أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الزهيري - السيسي والعياط .. والطريق الثالث !!















المزيد.....

السيسي والعياط .. والطريق الثالث !!


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 4330 - 2014 / 1 / 9 - 04:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1
أزمة وطن عاش طوال وجوده علي الجغرافيا مأزوماً بسلطان الفراعين , وسلطان رجال الدين , وكأنه علي موعد منذ فجر التاريخ مع الإستبداد والطغيان والفساد , وكأنه مكتوب علي جبينه أن يعيش مآسيه , وكأنها قدراً مقدوراً أن يعيش كامل عذاباته إنتظاراً للخلاص الأبدي في الآخرة المؤجلة .. فمازالت سطوة السلطة السياسية , والسلطة الدينية تمثلان للإنسان البسيط شقي الرحي , تطحنان عظامه , وتفتتان أحلامه وآماله , وتشلان طموحه علي عتبات القلاع العسكرية والمعابد الدينية , ويتم إصابته بالشلل حينما يسعي باحثاً عن حرياته وكرامته التي يصون بهما إنسانيته ..
2
منذ يوليو 1952 , والصراع بين القلعة والمعبد قائم , والمأزوم من هذا الصراع هو الإنسان البسيط الذي يشقي ويعيش حياة البؤس في سبيل رغيف خبز مغموس بذل الطاعة لأوامر القلعة ونواهي المعبد , فهو مازال مأزوم ومحروم , بجانب حالات الرعب من مؤامرات التخوين والعمالة والعداء للوطن , أو من التكفير والتلعين والتفسيق والإشراك بالله أو الكفر والإلحاد , وببساطة حتي هذه المعاني والمفاهيم لاتهمه أبداً , ولم ينشغل بها , إلا إذا كانت سبباً من أسباب حصوله علي رغيف خبز مغموس بذل الأوصياء علي الوطن , أو أوصياء السماء وموظفيها .
3
لعبة العسكر والحرامية تمت ممارستها بين الفاشية العسكرية والفاشية الدينية مرات كثيرة متعددة , وكان الخاسر الوحيد في هذه اللعبة الحقيرة المواطنين البسطاء الخارجين عن دوائر هذه الوصايات الملعونة , لأن المستفيد الوحيدحصرياً من هذه اللعبة هم طرفيها فقط , ومازالت هذه اللعبة تدار بأساليب وطرائق عصرية حديثة ويتدخل فيها أطراف دولية لتعديل أو تغيير مسار النتيجة النهائية لدور ما من أدوار اللعبة , فما زالت المساومات والمفاوضات تتم بين طرفي هذه اللعبة وحتي الأن , وعدم القبض علي العديد من أعضاء العصابات الدينية الممثليين الرسميين للفاشية الدينية , والسماح للبعض منهم بالهروب للخارج , ماهو إلا إستكمالاً لحالة المساومات والمفاوضات بين الفاشيتين , والسؤال الذي يطرح نفسه يتلخص في أن الدولة ومؤسساتها وعلي الرأس منهما المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية , بصفتهما طرفاً في الصراع مع عصابة الإخوان المسلمين , يعتبراعاجزين عن حسم هذا الصراع في توقيت معين أو محدد من جانب الدولة ومؤسساتها , أم أن هذه المؤسسات عاجزة بالكامل عن إنهاء هذا الصراع الدموي والوصول بالدولة والمجتمع إلي حالة الأمن والأمان وإعادة بناء الدولة وهندسة المجتمع علي أساس من قيم المواطنة والعدالة الإجتماعية والشفافية والمكاشفة ؟!
4
هذا الصراع يتبدي أنه محصور بين شخصين , احدهما يمثل الدولة وتحديداً المؤسسة العسكرية , وهو الفريق أول عبد الفتاح السيسي , وبين مرسي العياط بإعتباره يمثل عصابة الإخوان المسلمين , والصراع الدائر الأن محصور بينهما , لأن الفريق أول السيسي قاد إنقلاب عسكري مؤيداً بالإرادة الشعبية التي تم التغرير بها , ولم تجد ثمة بديل آخر غير الفريق أول عبد الفتاح السيسي ليحمل رقبته علي كفه , ومعه الجنرالات أعضاء المجلس العسكري والحرس الجمهوري , والمخابرات والأمن القومي والمخابرات العسكرية , فكلهم عرضوا أرواحهم للخطر حين أخذ القرار الجماعي بعزل مرسي العياط وإزاحته من علي كرسي السلطة , وكان من نتائج هذا الإنقلاب العسكري المؤيد بهذه الإرادة الشعبية أن جن جنون عصابة الإخوان , وتناست كل القيم الإنسانية والحضارية بعد أن تنازلت عن كل القيم والمفاهيم الدينية التي طالما رددتها في ندواتها ومؤتمراتها , بجانب الأدبيات الخاصة بتلك الجماعة , لتلقي بها في بحيرة آسنة عطنة , وتأخذ طريق آخر مؤداه النهائي لطريق الدماء والحرائق والإتلاف , والعمل علي الثأر من الجيش المصري والشرطة المصرية في محاولات مستميتة للإجهاز عليهما ثم إعادة بسط السيطرة بالدماء والحرائق علي الوطن والمواطنين , وكأن عصابة الإخوان تستعيد غزوة من الغزوات الدينية , يكون فيها دور عصابة الإخوان بمثابة الجيش الذي علي رأس قيادته محمد بن عبد الله , والصحابة , والجيش المصري والشرطة المصرية بمثابة جيش أبو لهب وأبو جهل ومعهما حمالة الحطب , ومن ثم وجب إنتصار جيش محمد وصحابته علي جيش الكفار والمشركين , وهكذا يدار الصراع بين عصابة الإخوان , وبين الجيش والشرطة ..
