أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - دبلوم في الخطيئة














المزيد.....

دبلوم في الخطيئة


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4495 - 2014 / 6 / 27 - 16:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


( ان مخالفة الطبيعة الانسانية الكونية من اجل عقائدغيبية متوارثة هي الخطيئة الاولى .. والاخيرة )
الباحث والكاتب : عماد سامي سلمان

ان اول شهادة ينالها الفرد في حياته هي من السلطات الدينية ..
فعند ولادته , يحصل على شهادة (دبلوم في الخطيئة ) ..
ويخبرونه بانه نال شهادة ( مذنب ) بدرجة ( جيد )..
وبانه جاء الى الارض لانه طرد من النعيم بسبب خطيئة ارتكبها ..
فولد ( آثما) والسماء ( غاضبة منه ) ..
ويعلمونه بان السبيل الوحيد لاعادته الى النعيم هو ارضاء السماء للتكفير عن خطيئته .

وهكذا اصبح هدف الانسان في الحياة ليس ,( اختبار الحياة )..
بل ( كيفية ارضاء السماء)..
ولكي يرضي السماء لابد ان يتواصل معها لطلب السماح ..
وبما ان الانسان لايمكنه التواصل معها مباشرة ..
كان لابد من وجود وسيط بينه وبين السماء ..
وهذا الوسيط هو ( السلطات الدينية )..
لقد اصاب الانسان منذالاف السنين الفايروس المعلوماتي ..
السلطات الدينية منذ تلك العصور هي التي قامت وتقوم ببرمجته ..
وهذا الفايروس هو فايروس فكري معتقدي ..
وهو معلومة تشبه الفايروس المعلوماتي ..
الذي يعطل ذكاء الكومبيوتر ..
فيجعله غبيا يتصرف بجنون وبعدم اتزان .
لقد تمكنت السلطات من ادخال هذا الفايروس المعلوماتي في راس الفرد ..
اي داخل منظومة معتقداته ..
واوهموا هذا المسكين بانه ولد مصابا بفايروس خطر ..
اسمه ( هذه الحياة )..
وبان هذه الحياة التي يعيشها ليست هي (الحياة )..
الداعشيون التكفيريون نموذجا لذلك ...
الحياة الحقيقية هي ( تلك الحياة ) التي سوف يعيشها
بعد الموت ..
فهذه الحياة هي بعد (تلك الحياة )..
انها مجرد حالة مرضية تسبق ( الحياة ).

ان المضاد لفايروس ( هذه الحياة ) فهو من السلطات الدينية ..
وهي من يملك حصرا الدواء الذي يوصل الى الشفاء .

اخبروه بان الخروج من مستشفى ( هذه الحياة ) ممكن بحالتين :
الخروج ميتا الى القبر وجحيمه , بسبب عدم شفائه من الفايروس , وعدم اخذ العلاج المناسب , وعدم الالتزام بتعليمات السلطات الطبية الدينية .
او الخروج معافى الى ( تلك الحياة ) ونعيمها ,نتيجة لتعافيه التام من الفايروس , ولالتزامه بالعلاج المناسب وتقيده الدائم بتوجيهات السلطات الطبية الدينية .
وهكذا عمر هذا الفايروس المعتقدي الاف السنين في عقول الافراد ..
كما عمرت السلطات الدينية الاف السنين بفضل هذا الفايروس ..
وهكذا انحرفت (هذه الحياة)عند الفردعن الحياة الطبيعية وتحولت بفضل السلطات الدينية الى حالة مرضية تسبق ( الحياة )..
اي الى حياة مؤجلة .

تقول السلطات الدينية للفرد
ان ( هذه الحياة ) فانية ..
وهي ليست حياتك الحقيقية , بل معبر لامستقر ..
لذا لاباس ان كنت مستغلا من قبلنا بعض الشيء ..
ولاباس ان قتلت في احدى معاركنا ..
وعاش اولادك يتامى من اجلنا ..
ولاباس ان عشت مسلوب الارادة وتبعت ارادتنا ..
او وزعت كل ماتملك على مؤسساتنا ..
لاباس ان تسكت عن المظالم , وتختبر الالم ..
ولاباس ان تفتقد الفرح الحقيقي , والنور الداخلي ..
وان تعيش حياة مزرية في ( هذه الحياة ) ( الفانية )..
املا في العيش في ( النعيم ) بعدها .
وعندالحور العين ( الدواعش التكفيريون نموذجا لذلك )...

