أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - الدعاية والاشاعة..تحليل سيكولوجي لما حدث ويحدث















المزيد.....

الدعاية والاشاعة..تحليل سيكولوجي لما حدث ويحدث


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4494 - 2014 / 6 / 26 - 08:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الواقعة
اصاب العراقيون ذهول صباح سماعهم سقوط الموصل بيد مسلّحي (داعش) وهروب قوات الجيش العراقي تاركة اسلحتها ومعداتها..واختفاء الشرطة المحلية من شوارع المدينة ،وفرّار الناس من المدينة مذعورين.وتحول الذهول الى هلع حين توالت الاخبار بأن المسلحين استولوا ايضا على مدينة تكريت..وأنهم في طريقهم الى بغداد..وكان للأشاعة الدور الأكبر فيما احرزه المسلحون من انتصارات وما اصاب الناس من انكسارات..ومن اجل الوطن والناس كانت هذه المقالة العلمية المتخصصة بسيكولوجيا الدعاية والاشاعة.
التحليل
بعيدا عن تفاصيل انواع الدعاية والاشاعة،وبهدف حصر الموضوع بالحدث الأخطر الذي يواجهه العراقيون فان الدعاية تعني معلومات،او معتقدات،أو التبشير بمشروع او: اثارة، ايحاء، تحريض ،مناورة،تضليل..، تستخدم للتأثير في الناس لتحقيق ثلاثة اهداف عبر ثلاث مراحل:تغيير الاتجاهات،وحصول الاقناع، وصولا الى تغيير موقف يتبدى في سلوك عملي.
ذلك هو الهدف النهائي للدعاية في اوقات الحروب والازمات:تغيير السلوك الفعلي للناس الناجم عن تأثير الدعاية في تغيير اتجاهاتهم وحصول اقتناع لديهم بما تحمله تلك الدعاية من مضامين وافكار وتوقعات وخطط ومشاريع..يعتمد نجاحها على جودة صياغتها علميا وواقعية اجراءاتها عمليا.


اما الاشاعة فهي خبر او حدث يجري تداوله شفاها بين الناس،قد يكون مختلقا وقد يتضمن حقيقة او جزءا منها ،يجري تضخيمه بطريقة تشبه رسم فأر صغير يتحول عبر سلسلة من الرسامين الى بعير كبير..هدفها الرئيس خلق فوضى معلوماتية وتشوش فكري تفضي سيكولوجيا الى شعور المتلقي بالخوف او الرعب الناجم عن توقع الشرّ.ويمتد تأثيرها من خفض المعنويات وتفريق الناس بين مصدّقين مرعوبين،وخائفين ،ومحبطين،ومتذمرين من نظام سياسي او حكومة مسؤولة عن امنهم..الى انعكاس تأثيرتها السلبية (الخوف،القلق،الهلع،..)على الحياة الأسرية والصحة النفسية للأطفال بشكل خاص.ويتحكم في انتشار الاشاعة ثلاثة قوانين هي :اهمية الحدث ،وصدمة المفاجأة ،والغموض..بمعنى :كلما كان الحدث كبيرا،ووقوعه مفاجئا،واكتنفه الغموض..انتشرت الاشاعة في علاقة طردية بها.
واقع حال
ما جرى في سقوط الموصل(10 حزيران 2014) وما تبعه من احداث:هروب قوات مسلحة وشرطة وسقوط مدن وفرار ناس..،تحققت فيها قوانين الاشاعة الثلاثة بشكل مثالى لم يحصل في تاريخ حروب العراق من عام 1980 رغم كارثيتها. نقول ذلك بوصفنا عاصرنا تلك الحروب وكتبنا عنها.فالحدث (سقوط الموصل) كان مهما جدا لدرجة ان المحللين السياسيين وصفوه بأنه شكّل بوابة الدخول الى شرق اوسط جديد،والخطوة العملية الأولى نحو تقسيم العراق. والحدث حقق صدمة مفاجأة غير مسبوقة،ليس فقط بتساؤل الناس بذهول:كيف حصل هذا؟..بل وايضا في صعوبة تصديق هروب خمسين الف ضابط وجندي وخمسين الف شرطي امام ثلاثة آلاف مسلّح..وكيف يمكن لدبابة عسكرية ان تهرب امام سيارة بيك آب؟!!. وبتوفير الحكومة القانون الثالث لانتشار الاشاعة (الغموض)..بقول رئيسها،في حينها،بان الذي جرى في الموصل كان (خدعة ومؤامرة)..تكون القوانين الثلاثة لانتشار الاشاعة قد توافرت بحالة نموذجية غير مسبوقة في تاريخ الاشاعات التي رافقت حروب العراق الكارثية،بعهديه..الدكتاتوري والديمقراطي..وأليها يعزى الدور الرئيس في صنع مسرحية من نوع (اللامعقول) في مشاهد متلاحقة لانكسارات مهينة للجيش العراقي أمام مسلحين قد يهزمون شرطة في شوارع مدينة ولكن ليس جيشا في ساحات الحرب.
وما زاد في انتشار الاشاعة تخلّي امريكا عن مساندة العراق التي تربطها به معاهدة استراتيجية تنص على مساعدته في حالة تعرضه الى خطر،وتصريح اوباما بان امريكا لن تتدخل عسكريا ما لم يكن هنالك اتفاق سياسي بين الكتل السياسية العراقية،ويقين الناس بأن هؤلاء الفرقاء ما اتفقوا ولن يتفقوا حتى لو احترق العراق ما داموا يعيشون مرفهين آمنين.