5
المدهش في هذا الصراع أنه يشارك فيه طرف ثالث , وهو الشعب بغالبيته , ليكون أداة من ضمن أدوات الجيش والشرطة ضد عصابة الإخوان الإرهابية , ولكن الجيش والشرطة علي مستوي القيادات العليا قد يكونا مدركين لهذا الدور الشعبي الوطني , ولكن علي مستوي القيادات الأدني مازالت بعض الممارسات الخاطئة تمارس مما تنعكس بآثارها السلبية علي الشعب تجاه الجيش والشرطة , ويتبقي أن تحدث العديد من التفاهمات بين الجيش والشرطة وبين الشعب بقياداته التنويرية علي مستوي الأحزاب والنقابات والهيئات والمؤسسات , لتفادي هذه الخطايا وعدم تكرارها , والوصول إلي نتيجة مؤداها في النهاية أن الشرطة المصرية والجيش المصري يعملان بالفعل من أجل أمان وأمان المواطنين المصريين , والتنسيق بين الجيش والشرطة والشعب لسد تلك الفجوات الأمنية التي يمكن لتنظيم عصابة الإخوان أن يخترقها , وهذا أمر حيوي وهام .
6
مازال الكثير من النخب والمثقفين متخوفين من سيطرة المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية علي مفاصل الدولة , والمجتمع المفكك الأوصال بالفقر والجهل والمرض , وتحويل الدولة إلي دولة بوليسية بعد ما تم إنجازه من الحصول علي مناخ الحريات الفردية وحرية التعبير والتظاهر والإعتصام والإحتجاج , لتعود تلك الدولة لتصادر تلك الحريات في عودة غير حميدة لمرحلة ماقبل 25 يناير 2011 , وهذا يستدعي صناعة الثقة بين الجيش والشرطة في جانب , وبين الشعب في جانب آخر , واتخاذ العديد من القرارات المنظورة في الواقع المعاش علي أرض الواقع , ليستشعر تطبيقها ويحس بها المواطن البسيط , وهذا يحتاج إلي العدالة الإجتماعية الناجزة عبر الشفافية والمكاشفة من غير تسيد المؤسسة العسكرية إقتصادياً وسياسياً علي المجتمع / الشعب , وتكون إمكانيتها مسخرة من أجل المواطنين والوطن , وليس العكس ..
7
إذا أدركت المؤسسة العسكرية تلك الأمور فسيكون النصر حليف المجتمع / الشعب , بقيادة عبدالفتاح السيسي الذي يمثل واجهة الصراع ضد مرسي العياط , وضد عصابته والعصابات المتحالفة معهم , إلي أن يحين أوان وجود شخصية متوافق عليها شعبياً وسياسياً , تجتاز باقي مراحل الصراع والتحدي من أجل دولة المواطنة والمساواة في المواطنة وتكافوء الفرص , وهذا غير متاح إلا لأصحاب السلطة و الثروة والأجهزة الإعلامية الجبارة .
فأين الطريق الثالث الذي يمكن للمواطنين أن يجتازوه بعيداً عن سلطة أوصياء الوطن وأوصياء السماء ؟!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفسية النص _ الفصل الثالث_ نفسية النص وعلاقتها بالآخر
- القرضاوي .. والفتاوي المخبولة !
- السيسي والمؤسسة العسكرية بين مطامع ومطامح الإخوان والوطني وا ...
- زريعة الفلول .. وفاقدي الشرف العقلي
- عن آلهتك : لاتخبرني بشيء
- شكراً للعام 2013 .. عام الفضائح والعار وسقوط الأقنعة
- ويبقي سؤال النخب !
- سؤال الوطن .. وسؤال الدين
- منطقة الشرق الأوسط والإرهاب الديني .. رؤية موجزة !!
- نفسية النص _ الفصل الأول _الموروث وأسر العقل
- هكذا يعتقدون .. سعادة السماء بالعنف والدم والإرهاب !
- الضمائر المخنثة وادعاء الحياد
- الفاشيات تصنع دساتيرها !
- هل لديك ثوب آخر !؟
- رسالة دم
- عتامة
- عصفور الفصل الخامس
- إمرأة .. طفلة .. دروس أطفال التنظيم
- حماة الله .. بسيف الله
- جيسى بولس .. وآلهة القتل


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الزهيري - السيسي والعياط .. والطريق الثالث !!