تربي السلطات الدينية الفرد على ثقافة تحقير الذات من جهة , وتمجيدالاوثان الفكرية والعقائدية من جهة اخرى .
وتجسد المجتمعات المتخلفة عن الانسانية المكان المثالي والبيئة المناسبة لظهور ثقافة تحقير الذات .
يشغل تحقير الذات برامج التدمير الذاتي ,بحيث ينصب الفرد العداء لنفسه ..
فلا يثق بها ,وينبذها , ولا يستمع اليها , وبالتالي لايحبها ..
ومن لايحب ذاته فانه لايستطيع ان يحب اي مسار في الحياة .
فتحقير الذات هو في الحقيقة تحقير للحياة .
ان تحقير الذات هو مرض فكري ونفسي واجتماعي وعقائدي مزمن ..
ويمكن ربطه نفسيا بالمازوشية ..
والمازوشية هي حب تعذيب الذات وتحقيرها ..
كما ان تحقير الذات يشبه الى حد بعيد مرض تحقير الاخرين ..
ويمكن ربطه نفسيا بالسادية ..
والسادية هي السعي الهوسي لتعذيب الاخرين واذلالهم ..
الفكر التكفيري للقاعدة ولداعش مثالا على ذلك ..
ان تحقير الذات هو السبب الذي يشعل داخل الفرد حروبا عبثية ..
تستنفد كل طاقاته الانسانية والابداعية ..
وتسلب ارادته الحرة وقدرته على التطور والتغير ..
وتشل حركته الداخلية , فيسهل تحريكه عن بعد .

يظن البعض ان تحقير الذات هو نوع من انواع التواضع ,لكنه في الحقيقة ليس تواضعا ..
انه مرض معتقدي معدي ..
والهدف منه يكمن في السيطرة على الافراد والجماعات وجعلهم ينضوون تحت رايتهم القطيعية الدينية او السياسية ..
فتحقير الذات واذلالها يجعلان الفرد في حالة بحث دائمة عن التقدير ..
فيعيش متسولا يسعى لاصطياد الاحترام والتبجيل من الخارج ..
كتعويض طبيعي عن تحقيره الداخلي لذاته الحقيقية ..
وهذا مايوصل الفرد المفلس داخليا الى القضاء على نفسه ..
في سبيل كسب تقدير السلطات الدينية او المدنية له ..
ويذهب ضحية ( افلاسه) الداخلي و ( بطولته )الخارجية ..
لقد شجعت كل العقائد التي تحتقر الحياة , الفرد على تدمير ذاته والغاء حياته من اجل قضايا هامشية او خيالية ..
تصب معظمها في مصلحة السلطات الدينية والزمنية الحاكمة ...
ولاتمت باية صلة الى هدفه الاساس وهو وجوده في الحياة الا وهو :
اختبار الحياة

المصدر

كتاب( الوطن العالمي العالمي ..الانساني ) – للباحث والكاتب اللبناني عماد سامي سلمان – ط 1- 2014- دار الفارابي – بيروت – لبنان .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنس والكبت الجنسي
- نحو وطن عالمي كوني - انساني
- الانقلاب والثورة ينفيان الديمقراطية
- زعماء العالم النموذجيون
- الانساق الثقافية المعمارية - الجنسية
- تاثير الجنس في الحركات الاسلاموية التكفيرية
- الجنس بين الاثارة وشحة الامكنة
- جدلية الدين والنص والتاريخ
- الانظمة الشمولية واصابعها الخفية
- اشكالات استعادة الفعل السياسي في العراق
- الشمولية البعثية وصناعة شخصية صدام
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 6
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 5
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 4
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج3
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 2
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 1
- حد الردة وحد الحرابة ومابينهما من سياسة
- حرب المعلومات وتسليع الثقافة
- تقييم سوسيولوجي للاهوت التحرير


المزيد.....




- المرصد الفرنسي للهجرة: الجزائريون أكثر المهاجرين تمسكا بالهو ...
- فرحة العيال رجعت.. تردد قناة طيور الجنة toyour eljanah 2024 ...
- المقاومة الإسلامية للعراق تستهدف ميناء حيفا بأراضي فلسطين ال ...
- بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية المسيح المخلص بموسكو ...
- قمة إسلامية في غامبيا وقرار منتظر بشأن غزة
- بالفيديو.. الرئيس بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية الم ...
- استعلم الآن … رابط نتيجة مسابقة شيخ الأزهر 2024 بالرقم القوم ...
- شاهد.. الغزيون يُحَيُّون مقاومة لبنان الإسلامية والسيد نصرال ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف بيّاض بليدا والراهب والرا ...
- الاحتلال يقيد وصول المسيحيين لكنيسة القيامة بالقدس في -سبت ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - دبلوم في الخطيئة