهورية يوليو العسكرية الريفية , ومرة للمتأسلمين , وهكذا نصير في عصرين للعبودية في وقت واحد الآن !!


*صحيفة الوطن المصرية عدد الأربعاء 26 / 9 / 2012
**نفس العدد



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية للبرلمان الهولندي وهنيئاً للأقباط
- من جرائم أدعياء الدفاع عن الله
- حزب الدستور , والدخلاء علي الحياة
- حزب الدستور وأصحاب الأقنعة الزائفة
- حواء*
- قراءة في نص الحيرة واللامبالاة المقدسة - مش فارقه كتير *
- علاء عبد الفتاح .. والسؤال الصعب
- مايكل نبيل سند , ليس معتوهاً !!
- أمريكا وقوم عاد .. رؤية دينية خائرة !!
- الجماعات الدينية : عزف هاديء علي أوتار ملغومة -2-
- الجماعات الدينية : عزف هاديء علي أوتار ملغومة -1-
- المملكة العربية السعودية : ماذا تريد من المصريين ؟!!
- الثورة السورية : حماس وفتح وقرآن القاهرة !!
- سنية دوجاني : طاعة الحجاب , ومعصية حلق الشعر !!
- تنظيم القاعدة : لماذا الحضور في ليبيا , والغياب في سوريا ؟!!
- عصام شرف .. ومواقف الشرف العقلي
- إلى حسني مبارك : والقضاء موعدنا .. رد على حديث مبارك لقناة ا ...
- حلم الشهيد
- طل الملوحى
- هل هذه ليست ثورة : لماذا الصمت والتباطوء من جانب القوات المس ...


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - مأسسة الإرهاب و شماعة الخطايا والجرائم