أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مناف الحمد - الكتل المتصارعة














المزيد.....

الكتل المتصارعة


مناف الحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4454 - 2014 / 5 / 15 - 17:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحكى أنه في قديم الزمان كان هناك ملك وكانت له بطانة وكان له مع بطانته أمر عجيب.
فقد كانوا يوقعونه في حيص بيص كلما فكر في اتخاذ قرار لكثرة تنازعهم وعبثاً حاول أن يجمع أمرهم ويوحد كلمتهم.
في إحدى الليالي ظهر له وهو مؤرق الفكر مهموماً جني ّأشفق على حاله وبعد أن هدّأ من روعه قال له سأحيطك خُبراً بسرّ تنازع أفراد بطانتك .
وسأدلك على طريق يقر عينك انشاء الله.
المسألة كلها مرتبطة بجهلك ببعض المفاهيم .
فأنت تعرف أن وراء كلّ منهم كتلة ولكنك لا تفرق بين الكتلة والحجم فتوزع المهام حسب الكتلة مع أن التوزيع يجب أن يكون بدلالة الكتلة والحجم.
ظلّ الجني يشرح ويبسّط للملك الذي وجد صعوبة في استيعاب هذه المفاهيم طوال الليل إلى أن اقتنع أن الملك قد إضاف مفاهيمه إلى مخزونه الفكري.
في الصباح حاول تطبيق الدرس وبدأ يفكر بتغيير التوزيع بحسب متغيري الكتلة والحجم ،وكان الأمر بالغ الصعوبة ويحتاج إلى زمن طويل ولكنّ هذا لم يفتّ في عضده لسروره بالعلم الجديد الذي لم يكن أحد غيره في عصره يعرفه.
في الليلة التالية وهو يتأمل في العلم الذي انفرد عن بني البشر في عصره بمعرفته ظهر له جنيّ غير صاحبه الأول.
وكان ذا ملامح أكثر تعقيداً من جني الليلة الأولى وبعدأن هدّأ من روعه قال له :أيها الملك الطيب !
لا أقصد غير مساعدتك وأعلم أن جنياً زارك البارحة ولكني أحيطك علماً أنه من كتلة من الجن لا تأبه إلا للكتلة والحجم وأنك يجب أن تعمل بدلالة متغير ثالث هو الوزن وظلّ يشرح له مفهوم الوزن إلى انبلاج الفجر.
في الصباح عاد الملك إلى طواميره(وهي مسودات للكتابة والدرس) وقد تعقدت المسألة بدخول متغير الوزن وبدأ يدرس توزيع المهام على أفراد بطانته بحسب الكتلة والحجم والوزن .
في الليلة الثالثة وقد بدأ الأرق يزوره وحالة السرور التي اعترته بالعلم الجديد تتلاشى ظهر له جنيّ ثالث وكان شكله مرعباً وله رأس لا ينتمي لأي شكل هندسي معروف.
وبعد أن هدأ روعه قال له:
اسمع مني فالجنيان اللذان زارك متخلّفان فالأول من كتلة لا تأبه إلا للكتلة والحجم ،والثاني من كتلة تضيف إليهما الوزن أما أنا فأنتمي للكتلة المتطورة علمياً والتي تأخذ مع المتغيرات السابقة متغير الكثافة فقم بتخصيص المهام على أفراد بطانتك بحسب الكتلة والحجم والوزن والكثافة.
زاد همّ الملك المسكين وصار يضرب أخماساً بأسداس ولم يعد يعرف كيف يستخدم المتغيرات الأربعة وعندما جرّب زاد تنازع بطانته وتفاقمت الصراعات.
قرر أن يستدعي العفاريت الثلاثة ويجمعهم بأفراد بطانته ويفتح حواراً قد يساعد على اجتراح حلول عجز لوحده عن إيجادها.
وكم كان استغرابه كبيراً عندما وجد كل مجموعةمن بطانته قد انفردت بجني من الثلاثة قائلة إنها تنتمي إلى كتلته وبدأت الكتل المختلطة الإنسية الجنية هذه تتعارك وتتقاذف السبّ بالسبّ والنار بالنار.
هرع الملك المسكين إلى الخارج وأطلق ساقيه للريح وخاطب ربه قائلاً: يا رب أي حكمة لديك عندما ابتليتني بفهم الفيزياء؟ وماذا لو أبقيتني سعيداً بجهلي؟ ألا لعنة الله على الكتل أينما وجدت وحيثما حلّت!



#مناف_الحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحزاب الأزمات
- لا ديمقراطية بدون فردية
- الموت إحساساً بالذنب
- صديقي (س)
- في ذكرى السابع من نيسان
- لا تستخدموا الإسلام كأداة تسويق واسترضاء للأكثرية
- شبكات الثقة والتحول الديمقراطي
- الطاغية وعنف اللغة
- فتح صفحة جديدة
- أين انتم من الضحية؟
- التشكل الكاذب
- التعسف في التعامل مع النص المطلق
- من الذي يشرعن التدخل الخارجي؟
- يا الله ما لنا غيرك يا الله
- لوك والحق الطبيعي
- الهويات المتخندقة مسؤولية من ؟
- الحقوق الطبيعية
- بؤساء النظام لا يصلحون لجسر الهوة
- تهافت مفهوم الوصاية
- المجتمع الليبرالي كما نفهمه


المزيد.....




- -سيارة مجهولة- تدهس حشدًا في هوليوود بلوس أنجلوس.. شاهد آثار ...
- برعاية أمريكية.. اتفاق مبادئ بين الكونغو و-إم23- في الدوحة
- نائبتان فرنسيتان للجزيرة نت: لن نوقّع أي وثيقة إذا قرصنت إسر ...
- دراسة: الأراضي الرطبة بأفريقيا من الأكثر تدهورا عالميا
- مصدر أمني يكشف للجزيرة مراحل اتفاق السويداء وترحيب بوقف إطلا ...
- بعد إزالة آخر سد.. شباب السكان الأصليين يستعيدون نهرهم التار ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات فيديو -سرقة أسوار حديدية من الطر ...
- وفد ديني من القدس يتفقد كنيسة العائلة المقدسة في غزة بعد الق ...
- غزة: مقتل 32 فلسطينيا على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين أثن ...
- أفول الهيمنة الأميركية.. صعود الصين والمأزق في الشرق العربي ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مناف الحمد - الكتل المتصارعة