أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مناف الحمد - داعش والفوات التاريخي














المزيد.....

داعش والفوات التاريخي


مناف الحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4502 - 2014 / 7 / 4 - 12:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تغيير الخارطة الشعورية الذي أحدثه اندفاع داعش في العراق في الوجدان الجمعي لأبناء المنطقة الشرقية في سوريا قد يصلح عاملاً مفسراً لحالة الاسترخاء التي مكّنت داعش من التمدد على مساحات كبيرة تشمل كل الريف الشرقي لدير الزور على ضفتي نهر الفرات وصولاً إلى حدود العراق .
فداعش التي كانت أشباح أفرادها تتراءى للناس كأنها الجن لما ترتكبه من فظائع أصبحت بين ليلة وضحاها ظاهرة تحقق درجة من الرضا لدى عموم الناس هناك ؛ فهي هزمت جيش المالكي وهي تربك النظام الإيراني وهي تنتصر للسنة المظلومين في العراق وتتحالف معهم ضد "الروافض" وتجتاح مع حلفائها السنة بسرعة منقطعة النظير المدينة تلو المدينة.
السنوات الثلاث التي ذاق فيها السوريون مختلف صنوف العذاب والحرمان يفسر أيضاً هذا السقوط ؛ فالإيمان بالفعل الثوري قد بدأ بالتلاشي والأمل الذي وضع بمؤسسات المعارضة إبان تشكلها تحول إلى يأس ونقمة عليها عند الغالبية مما جعل القبول بأي بديل يضبط الفوضى ويثبّت ولو نسبياً حالة السيلان التي تنعدم فيها إمكانية التنبؤ بأي مستقبل قريب فضلاً عن البعيد أمراً مطروحاً.
أما إعلان الخلافة فقد يكون ليس ذا أهمية كبيرة أمام ضغط الحاجة إلى قدر من الاستقرار والأمان والانتشال من بئر العذاب والمعاناة وهو ليس أولوية أمامها كما إنه لا يثير الاستياء.
وجود عزت الدوري في صفوف الجبهة التي تحارب المالكي وما يحمله ظهوره المفاجئ ليس بالشأن اليسير لما يمثله نائب صدام حسين من مكانة في قلوب الناس في عموم تلك المنطقة وما يشغله أي طيف صدامي من مساحة في وجدان العموم.
فالمنقذ في المخيال الجمعي للعرب عموماً ولأبناء تلك المنطقة خصوصاً مكوّن أساسي من هذا المخيال ، وقد صار أكثر حضوراً فيه في هذه اللحظة التاريخية العصيبة وأيّ منقذ أكثر حضوراً في قلوبهم وعقولهم من نائب صدام حسين الفارس البطل الذي تحدى الأمريكان والشيعة ولم يهتز له جفن حتى أثناء تفيذ حكم الإعدام.
إن ما سبق من محاولة للتفسير يجب أن يلحظ في ثناياه المسؤولية التاريخية التي تتحملها مؤسسات المعارضة بدون استثناء والمجتمع الدولي بخذلانهم للشعب السوري والتسبب في حالة النكوص الحضاري إلى ما قبل مئات السنين ؛ فأي كارثة أكبر من أن نبدأ عصر نهضتنا ب "علي عبد الرازق " وكتابه "الإسلام وأصول الحكم "وننتهي بالنسخة الأكثر تطرفاً وظلامية من البن لادنية وأي تراجع أكبر من أن يستبشر الناس بطيف صدامي تأملنا أنه قدأصبح خارج التاريخ هو ومنظومته الاستبدادية ، ومنّينا أنفسنا مع بدء ثورات الربيع العربي أن البديل الديمقراطي سيكنس كل أشباح المستبدين من عقول الناس وقلوبهم.
لا يقع اللوم على الباحث عن نقاط ارتكاز وسط الحالة السائلة لكي يستطيع تثبيت قدميه ولا يدفع نحو المجهول ، ولكنّ اللوم كله يقع على النخب وهي مسؤولة اليوم أكثر من أي وقت مضى على التصدي لحالة الفوات التاريخي التي لم يسبق لها مثيل حتى في عصور الانحطاط.



#مناف_الحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتفاق النووي الإيراني :آفاقه وتحدياته
- لماذا انخفضت نسبة نجاح بشار الأسد ؟
- مقدمة بحث عن الدولة والقبيلة
- الكتل المتصارعة
- أحزاب الأزمات
- لا ديمقراطية بدون فردية
- الموت إحساساً بالذنب
- صديقي (س)
- في ذكرى السابع من نيسان
- لا تستخدموا الإسلام كأداة تسويق واسترضاء للأكثرية
- شبكات الثقة والتحول الديمقراطي
- الطاغية وعنف اللغة
- فتح صفحة جديدة
- أين انتم من الضحية؟
- التشكل الكاذب
- التعسف في التعامل مع النص المطلق
- من الذي يشرعن التدخل الخارجي؟
- يا الله ما لنا غيرك يا الله
- لوك والحق الطبيعي
- الهويات المتخندقة مسؤولية من ؟


المزيد.....




- -خليلي جمالك-..مصورة تستكشف الجانب -القبيح- لمعايير الجمال ف ...
- -الكاهي والقيمر-.. فطور عراقي أصيل يجذب الآلاف كل صباح في قل ...
- على خلفية اشتباكات السويداء.. الداخلية السورية تُعلن عزمها - ...
- خبراء يرجحون ثوران براكين بحرية في وقتٍ قريبٍ، فهل يدعو ذلك ...
- هل تتبع الحكومة الألمانية نهجا جديدا في التعاطي مع الإسلام؟ ...
- صواريخ تاوروس الألمانية فتيل نزاع جديد محتمل في أوروبا
- ذوو الشهيدين -العريس والمغترب- يروون تفاصيل جريمة المزرعة ال ...
- ماذا يقول الإيرانيون عن الاتفاق النووي بعد 10 أعوام على توقي ...
- كثافة التواصل ووسائل هزيمة الشعور بالوحدة
- من هو الأجدر بجائزة نوبل للسلام أكثر من ترامب؟


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مناف الحمد - داعش والفوات التاريخي