أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مناف الحمد - لماذا انخفضت نسبة نجاح بشار الأسد ؟














المزيد.....

لماذا انخفضت نسبة نجاح بشار الأسد ؟


مناف الحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4473 - 2014 / 6 / 5 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا انخفضت نسبة نجاح بشار الأسد؟

تعمد أنظمة الاستبداد إلى تعويض نقص الشرعية بالفيض الإيديولوجي ، هذا ما درج عليه حافظ الأسد طوال فترة حكمه وما تابعه ابنه الوريث للجمهورية والذي احتاج أكثر من سلفه تعويضاً لنقص الشرعية لأنه ورث ما لا يورّث .
ولما كانت القضية الفلسطينية بكل تعقيداتها ومعضلاتها قائمة وما دام الجولان محتلاً فمن السهل التمترس بهما واتخاذهما زياً تنكرياً يخفي وجه المستبد القبيح ، واستثمار إيديولوجيا المقاومة والممانعة بشكل مفرط وفي السياق المناسب أو خارجه ؛ لأنها الأداة الوحيدة لتعويض نقص الشرعية .
ومن تجليّات الفيض الإيديولوجي المستخدم للتغطية على الشرعية الناقصة أو غير الموجودة أصلاً نسبة السبعة والتسعين في المئة التي كانت تتمخّض عن بيعة بشار الأسد قبل الثورة فالمبالغة تعبير عن أمرين :
الأول: الاستهتار بالشعب والتعامل معه كقطيع أغنام يساق بغريزة القطيع إلى مبايعة راعيه.
والثاني : الإحساس العميق بلا شرعية النظام ورأسه والذي يستدعي مكابرة وإنكاراً يسكتان الهواجس ويصارعان انعدام الثقة.
وكان فيض الشعارات الإيديولوجية دائماً هو أداة التسويق لنسبة نجاح الرئيس الساحقة والبديل المعلن الذي يعمل على إخفاء الأمرين المسكوت عنهما..
وفي ضوء هذا التحليل نستطيع أن نفسر انحدار النسبة إلى الثمانية وثمانين بالمئة في الانتخابات الأخيرة.
فنظن أن المكابرة التي كان يغذيها صمت الشعب واستخذاؤه لم تعد ممكنة بعد الثورة وأصبحت تجد لها منفذاً آخر غير رفع نسبة النجاح وهو العنف الوحشي ، وأما التعامل مع الشعب كقطيع فقد بات أكثر تعذراً وتحول الاستهتار إلى عداء مستحكم لعدو نديّ قادر على المواجهة والمنازعة المغالبة.
ولأن شعارات الممانعة لم تعد كافية كغطاء إيديولوجي ؛ فلم يعد ثمة بدّ لكي يستمر توازن المعادلة من رفع مقدار هذا العامل عن طريق تخفيض الطرف الثاني من المعادلة وهو نسبة النجاح مع إجراء تحوير على العاملين الكامنين المذكورين آنفاً وليس زيادة أو نقصاناً في مقدارهما.
ولأن المعطيات الموضوعية لا تسمح للمستبد مهما بلغت درجة قلة حيائه أن يتجاوز سقفاً معيناً فلم يكن ممكناً رفع مقدار الغطاء الإيديولوجي بدرجة كبيرة وبالتالي لم يكن ممكناً تخفيض النسبة في الطرف الثاني للمعادلة تخفيضاً أكبر.
لا يمكن أن يتغير الفعل بدون أن تتغير البنية بالاستعانة بمصطلحات نظرية بارسونز ، ولأن بنية نظام بشار الأسد لم تتغير فلم يكن ممكناً حدوث فعل مفارق ولم يكن ثمة سبيل غير اللعب ببعض المقادير زيادة هنا ونقصاناً هناك.
وانطلاقاً من حقيقة استعصاء الفعل على التغير ما دامت البنية ثابتة ؛ فإن الدعوات البائسة من قبل دعاة التصالح والحوار مع نظام متكلس كنظام الأسد لا تعبر إلا عن جهل مطبق بالبدهيات ، أو عن انتهازية تحاول أن تظهر نفسها بمظهر فني.
.



#مناف_الحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة بحث عن الدولة والقبيلة
- الكتل المتصارعة
- أحزاب الأزمات
- لا ديمقراطية بدون فردية
- الموت إحساساً بالذنب
- صديقي (س)
- في ذكرى السابع من نيسان
- لا تستخدموا الإسلام كأداة تسويق واسترضاء للأكثرية
- شبكات الثقة والتحول الديمقراطي
- الطاغية وعنف اللغة
- فتح صفحة جديدة
- أين انتم من الضحية؟
- التشكل الكاذب
- التعسف في التعامل مع النص المطلق
- من الذي يشرعن التدخل الخارجي؟
- يا الله ما لنا غيرك يا الله
- لوك والحق الطبيعي
- الهويات المتخندقة مسؤولية من ؟
- الحقوق الطبيعية
- بؤساء النظام لا يصلحون لجسر الهوة


المزيد.....




- التشيك: أرسلنا نصف مليون قذيفة مدفعية من العيار الثقيل إلى أ ...
- بلجيكا: أكبر معرض من نوعه في أوروبا يجمع عشاق ألعاب الفيديو ...
- أعمال العنف في مناطق الدروز في سوريا.. ما الذي حدث؟
- إلقاء قنبلة دخانية باتجاه منصة رئيسي وزراء هولندا وبولندا (ف ...
- السماء تتزين بعرض سماوي ساحر فجر الثلاثاء
- أصبح بإمكان الزوار صرف الدرهم في موسكو!
- محافظ السويداء يوجه رسالة لأهالي المدينة السورية
- -نبي الغضب-: جبهة إسرائيل الداخلية تتفكك وحماس لم تُهزم
- حرائق قرب بورتسودان وقصف يستهدف مخيمات للنازحين بالفاشر
- جيش الاحتلال: مقتل رقيب في دهس عملياتي بغلاف غزة


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مناف الحمد - لماذا انخفضت نسبة نجاح بشار الأسد ؟