ان ما حدث وفر اجواءا مثالية لانتشار الاشاعة،وما يجري من احداث لغاية اليوم(22/حزيران) هو نفسيا لصالح المسلحين،اذ نقلت الاخبار انهم سيطروا على مدن راوه وعنه والرطبة.والمتابع لتحركاتهم يجد انهم يتبعون استراتيجية فيها بعد سيكولوجي كبير اذ انهم بدأوا بـ(حرب المياه) تبعها (حرب الجسور) ووصلوا الآن الى (حرب المعابر) بسيطرتهم على معبر القائم..وفي هذا زخم سيكلوجي يغذي الاشاعة ويساعد على انتشارها بسرعة..بتوظيفها على انه سيحقق ثلاثة اهداف كبيرة:منع الحركة التجارية عن بغداد،وتأمين الامدادات للمسلحين،وادامة زخم تقدمهم نحو مناطق اخرى،فضلا عن رفع معنويات المسلحين بتصوير ان ما كانوا يحلمون به،ويقاتلون من اجله قد تحقق جغرافيا على الارض بربط ارض الشام بأرض العراق وقيام دولتهم الاسلامية..بل انهم سيمضون اكثر في توظيف اشاعة نفسية ستثير رعب الناس حقا..هو انهم سيقطعون المياه عن العراقيين بسيطرتهم عمليا على نهر الفرات!
مقابل هذا فأن االقيادة العسكرية تقول ما يعّده الناس تضليلا واعترافا ضمنيا بانهيار نفسي عسكري كقول الناطق باسمها السيد قاسم عطا بأن (انسحاب الجيش عن بلدات غربية كان تكتيكيا)،وقول رئيس الحكومة بعيد يومين من احتلال الموصل بان الجيش سيشن هجوما كاسحا لاخراج داعش من الموصل.يضاف الى ذلك استحضار الناس لما كان يبثه الاعلام العراقي في السنتين الاخيريتين،اذ ما كانت تمر ليلة لم يكن فيها خبر عن قتل او اعتقال ارهابيين،والاستيلاء على اسلحة ومعدات..لو تم جمعهما بطريقة حسابية لكان المجموع يساوي جيشا لدولة!..ما جعل العراقي حائرا بين أمرين:اما ان يكون الارهابيون كائنات من الجن،وهذا غير معقول،او ان الاعلام العراقي كان يبالغ ويفبرك في تصوير الاحداث،وهو المعقول.
لم يتعلم الاعلام العراقي بعد ان الدعاية والاشاعة في زمن الحرب يجب ان تفنّد الخبر بصورة او بشهادة متحدث يتمتع بالمصداقية..لا بكلام معظمه فائض معنى.وأنه مايزال يمارس دور (تقبيح) وجه العدو و(تجميل) وجه الحاكم..وما يزال يكثر من اظهار المتحدثين الذين يقولون ما يرضي الحاكم والسلطة التي ينتفع منها.وما يزال يعتمد في دعايته على وجوه مستهلكة (مكروهة) لدى الناس انطباع عنها بانها تكذب.فشتان بين ان يظهر في وسائل اعلام السلطة من هو محسوب عليها وآخر مفكر مستقل يعرف كيف يحلل بموضوعية وكيف يبطل مفعول الاشاعة التي اصابت الناس بالانكسار والخوف..ويسكنها الآن توقع الشر.
نعم ان داعش قد مسكت مساحات من الأرض..لكنها بالنتيجة لن تستطيع الاحتفاظ بها لمدة طويلة،ولن يؤثر كثيرا ان سيطرت على معبر او معبرين فلدى العراق اثنا عشر معبرا،ولن تستطيع البقاء في الموصل لأن فيها علماء ومثقفون ومتحضرون فيما (داعش) جماعة متطرفة،بل ان المجتمع العراقي بكافة مكوناته يرفضها لأنه يرفض التطرف،وان المسلحين،وان بدوا الآن متحدين،فانهم مجاميع متقاطعة ايديولجيا وعقائديا وسلوكيا،وان القتال فيما بينها سيكون حتميا،فضلا عن ان الكثيرين بينهم من جنسيات مختلفة..وانهم يريدون ان يكونوا امراء على العراقيين يتملكهم دافع الانتقام وقطف رؤوس من لا يكون ذليلا لهم..وانهم في النهاية..لا مستقبل لهم في العراق.
ان الاعلام العراقي بحاجة الان الى دعاية من نوع جديد.وكما تشكل غرفة عمليات عسكرية يجب ان تشكل غرفة دعاية اعلامية يجيد صناعتها عقول متخصصة في الاعلام وعلم النفس والاجتماع من المستقلين سياسيا وغير المحسوبين على السلطة..تمتد نشاطها الى اجراء بحوث ميدانية سريعة تستقرأ الحالة النفسية للشارع العراقي والجندي العراقي،وتنتقي وجوها جديدة تتمتع بالرصانة والمصداقية والحب الصادق للعراق وأهله..فالحرب لها وجهان عسكري ونفسي..تكون فيه الاشاعة اقوى من البندقية احيانا.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد خراب العراق..المرجعية تحرق ورقة المالكي
- الخيارات صعبة..ومبادرة للحل
- العراقيون ..وكأس العالم
- الحاكم الفاشل..تحليل شخصية
- ليلة سقوط الموصل!
- ما افسدته السلطة في الشخصية العراقية (2-2)
- الاختلاف والكره..تحليل سيكوبولتك
- وسائل السيطرة على التشاؤم لدى العراقيين
- ما افسدته السلطة في الشخصية العراقية (1-2)
- عذر عبد الآله الصائغ..العراقيون اجهضوا فرحتك!
- حقائق جديدة عن الشخصية العراقية:(3) الوعي الانتخابي واحياء ا ...
- حقائق جديدة عن الشخصية العراقية 2:التعصب للهوية والوصولية وا ...
- الطائفية والعشائرية والاأبالية هي الفائزة!. 1:خصائص جديدة عن ...
- من سيفوز في الانتخابات العراقية..؟تحليل سيسكوبولتك
- قاسم حسين صالح - كاتب وباحث، ورئيس الجمعية النفسية العراقية ...
- لو كنت برلمانيا..ما هي أولوياتك؟
- الدعايات الانتخابية -تحليل سيكولوجي للمرشح والناخب (1-2)
- ثقافة نفسية (116): ثقافة الاعتذار
- الاعلام..يتصدره الفاسدون
- التغيير ممكن..والمطلوب هو...؟


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - الدعاية والاشاعة..تحليل سيكولوجي لما حدث ويحدث